الأمسية - مركز سوث24
31-03-2024 الساعة 11 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | عدن
نظم مركز سوث24 للأخبار والدراسات، أمس السبت، أمسية نقاشية حول حرية الصحافة في جنوب اليمن بعنوان: "حرية الصحافة في الجنوب"، بالتعاون مع نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين.
الأمسية - مركز سوث24
واشتملت الجلسة النقاشية التي أقيمت في مقر نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في العاصمة عدن على ثلاثة محاور رئيسية للنقاش، هي:
1- واقع الحرية الصحفية في اليمن بشكل عام – المدير الإقليمي لمركز سوث24 للأخبار والدراسات يعقوب السفياني كمتحدث رئيسي.
2- الحرية الصحفية في المراحل التاريخية للجنوب – الأمين العام المساعد لنقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين نصر باغريب كمتحدث رئيسي.
3- توصيات لتعزيز الحرية الصحفية في الجنوب – نائب رئيس تحرير صحيفة الأيام باشراحيل هشام كمتحدث رئيسي.
وفي بداية الجلسة، تحدث نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين عيدروس باحشوان عن انطلاق التعاون مع مركز سوث24 عبر هذه الجلسة النقاشية التي تعد أولى الأنشطة المشتركة.
وأشار باحشوان إلى عمل النقابة التي يقودها لتعزيز مساحة الحريات الصحفية والإعلامية في عدن والجنوب، والجهود التي بذلت في هذا الجانب منذ تأسيس النقابة في يناير 2023.
واقع الحرية الصحفية في اليمن بشكل عام
وخلال المحور الأول، قال السفياني إنه "بلا شك، فإن اليمن تحوز واحداً من أسوأ المؤشرات حول العالم فيما يتعلق بالحريات بشكل عام، ومن بينها الحرية الصحفية". لافتًا إلى مؤشر حرية الصحافة لعام 2023 الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود الذي ضع اليمن في المركز 168 من 180 دولة.
وأوضح المتحدث أنه، وفقا لتقرير صادر عن "صحفيات بلا قيود"، فإن عدد الانتهاكات التي تم رصدها منذ 2014 في اليمن بلغت (1657) حالة انتهاك من بين ضحاياها (51) قتيل، بالإضافة إلى تعرض المئات من الصحفيين للاعتقال والإخفاء القسري والمحاكمات والاعتداءات والتهجير وإغلاق ونهب مقرات الصحف والقنوات الفضائية.
الأمسية - مركز سوث24
ولفت السفياني إلى تقارير وإحصاءات أخرى صادرة عن مراكز ومراصد دولية معتمدة في هذا السياق.
وبالنسبة لخارطة توزيع الانتهاكات ضد الحرية الصحفية وفق الجغرافيا، والأطراف المسيطرة على الأرض. قال السفياني إن البيانات الصادرة عن منظمة صحفيات بلا قيود لعام 2023 أشارت إلى ارتكاب الحوثيين (35) حالة انتهاك، ممثلة نسبة 49.29% من الإجمالي، بينما ارتكبت التشكيلات العسكرية الموالية للحكومة اليمنية (20) حالة، بنسبة 28.16%. وسجل التقرير (12) حالة انتهاك من قبل القوات المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي بنسبة 16.90%. وتم تقييد (3) حالات من قبل مجهولين بنسبة 4.22%.
ووفقا للسفياني، يظهر توزيع الانتهاكات أن حوالي 80% منها كانت في شمال اليمن، حيث يسيطر الحوثيون وقوات موالية للحكومة اليمنية. الحوثيون يتصدرون القائمة بالانتهاكات، بما في ذلك جرائم القتل واحتجاز الصحفيين كأسرى حرب وتبادلهم في صفقات تبادل الأسرى، كما حدث مع الصحفيين عبد الخالق عمران وتوفيق المنصوري وحارث حميد وأكرم الوليدي الذين أفرج عنهم الحوثيون في صفقة تبادل الأسرى في أبريل 2023.
