متظاهرون في عدن، يرفعون علم السعودية وعلم الإمارات وعلم جنوب اليمن، خلال فعالية الجمعة بمدينة خورمكسر، 12 ديسمبر 2025 (حقوق الصورة: أحمد شهاب)
آخر تحديث في: 13-12-2025 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن
حصاد الأسبوع | 06 – 12 ديسمبر 2025
تتواصل الجهود السياسية في جنوب اليمن بعد تأمين المسرح العملياتي العسكري للقوات المسلحة الجنوبية في محافظتي حضرموت والمهرة، حيث وصل وفد من التحالف العربي إلى العاصمة عدن مساء الجمعة، وسط انقسام كبير في المواقف داخل مجلس القيادة الرئاسي، المشكّل في أبريل 2022، ومؤشرات تمضي نحو التهدئة.
المجلس الانتقالي الجنوبي، من ناحيته، دعا الشعب إلى الاحتشاد والاعتصام في الساحات حتى تحقيق الاستقلال واستعادة دولة "الجنوب العربي". في الوقت نفسه تصاعدت حدة الهجمات "الإرهابية" التي استهدفت القوات الجنوبية في حضرموت وأبين وشبوة، سقط على إثرها نحو 7 شهداء وإصابة آخرين ليرتفع عدد ضحايا القوات الجنوبية منذ بدء عملية "المستقبل الواعد" إلى نحو 22 جنديا ونحو 70 مصابا.
المحور السياسي: عدن ترحّب بأشقائها
على الصعيد الدبلوماسي، وصل وفد من قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي، يضم مسؤولين عسكريين من دولتي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مساء الجمعة إلى العاصمة عدن.
استقبلت جماهير، احتشدت على الطريق الرئيسي المؤدي لقصر معاشيق، الوفد الخليجي، رافعة أعلام جنوب اليمن والسعودية ودولة الإمارات. رفع المحتشدون صورا لولي العهد السعودي ورئيس دولة الإمارات ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال إعلام الانتقالي الجنوبي أنّ رئيس المجلس وعضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي، استقبل وفد التحالف في القصر الرئاسي، وناقش معهم "سبل توحيد الجهود في مواجهة كافة المخاطر التي تهدد أمن المنطقة والإقليم وتمس المصالح الدولية وتهدد حرية الملاحة".
وأظهرت الصور التي نشرها إعلام المجلس، وجود عضو المجلس الرئاسي عبد الرحمن المحرمي ورئيس هيئة العمليات العسكرية هيثم قاسم طاهر ومسؤولين جنوبيين آخرين.
وغادر الوفد الخليجي مساء اليوم نفسه مطار عدن، عائدا إلى العاصمة السعودية الرياض.
وقال مصدر مطلع على المشاورات أنّ النقاشات مع الوفد السعودي - الإماراتي "كانت إيجابية".
وأشار المصدر - اطلع مركز سوث24 على تصريحاته - أنّ القوات الجنوبية باقية في مواقعها. وذلك بعد تسريب وسائل إعلام سعودية ويمنية أنّ الزيارة تهدف لمناقشة آليات انسحاب قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من حضرموت والمهرة وتسليمها لقوات درع الوطن، التي تدعمها المملكة.
ونفى مصدر في المجلس الانتقالي صحة الأنباء التي نشرتها قناة الحدث، وفقا لقناة عدن المستقلة، التلفزيون الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي.
ولم يُعلن حتى الآن بشكل رسمي نتائج هذه الزيارة.
وردا على دعوات النخب الشمالية في الرياض لخروج القوات الجنوبية من حضرموت، قال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي ينحدر من حضرموت، أحمد بن بريك، أن حضرموت ترفض أي مطالب بخروج القوات الجنوبية، مشددًا على أن وجودها أسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في الوادي والساحل، ويحظى بغطاء شعبي واضح.
وقال اللواء بن بريك، إن الحضارم الجنوبيين “يرحبون بالقوات الجنوبية ويثمّنون دعم التحالف العربي في الدفاع عن الأرض والهوية منذ عام 2015”.
