جانب من العمليات العسكرية ضد الحوثيين، 26 مارس 2025 (القيادة المركزية الأمريكية)
29-03-2025 الساعة 3 مساءً بتوقيت عدن
المنظور الدولي
يستعرض مركز سوث24 في هذا التقرير ملخصات مترجمة لأحدث التحليلات والتقارير المنشورة في منصات وصحف دولية، والتي تتناول التطورات الأخيرة في اليمن، الشرق الأوسط، والعالم. سلطت الضوء هذه التحليلات على الدور الروسي المتزايد في دعم الحوثيين، وضرورة اتخاذ خطوات لمواجهته، إلى جانب إصرار إيران على الاحتفاظ بنفوذها في المنطقة وعدم التخلي عن الحوثيين.
وتطرقت التحليلات إلى تداعيات نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحادي في اليمن، وما قد يترتب عليه من آثار استراتيجية في المنطقة. كما تناولت فضيحة تسريب خطة عسكرية أمريكية سرية لهجوم محتمل على اليمن، وكيف أثار ذلك مخاوف بشأن الأمن القومي الأمريكي. وضرورة أن توقف الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل، والعمل بدلاً من ذلك على إنهاء حرب غزة، باعتبار ذلك المسار الأكثر استقرارًا للمنطقة.
التفاصيل..
ينبغي على ترامب مواجهة الدور الروسي وليس إيران ووكلائها فقط
قال تحليل نشرته صحيفة "نيويورك بوست" للكاتبة "ريبيكا هاينريش" إن "ترامب لا يحتاج إلى مساعدة بوتين لحل النزاعات في الشرق الأوسط أو مع إيران بل يحتاج إلى أن يتوقف بوتين عن تأجيجها."
وأضاف التحليل أنه "يجب أن تكون حملة ترامب ضد الحوثيين تذكيرًا بأن روسيا وشريكتها الأقوى، الصين، تستغلان الفرص لتعطيل السلام وإزاحة الولايات المتحدة من المناطق الرئيسية، من خلال دعم ميليشيا تهاجم الأمريكيين وتتعاون مع أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم (إيران)."
لافتًا إلى أنه "ليس من قبيل الصدفة أن الحوثيين في الوقت الذي يهاجمون فيه السفن التجارية التي ترفع أعلام الولايات المتحدة وحلفائها، قد امتنعوا إلى حد كبير عن استهداف السفن التي ترفع الأعلام الروسية أو الصينية."
مشيراً إلى أن "السفن الصينية زادت من رحلاتها عبر البحر الأحمر، وفقًا للبيانات، في حين أن معظم السفن التجارية تجنبت المنطقة منذ بدء هجمات الحوثيين مما يبرز أكثر التحالف الروسي-الصيني-الإيراني المتنامي الساعي لإضعاف الولايات المتحدة وضرب حلفائها."
وأوضح التحليل أن "القادة الروس والصينيون يردون الجميل لنظام طهران فقد دافعوا عن البرنامج النووي الإيراني، ودعوا الولايات المتحدة إلى إنهاء حملتها القصوى ضد الملالي، في محاولة لتقديم أنفسهم كصناع سلام زائفين."
واعتبر التحليل أن "لدى بوتين تاريخ في إشعال الحرائق، ثم إلقاء اللوم على الآخرين في المأساة والدمار، ثم عرض المساعدة."
مضيفًا أن "هذا الأمر ينطبق على رغبته في "التعاون" بشأن العنف الذي تسببت فيه إيران في الشرق الأوسط، كما ينطبق على حرب روسيا ضد أوكرانيا، والتي يمكن أن تنتهي اليوم إذا أمر بوتين ببساطة بوقف القصف وسحب قواته."
وخلُص التحليل إلى أنه "يجب أن يدرك ترامب أن بوتين هو المحرّك الأساسي للفوضى، وأن استعادة الاستقرار تتطلب مواجهة الدور الروسي، وليس الاكتفاء بمواجهة إيران ووكلائها."
كيف أصبح الحوثيون بؤرة مواجهة مشتعلة بين أمريكا وإيران
قال تحليل نشرته بوابة http://News.Az الإخبارية للكاتب " فلاديمير بيكيش" إن "إيران، بعد خسارة نفوذها في سوريا رغم استثمارها الهائل هناك بالمال والأسلحة والموارد، من غير المرجح أن تتخلى عن الحوثيين بسهولة. فخسارة منطقة نفوذ أخرى الآن، ومشاهدة استثمار آخر يتبخر، ستكون أمرًا غير مقبول لطهران."
وأضاف التحليل أن "إيران ستقاوم وسترد بقوة ضد أمريكا وضد إسرائيل. ومن المحتمل أن تضاعف دعمها لحماس وتحاول تعزيز موقفها في سوريا، رغم إدراكها أن ذلك قد يؤدي إلى ضربات أمريكية وإسرائيلية مباشرة ضدها."
مشيراً إلى أن "إيران أجرت مناورات بحرية في مضيق هرمز قبل أيام فقط، بالقرب من إيران والإمارات. وقد شاركت في هذه التدريبات البحرية قوات من روسيا والصين إلى جانب البحرية الإيرانية. وهذا لا يؤكد فقط التعاون العسكري بين إيران وروسيا، بل يُبرز أيضًا القرب الجغرافي لليمن."
وتوقع التحليل أن "ترامب، وكجزء من استراتيجيته في الشرق الأوسط، سيطلب من بوتين الضغط على إيران للامتثال لمطالبه. وإذا رفض بوتين، فمن المحتمل أن يرد بزيادة الدعم الأمريكي لأوكرانيا خاصة في ظل التقارير التي تؤكد أن روسيا تستخدم الطائرات المسيرة الإيرانية في الصراع هناك."
لافتًا إلى أن "إيران أيضًا قد تلجأ إلى بوتين لمطالبة ترامب بوقف تهديداته، بحجة أن روسيا وإيران حلفاء. ولكن أي ضغط على ترامب قد يؤدي إلى رد فعل أقوى، بينما الضغط على إيران قد يدفعها إلى تسريع تطوير سلاحها النووي، مما قد يقود إلى كارثة عالمية."
وأردف التحليل أن "قطع العلاقات مع إيران بالنسبة لروسيا سيكون خسارة، لكنه لن يكون كارثيًا بقدر خسارة علاقتها مع ترامب. وربما يكون هذا هو المسار الذي ستسلكه موسكو."
وخلُص التحليل إلى أن "لعب دور الوسيط بين قوتين عنيدتين قد يبدو أمرًا مغريًا. لكن النتيجة قد تكون مدمرة إلى درجة يصعب حتى تخيلها. لأنه في النهاية، لن يلوم أحد الطرفين بل سيلومون الوسيط."
فضيحة تسريب خطة سرية لمهاجمة الحوثيين تثير القلق
كشف مقال نشرته مجلة "ذي أتلانتك" الأمريكية للكاتب "جيفري غولدبرج" عن "فضيحة تسريب خطة عسكرية سرية تتضمن تفاصيل هجوم عسكري أمريكي ضد أهداف حوثية في اليمن."
وأشار كاتب المقال إلى أنه "تم إرسال خطة حرب سرية إليه عن طريق الخطأ. حيث تلقى رسالة عبر تطبيق Signal من حساب شخص يُعتقد أنه مايكل والتز، مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب. تضمنت الرسالة خطة مفصلة للهجوم. وذلك بعد إضافته لمجموعة دردشة تتكون من 18 عضو من المسؤولين الكبار."
وأضاف الكاتب "في البداية، كنت أشك في مصداقية الرسائل وأظن أنها قد تكون جزءًا من حملة تضليل، لكن بعد ساعتين، وقع الهجوم بالفعل على اليمن، مما أكد صحة الرسائل."
ولفت الكاتب إلى أنه "من المحتمل أن يكون والتز، بتنسيقه عمليةً متعلقةً بالأمن القومي عبر Signal، قد انتهك عدة أحكام من قانون التجسس، الذي يُنظّم التعامل مع معلومات الدفاع القومي."
موضحًا أن "العديد من محاميي الأمن القومي أشاروا إلى أن المسؤولين المفترضين قد يدّعون أنهم رفعوا السرية عن المعلومات التي شاركوها. لكنهم حذّروا من أن هذه الحجة واهية، لأن Signal ليست جهةً مُصرّحًا بها لتبادل معلومات بهذه الحساسية، سواءً وُصفت بأنها "سرية للغاية" أم لا."
مضيفًا أنه راسل والتز وبيت هيجسيث، وجون راتكليف، وتولسي غابارد، ومسؤولين آخرين يستفسر عن صحة المعلومات المرسلة وكيف تمت إضافته للمجموعة وهل أدرك أحد هويته عن دخوله أو مغادرته المجموعة.
ورد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي براين هيوز "أن السلسلة المتداولة من الرسائل تبدو أصلية، ويجري التحقيق في كيفية إضافة رقم غير مقصود إليها. مؤكداً أن التنسيق بين كبار المسؤولين كان عميقًا ومدروسًا، مشيرًا إلى أنه لا يوجد تهديد للقوات أو الأمن الوطني نتيجة للعملية الحوثية المستمرة."
وأثارت هذه الحادثة قلقًا بشأن أمان تطبيقات الرسائل غير المعتمدة من الحكومة للتواصل بين المسؤولين الحكوميين، حيث لا تزال التحقيقات جارية حول كيفية حدوث التسريب وما إذا كان سيؤثر على الأمن القومي الأمريكي.
ينبغي على الولايات المتحدة الضغط لوقف حرب غزة بدلاً من دعمها
قال تحليل نشرته "مجموعة الأزمات الدولية" إنه "بدلًا من دعم الحرب في غزة، على الولايات المتحدة الضغط لاستئناف الهدنة والعودة إلى خطة الجامعة العربية، التي تمثل أفضل خيار لإنقاذ الأرواح، وتأمين الإفراج عن الرهائن، ووضع غزة على مسار إعادة الإعمار."
