دلالات رمزية لأول لقاء إسرائيلي إماراتي بعد توقيع اتفاق السلام

دلالات رمزية لأول لقاء إسرائيلي إماراتي بعد توقيع اتفاق السلام

منوعات

الأربعاء, 07-10-2020 الساعة 03:27 صباحاً بتوقيت عدن

سوث24| برلين 

التقى  وزيرا الخارجية الإسرائيلي والإماراتي للمرة الأولى، الثلاثاء، في العاصمة الألمانية برلين ما يشكل خطوة كبيرة على طريق علاقاتهما الجديدة، وخصوصا بزيارتهما نصب محرقة اليهود الذي يحمل رمزية كبيرة .

وتبادل وزير الخارجية الإسرائيلي غابي اشكينازي ونظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان التحية بملامسة الكوع، ضمن تدابير الحد من تفشي فايروس كورونا المستجد، خلال أول لقاء بينهما بعد توقيع دولتيهما اتفاقا لتطبيع العلاقات بوساطة أميركية في منتصف سبتمبر الماضي.

وجال الوزيران يرافقهما مضيفهما وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، في موقع النصب الشاسع الذي يضم أكثر من 2700 كتلة إسمنتية تنتشر على مساحة توازي ثلاثة ملاعب لكرة القدم. ويكرم النصب ذكرى مقتل 6 ملايين يهودي على أيدي نظام أدولف هتلر النازي.

وقال اشكنازي إن الزيارة كانت مؤثرة بالنسبة له بشكل خاص "كممثل (لإسرائيل) وكجنرال سابق وكابن أحد الناجين من المحرقة. ... لقد وقفنا ثلاثتنا معاً بصمت ونحن نتذكر الضحايا. ولأول مرة في التاريخ، كان ممثل دولة عربية حاضرًا ... وجودنا معًا اليوم يرمز إلى حقبة جديدة من السلام والاستقرار والازدهار والأمل".

ووقعت البحرين والإمارات اتفاقي سلام مع إسرائيل بعد عقود من توقيع مصر عام 1979 والأردن عام 1994.

يمثل الاتفاقان بالنسبة للشرق الأوسط تحولا واضحًا بعد أن حاولت الدول العربية الحفاظ على موقف موحد ضد إسرائيل بسبب معاملتها للفلسطينيين المحرومين من إقامة دولة لهم.

كما تعد زيارة الوزير الإماراتي إلى النصب التذكاري للهولوكوست خطوة رمزية للغاية، فهي تشير إلى التحول في المواقف في العالم العربي تجاه إسرائيل واليهود.

فقد أدت النزاعات السياسية إلى توترات شديدة بين الإسلام واليهودية، وإنكار المحرقة منتشر في العديد من الدول العربية.

ويرى الفلسطينيون أن الاتفاقات تتعارض مع الإجماع العربي الذي جعل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطا أساسيا لإحلال السلام مع الدولة العبرية.

و قال الشيخ عبدالله إن "المعاهدة تغير من التفكير التقليدي بشأن سبل معالجة تحديات منطقتنا مع تركيزها على خطوات عملية ذات نتائج ملموسة".

وتابع "إننا في دولة الإمارات نتطلع إلى فتح المزيد من آفاق التعاون الجديدة لصنع السلام و إلى الفرص الاقتصادية التي يفتحها في المنطقة.

وسنعمل سويا للاستفادة من قدراتنا الرائدة عالميا في قطاعات البحوث والتطوير وذلك لتلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية وفي هذا السياق أؤكد توفر فرص في منطقتنا لتوسيع تعاوننا وتعزيزه في قطاعات مختلفة كالأمن الغذائي والطاقة والتكنولوجيا".

وأوضح أنه "من أجل تعظيم فوائد تعاوننا المشترك على المستوى الدولي تلتزم الإمارات – وتتطلع لشركاء في ألمانيا وإسرائيل – بالتنسيق والتعاون لتعزيز الاستثمار الدولي."

وأضاف "ناقشت اليوم مع زميلي غابي أشكنازي مجموعة من المقترحات والأفكار لعل أبرزها التعاون في مجال الطاقة والثورة الصناعية الرابعة إدراكا بأن التعاون في البحث والتطوير يمكن أن يمثل خطوة نحو شرق أوسط أكثر استقرارا وتكاملا وازدهارا".

وأكد الشيخ عبدالله أن دولة الإمارات وألمانيا وإسرائيل تتشارك المصلحة ممثلة في تعزيز التسامح والتنوع في دولنا وكذلك تعزيز التعددية والاعتدال في المنطقة ككل.

وتابع "أن أهم ما يجب التأكيد عليه اليوم هو عودة الأمل للفلسطينيين والإسرائيليين للعمل من أجل حل الدولتين ومن أجل مستقبل أكثر إشراقا لأطفال المنطقة".

من جانبه قال غابي أشكنازي "إننا نشكر دولة الإمارات على الشجاعة و الرؤية و الجهود المبذولة لتحقيق السلام".

مشيرا إلى أن معاهدة السلام تجلب الأمل و البشرى لمواطني البلدين و كذلك السلام في منطقة الشرق الأوسط وتساهم في تحقيق الاستقرار ومواجهة التحديات المشتركة وعلى رأسها وباء كورونا".