وقال السفياني إن التقارير تشير إلى وقوع انتهاكات في مناطق سيطرة القوات الموالية لعضو المجلس الرئاسي سلطان العرادة في مأرب، وتسجيل حالات اعتقال في عدن كما حدث مع الناشط أحمد ماهر المتهم بجرائم متعلقة بالإرهاب، دون محاكمة عادلة حتّى الآن، بالإضافة لحالات اعتقال صحفيين في المكلا بحضرموت خلال الفترة السابقة.
وعن حرية الصحافة في عدن، جنوب اليمن، قال السفياني إنها تعتبر نموذجاً رائداً اليوم، ولكن تحتاج إلى تنظيم لمنع الفوضى وضمان عدم انتهاك حقوق الآخرين، وتقوم الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي بدور مهم في هذا الصدد. ومع ذلك، فإن الحرية الصحافية تحتاج إلى تعزيز في المحافظات الأخرى في الجنوب.
بالمقابل وفقا للمتحدث، فإن حرية الصحافة في شمال اليمن، بما فيها صنعاء، تكاد تكون منعدمة، حيث لا يسمح الحوثيون بأي تغطيات أو عمل صحفي مستقل، ويوجهون النشاط الصحفي بشكل كامل وفق رغباتهم ويمارسون رقابة شديدة. هذا يتضمن حجب المواقع الإلكترونية كما حدث مع مركز سوث24 مؤخرًا في انتهاك صريح لحرية الصحافة والتعبير المنصوص عليها في القانون اليمني والقوانين الدولية.
الأمسية - مركز سوث24
الحرية الصحفية في المراحل التاريخية للجنوب
وفي المحور الثاني، قدم نصر بن مبارك باغريب ورقة بحثية بعنوان "حرية الصحافة في الجنوب عبر المراحل التاريخية: نظرة نقدية فاحصة". واشتملت الورقة على ستة مباحث هي:
1- الإطار القانوني الذي يتم في سياقه الانتهاكات الصحفية.
2- الحريات الصحفية في الجنوب في مرحلة الاستعمار البريطاني.
3- الحريات الصحفية في الجنوب ما بعد الاستقلال [1967 – 1990].
4- الحرية الصحفية في الجنوب في عهد الوحدة اليمنية.
5- الحريات الصحفية في الجنوب ما بعد مرحلة حرب 2015.
6- الحريات الصحفية في الجنوب خلال 2024.
وخلال المبحث الأول، قدم باغريب تعريفا لحرية الصحافة، وتطور مفهوم حرية الصحافة، لافتًا إلى أن حرية الصحافة ليست مطلقة، وأن مسؤولية الصحافة احترام حقوق الآخرين. وعدد باغريب أدوار الصحافة مثل نشر الأخبار والمعلومات، ونشر الثقافة والفكر والعلوم. ولفت أن القانون والواجبات يفرضان العمل ضمن إطار هذا القانون، واحترام الحقوق والواجبات العامة، واحترام خرمة الآخرين وخصوصياتهم.
وفي المبحث الثاني، أشار المتحدث إلى أوائل النشرات والصحف في عهد الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن الذي استمر لأكثر من قرن، لافتا إلى وجود هامش من الحرية آنذاك وظفه المستعمر لخدمة أهدافه بما في ذلك نقل أخبار انتصاراته ضمن محور الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.
وبالنسبة للحريات الصحفية في الجنوب ما بعد الاستقلال، أشار باغريب إلى قانون تأميم المطبوعات والصحف واحتكار النظام الاشتراكي آنذاك للنشاط الصحفي والإعلامي باسم الدولة، مع وجود بعض المبررات آنذاك المتعلقة بالمخاوف من المؤامرات على الدولة الوليدة.
وقال باغريب إن عهد الوحدة اليمنية هو الأسوأ فيما يتعلق بحرية الصحافة في الجنوب، وذكر أسماء صحفيين تعرضوا للاعتقال والتعذيب من قبل أجهزة نظام علي عبد الله صالح لاسيما من كانوا ضمن الحراك السلمي الجنوبي الذي نادى بعودة دولة الجنوب. ولفت إلى ما تعرضت له صحيفة الأيام الشهيرة عام 2009 في عدن من اقتحام تحت النيران الخفيفة والمتوسطة من قبل جنود النظام السابق مما أدى لسقوط ضحايا.
الأمسية - مركز سوث24
وبعد 2015، قال باغريب إن انتهاء السيطرة العسكرية الشمالية على عدن ومعظم الجنوب ساعدت على تعزيز حرية الصحافة والرأي لدى الجنوبيين، مع وجود انتهاكات جسيمة ضد الصحفيين في عدن والجنوب ارتكبت من قبل الحوثيين أو أطراف أخرى ناهضت المجلس الانتقالي الجنوبي بعد تشكيله في عام 2017.
وخلال العام الراهن، أشار باغريب إلى أن الحرية الصحفية في الجنوب في مرحلة ازدهار حيث يدعم المجلس الانتقالي الجنوبي صاحب السيطرة على الأرض فضاء الحريات العام مع قيود تفرضها المرحلة ومتعلقة بالأمن القومي الجنوبي والجبهات المفتوحة مع خصوم داخليين وخارجيين، حد تعبيره.
توصيات لتعزيز الحرية الصحفية في الجنوب
وفي المحور الثالث، تحدث باشراحيل هشام عن مرتكزات حرية الإعلام الثلاث، وهي:
1- الاستقلال المالي للمؤسسات الإعلامية.
2- التزام قادة المؤسسات الإعلامية بنشر الآراء المخالفة لآرائهم.
3- التزام السياسيين بنص المادة (6) من القانون اليمني التي تؤكد عمل الدولة بميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي للحقوق الإنسان وميثاق جامعة الدول العربية وقواعد القانون الدولي المعترف بها بصورة عامة، والمادة (42) التي تنص أنه لكل مواطن حق الإسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتكفل الدولة حرية الفكر والإعراب عن الرأي بالقول والكتابة والتصوير في حدود القانون والدستور.
الأمسية - مركز سوث24
وتطرق باشراحيل إلى قضية أحمد ماهر الذي تعتقله الأجهزة الأمنية في عدن، وضرورة محاكمته إذا كان مذنبا، وعدم ترك قضيته لتستخدمها كثير من الأطراف كغطاء لمهاجمة الجنوب والمجلس الانتقالي.
وقدم المتحدث توصيات عدة لتعزيز الحرية الصحفية في الجنوب، ومنها:
- تدريب القوات الأمنية والقيادات الأمنية والعسكرية بضرورة الالتزام بالقانون والدستور.
- حرية الحصول على المعلومة من مصدرها.
- تدريب أجهزة الأمن للمرافق السيادية والعامة بخصوص حق الصحفيين في الدخول والحصول على المعلومة بدون إذن قضائي، بالإضافة لمدراء المرافق أو الوزراء.
- تأهيل المواقع الإلكترونية للمؤسسات الصحفية للتحول إلى شركات ربحية تحقق الاستقلال المالي.
- الدفع نحو إنشاء شركات متخصصة بالترويج الإعلاني لخدمة المواقع والصحف العاملة في البلاد.
- تأهيل الصحفيين الشباب في مواد الدستور والقانون الخاصة بعملهم وإلزامهم باحترامها.
- مكافحة التعصب الأعمى والمناطقية في الخدمات الإخبارية.
وبعد انتهاء الحديث ضمن المحاور الثلاثة، أتيح المجال للضيوف الحاضرين من صحفيين وأكاديميين قارب عددهم 40 شخصا لتقديم مداخلات متعلقة بموضوع الأمسية. وأشاد الحاضرون بالنقاش المميز وأهمية عقد مثل هذه الجلسات.
الأمسية - مركز سوث24
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات