22-09-2020 الساعة 9 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| ترجمة خاصة
مرّ أكثر من شهرين منذ أن شنّ الحوثيون في اليمن هجوماً عسكرياً واسع النطاق على مأرب، المحافظة الغنية بالنفط، الواقعة على بعد 170 كيلومتر شرق العاصمة صنعاء.
يسعى الحوثيون إلى انتزاع السيطرة على هذه المحافظة الشمالية حيث فشلوا في بسط هيمنتهم على المنطقة أو الأهالي منذ استيلائهم على صنعاء اليمنية في سبتمبر 2014. على مدى السنوات الست الماضية، كانت القوات الموالية للحكومة والسلطات القبلية تُدير مأرب وتدافع عنها ضد مقاتلي الحوثي المتحالفين مع إيران.
ازداد إصرار الحوثيين على الاستيلاء على مأرب، حيث أرسلت الجماعة عددًا هائلاً من المقاتلين والمعدات العسكرية سعياً لتحقيق مكاسب في هذه المحافظة، فتوغلوّا في بعض الأحياء مثل الرحبة والمحيلية، لكنّ المقاومة الشديدة هناك كلفّتهم ثمناً باهظاً.
كانت المعركة الحالية لمأرب من أعنف المعارك التي شهدها اليمن على مدى السنوات الست الماضية. قُتل العديد من الشخصيات العسكرية الحوثية وعدد لا يُحصى من المقاتلين أو أُسروا أو استسلموا في ساحة المعركة، ورغم خسائرهم، لم يتراجع الحوثيون.
ويعتبر الحوثيون مأرب مركزاً للإرهابيين والمرتزقة السعوديين. في 4 سبتمبر / أيلول، كتب حسين العزي، نائب وزير الخارجية في صنعاء، أنّ مأرب تأوي نشطاء القاعدة. استخدمت سلطات الحوثيين هذا الخطاب لتبرير تصعيدها الأخير في مأرب واستقطاب مقاتلين للانضمام إليهم.
وغرّد العزي قائلاً: "إعادة توطين القاعدة في مأرب خطأ فادح لن يخدم أحداً. إنها كارثة لا يمكن أن تقتصر أخطارها على طرف معين. على هادي وحزب الإصلاح أن يُوقفوا هذه السياسات الجبانة وأن يتوقفوا على الفور عن نمط هذا التفكير المظلم ".
منذ بدء هجوم الحوثيين كثّفت الطائرات الحربية السعودية غاراتها الجوية. من الواضح أنّ الحوثيين لن يأخذوا مأرب بسهولة. هذه المحافظة مُهمة ليس فقط للحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة ولكن أيضاً للسعودية. (.)
الجنوب ليس في مأمن
وقال المعلّق السياسي اليمني ماجد الداعري لـ "المونيتور": "هذا الهجوم الحوثي مصدر قلق للمملكة"، معتبراً "سقوط هذه المحافظة سيكون المسمار الأخير في نعش التحالف ضد الحوثيين في الشمال. وأنّ الجنوب لن يكون في مأمن من تداعيات سقوط مأرب".
تُشكّل التصعيدات الحالية المحيطة بهذه المحافظة تحدياً حقيقياً للمملكة العربية السعودية. على مدى السنوات الست، لم ينجح الموالون اليمنيون لها في تحرير أي محافظة شمالية يسيطر عليها الحوثيون، والآن يسعى الأخيرون لطرد القوات المدعومة من السعودية من مأرب.
"لم ينجح الموالون اليمنيون للسعودية خلال ست سنوات لها في تحرير أي محافظة شمالية يسيطر عليها الحوثيون"
يقول الداعري: "بالتأكيد معركة مأرب نقطة تحوّل خطيرة في المشهد العسكري في اليمن ككل وخطر مصيري على الجنوب والتحالف العربي بقيادة السعودية. وذلك لسببين: أولاً، مأرب هي آخر معقل للحكومة اليمنية الشرعية في الشمال. ثانياً: لها موقع استراتيجي وسقوطها سيمهّد الطريق أمام الحوثيين جنوباً."
في 14 سبتمبر / أيلول، دعت الحكومة اليمنية الأمم المتحدة إلى تكثيف الضغط على الحوثيين لوقف هجومهم على مأرب، المدينة التي ارتفع عدد سكانها الطبيعي البالغ مليون نسمة إلى ثلاثة ملايين، بينهم مليوني نازح.
من الواضح أنّه على الرغم من أنّ الأمم المتحدة قد تدعو إلى وقف التصعيد، فإنّها لن تتخذ إجراءً مباشراً لدرء مأساة إنسانية في هذه المحافظة.
في 15 سبتمبر / أيلول، حذّر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في إحاطته لمجلس الأمن الدولي من أنّ التصعيد الحوثي المستمر في مأرب يقوّض آفاق السلام.
صرّح غريفيث، "يجب أيضا عدم التقليل من الأهمية السياسية لمأرب. التحوّلات والعواقب العسكرية والأحداث في مأرب لها آثار مضاعفة على ديناميكيات الصراع في جميع أنحاء اليمن. وإذا سقطت مأرب، ببساطة، فإنّ هذا من شأنه أن يقوّض احتمالات عقد عملية سياسية شاملة تؤدّي إلى انتقال قائم على الشراكة والتعددية".
"سقوط مأرب سيكون المسمار الأخير في نعش التحالف ضد الحوثيين في الشمال، والجنوب لن يكون في مأمن" الداعري.
قال خليل العمري، رئيس تحرير موقع رأي اليمن الإخباري، لـ "المونيتور'' إنّ المكاسب العسكرية للحوثيين في مأرب تُضاعف للسعودية فشلًا آخر في حربها في اليمن. وأضاف: "منطقياً، أي تقدّم حوثي هو نكسة للسعودية والتحالف العربي الذي يتزعمه منذ ستة أعوام. ومع ذلك، يبدو أنّ الرياض لا تكترث بما يجري. ليس من الواضح ما يحدث في العقلية السعودية ".
في الأول من سبتمبر، أقالت المملكة العربية السعودية فهد بن تركي بن آل سعود، الذي كان يقود القوات المشتركة التي تقاتل الحوثيين في اليمن. من الواضح أنّ هذه الخطوة مرتبطة بالتطورات العسكرية في اليمن. (.)
بينما يواصل المقاتلون الحوثيون التدفق نحو مأرب، ستتم رؤية ما إذا كانت القوات اليمنية المدعومة من السعودية ستصدّ هجمات الحوثيين وتحمي السلام النسبي الذي حافظت عليه مأرب على مدى السنوات الست الماضية. إذا فشل السعوديون في وقف توسع الحوثيين هناك، فسيعني ذلك زوال وجود التحالف في شمال اليمن.
يقول الداعري: "خسارة مأرب كارثية على التحالف الذي تقوده السعودية لأنّ الحوثيين سيضعون أيديهم على نفط وغاز المحافظة وسيكون من الأسهل عليهم التوجه إلى شبوة وحضرموت في الجنوب."
- ترجمة وتنقيح: سوث24 للأخبار والدراسات
- المصدر الأصلي بالإنجليزية: موقع المونيتور الأمريكي