12-05-2020 الساعة 11 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| ترجمة خاصة
مقارنة بتاريخ جيرانها، يبدو أن تاريخ اليمن مختلف للغاية. لا تزال القضية الجنوبية تلعب دورًا سياسيًا راسخًا. في 24 أبريل 2020، أعلن المكوّن الرئيسي في الحركة الجنوبية من جانب واحد، استقلالية المقاطعات الخاضعة لسيطرته، ممهّدا بذلك لفترة من عدم اليقين.
الاستعمار البريطاني
على الرغم من أن اسم "اليمن تم ذكره في القرآن، فنادراً ما كانت البلاد في الواقع موحدة." يميل الخبراء إلى القول بأن تاريخ اليمن مزدوج. خلال القرنين الماضيين، الشمال الجبلي الذي تميزت به الزيدية (طائفة من الشيعة) والذي لم يخضع أبدًا للاستعمار الغربي، واجه الجنوب، المنفتح على العالم من خلال موانئه، والذي شهد الاستعمار البريطاني من عام 1839 إلى عام 1967. كان للتراث البريطاني، وخاصة في مدينة عدن، ثقل كبير. من خلال إشراك عمال أرصفة الميناء في الكفاح من أجل الاستقلال (14 أكتوبر 1963 - 30 نوفمبر 1967)، تطورّت فيه الحركة الماركسية.
على مستوى العالم العربي، كان الوحيد الذي تمكن من ممارسة السلطة بشكل فعّال، وأوجد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، "جنوب اليمن”.
وعلى الرغم من أن التجربة الاشتراكية لم تكن ناجعة على المستوى الاقتصادي، لكن المساعدة التي تلقاها من "الدول الشقيقة " في أوروبا الشرقية سمحت بظهور بيروقراطية وفرّت فرص العمل وتحديثات معينة. ورغم تدفق النشطاء المعاديون للإمبريالية إلى عدن وتغيّر المجتمع، إلا أن الدولة عانت من التوترات ونوبات العنف.
الوحدة المتنازع عليها
أدى تنافس الجنوب مع شمال اليمن، الكثيف سكانيا بثلاثة أضعاف، والذي شارك إلى جانب الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، إلى نزاعين في عام 1972 و1979. وبسبب تفكك حليفه الاتحاد السوفياتي، انخرط جنوب اليمن في عملية توحيد في 22 مايو 1990. لم يتم تأسيس الجمهورية اليمنية على أساس المساواة، كما هو الحال في ألمانيا. انتهى المطاف بالعديد من سكان الجنوب في هذه الوحدة إلى هزيمتهم وهيمنة الشمال كشكل جديد من أشكال الاستعمار.
في عام 1993، تحدّت النخب الجنوبية السابقة شروط الوحدة وأعلنوا الانفصال. واستولت القوات الشمالية على عدن في 7 يوليو 1994. في السنوات التالية، استمرت مرارة الحنين إلى الفترة الاشتراكية. في عام 2007، ظهر العلم الجنوبي مع النجمة الحمراء في المظاهرات التي نظمها المتقاعدون من جيش الجنوب الذين طالبوا بدفع معاشاتهم التقاعدية.
تدريجيا، أظهر الحراك الجنوبي بأن العودة إلى الحدود القديمة بين الشمال والجنوب تمثل هدفا. استراتيجية الحركة كانت غير واضحة، بسبب الانقسامات بين الأجيال. لم يختبر الكثير من الشباب الفترة الاشتراكية على الإطلاق ويتطلعون إلى شيء آخر غير العودة إلى الوراء. شاركوا مثل رفاقهم من الشمال في انتفاضة 2011 ضد سلطة الرئيس علي عبد الله صالح، انتهت برحيله. استمرت المرحلة الانتقالية حتى حرب عام 2015، أظهر فيها الحراك موقفا أكثر صرامة، بعد مقاطعة مؤتمر الحوار الوطني.
الجنوب المنقسم
ساهم استيلاء الحوثيين العسكري على عدن في ربيع 2015 في توحدّ مؤقت. في إطار التحالف المناهض للحوثيين بقيادة المملكة العربية السعودية، أدارت الإمارات العربية المتحدة جنوب اليمن لكن الأمر تصاعد تدريجياً مع السياسة التي تقودها الرياض. عملت على إضفاء الطابع المؤسسي على الحراك الجنوبي، سياسيا وماليا بدعم المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تأسس في أبريل عام 2017. الذي عارض الرئيس هادي، المعترف به من قبل المجتمع الدولي، والملتزم بالوحدة.
إن تحالف المجلس الانتقالي الجنوبي مع أبو ظبي وعدائه الصريح لجماعة الإخوان المسلمين (ممثلة في اليمن من قبل حزب الإصلاح) قسّم السكّان، مما يجعل مبدأ الانفصال بصورة سلمية غير واقعي إلى حد كبير.
بإعلان المجلس الانتقالي في أبريل 2020 الإدارة الذاتية من جانب واحد في المحافظات الجنوبية ضعفت سلطة هادي، لكن دون أن يتوحد الحراك الجنوبي.
- المصدر: موقع إريان21 (الرابط الأصلي)
- ترجمة وتنقيح مركز سوث24 للأخبار والدراسات
قبل 3 أشهر