06-05-2020 الساعة 12 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| أنباء الأمم المتحدة
يحتفل العالم اليوم، 5 أيّار/ مايو، باليوم العالمي للقابلات، ويواجه كادر الممرضات والقابلات تحديات جمّة متمثلة بتعرضهنّ للتمييز والتحرّش الجنسي والأجور المتدنية، وتتفاقم هذه التحديات بسبب المخاوف والاضطراب مع تفشي فيروس كورونا.
وفي هذا اليوم، أشادت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، نتاليا كانم، بدور القابلات وشددت على دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان لهنّ وتعهده بالعمل مع الحكومات لحمايتهنّ من فيروس كوفيد-19.
وقالت السيّدة كانم: "تاريخيا، لعبت القابلات دورا حيويا في الاستجابة للأوبئة. مع تعاظم الأعباء بشدة على النظم الصحية الوطنية في العديد من البلدان، وتُظهر القابلات شجاعتهن ومرونتهن من خلال الاستمرار في دعم النساء الحوامل في أصعب الظروف".
و2020 هي السنة الدولية لكادر التمريض والقبالة، إذ يكرّس هؤلاء الأشخاص حياتهم للعناية بالأمهات والأطفال، وتقديم اللقاحات والمشورة الصحية التي تنقذ الأرواح، والعناية بالمسنّين والمرضى بشكل يومي، وكثيراً ما يكون هؤلاء مركز الرعاية الوحيد في مجتمعاتهم المحلية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، سيكون العالم بحاجة إلى تسعة ملايين عامل وعاملة إضافيين في مجالي التمريض والقبالة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030.
ابتسام: قابلة من اليمن
ابتسام حاج الحداد هي قابلة من المكلا عاصمة حضرموت جنوب اليمن، تعمل كقابلة منذ 15 عاما، وقد ساهمت في إنشاء مركز صحي حكومي في منطقتها يقدم جميع الخدمات من رعاية الحوامل والتطعيم ووسائل تنظيم الأسرة وعيادة سوء التغذية.
وتقول ابتسام: "أحب عملي نظرا لما يقدمه من خدمة إنسانية عظيمة، وأسعد عندما أرى البسمة في وجوه الناس وعندما يحصل المراجعون على مطالبهم".
أحد الصعوبات التي تواجهها ابتسام هي زيادة عدد المراجعين القادمين إلى المكلا للولادة أو العلاج، بحكم أن حضرموت مستقرة أمنيا، وهو ما زاد عدد النازحين والمترددين على المستشفيات والمراكز الصحية في ظل الإمكانيات المحدودة جدا وظهور حالات سوء التغذية بين الحوامل والمرضعات والأطفال وزيادة الطلب على موانع الحمل بسبب الظروف الاقتصادية.
وأضافت: "نحب أن يعرف الجميع أن القابلات يقمن بمهمة جليلة وسامية لخدمة بنات جنسهن وأن دورهن ليس بهيّن فهنّ بطلات مجهولات يقدمن خدمة ما قبل الحمل وأثناء الحمل وبعد الولادة".
تتوجه القابلات في المناطق الجبلية في تعز إلى القرى لتقديم الخدمات الصحية للأمهات ومواليدهن.
قصة تركت أثرا في نفس ابتسام
في المكلا، تتبع القابلات برامج لمتابعة حالات الحوامل والمرضعات والأطفال أقل من خمسة أعوام، لاسيّما مع اكتشاف المزيد من حالات سوء التغذية في المنطقة.
وتشير ابتسام الحداد إلى أن أكثر القصص التي تركت أثرا في نفسها هو وفاة حامل وجنينها أمام أعينها. وقالت: "عندما توظفت في البداية كنت جديدة على العمل واستقبلت حالة وضع حامل بكر وكانت الطبيبة منشغلة في العمليات والمريضة تعاني من تسمم حمل، ولم نستطع إنقاذ الأم ولا الجنين".
تحديات أبرزها كورونا
يعاني اليمن ظروفا صعبة أصلا، تتمثل في النزاع ويُعدّ من أفقر دول العالم وأكثرها عوزا، كما أن الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت مناطق متفرقة من اليمن زادت المصاعب. ولفيروس كورونا أيضا حصة في المتاعب التي يواجهها الكادر الطبي والقابلات.
تقول ابتسام: "أكثر شيء يؤثر فينا هو الخوف من العدوى، وقد أثّر ذلك على عملنا بسبب عدم وجود الكمامات والمستلزمات الكافية لوقاية العامل الصحي نفسه. تنقصنا أشياء كثيرة ولا توجد فرق مؤهلة للتعامل مع الكوارث. لا يوجد فريق متخصص للكوارث مثل كورونا أو أمطار أو سيول ولا فرق متخصصة تكون مؤهلة تأهيلا كافيا، والسيارات ليست مجهزة."
أكثر شيء يؤثر فينا هو الخوف من العدوى، وقد أثّر ذلك على عملنا بسبب عدم وجود الكمامات والمستلزمات الكافية لوقاية العامل الصحي نفسه -- ابتسام الحداد
وقالت مديرة صندوق الأمم المتحدة للسكان إن القابلات يقفن بجانب النساء عندما يكن أكثر ضعفا. وأضافت كانم تقول: "في العديد من البلدان التي تضررت بشدة من أزمة فيروس كوفيد-19، تموت القابلات بسبب نقص مستلزمات الحماية الشخصية ونقص الدعم العام. كما يتم إعادة نشر القابلات في العديد من المرافق الصحية من أجل الاستجابة للفيروس، مما يترك النساء دون الحصول على الخدمات المنقذة للحياة في وقتها المناسب".
ودعا صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى اتخاذ إجراءات للاعتراف بالقابلات كبطلات مناصرات للصحة الجنسية والإنجابية وحقوق النساء والفتيات.
وقالت كانم إن ثمّة ثلاثة طرق يمكن من خلالها لكل فرد الاضطلاع بدوره لتحقيق ذلك في عام 2020، السنة الدولية لكادر التمريض والقبالة:
إظهار الدعم من خلال الاعتراف وتعريف الآخرين بالدور الحاسم للقابلات في الحد من أمراض ووفيات الأمهات والمواليد. فبدون القابلات، سيموت الكثير من النساء والمواليد لأسباب يمكن الوقاية منها أثناء الولادة في وقت تفشي الوباء.
الاحتفال بإنجازات القابلات وإسهاماتهن في تحسين الصحة الجنسية والإنجابية وصحة الأمومة والمواليد، ليشعرن بالفخر بكونهن عاملات صحيات في الخطوط الأمامية للاستجابة بفيروس كوفيد-19.
تحفيز صانعي السياسات على إحداث التغيير من خلال الضغط للاعتراف بالقابلات كمهنيات فريدات وتزويدهن بالموارد الكافية. المطالبة بالاستثمار في كادر القبالة واحترام مساهمتهن في صحة الأمومة والمواليد.
أما ابتسام، فاختتمت حديثها بتهنئة من وصفتهن بأخواتها القابلات بيومهنّ، وقالت: "أقول لهنّ لنكن يدا واحدة ونقدم كل ما بوسعنا لخدمة إنسانية وعظيمة، فأنتن ملائكة الرحمة ولنرتقي معا إلى الأعلى، وأتمنى أن يتم ترفيع القابلات اللاتي درسن نظام سنتين إلى درجة أعلى".