تقرير| الحرب بين طهران وواشنطن تضع أوزارها.. وهؤلاء هم الضحية

تقرير| الحرب بين طهران وواشنطن تضع أوزارها.. وهؤلاء هم الضحية

التقارير الخاصة

الأربعاء, 08-01-2020 الساعة 02:18 مساءً بتوقيت عدن

تقرير خاص بـ سوث24|   يبدو أن حالة الحرب الأخيرة بين طهران وواشنطن، على خلفية الاستهداف الأميركي للجنرال العسكري الإيراني الأكثر تأثيرا في الخارج وقائد قوة فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، قد وضعت أوزارها، مع دعوة الرئيس الأميركي الشعب والقيادة الإيرانية للسلام ، في خطاب له الأربعاء، وتحاشي ترامب اتخاذ موقف تصعيدي ردا على الهجمات الصاروخية التي شنتها طهران ضد قاعدتين أميركيتين في العراق صباح الأربعاء الـ 8 من يناير كانون الثاني.  
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم ، أن القوات الأميركية أو العراقية لم تتكبد أى خسائر بشرية فى القصف الصاروخى الإيراني على قاعدتين عسكريتين فى العراق.   
وأشار في كلمة ألقاها في البيت الأبيض إلى رغبة في عدم تصعيد الأزمة مع إيران قائلا: "لم يصب أميركيون في هجوم الليلة الماضية الذي شنه النظام الإيراني... لم نتعرض لأي خسائر".   
وأضاف: "تحملت الدول سلوك إيران لوقت أطول من اللازم وهذه الأيام انقضت"، وجدد تأكيده أن قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» الذي قتل بضربة أميركية، كان يخطط لهجمات على أهداف أميركية ، ووصفه بالإرهابي رقم واحد في العالم. وتابع "القضاء على سليماني بعث برسالة قوية للإرهابيين المحتملين".  

 

رفع الحرج  

وكانت إيران قد استهدفت قاعدتي عين الأسد ومطار أربيل العسكريتين الأمريكيتين بـ 22 صاروخ حسب بيان للجيش العراقي، ولم تسفر الضربات عن وقوع أي ضحايا، رغم مزاعم الاستخبارات الإيرانية عن سقوط 80 قتيل أمريكي في الهجمات، بحسب التلفزيون الإيراني وهو الأمر الذي اتضح بأنه عار عن الصحة.   
وقال المتحدث باسم البنتاجون "أن صواريخ باليستية أطلقت من داخل إيران على منشآت عسكرية أميركية في العراق"، فيما أكد مصدر كردي أن مصدر الصواريخ هو كرمنشاه في إيران.  
وكشف وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أن بلاده   أبلغت السفير السويسري   ممثل المصالح الأمريكية في طهران بنيتها مهاجمة تلك القواعد العسكرية عند بدء الهجوم.   
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف - الأناضول
وبدت الهجمات الصاروخية الإيرانية كـ لعبة "تم التنسيق بشأنها" لإرضاء الجمهور الإيراني من جهة ، ورفع الحرج عن القيادة الإيرانية أمام الشارع الذي بدى غاضبا بعد استهداف هيبة النظام الإيراني وقتل مهندس السياسة العسكرية الخارجية الإيرانية قاسم سليماني ، من جهة أخرى.   
وتلقت إيران صفعة مؤلمة بمقتل سليماني وكذلك بمقتل نائب الحشد الشعبي العراقي أبو المهدي المهندس. وكليهما لعبا دور كبير في دعم الجماعات الإسلامية المتطرفة الموالية لإيران في فلسطين والعراق ولبنان وسوريا واليمن ، وتوسيع نفوذهما داخل هذه الدول.   
رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في إيران، حبيب جبر ، سخر من الهجمات الصاروخية الإيرانية بقوله "تمخض الجبل فأنجب فأراً".  
وأشار في   تغريدة له   نشرها على تويتر "مصير هذه الدولة المارقة والإرهابية يحدده أبناء الشعوب غير الفارسية وما حدث خلال الأيام الأخيرة بعد مقتل قاسم سیلمانی سيزيد من حجم وقدرة الرد الشعبي على هذا النظام المجرم".  
وكان حزب الله في لبنان وجماعة الحوثيين في اليمن قد أقاما مجالس عزاء بمقتل سليماني، وطالبا برد سريع يستهدف المصالح الأميركية في المنطقة وإنهاء الوجود الأمريكي.  
وأجرت دول عديدة اتصالات حثيثة وموسعة مع الجانب الإيراني والأمريكي وحثهما على عدم تصعيد النزاع، وتحاشي جر المنطقة لحرب شاملة.  

 

|مراقبون الهجمات الصاروخية الإيرانية محاولة "تم التنسيق بشأنها" لإرضاء الجمهور الإيراني، ورفع الحرج عن القيادة الإيرانية   


 