وأضاف التحليل أن "الدعم الأمريكي غير المشروط سمح لإسرائيل بالتخلي عن المفاوضات. ومع تصاعد التوتر الإقليمي، واستئناف الحوثيين هجماتهم، تزداد المخاطر على استقرار المنطقة."
مشيراً إلى أنه "رغم أن الهدنة لم تكن مثالية، إلا أنها لا تزال تمثل المسار الأفضل. وعلى إدارة ترامب أن تعود إلى دعم الهدنة التي ساعدت في تحقيقها بدلًا من منح إسرائيل غطاءً لحرب لا نهاية لها."
معتبراً أن "إدارة ترامب منحت الضوء الأخضر للهجوم الجديد على غزة، وهو ما أكدته واشنطن، ما يمثل تحولًا خطيرًا عن النهج الذي تبنته الإدارة الأمريكية في دفع إسرائيل إلى اتفاق يناير."
لافتًا إلى أن "استمرار الهجوم الإسرائيلي سيجعل غزة غير صالحة للحياة، ويزيد خطر المجاعة، ويثير احتمال تهجير الفلسطينيين قسرًا من القطاع، ما ستكون له عواقب وخيمة على استقرار المنطقة."
وأوضح التحليل أن "هدف التصعيد هو استئصال حماس بالكامل وجعل غزة غير قابلة للحكم. وتدمير بنيتها التحتية المدنية، بما في ذلك المؤسسات التي تدير الأمن وتوزيع الغذاء في ظل غياب أي بديل."
مضيفًا أنه "يُعتقد أن نتنياهو استأنف الحرب لأسباب سياسية، للحفاظ على ائتلافه الحاكم وسط فضائح فساد وضغوط داخلية. كما ترى المعارضة أن الحرب تهدف لإطالة أمد بقائه في السلطة أكثر من كونها استراتيجية عسكرية."
وخلُص التحليل إلى أن "الدول العربية والدول المعنية يجب أن تستغل نفوذها للضغط على واشنطن، التي تبقى الداعم الأكبر لإسرائيل، من أجل إنهاء معاناة غزة وتجنب مزيد من الفوضى في المنطقة."
البحر الأحمر والمظلة الغائبة: هل تكفي الضربات الأمريكية دون تحالف دولي؟
في تحليل نشره "مركز أبحاث TRT"، أشار الكاتب بوراك المالي إلى أن الحملة العسكرية الأمريكية الجديدة ضد الحوثيين، التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب، تفتقر إلى أهم عنصر لنجاح أي تحرك استراتيجي طويل الأمد: التحالف الدولي.
فبعيدًا عن التنسيق مع الحلفاء، اختار ترامب المضي منفردًا في تنفيذ ضربات عسكرية ضد الجماعة المدعومة من إيران، في خطوة تمثل انحرافًا واضحًا عن نهج الشراكات العسكرية السابقة للولايات المتحدة في المنطقة. ويرى التحليل أن هذا النهج "يثير تساؤلات جدية حول استدامته وفعاليته في ظل غياب الدعم الدولي".
التحليل أشار إلى أن "انقسامًا برز داخل الحزب الجمهوري نفسه، إذ يرى بعض أعضائه في التحرك الأحادي استعادة للردع الذي تراجع في عهد بايدن، بينما يعتبره آخرون خطوة متسرعة تهدد بزيادة عزلة واشنطن دوليًا".
ورغم أن الضربات تحمل رسالة ردع لطهران، يشير التحليل إلى أن "التحرك العسكري المنفرد يفتقر إلى الشرعية الدولية، وقد يخلق ارتدادات عكسية على الأمن الإقليمي ويقوّض فرص بناء إجماع دولي لمواجهة الحوثيين".
وحذر التحليل من أن "الحوثيين ليسوا جيشًا نظاميًا، بل شبكة متجذرة في النسيج القبلي والسياسي اليمني، ولا يمكن تحييدهم عبر القوة الجوية وحدها"، مؤكدًا أن "العمليات العسكرية في اليمن نادرًا ما حققت نتائج استراتيجية حاسمة دون دعم دولي واسع النطاق".
في هذا السياق، يرى التحليل أن غياب مظلة تحالف دولي منسق لا يضعف فقط فعالية الضربات، بل يضعف أيضًا موقع واشنطن على طاولة التفاوض ويزيد من هشاشة الأمن البحري.
وختم الكاتب بالقول إن "التحرك الأحادي لا يكفي، ولا يمكن للقوة العسكرية وحدها أن تؤمن الملاحة أو تحقق استقرارًا دائمًا. المطلوب هو إطار استراتيجي أوسع يشمل تحالفًا دوليًا فاعلًا يشارك في صنع القرار، ويتحمل مسؤولية مشتركة لمواجهة التهديدات في البحر الأحمر وما وراءه".
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
قبل شهرين