ولفت إلى الدور البارز الذي اضطلعت به القوات الجنوبية في حماية الجنوب ومواجهة “المشروع الإيراني وأدواته”، مضيفاً أن المليونيات التي شهدتها حضرموت “تعكس تأييد الشارع الجنوبي للمجلس الانتقالي وقواته من مختلف محافظات الجنوب”.
شعبيا، ولليوم السادس على التوالي، تستمر التظاهرات الجماهيرية والاعتصامات المفتوحة، التي دعا لها المجلس الانتقالي مطلع الأسبوع الماضي، في مختلف مدن ومراكز محافظات الجنوب، في سياق المطالبة بإعلان استقلال الجنوب واستعادة الدولة.
وتتركز الاعتصامات في جميع محافظات الجنوب الثماني التي كانت تشكّل دولة جنوب اليمن السابقة، وباتت تخضع اليوم لسيطرة القوات المسلحة الجنوبية وحلفائها. ويطالب المحتجون قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بإعلان دولة "الجنوب العربي".
وشهدت ساحات الاعتصامات أنشطة متنوعة بين الخطابات السياسية والفقرات الفنية والغنائية، واستقبال وفود القبائل والمناطق الأخرى. كما أصبحت تجمعا مفتوحا لفئات من المجتمع الجنوبي ونخبه الفكرية والصحفية والأكاديمية والسياسية والثقافية.
وأحيت هذه الفعاليات الشعبية الزخم الوطني وحركت المزاج العام، الذي يكافح منذ عقود من أجل إنصاف مطالبه الوطنية وعودة دولته المستقلة. كما أنها شكّلت التفافا ملحوظا حول قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي كان بدأ يتراجع مؤخرا جراء سوء الأوضاع الخدمية وتململ الموقف السياسي.
ودعا الزبيدي السبت الجنوبيين إلى التلاحم والالتفاف حول القوات المسلحة والأمن، خاصة قوات النخبة الحضرمية، مؤكدًا أن المرحلة الحالية تتطلب تضافر جهود القيادات الجنوبية ودعم رجال المال والأعمال لبناء دولة الجنوب.
كما شدد السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار، وهو أحد أبرز شخصيات محافظة المهرة، يوم الإثنين على ضرورة عدم الانجرار خلف من يسعى لتفريق الصفوف، والالتفاف خلف القيادة السياسية الجنوبية للحفاظ على المكتسبات، فيما طمأن الشيخ راجح باكريت أبناء الشمال المقيمين في المهرة بأن المحافظة تتسع للجميع.
وفي حضرموت، أعلن حلف قبائل المحافظة خلال اللقاء التشاوري الموسع في سيئون يوم الأربعاء، بحضور مناصب ومشائخ ووجهاء المحافظة ورئيس الجمعية الوطنية الجنوبية علي الكثيري، أن قوات النخبة الحضرمية تمثل صمام أمان المحافظة وأنها الجهة المسؤولة عن الملف العسكري، داعيًا إلى حوار حضرمي شامل لصياغة خارطة طريق تضمن توحيد الصف الحضرمي.
بالمقابل شهدت مناطق حدودية مع السعودية لقاء لشخصيات حضرمية أخرى موالية للسعودية، خلال زيارة نفذها اللواء محمد القحطاني، رئيس اللجنة السعودية الخاصة، طالب خلال بخروج القوات الجنوبية من حضرموت والمهرة. كان القحطاني قد شدد على عدالة القضية الجنوبية والعلاقات المتينة التي تربط المملكة بالجنوبيين.
وبين ضغط الشارع والمخاوف من مصير الحكومة المعترف بها دوليا التي يتواجد بعض قيادتها خارج عدن، والحفاظ على المكاسب التي تحققت تجاه الضغوط الخارجية، يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي لموازنة خطوته التالية، التي يقول أنها نحو "صنعاء".
تطورات الجنوب تعيد جدل الشرعية والأحزاب ووحدة الهدف
وفي السياق السابق ذاته، أكد اللواء الزبيدي، خلال لقائه بمحافظ محافظة البيضاء يوم الأربعاء في عدن، أن المحافظة تمثل عمقًا استراتيجيًا للجنوب، مشددًا على أن تحرير البيضاء من الحوثيين يعد أولوية قصوى لضمان أمن المنطقة وتمكين أبناء المحافظة.
