26-12-2019 الساعة 5 مساءً بتوقيت عدن
زيورخ| قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة مفاجئة إلى تونس يوم الأربعاء (25 كانون الأول/ ديسمبر 2019) لبحث التعاون من أجل وقف محتمل لإطلاق النار في ليبيا، حيث تدعم أنقرة الحكومة المعترف بها دوليا برئاسة فايز السراج.
وتأتي الزيارة بعدما وقًعت تركيا اتفاقا مع حكومة السراج الشهر الماضي يهدف لإنشاء منطقة اقتصادية خالصة تمتد من ساحل تركيا الجنوبي على المتوسط إلى الساحل الشمالي الشرقي الليبي. وتقول أنقرة إن الاتفاق يهدف لحماية حقوقها، وإنها منفتحة على توقيع اتفاقات مماثلة مع دول أخرى على أساس "تقاسم عادل" للموارد.
في المقابل تقول اليونان وقبرص، اللتان توجد بينهما وبين تركيا نزاعات منذ وقت طويل، إن الاتفاق باطل وينتهك القانون الدولي. ويرى البلدان أن الاتفاق يمثل انتزاعا للموارد ينطوي على سوء نية ومصمم لتقويض تطوير عمليات التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط وزعزعة استقرار المنافسين.
وطردت اليونان السفير الليبي وقدمت شكوى إلى الأمم المتحدة، كما عبًرت قبرص، التي يخضع الجزء الشمالي منها لسيطرة تركيا، عن اعتراضات. وأصدر قادة الاتحاد الأوروبي بيانا عبًروا فيه عن وقوفهم "بشكل قاطع" إلى جانب اليونان وقبرص.
كما أثارت الخطوة انزعاج مصر وإسرائيل اللتين خصصتا استثمارات ضخمة للتنقيب عن مصادر للطاقة في المنطقة، إذ إنها قد تهدد قدرتهما على تصدير الغاز إلى أوروبا. ووصفت مصر الاتفاق بأنه "غير شرعي ومن ثم لا يُلزم" أحدا.
ما دوافع تركيا وحكومة السراج؟
يرى محللون أنه بإبرامها الاتفاق مع ليبيا، تعرقل تركيا جهود قبرص واليونان وإسرائيل ومصر للتوسع في عمليات التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، واضعة حاجزا أمام خط أنابيب مقترح يمتد إلى أوروبا عبر إيطاليا. وسيتعين أن يمر خط الأنابيب، الذي تتراوح تكلفته بين سبعة إلى تسعة مليارات دولار، في المنطقة الاقتصادية التركية-الليبية المزمع إقامتها.
وفيما يخص ليبيا، فإن الدافع هو الأمن في المقام الأول. إذ وعدت تركيا بتعزيز الدعم العسكري لحكومة السراج، التي تخوض صراعا مع قوة عسكرية منافسة في الشرق هي قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر.
ما الذي تعنيه الخطوة لغاز شرق المتوسط؟
تشير تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى أن حوض شرق المتوسط يحتوي على غاز طبيعي بقيمة 700 مليار دولار. وكان يعتبر في مرحلة ما هبة للمنطقة قد تدر إيرادات ضخمة وتساعد في صوغ حل للنزاع القبرصي وبناء علاقات أوثق بين إسرائيل وجيرانها.
لكن مفتاح الوصول إلى قيمة الغاز هو الصادرات ولا توجد طريقة سهلة للقيام بذلك. فخط الأنابيب المقترح ذو تكلفة مرتفعة. ويضع الاتفاق بين تركيا وحكومة السراج عقبة جديدة أمام جعله قابلا للتحقيق. وفي حين أنه توجد حالات سابقة لعبور خطوط أنابيب في مناطق اقتصادية خالصة لدول أخرى، فإن تركيا لن تجعل الأمر سهلا.
وعلاوة على ذلك، ستستخدم أنقرة الاتفاق لتكثيف مطالباتها للتنقيب عن مصادر الطاقة في مياه قبالة قبرص، حيث أرسلت على مدى أشهر سفنا للتنقيب، وأطلقت في الأيام القليلة الماضية طائرات مسيرة لعمليات استكشاف.
وكان لدى المحللين بالفعل شكوك بشأن امكانية نجاح عمليات التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط بسبب صعوبات تصديره والسعر الذي سيباع به في النهاية، إذ تحظى أوروبا بقدر وافر من غاز أرخص يأتي من روسيا وقطر. والتحرك التركي-الليبي سيزيد فقط من تعقيد تلك الصورة الصعبة.
ما هي الانعكاسات الأوسع؟
إضافة إلى وضع تركيا على مسار تصادم مع اليونان وقبرص، يزيد الاتفاق من التوتر بينها وبين الاتحاد الأوروبي ويُضاف إلى النزاعات الحالية المتعلقة بسياسة الهجرة وتساؤلات أوسع بشأن دور أنقرة في حلف شمال الأطلسي.
كما يزيد الاتفاق المخاطر مع مصر. فالقاهرة على خلاف مع أنقرة منذ أن أطاح الجيش المصري في 2013 بالرئيس محمد مرسي الذي كان ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وفي ليبيا، فإن مصر متحالفة بشكل أوثق مع حفتر، وهو ما يعني أن القاهرة وأنقرة على طرفي نقيض فيما يتعلق بالاتفاق البحري.
وروسيا قطعة أخرى في "الأحجية". ففي حين أنها على خلاف مع تركيا بشأن سوريا، فإن البلدين ينسقان فيما يتعلق بسياسات الطاقة وموسكو حريصة على أن تكون تركيا نقطة عبور لإمدادات الطاقة. لكنّ الاتفاق يضعهما على طرفي نقيض في ليبيا، حيث تميل روسيا إلى جانب حفتر. وستناقش روسيا وتركيا الدعم العسكري لليبيا في قمة الشهر المقبل.
ما هو موقف تونس؟
وفي سياق آخر نفت الرئاسة التونسية التصريحات التى أدلى بها وزير خارجية الوفاق حول انضمامها إلى حلف تركى فى ليبيا، مؤكدة أن ما ورد على لسان الوزير لا يعكس الحقيقة، قائلة: "موقفنا محايد فى ليبيا ولم ننضم إلى أى تحالف". جاء ذلك بحسب ما أوردته قناة العربية فى خبر عاجل قبل قليل.
كان وزير الداخلية في الحكومة الليبية بطرابلس قال اليوم الخميس، إنها ستطلب رسميا دعما عسكريا من تركيا إذا تصاعدت حدة الحرب الدائرة على العاصمة.
وتحاول قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر انتزاع السيطرة على طرابلس منذ أبريل.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق اليوم إن أنقرة سترسل قوات إلى ليبيا الشهر المقبل على أقرب تقدير نظرا لأنها تلقت طلبا بذلك من طرابلس.
وواصل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان اليوم الخميس، التدخل فى شئون الدول الأخرى، وقال إن تركيا سترسل قوات إلى ليبيا بما أن طرابلس طلبت ذلك، وإنه سيعرض مشروع قانون لنشر القوات هناك على البرلمان في يناير. ودخلت مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري بين تركيا وليبيا حيز التنفيذ، فجر الخميس، بعد نشرها في الجريدة الرسمية التركية.
ونشرت الجريدة قرار المصادقة على مذكرة التفاهم التي أبرمت بين حكومتي تركيا والوفاق الوطني الليبية في 27 نوفمبر الماضي.
وفي 21 ديسمبر الجاري، وافقت الجمعية العامة للبرلمان التركي على مقترح قانون حول المصادقة على مذكرة التفاهم.
وتشمل المذكرة دعم إنشاء قوة الاستجابة السريعة التي من ضمن مسؤوليات الأمن والجيش في ليبيا، لنقل الخبرات والدعم التدريبي، والاستشاري والتخطيطي والمعدات من الجانب التركي. عند الطلب يتم إنشاء مكتب مشترك في ليبيا للتعاون في مجالات الأمن والدفاع بعدد كاف من الخبراء والموظفين.
كما تنص المذكرة على توفير التدريب، والمعلومات التقنية، والدعم، والتطوير والصيانة، والتصليح، والاسترجاع، وتقديم المشورة، وتحديد الآليات، والمعدات، والأسلحة البرية، والبحرية، والجوية، والمباني، والعقارات، و(مراكز تدريب) بشرط أن يحتفظ المالك بها.
وتشمل أيضًا تقديم خدمات تدريبية واستشارية تتعلق بالتخطيط العسكري ونقل الخبرات، واستخدام نشاطات التعليم والتدريب نظم الأسلحة والمعدات في مجال نشاطات القوات البرية، والبحرية، والجوية المتواجدة ضمن القوات المسلحة داخل حدود البلدين
ماذا تريد أنقرة من جنوب اليمن؟
وفي ملف منفصل كشفت وثيقة نشرها "سوث24" في وقت سابق اليوم، عن دخول أربعة عناصر من الاستخبارات التركية عبر منفذ صرفيت الحدودي مع عمان إلى جنوب اليمن، في حين حذر مراقبون محليون من تنامي الدور التركي في المنطقة.
وتظهر الوثيقة المؤرخة بتاريخ 13 ديسمبر 2019، تعليمات تشير إلى تواجد تأشيرات الأتراك الأربعة لدى مدير الجوازات في المنفذ. ووجه مدير الجوازات في المنفذ أحمد سعيد رعفيت بالسماح لهم بالدخول إلى أراضي جنوب اليمن في المهرة.
يأتي ذلك في الوقت الذي يتواجد فيه وزير النقل اليمني المدعوم من قطر، صالح الجبواني في تركيا. عقد خلال زيارته لها لقاءات بشخصيات من حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم الذي يمثل جناح الإخوان المسلمين في البلد، وينتمي له الرئيس التركي رجب طيب أوردغان.
ونشر الوزير اليمني صورا له إلى جانب نائب رئيس حزب العدالة والتنمية ومستشار الحزب في تركيا.
وتسعى تركيا للعب دور جديد في الملف اليمني، إلى جانب قطر. في محاولة لدعم حزب الإصلاح جناح الإخوان المسلمين ، أحد أبرز حلفائها في اليمن، وهو ما يمثل تحدي لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، التي تدخلت في الحرب ضد المتمردين الشيعة في اليمن في العام 2015.
وقالت وسائل إعلام محلية أن هناك محاولات قطرية للدفع بشخصيات يمنية مقربة منها إلى تركيا لإجراء مباحثات تمكن أنقرة من مد نفوذ لها إلى اليمن، وخصوصا جنوب اليمن، حيث تنشط الجبهة الشرسة لمحاربة الحوثي والجماعات الإرهابية وجماعة الإخوان المسلمين.
ويقيم في تركيا رموز وقيادات بارزة من حركات الإخوان المسلمين حول العالم بينهم قيادات بارزة في حزب الإصلاح اليمني. وتتهم دول عربية وغربية تركيا بإيواء قيادات مطلوبة أمنيا بينهم عناصر إرهابية متورطة.
*المصادر| رويترز، اليوم السابع، سوث24
الكلمات المفتاحية:
قبل 3 أشهر