إنهاء الطموحات النووية    

الرئيس الأميركي دونالد ترامب طالب الأربعاء إيران بالتخلي عن طموحاتها النووية وإنهاء الدعم للإرهاب، مضيفا أن «سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية يهدد العالم المتحضر». كما أعلن ترمب فرض «عقوبات إضافية» فورية على طهران،  داعيا القوى الكبرى وفي مقدمها الأوروبيون إلى الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.  وطالب حلف شمال الأطلسي بالاضطلاع بدور أكبر في الشرق الأوسط. وأضاف: «ومع ذلك فإن امتلاكنا لهذا العتاد والجيش العظيم لا يعني بالضرورة استخدامه. لا نرغب في استخدامه. القوة الأميركية العسكرية والاقتصادية هي أفضل رادع».  لكن ترمب أحجم عن توجيه أي تهديد مباشر بعمل عسكري ضد إيران، باستثناء الإشارة إلى أن لدى واشنطن قوة صاروخية "كبيرة وسريعة ودقيقة وقاتلة".   
وكانت طهران قد أعلنت الأحد تنفيذها المرحلة الخامسة من تهديداتها، وأنها لم تعد مُلزمة بآخر قيود "عملياتية" في الاتفاق النووي بشأن تخصيب اليورانيوم.   
وحسب ما أوردته وكالة أنباء فارس ، أكدت الحكومة الإيرانية، في بيان، أنها لم تعد مُلزمة بأي قيود في المجال العملياتي، التي تشمل مستوى تخصيب اليورانيوم ونسبة التخصيب وحجم المواد المخصبة والأبحاث والتنمية.   
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو أيار 2018 ، انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وتلى ذلك سلسلة مُستمرة من العقوبات على طهران، طالت شخصيات إيرانية، من بينهم مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي.  

 
 
 

من الضحية؟    

ترامب أكد أن أميركا ليست بحاجة لنفط الشرق الأوسط وأنها الدولة الأكثر إنتاجا للنفط في العالم. وفي ذلك إشارة إلى أن واشنطن ليست على استعداد لخوض حرب شاملة مع إيران.   
هذه التصريحات بمثابة رمي لكرة المواجهة إلى ملعب دول المنطقة المجاورة لإيران، وتحديدا دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية، العدو اللدود لطهران.   
وكانت تقارير استخبارية وتصريحات لمسئولين سعوديين قد اتهمت إيران بالوقوف وراء الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي استهدفت منشأتي نفط بقيق وخريص في 14 سبتمبر 2019. الهجوم نتج عنه عدّة انفجارات خلّفت حرائق جرى السيطرة عليها، وهي بدورها أدّت إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو 5,7 مليون برميل، أو حوالي 50% من إنتاج الشركة وذلك حسب التقديرات الأولية، كاشفًا أن المملكة عوّضت الانخفاض الناتج من خلال المخزونات.  
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أشار في تصريح صحفي نشرته وسائل إعلام إيرانية، عقب الهجوم الصاروخي، إن "رد طهران على اغتيال الجنرال سليماني، انتهى".وأضاف: "قصفنا القاعدة التي انطلقت منها الطائرة التي استهدفت سليماني".  
وعلى ما يبدو أن الطرفين اتخذا من العراق ساحة لتصفية حساباتهما. وهو الأمر الذي أثار غضب كثير من المتابعين العرب.   
يقول الباحث اليمني المقيم في ماليزيا إبراهيم جلال" لا تجرؤ أمريكا على محاربة إيران في إيران ولا (الأخيرة) على مهاجمة الأولى في أرضها". لذلك و  بحسب جلال في تغريدة له على   تويتر فقد " أضحى العراق، الذي لم ينعم بالخير بعد صدام، ساحة حرب بالوكالة بين من أحتله ومن أفسد فيه".   
ويتأسف أن يكون ثمن إحتدام العلاقات الأمريكية-الإيرانية في غير أرضيهما وعلى غير شعبيهما. قائلا"قلوبنا مع العراق".  
ورأى الشاعر السعودي عبد الرحمن بن مساعد في تغريدة له أن "انحسار شبح الحرب وخفض التصعيد بين أمريكا وايران أمر جيد فالحرب ليست في مصلحة أحد، وهذا أمر تدركه جميع الأطراف المعنية بالصراع في المنطقة".   

 

تحذيرات    

في هذا الوقت لا تزال التحذيرات في جنوب اليمن من التدخل الإيراني والتركي متصاعدة في شئون منطقتهم. وأطلق جنوبيون حملة لكشف ما أسموه خطط إيران وقطر وتركيا لزعزعة استقرار جنوب اليمن، بعد تقارير أشارت إلى لقاءات عقدتها تركيا مع شخصيات يمنية حكومية وأخرى تنتمي لحزب الإصلاح الإسلامي في اليمن.   
يقول ياسر اليافعي رئيس تحرير صحيفة يافع نيوز الصادرة في عدن " تدخلات قطر وتركيا و ايران في الوطن العربي سبب رئيسي في المعاناة التي تعيشها الكثير من الدول العربية مثل اليمن وسوريا و ليبيا والعراق".  
ويتساءل اليافعي على   تويتر  " كم عدد الذين قتلوا بسبب هذا التدخل مقارنة مع عدد من قتلتهم إسرائيل وامريكا؟ لا مقارنة مطلقاً."  
وقصفت جماعة الحوثي فجر الثلاثاء بصواريخ باليسيتية وكاتيوشا تجمعا لقوات عسكرية جنوبية في منطقة مريس شمال مدينة الضالع جنوب اليمن، أسفرعن سقوط أكثر من عشرة قتلى وخمسة عشر جريحا. وجاء ذلك بعد حديث لمسئولين إيرانين أشاروا فيه إلى أن الرد على الهجوم الأميركي سينفذ أيضا من دول عدة بينها اليمن.   
وسبق وكشفت تسريبات صحفية عن الاستخبارات الإيرانية أن لقاء جمع الحرس الثوري الإيراني وممثلي فيلق القدس بقيادات من جماعة الإخوان المسلمين في تركيا عام 2014، ناقش إمكانية العمل المشترك بين الجماعتين الأكثر نفوذا، لاستهداف مصالح أمريكية وتهديد أمن دول الخليج العربي.   

 
------  
إعلامي وباحث سياسي جنوبي مقيم في سويسرا  
رئيس تحرير مركز سوث24 للصحافة والإعلام