وقال ماس إنه "شرف كبير أن يختار وزيرا الخارجية الإسرائيلي والإماراتي برلين مكانا للقائهما التاريخي الأول".

وأضاف "أهم صفات الدبلوماسية هي الثقة وأنا شخصيا أشكر زميلي لأنهما وضعا هذه الثقة في ألمانيا".
دلالات رمزية لأول لقاء إسرائيلي إماراتي بعد توقيع اتفاق السلام
                              وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان مع وزير خارجية إسرائيل، غابي اشكينازي (وكالات) 

وعقب محادثاتهما في وزارة الخارجية الألمانية، أبدى وزيرا الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل استعدادهما لمباشرة التعاون في مجالات من بينها التطوير التكنولوجي والأمن.

وقال أشكينازي إن قضايا من بينها إقامة سفارات أو إقامة روابط جوية أثيرت خلال المحادثات.

ووصف ماس الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي بأنه "أول خبر سار في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة". لكنه حث الطرفين على المضي قدما وعلى أن تغتنم المنطقة هذا الزخم لإقامة سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال ماس الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي، "يجب اغتنام هذه الفرصة"، معربًا عن استعداد الاتحاد للمساعدة.

ودعا أشكينازي الفلسطينيين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات. وقال "كلما طالت مدة تأجيل المفاوضات، نترك وراءنا واقعًا أكثر صعوبة للأجيال المقبلة".

وتزامن اللقاء بين الوزيرين مع توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين مكتب أبوظبي للاستثمار (حكومي)، والمعهد الإسرائيلي للتصدير، "لتعزيز فرص التجارة الثنائية بين إمارة أبوظبي وإسرائيل".

وذكر مكتب أبوظبي في بيان، الثلاثاء، أنه يجري حاليا مباحثات مع أكثر من 85 شركة إسرائيلية في عدة قطاعات حول ممارسة الأعمال في أبوظبي.

وقع مكتب أبوظبي للاستثمار بالإمارات اتفاقية تعاون مع المعهد الإسرائيلي للتصدير، وهو الجهة المعنية بالترويج للأنشطة التجارية في إسرائيل.

وأقيمت مراسم التوقيع خلال لقاء افتراضي عقد بمشاركة أديف باروخ، رئيس ملس إدارة المعهد الإسرائيلي للتصدير، وغادي أرييلي، المدير العام للمعهد، و طارق بن هندي، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار.

وقال المكتب الإماراتي في بيان "تمهد هذه الاتفاقية الطريق أمام بدء التبادل التجاري بين إمارة أبوظبي وإسرائيل من خلال تعزيز فرص التعاون الاستثماري، كما تشمل أيضاً تسهيل التواصل بين الشركات المُستثمر بها في كلا السوقين، واستضافة الفعاليات المشتركة، ودعم الوفود الحكومية والتجارية".

وسيتعاون مكتب أبوظبي للاستثمار بشكل وثيق مع المعهد الإسرائيلي للتصدير لإثراء الفرص الاستثمارية والتجارية المتاحة أمام الشركات الإسرائيلية، وتزويدها بالشراكات والموارد الإستراتيجية لضمان نجاح أعمالها على المدى الطويل في إمارة أبوظبي.

وقال محمد علي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي "نشهد تطورات متسارعة على صعيد إرساء أسس التعاون الوثيق على مستوى القطاع الخاص في كل من إمارة أبوظبي وإسرائيل، وتمثل هذه الاتفاقية فرصة هامة نحو تعزيز التعاون التجاري والتقني بين الطرفين".

من جانبه، قال طارق بن هندي، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار"نحرص على تأسيس علاقات قوية بين مختلف الجهات المعنية بتسهيل الاستثمار والابتكار في إمارة أبوظبي وإسرائيل، وتأتي الاتفاقية الموقعة مع المعهد الإسرائيلي للتصدير كقفزة نوعية نحو تسريع فرص التعاون بين الشركات في إمارة أبوظبي وإسرائيل".

وقال عمير بيريتز وزير الاقتصاد والصناعة في إسرائيل "تأتي الاتفاقية بمثابة خطوة أخرى نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية مع إمارة أبوظبي بشكل خاص، ودولة الإمارات بشكل عام. ولهذه الاتفاقية أهمية خاصة، خصوصا خلال هذه المرحلة التي يواجه فيها العالم وباء كوفيد19- الذي كانت له تداعياته على الاقتصاد الإسرائيلي وعائدات الشركات. وأتمنى أن تثمر هذه العلاقة مع دولة الإمارات عن منح زخم أكبر للاقتصاد الإسرائيلي في هذا الوقت الصعب".

وكان مكتب أبوظبي للاستثمار أعلن عن خططه لافتتاح مكتب تمثيل له في تل أبيب، يركز على تفعيل التواصل بين الشركات والمؤسسات التي تركز على الابتكار في كل من إمارة أبوظبي وإسرائيل.

المصدر : العرب اللندنية 

التطبيع الإمارات إسرائيل عبد الله بن زايد