منظور دولي: الاقتصاد نقطة ضعف الحوثيين لكن الضغوط الخارجية تضعف الموقف الحكومي

تجميع: مركز سوث24

منظور دولي: الاقتصاد نقطة ضعف الحوثيين لكن الضغوط الخارجية تضعف الموقف الحكومي

دولي

الجمعة, 23-08-2024 الساعة 02:38 صباحاً بتوقيت عدن

منظور دولي  

يتناول هذا التقرير مجموعة من التحليلات نشرتها مؤخرًا منصات عالمية، التي رصدها مركز سوث24 وترجم ولخص جانبًا منها، والتي تسلط الضوء على تطورات هامة في الشرق الأوسط وتأثيراتها على المشهد السياسي والاقتصادي الدولي.

يتمحور التحليل الأول حول الضغوط الاقتصادية التي فرضتها الحكومة اليمنية على الحوثيين، وكيف أن التراجع عن هذه الضغوط بضغط سعودي وأممي يعكس تعقيدات الوضع في اليمن. التحليل الثاني يستعرض دور المملكة المتحدة في استخدام "القوة الناعمة" للتأثير على الأزمات في الشرق الأوسط، خاصة في التعامل مع إيران.

التحليل الثالث يناقش العلاقات المتنامية بين روسيا وإيران وتأثيرها على التوازنات الإقليمية، خصوصًا في سياق الحرب الروسية الأوكرانية. وأخيرًا، يعرض التحليل الرابع احتمالات تصاعد النزاع بين إيران وإسرائيل إلى حرب إقليمية أوسع، وتأثير ذلك على الاستقرار العالمي.

التفاصيل..



ذكر معهد دول الخليج العربية في واشنطن أن الضغط الاقتصادي الذي مارسته الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا على الحوثيين، والذي استهدف نقاط ضعفهم في الإيرادات والسيولة، كان من الممكن أن يعرّض المليشيا للخطر، لولا أن الحكومة تراجعت عنه بضغط سعودي وأممي.

وأوضح المعهد أن الضغط الاقتصادي الذي مارسته الحكومة المعترف بها دوليًا على الحوثيين كان يشكل جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تقويض قدراتهم الاقتصادية، وهي نقطة ضعف رئيسية للجماعة.

وأشار التحليل إلى أن هذا التوجه قد دفع كل من السعودية والأمم المتحدة إلى معارضة الحملة الاقتصادية التي تشنها الحكومة اليمنية ضد الحوثيين، معتبرين أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع وتعقيد مساعي السلام.

وذكر التحليل أن التراجع عن هذه الإجراءات يبرز مدى تعقيد الوضع، حيث تظل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا تعتمد بشكل كبير على الدعم السعودي، مما يضعها في موقف ضعف أمام الحوثيين.

كما تناول التحليل معضلة المجتمع الدولي في التعامل مع الحوثيين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يتمكنوا من حسم الصراع ضد الحوثيين رغم الجهود العسكرية والسياسية المبذولة. وأضاف أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عمومًا يفتقران إلى الإرادة السياسية أو القدرة العسكرية اللازمة لخوض صراع طويل الأمد لهزيمة الحوثيين بشكل حاسم.

 وفي الوقت نفسه، لم تحقق الحلول الجزئية المتبعة في السنوات الماضية أي تقدم ملحوظ على الصعيدين العسكري والسياسي، بحسب المعهد.

وزعم التحليل أن التحالف المناهض للحوثيين يعاني من انقسامات داخلية وضغوط دولية، مما يعزز قوة الحوثيين ويضعف فرص تحقيق السلام في البلاد. كما لفت إلى أن هذا الوضع يبرز التحدي في التعامل مع الحوثيين في ظل عدم استعداد المجتمع الدولي لخوض حرب شاملة ضدهم، مما يجعل الحلول الجزئية غير فعالة ويمنح الحوثيين مزيدًا من القوة للسيطرة أكثر.



أبرز تحليل نشره موقع اي نيوز البريطاني قدرة المملكة المتحدة على التأثير في أزمة الشرق الأوسط من خلال "القوة الناعمة"، وذلك عبر استثمار قوتها الاستخباراتية وتوظيف تأثيرها السياسي غير المباشر.

وأشار التحليل إلى أن هذه القدرة قد تساهم بشكل فعال في تهدئة الأوضاع ومنع التصعيد في الشرق الأوسط، خاصة من خلال التنسيق مع الولايات المتحدة ودعم جهودها الرامية لتحقيق سلام دائم في المنطقة.

وتناول التحليل الأسباب التي تدفع المملكة المتحدة لمحاولة التأثير على إيران، مشيرًا إلى الأبعاد الاقتصادية المهمة التي تشملها هذه الأزمة. أي صراع محتمل قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، مما قد يتسبب في تضخم اقتصادي كبير.

كما لفت التحليل إلى أن السعي البريطاني للتأثير على إيران يعزز أيضًا بسبب وجود عملاء استخبارات إيرانيين على الأراضي البريطانية.

وأضاف: "ربطت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية بين الحرس الثوري الإيراني وعدة محاولات اختطاف واغتيال استهدفت منفيين ومعارضين في المملكة المتحدة، بما في ذلك 15 مؤامرة بين عامي 2022 و2023، أبرزها طعن المذيع بوريا زراعي، مراسل قناة إيران إنترناشيونال، في ويمبلدون".

وأشار التحليل إلى النفوذ التاريخي للمملكة المتحدة في منطقة الخليج العربي، لاسيما في دول مثل البحرين وسلطنة عمان والكويت، يمكن أن يُسهم في ممارسة تأثير غير مباشر على إيران وبناء توافق إقليمي حول كيفية التعامل مع الأزمة.

ووفقًا للتحليل، يمكن للمملكة المتحدة أن تستفيد من "علاقتها الخاصة" مع الولايات المتحدة لتقديم المشورة وتحذير واشنطن من اتخاذ إجراءات قد تستفز ردًا إيرانيًا غير ضروري، مما قد يؤدي إلى تصعيد خارج السيطرة.

وتابع: " يجب أن يقوم رئيس الوزراء البريطاني ووزير الخارجية بجعل دعم المملكة المتحدة للولايات المتحدة مشروطًا بتحقيق تقدم ملموس نحو تحقيق سلام دائم".

واختتم التحليل بالإشارة إلى أن على المملكة المتحدة أن تستغل نفوذها عبر "القوة الناعمة" لمنع التصعيد في الشرق الأوسط، من خلال التعاون مع الولايات المتحدة وتعزيز جهود السلام في المنطقة.



ذكر مركز كارنيجي للشؤون الروسية أن العلاقات بين طهران وموسكو، التي شهدت تطورًا ملحوظًا في ظل التغيرات الجيوسياسية العالمية، أصبحت مصدر قلق كبير للولايات المتحدة وإسرائيل، خصوصًا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.

وفقًا للتحليل، يعزز هذا التعاون بين روسيا وإيران تأثيرهما على التوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط، حيث تزداد موسكو اعتمادًا على طهران على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري.

وأوضح التحليل أن روسيا بدأت في تبني موقف داعم لإيران في مواجهة إسرائيل، لا سيما في سوريا، حيث يتعاون الطرفان للضغط على الولايات المتحدة.

بناءً على التحليل، تسعى موسكو إلى الحفاظ على دورها كوسيط في المنطقة من خلال التواصل مع إسرائيل وأطراف أخرى لتفادي تصعيد النزاع، رغم تنامي التحالفات بين روسيا وإيران.

كما أشار التحليل إلى أن الحفاظ على هذا التوازن يأتي في وقت حرج، حيث قد يؤدي دعم روسيا المتزايد لإيران إلى ردود فعل انتقامية من إسرائيل، والتي قد تشمل تقديم دعم عسكري لأوكرانيا.

وتناول التحليل استفادة موسكو من المعدات والتكنولوجيا الإيرانية في صراعها في أوكرانيا، مما يعزز رغبتها في توسيع التعاون العسكري مع طهران.

