13-03-2020 الساعة 11 صباحاً بتوقيت عدن
خاص بـ سوث24| نقل تقرير نشرته صحيفة المونيتور الأمريكية عن مصادر حكومية يمنية بأن الهزائم المتتالية التي مني بها الجيش اليمني في شمال شرق صنعاء "جاءت بعد تراجع دعم الرياض العسكري لهذه الحكومة". في حين عددت الصحيفة أسباب أخرى لذلك، بينها صراع الأجنحة داخل الجيش وحالة الفساد الواسعة.
وبحسب التقرير الذي أعده عمار الأشول، وهو صحفي يمني مقيم في بيروت، أن تقدم الحوثيين شمال شرق صنعاء "يأتي في ضوء تراجع قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، بدعم من تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية، وتراجع الرياض لدعمها العسكري لهذه الحكومة."
ونقل التقرير - الذي ترجم أجزاء منه سوث24- عن مصادر عسكرية حكومية، قالت للمونيتور شريطة عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، "أن السعودية لم تدعم القوات الحكومية بشكل كاف في معركة الجوف."
وبحسب الصحيفة "يمكن أن يعزى إحجام الرياض عن تقديم الدعم العسكري في معركة الجوف إلى أسباب سياسية واقتصادية وعسكرية."
| صراع الأجنحة بين الإصلاح والمؤتمر واحتدام الفساد أحد أبرز أسباب تراجع الجيش شمال اليمن
وكشفت الصحيفة أن "المتمردين الحوثيين في اليمن أمنّوا هذا الأسبوع مناطق مهمة في محافظة مأرب الغنية بالنفط، وسيطروا على أجزاء حرجة من المحافظة في 10 مارس، بناءً على الانتصارات الأخيرة التي أعطتهم السيطرة على منطقة نهم الاستراتيجية، شرق العاصمة صنعاء، ومنطقة الحزم، مركز محافظة الجوف. كما استولوا على منطقة الغيل المجاورة للحزم في شمال شرق البلاد."
صراع أجنحة واحتدام الفساد
وتضيف الصحيفة أن "الهزيمة الأخيرة للقوات الحكومية تعود إلى عدة أسباب، أبرزها صراع الأجنحة العسكرية الميدانية مع ولاءات سياسية وأيديولوجية متعددة. وفي حين أن العديد منهم ينتمون إلى حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين)، فإن القوى الأخرى موالية لحزب المؤتمر الشعبي العام السياسي بقيادة الفريق الصغير بن عزيز، رئيس أركان الجيش، المعين مؤخرًا".
وإضافة إلى ذلك تقول الصحيفة الأمريكية "يحتدم الفساد المتفشي داخل الجيش الوطني. فقد كشف وزير الدفاع اليمني محمد علي المقدشي في أبريل 2019 أن 30٪ فقط من قوات الجيش على الخطوط الأمامية. فيما 70% يبقون في المنازل بينما يحصلون على أموال مقابل القتال."
| من المرجح أن تتجه أولويات الرياض نحو حماية حدودها وتحسين اقتصادها، بعيدًا عن تدخلها المباشر والحاسم في المواجهات العسكرية على الساحة اليمنية
وتشير الصحيفة أنه وعلى المستوى السياسي، تجري السعودية محادثات سلام غير رسمية مع الحوثيين. وقد تسعى المملكة، التي من المتوقع أن تستضيف قمة مجموعة العشرين في وقت لاحق من هذا العام، لنزع فتيل المواجهة الحامية مع الحوثيين جزئياً لهذا السبب."، بالإضافة إلى ذلك، تقول الصحيفة "تضغط السعودية على الجيش اليمني لإعادة الهيكلة للحد من نفوذ (حزب) الإصلاح."
تشير الصحيفة إلى أن "الأهمية الاستراتيجية لمحافظة الجوف تنبع من موقعها على الحدود السعودية. إذا تمكن الحوثيون من السيطرة على المحافظة بأكملها، فسيضيفون إلى سيطرتهم الحدودية الحالية في محافظة صعدة. علاوة على ذلك، فإن السيطرة على الجوف ستمهد الطريق للحوثيين للاستيلاء على مأرب."
الطريق إلى مناطق النفط
ويضيف التقرير "يسيطر الحوثيون على المناطق المحيطة بمأرب من ثلاثة اتجاهات، ومن الشرق من نهم، ومن الجنوب من صرواح، ومن الشمال من الجوف."
وترى الصحيفة بأنه " إذا تمكن الحوثيون من فرض سيطرتهم الكاملة على منطقة الخب والشعف، أكبر منطقة في محافظة الجوف، فإنهم سيشقون طريقهم نحو منطقة وادي حضرموت شمال شرق اليمن. لكن المؤشرات والحركات الميدانية تظهر أن الحوثيين يضعون مأرب في أولوياتهم."
ومن خلال التقدم في محافظة الجوف، يسعى الحوثيون، بحسب التقرير، للحصول على اليد العليا في المفاوضات مع المملكة العربية السعودية أو أي محادثات مستقبلية قد تشجعها الأمم المتحدة بين الأطراف اليمنية.
| إذا تمكن الحوثيون من فرض سيطرتهم الكاملة على محافظة الجوف، فإنهم سيشقون طريقهم نحو منطقة وادي حضرموت شمال شرق اليمن
ورجحت الصحيفة أن "الحوثيين يركزون على السيطرة على المساحات الشاسعة في الجوف، ثم يتقدمون نحو مأرب. وهذا من شأنه أن يفتح طريقا آخر نحو محافظات النفط والغاز شبوة وحضرموت في جنوب شرق اليمن."
وبناءً على هذه التطورات الأخيرة، من "المرجح أن تتجه أولويات الرياض نحو حماية حدودها وتحسين اقتصادها، بعيدًا عن تدخلها المباشر والحاسم في المواجهات العسكرية على الساحة اليمنية."، كما يقول التقرير.
وتختم الصحيفة تقريرها بالقول إن الحوثيين" يطبقّون تكتيكًا معروفًا لقبول المفاوضات أو هدنة لأخذ نفس، ثم شن ضربة عسكرية مؤلمة ضد خصومهم."
المصدر الأصلي: المونيتور الأمريكية
قبل 3 أشهر