وأوضح أن تأمين الجنوب هو حجر الزاوية لأي معركة جدية لتحرير الشمال، مؤكدًا أن كسر الحوثيين غير ممكن في ظل استمرار خطوط التهريب التي تغذيهم عبر الجنوب.
كما شدد على أن سيادة الجنوب ومكتسباته خط أحمر وأن زمن المعارك الجانبية قد انتهى بعد قطع خطوط الإمداد التي كانت تعزز الحوثيين، مشيرًا إلى أن الجنوب اليوم أكثر قوة ووفاءً واستعدادًا ليكون رأس الحربة في المشروع العربي لإنهاء التهديد الحوثي للملاحة الدولية.
وتزامنا مع لقاء الزبيدي ومحافظ البيضاء، نسفت مليشيا الحوثيين الطرقات الرابطة بين محافظة أبين ومديرية مكيراس.
عضو المجلس الرئاسي طارق صالح كان قد قال يوم الأحد إلى أن وجود مسرح عمليات موحد من لحج حتى المهرة مع حليف قوي يمثل تحضيرًا لمعركة قادمة مع الحوثيين.
وفي اتصال هاتفي، عقب زيارة أجراها إلى الرياض، ناقش صالح مع الزبيدي الخميس تنسيق الجهود المشتركة بين القوات ورفع مستوى التعاون لمواجهة الحوثيين وتنظيم القاعدة، مشددًا على أن تحقيق الاستقرار في الجنوب يمثل قاعدة أساسية لتحرير ما تبقى من الشمال.
وأشار طارق صالح إلى أنّ المعركة والمخاطر واحدة، وأن التنسيق هو أساس المرحلة الحالية والمقبلة، مع الحرص على تجنب المعارك الجانبية وتعزيز العمل على الأهداف المشتركة.
في المقابل، اعتبر رشاد العليمي يوم الإثنين أن الإجراءات الأحادية التي اتخذها المجلس الانتقالي تمثل خرقًا لمرجعيات المرحلة الانتقالية، داعيًا إلى اتخاذ موقف دولي يرفض منازعة الحكومة لسلطاتها، ملوحا بانقطاع رواتب الموظفين إذا لم تنسحب القوات الجنوبية من حضرموت والمهرة.
وحاول العليمي حشد المواقف الدولية ومحاولة إظهار انتزاع "الشرعية" من المجلس الانتقالي، والتحذير من تهديد المركز القانوني للدولة. وهو الخطاب الذي يقول مسؤولون جنوبيون، أنه يتجاهل الوقائع.
ولم يصدر أي موقف دولي يعارض إجراءات المجلس الانتقالي لتأمين محافظات الجنوب، لكن سفراء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا، أكدوا على خفض التصعيد وحل الخلافات بالحوار، وجددوا دعمهم للحكومة والمجلس الرئاسي. وقالت صحيفة الجارديان البريطانية أن مسؤولين غربيين أجروا اتصالات مع الزبيدي لمعرفة نواياه.
من ناحيتها عبرت الأمم المتحدة عن قلقها مما وصفته "التصعيد في حضرموت"، جاء ذلك في تصريحات للأمين العام للأم المتحدة لقناة العربية. ومن جهته، شدد المبعوث الأممي إلى اليمن غروندبرغ، على أن حضرموت والمهرة منطقة حيوية سياسيًا واقتصاديًا، داعيًا إلى ضبط النفس والحوار وتجنب التصعيد.
على الصعيد المؤسسي والحزبي، رفضت أحزاب يمنية يتقدمها حزب الإصلاح إجراءات المجلس الانتقالي الجنوبي. لكنّ أحزابا وقوى ومكونات جنوب اليمن، أصدرت بيانا مضادا عبّرت فيه عن دعمها لإجراءات القوات الجنوبية، ومطالبة بتحرير مكيراس التابعة لمحافظة أبين والخاضعة حاليا لسيطرة الحوثيين.
كذلك وصف مجلس النواب اليمني منتهي الولاية يوم الأربعاء تحركات القوات الجنوبية في حضرموت والمهرة بأنها تهديد للوحدة والدستور، فيما سارعت الكتلة البرلمانية الجنوبية إلى نفي صلتها بالبيان، مؤكدة أن ما جرى هو نتيجة تقصير مجلس القيادة في مواجهة الحوثيين، ومطالبة بإنهاء سياسة التفرد وإشراك جميع الأطراف.
