سوث24 | عبد الله الشادلي

صعَّد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من هجماته ضدَّ القوات الجنوبية منذ مطلع العام الجاري بصورة لافتة.  ونفَّذ التنظيم المتشدَّد قرابة 31 هجومًا، رصدها مركز "سوث24 حتَّى اليوم 21 يونيو، في محافظتي أبين وشبوة.

وخلَّفت الهجمات عشرات القتلى والجرحى من القوات الجنوبية، فيما لقي العديد من عناصر التنظيم حتفهم أيضًا. واستخدم التنظيم الهجمات المباشرة بالمسلحين والعبوات الناسفة والألغام، كما استخدم الطائرات المسيرة في شبوة، في تطور وصف بـ "الخطير".

وتصدَّت القوات الجنوبية لبعض العمليات، لكنَّ الهجمات الموجهة عن بعد بالعبوات والألغام استمرت في التسبب بالخسائر في الأرواح والعتاد دون استراتيجية واضحة لمواجهتها.

 وجاء هذا التصعيد بعد سلسلة الهزائم غير المسبوقة التي عانى منها التنظيم على يد القوات الجنوبية في محافظة أبين في الأشهر الأخيرة من العام المنصرم ضمن عملية "سهام الشرق"، حيث فقد معظم معاقله في المناطق الوسطى في المحافظة، لا سيَّما "وادي عومران".

الهجمات

بلغت هجمات تنظيم القاعدة ضدَّ القوات الجنوبية منذ مطلع العام 2023 وحتَّى اليوم حوالي 31 عملية منفصلة في محافظتي أبين وشبوة، تبنَّى التنظيم معظم هذه العمليات في بيانات رسمية نشرها على منصة "ملاحم" الإعلامية.

وبحسب الرصد الذي أجراه مركز "سوث24"، نفذ التنظيم 17 هجومًا في محافظة أبين، فيما بلغت عدد الهجمات في محافظة شبوة 14 هجومَا. وتركزت معظم الهجمات في "مديرية مودية" وسط أبين، و"منطقة المصينعة" في مديرية الصعيد بشبوة.

وبلغت الهجمات ذروتها في شهر مايو الماضي بـ 9 هجمات، كما وصل عدد الهجمات في شهر يونيو الجاري إلى 7 هجمات. ونفذ التنظيم 5 هجمات في يناير، و8 هجمات في شهري مارس وفبراير، بينما اقتصر شهر أبريل على هجومين فقط.

ومن بين 31 هجوماً، نفذ القاعدة 17 منها باستخدام العبوات الناسفة التي وصل عددها إلى 18 عبوة. واستخدم التنظيم تقنية الطائرات المسيرة 5 مرات في محافظة شبوة، أولها كان في 12 مايو الماضي في منطقة المصينعة.

كما نفذ القاعدة 5 هجمات عبر عناصر مسلحين في أبين وشبوة هاجموا نقاطًا وحواجز أمنية، فيما استخدم قذائف الهاون ودراجة نارية مفخخة ولغم أرضي والاشتباك المباشر مع حملة أمنية جنوبية لتنفيذ 4 هجمات أخرى. 

الضحايا

خلفَّت هجمات القاعدة نحو 28 قتيلًا من القوات الجنوبية وقرابة 52 جريحًا، ما مجموعه 80 جندياً على الأقل من قوات الحزام الأمني ومحور أبين وقوات الإسناد والدعم وقوات دفاع شبوة، وهي تشكيلات من القوات الجنوبية.

واشتملت قائمة الضحايا على قادة بارزين من القوات الجنوبية، من بينهم القيادي في ألوية الإسناد الأمنية المشكلة مطلع العام الجاري "عبد الله سعد"، والقيادي العسكري عبد الرحيم المعكر، والقيادي الأمني فوزي البكري. ولقي القادة الثلاثة حتفهم في أبين.

وفي محافظة شبوة، أصيب القيادي في قوات دفاع شبوة الرائد أحمد السليماني خلال عملية الاستهداف بطائرة مسيرة التي نفذها تنظيم القاعدة في مايو الماضي بمنطقة المصينعة. 

خسائر القاعدة

فقد تنظيم القاعدة عددًا من عناصره في الهجمات التي نفذها بواسطة مسلحين ضد القوات الجنوبية. ووفقًا لمصادر عسكرية وأمنية لـ "سوث24"، لقي قرابة 9 من عناصر القاعدة حتفهم في العمليات التي نفذت في أبين وشبوة.

كما نعى التنظيم رسمياً مقتل أحد جنوده في وادي عومران بمودية وسط أبين، في أبريل الماضي، برصاص القوات الجنوبية. بالإضافة لذلك، خسر التنظيم بعض الأوكار خلال حملة "نمر أبين2" الأمنية للقوات الجنوبية في وادي الخيالة بمديرية المحفد بين 9 – 14 من شهر مايو.

وخلال الحملة، أعلنت القوات الجنوبية تفكيك شبكات ألغام وعبوات ناسفة في الوادي. وفي 20 مايو، أعلنت قوات دفاع شبوة العثور على "جهاز تفجير العبوات الناسفة عن بعد بكامل أدواته في مدينة عتق". 

وفي 3 مارس الماضي، قالت مصادر متطابقة إنَّ طائرات بدون طيار استهدفت عناصر من تنظيم القاعدة في وادي الخيالة بمديرية المحفد بأبين. كما استهدفت طائرة مسيرة أخرى في 14 يونيو عناصر من التنظيم في "شعاب مذاب" بمنطقة المصينعة في شبوة، وفقًا لمصادر محلية لمركز "سوث24".

وفي 17 يونيو، أفادت مصادر مطلعة بمقتل القيادي الميداني في القاعدة "أبو محمد الشلواني العولقي" في الغارة على "شعاب مذاب" في منطقة المصينعة بشبوة، والتي يرجح أنَّها نفذت بواسطة طائرة مسيرة أمريكية.

كما تجدر الإشارة إلى أنَّ تنظيم القاعدة قد نعى في بيانات رسمية عددًا من القيادات، بينهم سعوديون، قضوا في غارات لطائرات بدون طيار يرجح أنَّها أمريكية على منطقة وادي عبيدة بمحافظة مأرب، شمال اليمن.