وأضاف التحليل: "تفيد التقارير بأن روسيا قد تزوّد إيران بطائرات مقاتلة متطورة من طراز Su-35 ومروحيات هجومية من طراز Mi-28، بالإضافة إلى معدات تدريبية مثل طائرات Yak-130. ورغم التحديات التي تواجهها روسيا في توفير هذه المعدات بسبب احتياجاتها المحلية، هناك دلائل على بدء تسليم بعض هذه المعدات إلى إيران."

بحسب التحليل، بدأت روسيا في بيع رادارات حديثة لإيران، بينما تسعى طهران للحصول على أنظمة دفاع جوي متطورة. ومع انشغال الدفاعات الجوية الروسية بالتصدي للصواريخ والطائرات المسيرة الأوكرانية، من غير المتوقع أن يتوفر فائض يمكن إرساله إلى طهران قريبًا.

في الختام، يشير التحليل إلى أن تعزيز التعاون العسكري بين روسيا وإيران يمثل تحولًا كبيرًا في ديناميكيات المنطقة، وقد يثير ردود فعل قوية من الولايات المتحدة وإسرائيل. بينما لا يغير هذا التعاون ميزان القوى الحالي، فإنه يفتح المجال لتحولات محتملة في المستقبل، مما قد يستدعي اتخاذ خطوات استباقية لمواجهة هذا التهديد المتزايد.



في تحليله الذي نُشر عبر مؤسسة Project Syndicate الإعلامية الدولية، أشار يوشكا فيشر، وزير الخارجية ونائب مستشار ألمانيا السابق في حكومة غيرهارد شرودر، إلى أن النزاع المستمر منذ أكثر من مائة عام بين العرب وإسرائيل لم يكن يومًا سببًا لنزاعات عالمية أو صدامات بين القوى الكبرى، إلا أن التحولات الحالية قد تعيد رسم هذه المعادلة.

وأوضح فيشر في تحليله أن الصراع الحالي يتجاوز المواجهة التقليدية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث يحمل أبعادًا أوسع ترتبط بالصراع على الهيمنة الإقليمية بين إيران وحلفائها ومن يعارضهم.

وأضاف أن الهجوم الصاروخي غير المسبوق الذي شنته إيران على إسرائيل في أبريل الماضي أدى إلى دخول البلدين في حالة حرب غير معلنة، وهي مواجهة تتجاوز حدود النزاع على الأرض.

وتطرق التحليل إلى المنظور الإيراني، الذي يعتبر إسرائيل عائقًا رئيسيًا أمام تحقيق الهيمنة الإقليمية، وتستخدم طهران النزاع معها كوسيلة لتعزيز نفوذها، حيث توفر دعمًا حاسمًا لحماس وحزب الله والحوثيين.

كما لفت إلى أن البرنامج النووي الإيراني يمثل أداة حاسمة في تحقيق هذه الاستراتيجية، حيث إن امتلاك إيران للأسلحة النووية قد يعيد تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط وربما يؤثر على المشهد العالمي بأسره.

وبين التحليل أن التغيرات الحالية تثير مخاوف متزايدة من احتمال اندلاع حرب إقليمية واسعة في الشرق الأوسط قد يكون من الصعب السيطرة عليها، خاصةً في ظل تهديدات إيران وحلفائها بالانتقام لاغتيالات كبار المسؤولين في حماس وحزب الله المنسوبة إلى إسرائيل.

وأشار إلى أن تورط القوى الكبرى مثل روسيا والصين في هذا النزاع، إضافة إلى الأهمية الاستراتيجية للشرق الأوسط كمصدر رئيسي للطاقة، يجعل من أي تصعيد إضافي خطرًا على الاستقرار الاقتصادي العالمي.

وفي ختام تحليله، حذر فيشر من أن استمرار إسرائيل في حملتها العسكرية قد يؤدي إلى عزلها دوليًا، بينما قد يكون التصعيد الإيراني محفوفًا بمخاطر كبيرة قد تؤدي إلى نهايته.


- مركز سوث24 للأخبار والدراسات 

منظور دوليالشرق الأوسطالسياسة الدوليةالتأثيرات الجيوسياسيةالضغط الاقتصاديالحكومةاليمنالبرنامج النوويالإيرانيالدبلوماسية الدولية