المحور الاقتصادي والإنساني: جهود لتأمين الاقتصاد ومساع لتبادل الأسرى
أكد عيدروس الزبيدي خلال لقائه محافظ البنك المركزي، المعبقي، يوم الإثنين، على أهمية تطوير القطاع المصرفي بما يخدم مصالح المواطنين ويضمن انتظام الدورة المالية في البلاد، وذلك بعد اطلاعه على الإجراءات المنفذة وسير العمل في البنك وفروعه.
ولم يشهد الوضع الاقتصادي تراجعا، على عكس ما حاولت بعض التوقعات أن تذهب إليه. إذ حافظت العملة اليمنية في عدن على سعرها السابق لعملية "المستقل الواعد".
وفي ملف الطاقة، وجه محافظ عدن يوم الإثنين بمتابعة إجراءات عاجلة لمعالجة أزمة الغاز المنزلي، حيث بحث مع قيادات المصافي وشركة الغاز ضخ الكميات المتوفرة لتغطية العجز في المنازل والأسواق، مع التأكيد على منع خروج أي كميات من الغاز خارج العاصمة خلال الفترة الحالية.
كما أعلنت وزارة النقل يوم الثلاثاء عن توقيع مذكرة تفاهم لتأهيل وتطوير ميناء المخا بمحافظة تعز بتكلفة تصل إلى نحو 130 مليون دولار. من جهتها، أكدت اللجنة الوطنية لتنظيم وتمويل الواردات في عدن الأربعاء أنها اعتمدت حتى الآن تمويلات استيراد بقيمة ملياري دولار.
وناقش الزبيدي يوم السبت مع القائم بأعمال السفير الصيني تعزيز مشاريع التنمية في عدن، وأهمية الموقع الاستراتيجي لليمن ضمن مشروع "الحزام والطريق" الصيني والدور المحتمل لموانئ البلاد في هذا المشروع، وفق ما ذكره إعلام الانتقالي.
على الصعيد الإنساني، أعلنت وسائل إعلام عمانية أن مسقط استضافت يوم الخميس مفاوضات بين الأطراف اليمنية لإطلاق الأسرى والمختطفين وفق مبدأ "الكل مقابل الكل". فيما أكدت وزارة الخارجية اليمنية خلال لقاء الزنداني مع مبعوث الأمم المتحدة غروندبرغ يوم الثلاثاء على أهمية إحراز تقدم ملموس في ملف تبادل الأسرى باعتباره قضية إنسانية.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد إزاء استمرار احتجاز الحوثيين لـ59 من موظفيها، ودعت الجماعة إلى التراجع عن إحالتهم إلى محكمتها الجنائية والعمل على الإفراج الفوري عنهم. في الوقت ذاته، أدانت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى استمرار احتجاز الحوثيين لموظفي بعثة الولايات المتحدة في اليمن، وطالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم. وعبر الحوثيون عن رفضهم لما أوردته الأمم المتحدة.
وارتباطا بأحداث حضرموت، زعمت وسائل إعلام سعودية أنّ انتهاكات لحقوق الإنسان وقعت خلال العملية العسكرية في سيئون. وهي المزاعم التي لم يعلّق عليها المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل رسمي حتى الآن.
لكنّ رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي أعلن في 3 ديسمبر الماضي عفوا عاما عن جميع المعتقلين، الذين لم يتورطوا بارتكاب "جرائم"، على ذمة الأحداث في حضرموت.
وفي شبوة، أفاد مصدر لسوث24 يوم الإثنين أن قوات دفاع شبوة أفرجت عن جميع الجنود الأسرى الشماليين في معسكر عارين بموجب عفو عام أصدره المحافظ.
المحور الأمني والعسكري: القوات الجنوبية تطلق عملية جديدة لمكافحة الإرهاب
استشهد 11 من أفراد من القوات الجنوبية هذا الأسبوع، بهجمات "إرهابية" وقعت في المناطق الصحراوية من شبوة وحضرموت الحدودية مع مأرب بالإضافة لمحافظة أبين.
وفي هذا الوقت وسعت القوات الجنوبية انتشارها لتأمين المرافق الحيوية كالمطارات والمرافق المركزية للدولة في محافظتي المهرة وحضرموت، بما في ذلك انتشار قوات النخبة الحضرمية في مدينة سيئون ومناطق الوادي.
كما نسقت القوات الجنوبية وقوات درع الوطن على آلية الانتشار في مطار الغيضة الدولي.
ويوم أمس الجمعة، قالت القوات الجنوبية أنّ 3 من أفراد دفاع شبوة قتلوا وأصيب 7 آخرين، خلال اشتباك مع "عناصر إرهابية" من جماعة الإخوان المسلمين الذين فروا من حضرموت في منطقة عارين بشبوة. وأدانت قبائل عبيدة في مأرب الهجوم التي قالت أنّ حزب الإصلاح نفذه بطائرات مسيّرة.
وكان الموقع العسكري الرسمي التابع للجيش الوطني في مأرب، والمقرب من الإصلاح، قد نفى ارتباطه بالهجوم.
ويوم السبت الماضي، استشهد ضابطان وجنديان من القوات الجنوبية جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت آلية عسكرية أثناء قيام القوات بتأمين الخط الدولي الخشعة–العبر. وأفاد مصدر عسكري لـسوث24 أن العبوة زرعتها عناصر إرهابية.
كما استشهد ثلاثة جنود آخرون من القوات الجنوبية في هجوم لتنظيم القاعدة في المصينعة بشبوة يوم الثلاثاء. وأكد مصدر محلي لـ سوث24 أن القوات الجنوبية تصدت لهجوم إرهابي واسع شنه عناصر القاعدة باستخدام قذائف الهاون وطائرة مسيرة على مواقعهم في المنطقة.
كما استشهد جندي وأُصيب آخر في تصدِ قوات اللواء السادس دعم وإسناد لهجوم شنّه تنظيم القاعدة يوم السبت على أحد مواقعها في وادي عومران بمحافظة أبين.
وفي سياق الحرب على القاعدة، أعلنت القوات الجنوبية مساء الجمعة، عن إطلاق "عملية الحسم" لاستكمال عملية "سهام الشرق" بمحافظة أبين. وبحسب بيان القوات الجنوبية، فإنّ العملية تأتي في ظل مهددات وتحركات لتحالف الحوثيين وتنظيم القاعدة. داعية أبناء وقبائل أبين لمؤازرة الوحدات العسكرية والأمنية المشاركة في العملية.
ويوم الثلاثاء استهدفت غارة جوية – يعتقد أنها أمريكية - موقعاً لتنظيم القاعدة في وادي عبيدة بمأرب. ونقل متخصصون في الجماعات المسلحة عن مقتل القيادي الشرعي للتنظيم المكنى بـ"أبي عبيدة الحضرمي" وقيادي آخر يدعى "أنيس الحاصلي" في الغارة الأمريكية.
ويوم الأربعاء، أفاد مصدر لـسوث24 عن مقتل القيادي السابق في تنظيم القاعدة، باسل المرواح البابكري، في مديرية حبان بمحافظة شبوة، وذلك على خلفية خلاف شخصي.
على صعيد الأمن البحري، أكد عيدروس الزبيدي يوم الإثنين خلال اطلاعه على سير العمل في مصلحة خفر السواحل أهمية تأمين السواحل والحد من التهريب وتعزيز الأمن البحري، مشدداً على أن حماية الممرات البحرية مسؤولية مشتركة تخدم أمن المنطقة والعالم.
وأكد مسؤولون غربيون تحدثوا لمركز سوث24 دعمهم الكامل لقيادة خفر السواحل اليمني، مشددين على أهمية استمرار عملياته وفق هياكله وقيادته الحالية عقب لقاء الزبيدي والقملي.
والتقى المحرمي مع وزير الدفاع اليمني الثلاثاء ناقشا فيه أهمية تعزيز التنسيق بين كافة التشكيلات العسكرية وحشد الجهود باتجاه مواجهة الحوثيين، بحسب الإعلام الرسمي للقوات الجنوبية.
وعلى صعيد الحصيلة النهائية للعملية العسكرية في وادي حضرموت، قالت هيئة رئاسة الأركان في مأرب أنّ 32 جندي قتلوا وأصيب 45 آخرون في الهجوم. واتهمت المجلس الانتقالي بإخفاء بعض الأفراد.
وبحسب رصد أجراه مركز سوث24 للأخبار والدراسات، وباستنادا إلى مصادر عسكرية وميدانية، فقد بلغ ضحايا القوات الجنوبية نحو 22 شهيدا وأصيب نحو 70 منذ بدء عملية المستقبل الواعد وحتى الآن، خلال "تحرير" وادي حضرموت والمهرة وفي الهجمات التي استهدفت القوات الجنوبية في منطقة العبر وعارين والمصينعة ووادي عومران.
محور الحوثيين: قلق من تأمين الجنوب
وفي أول رد فعل للحوثيين على عملية "المستقبل الواعد" للقوات الجنوبية، أفادت مصادر عسكرية بأن مليشيا الحوثيين نسفت الطرقات الرابطة بين محافظة أبين ومديرية مكيراس الخاضعة لسيطرة الجماعة.
كما أشارت مصادر يمنية إلى تعزيزات عسكرية للجماعة في تعز، وتحركات مشابهة في محافظة الجوف الحدودية مع السعودية وحضرموت.
ويمثل طريق أبين البيضاء أحد أهم الشرايين اللوجستية التي تؤثر على أي تقدم عسكري محتمل للقوات المسلحة الجنوبية باتجاه محافظة البيضاء.
إدارياً، تقع مديرية مكيراس ضمن محافظة البيضاء، ولكن قبل عام 1990 كانت إحدى مناطق محافظة أبين الجنوبية.
ولم يعلن الحوثيون موقفهم رسميا من التطورات في جنوب اليمن، لكنّ القيادي الحوثي نصر الدين عامر أشار إلى وجود مطالبات للجماعة لدعم حزب الإصلاح. ويصف الحوثيون ما يجري في حضرموت بأنه صراع بين وكلاء الإمارات والسعودية.
وعلى النقيض من ذلك تحدثت صحيفة فرانكفورت الألمانية بأن التطورات العسكرية في الجنوب وظهور قيادة موحدة هناك قد "أثارت مخاوف واضحة داخل القيادة العسكرية للحوثيين".
وأشار التقرير إلى أن الجماعة تدرك أن التحولات في ميزان القوى قد تحد من قدرتها على المناورة أو استخدام المناطق الجنوبية لتهريب الأسلحة والأشخاص، كما حدث في الماضي.
وقال تقرير ألماني آخر لصحيفة "سيود دوتشه (جنوب ألمانيا)" أنّ المجلس الانتقالي الجنوبي يسيطر الآن على أجزاء واسعة من الساحل الجنوبي، والتي كان الحوثيون يستخدمونها أيضاً في أنشطة اقتصادية، لا سيما التهريب.
وأشار تقرير الصحيفة إلى تزايد التقارير التي تفيد بأن الميليشيا المدعومة من إيران تحاول إنشاء خط إنتاج للكبتاغون في اليمن، وهو مخدر كان يُصنع بشكل أساسي في سوريا حتى سقوط نظام الأسد. وقد درّ إنتاج الكبتاغون مليارات الدولارات لما يُسمى بمحور المقاومة، الذي يضم إيران وسوريا والحوثيين؛ وهذه الأموال مفقودة الآن لدى كل من إيران والحوثيين.
وبحسب الصحيفة، صودرت في الأشهر الأخيرة، حبوب كبتاغون تُقدر قيمتها بنحو 100 مليون دولار في اليمن، ويُقال إنه تم اعتقال متخصصين سوريين.
ويوم الثلاثاء الماضي، أعلنت قوات الدعم الأمني بالنخبة الحضرمية عن ضبط نحو 10 أطنان من المخدرات، داخل مخازن المنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت.
مريم محمد
صحفية بمركز سوث24 للأخبار والدراسات
حصاد الأسبوع: هو خدمة أسبوعية يقدمها مركز سوث24 لتغطية أبرز تطورات الملف اليمني. يمكن الإطلاع على تفاصيل الأخبار بالقسم الإنجليزي أيضا.
قبل 3 أشهر
قبل 3 أشهر