التقارير الخاصة

الزبيدي يستلهم تجارب استقلال الدول من نيويورك

الزُبيدي يعقد جلسة مباحثات مع رئيسة جمهورية كوسوفو، 20 سبتمبر 2023 (رسمي)

23-09-2023 الساعة 11 صباحاً بتوقيت عدن

language-symbol language-symbol

سوث24 | نيويورك


في 18 سبتمبر الجاري، وصل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي إلى مدينة نيويورك على متن طائرة أقلت أيضًا رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي ومسؤولين آخرين.


كانت المرة الأولى التي تطأ فيها أقدام سياسي جنوبي ينتمي رسميًا لحركة استقلال جنوب اليمن مقر الأمم المتحدة منذ عقود. كما مثَّلت أيضًا على مدى أيام أوسع مشاركة دبلوماسية خارجية للزبيدي، وأول زيارة للولايات المتحدة.


ومع العليمي، شارك الزبيدي في الدورة الـ 78 للجمعية العمومية للأمم المتحدة. كان هذا الهدف الأساسي للزيارة، لكن اللقاءات الجانبية المتعددة تصدرت نشاط الزعيم الجنوبي في "المدينة التي لا تنام".



الزبيدي مع الوفد المرافق له في نيويورك (رسمي)


في الأمم المتحدة


 بشكل متجاور ندي، ظهر الزبيدي إلى جانب رشاد العليمي في الدورة الـ 78 للجمعية العمومية للأمم المتحدة. بدت ثنائية الجنوب والشمال أكثر وضوحًا من أي وقت مضى في أهم محفل دولي. 


قال الزبيدي إن هدفه من المشاركة "هو ضمان بقاء الوضع في اليمن على جدول أعمال الأمم المتحدة، وأن الأصوات المشروعة للجنوب مسموعة". مضيفًا: "هذه هي رسالتنا هنا: يجب أن يكون شعبنا في طليعة من يحدد مستقبلنا".



الزبيدي والعليمي في الدورة الـ 78 للجمعية العمومية للأمم المتحدة (رسمي)


لقاءات بارزة


بعد ساعات من وصوله، وقبل انطلاق الدورة الأممية، التقى الزبيدي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ضمن الوفد اليمني الذي ضم رشاد العليمي. قال الزبيدي إن اللقاء كان "مثمرًا" على حسابه في منصة "إكس".


وأضاف: "ناقشنا الوضع الإنساني الحالي وأفضل طريق للسلام. أكدنا أن الحل الدائم الوحيد للصراع في اليمن هو من خلال عملية سياسية شاملة تعالج جميع الأسباب الجذرية للصراع".


أعرب بلينكن عن تقديره لزيارة العليمي والزبيدي في بيان نشرته وزارة الخارجية الأمريكية.


واستعرض الزبيدي في 20 سبتمبر مستجدات الأوضاع في اليمن مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وصف الزبيدي اللقاء الذي أجراه بشكل منفصل بـ "الدافئ".


وفي اليوم التالي، التقى الزبيدي برفقة العليمي ممثلين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وكان قبلها قد التقى مع العليمي المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، ووزراء خارجية السعودية وسلطنة عمان والبحرين.


كما اجتمع الزبيدي بشكل منفصل في ذات اليوم مع وزير الخارجية الإماراتي. جدد الزبيدي التأكيد على العلاقات الاستثنائية بين أبوظبي وعدن، وقال إنهم سيسعون معا لحل شامل للصراع في اليمن.


والتقى الزبيدي بشكل منفصل أيضًا السفير ستيفن هيكي، مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية.


وفي 22 سبتمبر، التقى الزبيدي بشكل منفصل رئيسة منظمة الصليب الأحمر الدولي ميرجانا سبولياريك، وعبد الله الدردري مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية، ووزير خارجية غينيا بيساو كارلوس بينتو بيريرا.


كما التقى، مع العليمي، نائب رئيس الوزراء البريطاني أوليفر دون. شدد الزبيدي على سلام في اليمن يتوافق مع "معطيات الأرض". واجتمع برفقة العليمي أيضًا مع منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفث.


وفي لقاء ختامي، التقى الزبيدي برفقة العليمي وزير خارجية مصر سامح شكري، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. 



الزبيدي والعليمي يلتقيان الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك (رسمي)


استلهام الاستقلال


استلهام تجارب استقلال الدول أخذ حيزا هاما من لقاءات الزبيدي في نيويورك؛ ففي 21 سبتمبر التقى بشكل منفصل فيوزا عثماني سادريو، رئيسة جمهورية كوسوفو التي استقلت عن صربيا في 2008 بعد نضال طويل.


قال على منصة إكس": " اطلعت على التجربة الفريدة لجمهورية كوسوفو في نضالها نحو تحقيق السلام وبناء الدولة. تلك التجربة الملهمة تحققت من خلال منح الشعب الكوسوفي حقه في تقرير مصيره".


