13-02-2022 at 7 PM Aden Time
سوث24 | فريدة أحمد
عند الحديث عن المهرة يتبادر إلى الأذهان السلاسل الجبلية والكثبان الرملية الذهبية الممتدة على طول الطريق الواصل إليها باتجاه شرق اليمن. هذه المحافظة المهملة والمنسيّة لعقود طويلة، باتت اليوم محط أنظار الفاعلين الإقليميين والدوليين. فقد ظلت لسنوات منذ بدء الحرب الأهلية في اليمن 2014 بمنأى عن المواجهات العسكرية، وكانت مستقرة نسبياً لولا بعض التوترات التي تحدث بين الحين والآخر، وتدعمها مختلف أطراف الصراع المحلية والإقليمية.
تعتبر المهرة الواقعة في الجزء الشرقي من جنوب اليمن، ثاني كبرى المحافظات بعد حضرموت من حيث المساحة. وتبعد عن العاصمة عدن مسافة 858 كم[1]. وتعدّ أقل المحافظات من حيث عدد السكان، قبل أن تمتلئ بعدد كبير من النازحين بعد 2015. كما تنقسم إلى 9 مديريات، تبلغ مساحتها حوالي (67297) كم مربع، من بينها مدينة "الغيضة" التي تعتبر هي مركز المحافظة. وأكسبها موقعها أهمية استراتيجية من حيث اتصاله بصحراء الربع الخالي من الشمال، ومحافظة حضرموت من الغرب، والبحر العربي من الجنوب، وسلطنة عمان من الشرق[2].
يتحدث سكان المهرة "اللغة المهرية" التي تعود جذورها لآلاف السنين، إضافة إلى اللغة العربية. إذ تعتبر أحد أقسام اللغات العربية الجنوبية الشرقية الحديثة، ويعتبرها الباحثون واللغويون لغة سامية بدائية، والأصفى لغويّاً بين اللغات السامية بسبب انعزالها[3].
وقد شكلت المهرة منفذاً وشرياناً تجارياً لنقل البضائع والسلع، بعد أزمة إغلاق الممرات الجوية والبرية التي تأثرت بالحرب. كما شكّلت قبل إعادة تشغيل مطار عدن منفذاً برياً للفارّين من جحيم الحرب نحو عُمان كمحطة للانطلاق لدول أخرى[4]. في الوقت الذي كانت السعودية تكتفي بإدخال من يمتلكون إقامات رسمية على أراضيها، أو يرتبطون بشكل مباشر أو غير مباشر بحكومة هادي المعترف بها دولياً.
تسلّط هذه الورقة الضوء على مسارات المشهد المحلي في محافظة المهرة بمختلف مستوياته سياسياً وعسكرياً، بصورة سردية تعكس تأثير التفاعلات المحلية والإقليمية عليه. وكيف انخرطت بعض الشخصيات القبلية المهرية متعددة الأطراف في تجاذبات التنافس الإقليمي.
خارطة محافظة المهرة ضمن محافظات جنوب اليمن (المصدر: south24)
المشهد العام
بدأت الأنظار تتوجه للمهرة فعلياً بعد دخول القوات السعودية إليها في 24 نوفمبر 2017، حيث سادت حالة من الاستهجان والرفض المبدئي لوجود قوات خارجية، لاسيّما وهي منطقة بعيدة عن خطوط الحرب. بيد أن بعض القبائل المهرية رحبت بالوجود السعودي، لكون التبريرات السعودية في بادئ الأمر؛ قُدّمت على أنها إصلاحات في المحافظة من بينها تأهيل مطار الغيضة. وهو المكان الذي تمركزت فيه القوات السعودية لاحقاً لإدارة مختلف العمليات وأنشطة التدريب العسكرية. خاصة وأن مطار الغيضة يعدّ أكبر مطار محلي في اليمن، إذ تبلغ مساحته حسب تقديرات رسمية 26 كيلومتر.[5] غير أن الأسباب الكبرى للتواجد السعودي في المهرة، كانت مواجهة ظاهرة تهريب السلاح عبر منافذ المهرة الرسمية للحوثيين، حسب تصريحات للمحافظ السابق "محمد عبد الله بن كده"[6].
في 27 نوفمبر 2017، وبعد يومين من دخول القوات السعودية للمهرة، أصدر الرئيس هادي قراراً بتعيين "راجح سعيد باكريت" محافظاً جديداً للمهرة، بعد إقالة المحافظ "بن كدّه" وتعيينه بدلاً عن ذلك وزيراً للدولة[7]. و"كدّه" كان آخر محافظ للمهرة إبان دولة الجنوب السابقة، ولجأ إلى عمان بعد حرب 1994 مثل كثير من القيادات الجنوبية وحصل على الجنسية العمانية[8]. اعتبر البعض قرار الإقالة بمثابة تدخل سعودي لكون "باكريت" كان مقرّباً من السعودية، إذ كان المحافظ السابق "كدّه" معارضاً لوجود القوات السعودية، وظل ينتقد وجودها حتى بعد إقالته. وظهر وجه الاعتراض في عدم التنسيق المباشر بينه كسلطة محلية وبين القوات السعودية في المحافظة، حيث اكتفى الجانب السعودي بالتنسيق مع جانب الرئاسة اليمنية.
