07-06-2020 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| القاهرة
تناول اللواء محمود خلف، قائد الحرس الجمهوري الأسبق ومؤسس سلاح الصاعقة الليبي، التطورات الأخيرة على الأرض، لافتا إلى ما يطمح له الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
جاء ذلك في مقابلة أجراها مع الأهرام المصرية، حيث أجاب على سؤال سبب عدم تدخل مصر عسكريا في ليبيا، قائلا: "الخريطة تظهر ضآلة المساحة المتنازع عليها في أقصي الغرب الليبي، بينما لايزال الجيش الوطني يسيطر على شرق وجنوب ووسط ليبيا.. المحدد الثاني لفهم القضية الليبية هو واقع عدم وجود مدينة حاكمة تستطيع أن تذكر أنه عند السيطرة عليها تكون قد احتللت الدولة أو قد حررتها، مشيرا إلى أن ذلك من أهم أسباب فشل استمرار احتلال ليبيا على مدار تاريخها".
وتابع قائلا: "ليبيا مقسمة إلي ثلاثة أقاليم هي إقليم طرابلس والذي تسيطر عليه حكومة الوفاق وبدعم من قوات أردوغان والمرتزقة وإخوان تونس، وإقليم بارقة في الشرق وهو المجتمع الأكثر تحضرا ومركزه مدينة بني غازي، ويرتبط به وشائج عائلية ومصاهرة مع القبائل المصرية في الغرب، وإقليم فزان في الجنوب ومرتبط بإفريقيا، تلك الأقاليم مختلفة ومتباينة ولا يجمعها حاليا أي روابط قوية، وهو ما دعا الرئيس السيسي إلي الدعوة إلي تأسيس دولة حقيقية بدستور جديد بتمثيل مناسب لكل إقليم ليكون هناك "بناء سياسي من القاعدة للقمة بالأقاليم الثلاثة".
وأضاف: "حدود مصر الممتدة بطول 1300 كيلومتر مع ليبيا تحميها القوات المسلحة المصرية في إطار خطة إحكام السيطرة على حدودنا، ولا نسمح باختراقها ونتعقب التكفيريين والمهربين عندما يحاولون اقتحامها.. مصر لا تخوض حروبا نيابة عن أحد، وقواتها لا تتحرك إلا لتأمين مقدراتنا، مثلما حدث عند الاعتداء على مواطنينا في ليبيا أو عندما تحاول سيارات المهربين اختراق الحدود، وبالتالي فأمن ليبيا يهم مصر فهي أحد محددات أمننا القومي، ومن هنا يأتي أهمية الدور المصري الذي يقوم على مبادرة سياسية قامت الدولة بالتنسيق بشأنها مع القوي الدولية قبل إعلانها، وهو ما اتضح من إعلان قبول وتأييد من معظم الدول لخارطة الطريق التي أعلنت بالقاهرة أمس، السبت".
وعن الرئيس التركي، قال خلف: "أردوغان يطمح في بسط نفوذه في غرب ليبيا مدعوما بتمويل قطري وضمن سكوت أوروبي، مستغلا رعبهم من حالة السيولة والانشقاق في ليبيا الذي يهددهم بمخاطر الهجرة غير الشرعية وتصدير الإرهاب لجنوب أوروبا، مشددا أن أردوغان لن يصل إلى شيء في ليبيا، وكل ما يفعله هو استعراض نفوذ.. ليبيا ليست طرابلس، ولا يعني حكمها السيطرة علي الدولة هناك، نظرا لتقسيمات الأقاليم، وبالتالي هو لا يجرؤ أو يستطيع الاقتراب من الشرق أو الجنوب، لافتا إلى أنه حتى القذافي لم يتمكن من جمع تلك القبائل المتفرقة، واختار أن يحكم بالعنف والسيطرة وليس بالاحتواء".
واستطرد خلف قائلا: "مصر يقودها رئيس يتمتع بخبرة عسكرية ومخابراتية، وتديرها مؤسسات وطنية، لا تحركه التقارير الإعلامية ولا العواطف الشعبية، بل الحقائق الكاملة على الأرض، وأمن الوطن والمواطنين هو واجبها الأول، مضيفا أن الخريطة تظهر ضآلة المساحة المتنازع عليها في أقصي الغرب الليبي، بينما لايزال الجيش الوطني يسيطر على شرق وجنوب ووسط ليبيا".
مواجهة الغزو التركي
ونقلت قناة "العربية" عن مصادر خاصة، أن مصر أجرت اتصالات ومشاورات مع دول أوروبية للضغط على تركيا من أجل وقف نقل الإرهابيين إلى ليبيا، وتوضيح تأثيرات ذلك على مصر والأمن القومي المصري والداخل الليبي.
وأكدت المصادر أن القاهرة تضغط للحصول على ضمانات خلال 48 ساعة لوقف إطلاق النار في ليبيا وتراجع الميليشيات المسلحة.
هذا وأجرى سامح شكري، وزير الخارجية المصري، اتصالات، السبت، بسكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه، فضلاً عن وزراء خارجية الجزائر والمغرب وتونس والنيجر والسعودية والإمارات والأردن، حيث استعرض المبادرة السياسية الليبية التي تم إطلاقها صباح السبت من القاهرة تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبحضور رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.
وتناول شكري بالشرح عناصر المبادرة، معرباً عن حرص مصر على التنسيق مع الدول المعنية بالوضع على الساحة الليبية، مؤكداً أن مصر ستواصل البحث مع الدول الشقيقة والصديقة عن حل سياسي على ضوء المبادرة، وفي إطار الأهداف التي تم الاتفاق عليها في إطار عملية برلين، وصولاً إلى تحقيق الاستقرار الكامل في ليبيا.
ترحيب دولي واسع
وكان الرئيس المصري قد أعلن، السبت، عن مبادرة سياسية مشتركة وشاملة لحل الصراع في ليبيا، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح في القاهرة، إن "المبادرة تدعو إلى وقف إطلاق النار اعتبارا من الاثنين 8 يونيو".
وأوضح السيسي أن المبادرة تشدد على ضرورة "إلزام الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها، بجانب استكمال مسار اللجنة العسكرية 5+5 في جنيف".
كما تهدف المبادرة إلى ضمان "تمثيل عادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاث، في مجلس رئاسي ينتخبه الشعب تحت إشراف الأمم المتحدة، للمرة الأولى في تاريخ البلاد".
وأعلنت دول عربية وغربية بينها واشنطن وموسكو وفرنسا والإمارات والسعودية، السبت، ترحيبها بـ"إعلان القاهرة" الذي يتضمن مبادرة شاملة لحل الأزمة الليبية وإنهاء الصراع المسلح في هذا البلد.
- المصادر: سي ان ان، العربية، سكاي نيوز
قبل 13 يوم