وفي اللقاء مع وزير خارجية جنوب السودان جيمس مورجان، أِشاد الزبيدي بـ "النضال المر" لأبناء البلد الذي خاض نزاعا عسكريا طويلا مع جارته الخرطوم حتى استقلاله قبل 12 عاماً فقط [2011]، عبر استفتاء.




وفي ثالث لقاء من هذا النوع، اجتمع الزبيدي مع بنديتو دوس سانتوس فريتاس، وزير خارجية جمهورية تيمور الشرقية التي حصلت على استقلالها الرسمي عن إندونيسيا في 2002، بعد ربع قرن من "الاحتلال العسكري".


وخلال لقاء مع دينزل دوغلاس، وزير خارجية جمهورية سانت كيتس ونيفس، استمع الزبيدي إلى تجربة الدولة الصغيرة "في بناء مؤسسات الدولة وترسيخ السلم الاجتماعي وتجربتها السياسية في الوصول إلى عضوية الأمم المتحدة".


كما بارك لدولة سلوفينيا نجاحها في الحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي، في يونيو الماضي، في لقاء مع نائب وزير الخارجية صموئيل زبوجار.


في الإعلام الدولي


بوضوح، حرصت كبرى وسائل الإعلام على إجراء مقابلات مع عيدروس الزبيدي أثناء وجوده في نيويورك للاستماع لوجهة نظر جنوبية كانت تقمع بشدة قبل سنوات من الآن. والبداية كانت مع صحيفة الجارديان.


أدلى الزبيدي بتصريحات كبيرة للصحيفة ركزت على التطورات الراهنة وفي مقدمتها وصول وفد من جماعة الحوتيين المدعومة من إيران في أول زيارة معلنة إلى الرياض السعودية، لإجراء محادثات سياسية بوساطة عُمانية.


قال الزبيدي: "لقد تم تهميشنا ودفعنا إلى جانب واحد في المحادثات بالرياض. نطلَّع على ما يجري هناك من خلال وسائل الإعلام". 


وجدد الزبيدي التأكيد على أن "الجنوبيين وحدهم من يقرر مصير مواردهم وثرواتهم". جاء التصريح في ظل تمسك الحوثيين بدفع رواتب الموظفين في شمال اليمن من موارد النفط والغاز التي تتركز في الجنوب.


 وحذَّر الزبيدي من "اتفاق سيء" قد يُبرم مع الحوثيين يسمح ببسط سيطرتهم. مضيفًا: "إيران من خلال الحوثيين ستسيطر على آبار النفط في الجنوب وطريق باب المندب التجاري الذي يتدفق عبره النفط بمليارات الدولارات".


قالت الصحيفة البريطانية إن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لا يتمتع بذات الدعم الشعبي في الجنوب الذي يحصل عليه المجلس الانتقالي الجنوبي.


وفي مقابلة متلفزة مع بي بي سي، أعاد الزبيدي التذكير بالخطوط العريضة لسياسة المجلس الانتقالي الجنوبي. وقال إن العلاقة مع السعودية متينة كما هي العلاقة مع الإمارات، وشدد بقوة على تحقيق إرادة الجنوبيين.



الزبيدي على قناة بي بي سي (صورة مقتطعة)


ورغم الأصوات الساحقة لصالح الاستقلال وعودة الدولة في الجنوب، قال الزبيدي إنَّه لن يستبق الأحداث أو يقرر نيابة عن الشعب. وطالب باستفتاء برعاية الأمم المتحدة يحدد فيه الجنوبيون مستقبلهم.


وبالنسبة له، لا يطالب الجنوبيون بأكثر مما هو موجود في قوانين الأمم المتحدة التي تكفل حرية الشعوب. 


ولفت الزبيدي إلى أن وجوده في نيويورك كنائب لرئيس المجلس الرئاسي يعني أنه يحمل أيضًا قضايا اليمنيين ككل.


وأمس الجمعة، أدلى الزبيدي بتصريحات لافتة أيضًا لوكالة أسوشيتد برس العالمية. وقال إن محادثات الرياض الأخيرة "كانت أولية، والمجلس الانتقالي الجنوبي يخطط للمشاركة في مرحلة لاحقة".


وأضاف: "نحن نطالب بعودة الدولة الجنوبية، بسيادة كاملة، وهذا سيحدث من خلال بدء المفاوضات مع الحوثيين وستكون المفاوضات، بالتأكيد، طويلة".


وانتهت زيارة الزبيدي إلى نيويورك الجمعة. ومن المتوقع أن يعود برفقة رشاد العليمي إلى الرياض للالتحام ببقية أعضاء المجلس الرئاسي. 




- مركز سوث24 للأخبار والدراسات


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا