29-03-2020 الساعة 5 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| زيورخ/خاص
قدّم متخصص من جنوب اليمن في مجال الأبحاث الطبية بألمانيا رسالة عاجلة إلى السلطات الصحية المعنية في عدن، أورد فيها معلومات تفصيلية عن الواقع السكاني والصحي في عدن، بهدف معرفة الإمكانيات لمواجهة مخاطر الفيروس التاجي، وكشف خلالها وفاتين خلال الـ 24 ساعة الأخيرة نتيجة الجهل بالتعامل مع الإصابات المحتملة.
وعنون عبد الله باصميع، الذي يعمل لدى شركة بحثية مختصة بتشخيص أمراض المناعة والمناعة الذاتية بألمانيا، رسالة وجهها لكل من وزير الصحة اليمني ناصر باعوم ووكيل وزارة الصحة علي الوليدي ورئيس الدائرة المحلية للمجلس الانتقالي بعدن عبد الناصر الوالي "كي لا يقتلنا الجهل بـ كورونا أكثر من كورونا."
عبد الله باصميع، أنهى درجة البكالاريوس في التقانة الطبية الحيوية من جامعة براندنبرغ التقنية، كوتبوس-زنفتبرغ في ألمانيا
وقال باصميع "أنه بالنظر للتركيبة السكانية لعدن وبقراءة مبسطة اعتمد فيها على الرصد السكاني للمدينة في آخر خمس سنوات فإن احتمالية التعداد السكاني للمدينة حاليا حوالي 1232440 نسمة، ووفقا لتقديرات 2017 للتركيبة السكانية في المدن اليمنية فإن اعمار الناس تتفاوت كالتالي (0–14 سنة: 43.5%، 15–64 سنة: 53.9% ، 65 سنة وأكثر: 2.6%).
وبالتالي يقول باصميع "نحن أمام تعداد سكاني يحوي 536111 نسمة تتراوح اعمارهم حتى سن 14 عاما. و664285 نسمة تتراوح اعمارهم ما بين سن ال 15 وال 65 عام، و32043 نسمة اعمارهم فوق سن ال 65."
وبقراءة هذه الأعداد من الناحية البيولوجية وتأثير الوباء فإننا أمام فئتين عمريتين، تعداد سكاني يصل لحوالي 1200396 مليون ومئتين وثلاثمائة وستة وتسعون نسمة بإمكانهم مقاومة المرض الى حد ما مالم يكونوا مصابين بأمراض مزمنة، وفئة عمرية يصل تعدادها لحوالي 32043 نسمة هي الاكثر عرضة للمرض والتي قد تتعرض لعوارض مرضية تناكسيه مع احتمالية ان يكونوا مصابين بأمراض مزمنة.
باصميع: "وفاة طفلة السبت بعدن تعاني من أعراض ربو، بعد أن رفضت المستشفيات قبولها، خشية إصابتها بأعراض كورونا، واليوم الأحد توفى جنين في بطن أمه التي كانت تنزف طيلة ليلة كاملة ولم يقترب منها أحد بسبب أن الأم كانت تسعل لفترة طويلة."
وعليه يقول باصميع "فإن اي انطلاقة وقائية يجب أن تستند على هذا التعداد والذي سيكون أكثر دقة لو توفرت لدى (الجهات المختصة) أعداد احصائية حالية."
يقول باصميع "إن المستشفيات الحكومية في عدن لا تتجاوز 6 مشافي حكومية بقدرة استيعابية لعدد 652 سرير (تمريض) و42 سرير عناية مركزة، ولا يزيد عن 35 جهاز تنفس صناعي."
أما المختبرات فيقول "مختبر مركزي واحد في عدن وصلت له في الفترة الاخيرة عدد 300 كيتس للتحليل. بقدرة تحليلية كاملة تصل ل 28800 هذا ان كانت ماتزال متواجدة في المختبر المركزي ولم يتم توزيعها.".
ووفقا للأرقام أعلاه يقول صميع "علينا مواجهة عارض وبائي يستهدف مساحة جغرافية تعدادها 1232440 نسمة منهم 32043 نسمة هم الاكثر عرضة للخطر." لذلك يرى " نحن الآن أمام منظومة صحية قدرتها العامة الاستيعابية في حدود 77 سرير نصفها، مزود بأجهزة تنفس، هذا في وضع الحالات المرضية التناكسية، ولأن الطب الوقائي يتطلب منك ان تتوقع الأسوأ لتدفع بالعملية العلاجية، فإننا امام قدرة صحية سريرية "سرير واحد لكل 414 مريض قد يتعرض لحالة تناكسية."
باصميع: "نحن أمام قدرة صحية سريرية "سرير واحد لكل 414 مريض قد يتعرض لحالة تناكسية."
لذلك يرى باصميع بأنه "يجب الحفاظ على القدرة الاستيعابية لهذا العدد، وأن أي فشل سيعني أن المنظومة الصحية انهار، ومثال ذلك إيطاليا".
"ففي حال دخول عدد معين للعناية المركزة أو احتاجوا للتنفس الصناعي فيجب أن تكون مرحلة علاجهم فترة زمنية قياسية تحسبا لدخول عدد جديد، وأي فشل سيؤدي لانهيار المنظومة الصحية."
لذلك يرى باصميع أن الحل لمواجهة هذه المشكلة هي ما مدى قدرة المؤسسة الصحية، التأثير على القطاع الخاص واشراكهم في هذه المعركة المجتمعية مع حفظ حقهم المالي وحقوق طواقمهم الطبية.
ويشير باصميع إلى المستشفيات الخاصة " البريهي، النقيب، خليج عدن، صابر، الريادة، الوالي، بابل وعدن الألماني، وبحسب الاستبيان من بعض الاطباء الذين عملوا في هذه المستشفيات فان أكثر قدرة استيعابية لها لا تتجاوز 20 سرير عناية مركزة 3 - 5 منها مزود بجهاز تنفس صناعي."
وبالتالي فإن الإجمالي العام الذي سيتوفر في عدن " 128 سرير عناية مركزة و32 سرير مزود بجهاز تنفس، وسنكون أمام مؤسسة صحية قدرتها العامة 170 سرير عناية مركزة و67 سرير مزود بجهاز تنفس صناعي بقدرة استيعابية عامة تستهدف الفئة الاكثر عرضة للإصابة، بواقع سرير عناية مركزة لكل 135 شخص."
المقومات البشرية
ويشير باصميع إلى الكادر الطبي الذي تتطلبه المستشفيات، معتبرا أن "القدرة الاستيعابية الاولية في المستشفيات الحكومية بعدد 77 سرير تتطلب طبيب لكل أربعة اسرة، أي الحاجة ل 19 طبيب في المناوبة، بمتوسط 38 لمناوبتين او 57 لـ ثلاث مناوبات. شريطة ان يكون في المناوبة أخصائي تخدير بخبرة عناية مركزة، أو أخصائي باطني بخبرة عناية مركزة".
وفيما لو تمكنت الجهات الحكومية من استيعاب القطاع الخاص، يقول باصميع "سنكون أمام حاجة طبية ل 170 سرير بحدود 42 طبيب وستصل الحاجة ل 126 طبيب في الثلاث المناوبات."
وبحسب باصميع، أنه وحتى هذه اللحظة لم يتم إعداد أي كادر طبي يحمل على عاتقة زمام المبادرة، ولم يتم تعميم أي بروتوكول علاجي يكون بيد الطبيب للتجاوب مع الحالات المشبوهة."
"الفحص المتفرد وبأعداد قليلة قد يؤدي الى تلف بعض المواد وبالتالي خسارة كتس كامل (صندوق يحتوي على 96 عينة)
ويرى باصميع أن "خطورة عدم البدء بالإعداد البشري الطبي ربما سيجعلنا نقف أمام صعوبات أكثر من وباء كورونا بحذ ذاته".
ويشير المختص بالتقانة الحيوية أن "طفلة تعاني من أعراض ربو، توفت يوم أمس السبت، بعد أن رفضت المستشفيات قبولها، خشية إصابتها بأعراض كورونا، واليوم الأحد توفى جنين في بطن أمه التي كانت تنزف طيلة ليلة كاملة ولم يقترب منها أحد بسبب أن الأم كانت تسعل لفترة طويلة".
وأشار باصميع إلى أن هناك "إهدار لعينات الفحص المتعلق بفيروس كورونا من قبل وزارة الصحة."
اقرأ أيضا:
- كبير مستشاري الإنقاذ الدولية يحذّر: فيروس كورونا سيدّمر اليمن!
وقال إن "الفحص المتفرد وبأعداد قليلة قد يؤدي الى تلف بعض المواد وبالتالي خسارة كتس كامل (صندوق يحتوي على 96 عينة)، لذا أنصح ان يتم تخصيص يوم واحد للفحص حتى يكتمل فيه عدد معين، وإجراء الفحص ابتداء بذوي الأمراض المزمنة بمختلف فئاتهم العمرية، ثم الشباب".
ودعا باصميع "لتفعيل آلية الحجر المنزلي لمن تكون نتائجهم إيجابية مع خلال حث المصاب على التوقيع على استمارة تلزمه البقاء في البيت وتحمله كامل المسؤولية في حال مخالفة قواعد الحجر المنزلي."
وكان كبير مستشاري النزاع والسياسات الإنسانية في لجنة الإنقاذ الدولية ماركوس سكينر قد حذر من هشاشة النظام الصحي في اليمن، مشيرا إلى أن فيروس كورونا سيدّمر اليمن، إن لم تتخذ إجراءات عاجلة.