هذا الأمر بالمثل دفع بعض من القبائل المهرية لتكوين ما أسموه بلجنة الاعتصام السلمي لأبناء المهرة في يونيو 2018، بقيادة الشيخ القبلي "عامر سعيد كلشات" الذي رحل أواخر إبريل 2021، وخلفه في قيادة اللجنة الشيخ القبلي "علي سالم الحريزي". قادت اللجنة تظاهرات شعبية مناوئة للوجود العسكري السعودي في المحافظة، وتتهمها بعض الأطراف بأنها مموّلة من عُمان وقطر. وكان من أهم مطالبها تسليم المنافذ البحرية والبرية للسلطة المحلية وخروج القوات السعودية من المهرة.
من جانبٍ آخر، دعمت وأيدت بعض القبائل المهرية جهود التحالف العربي في مكافحة أنشطة التهريب بشكل عام في المهرة[9]، رغم معارضتها لوجود القوات السعودية في بادئ الأمر، منهم الشيخ القبلي البارز "عبدالله بن عيسى آل عفرار"، نجل آخر سلاطين المهرة، وعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي. ويترأس آل عفرار أيضا "المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى"، الذي تأسّس في يوليو 2012. كذلك دعمت الفروع المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة دور التحالف العربي في مكافحة أنشطة التهريب.
غير أن نشاط القوات العسكرية الجنوبية لا يعد فاعلاً بشكل كبير، إذ كان هناك دوراً محدوداً لقوات الدعم والإسناد لفترة ثم أصبح عملها مجمّداً[10]. ويسعى المجلس الانتقالي الجنوبي في هذا الجانب، إلى إنشاء قوات "نخبة مهرية"، من أجل تأمين منافذ محافظة المهرة ومكافحة التهريب والإرهاب، على غرار الدور الناجح الذي لعبته النخبتين الحضرمية والشبوانية في مناطقها[11]. غير أن الأمر يبدو مستبعداً في الوقت الراهن، وقد يواجه بمعارضة قبلية كما تمّ معارضته سابقاً عندما أنشأت الإمارات قوة عسكرية مهرية قوامها (2000) جندي، لتعزيز الشرطة وقطاع الأمن العام في مديريات المحافظة[12]. مع ذلك يطالب انتقالي المهرة، بفتح معسكرات ومراكز تدريب لأبناء المحافظة، بهدف المشاركة في حمايتها وتأمينها والحفاظ على استقرارها، وتمكين المواطنين في المهرة من إدارة شؤون المحافظة ومؤسساتها.[13]
وفقاً للسياق العام، تم توسيع نطاق القوات السعودية في المحافظة، حيث أنشأت مراكز عسكرية متفرقة تحت إشرافها، وجندت ما يقارب (2000) جندي من أبناء المحافظة على أربع دفعات، احتوت كل دفعة (500) جندي. وتم نشر هذه القوات إلى جانب قوات سعودية في ميناء نشطون في الغيضة، وحصوين وقشن وسيحوت وباقي مديريات الساحل المهري. واستمرت هذه المعسكرات لثلاث سنوات[14].
في 23 فبراير 2020، تم تعيين "محمد علي ياسر" محافظاً للمهرة بقرار جمهوري[15]. وكان قد تولى عدة مناصب خلال عهد الرئيس السابق "صالح"، منها رئاسة فرع حزب المؤتمر بالمهرة عام 1995، كما كان عضواً في مؤتمر الحوار الوطني وعضو مؤتمر الرياض. وتقلّد "ياسر" منصب محافظ المهرة عام 2015[16]، قبل أن يتم إقالته ليتولى "كده" منصب المحافظ فيما بعد. إجمالاً، يتفق معظم أبناء المهرة على أن "ياسر" شخصية مجتمعية مقبولة، وأنه منذ تعيينه كمحافظ انخفض الاحتقان وهدأ التوتر في المحافظة.
تزامن إجراء تغيير المحافظ مع توتر عسكري على منفذ "شحن" البري على الحدود مع عمان، الذي تعرّض فيه رتلاً عسكرياً للتحالف العربي وقوات العمليات الخاصة لهجوم بصاروخ حراري، أسفر عن مقتل ضابط وأربعة جنود[17]. وهو أمر بدا استهدافاً متعمداً للوجود العسكري السعودي الذي أثر على مصالح شبكات التهريب، في ظل محاولات هذه الشبكات لاستعادة السيطرة على منفذ "شحن" لاستئناف عمليات التهريب للحوثيين.
أثارت إقالة المحافظ "راجح باكريت" تساؤلات عن أسبابها؛ لاسيما وهو الرجل المقرّب من السعودية. إلاّ أن مصادر محلية، رجحّت ذلك لخلافات بين "باكريت" وبين رئيس الوزراء "معين عبدالملك" والسفير السعودي "آل جابر"، بشأن جوانب مالية تتعلق بالفساد[18]. خاصة وأن منفذ "شحن" البري الذي يقدر مدخوله اليومي بالملايين؛ كان تحت تصرّف السلطة المحلية بقيادة "باكريت". وقد وُجّهت للأخير تهم مباشرة بقضايا فساد من نيابة الأموال العامة، طالبت فيها "محافظ البنك المركزي" عبر مذكرة؛ بتوقيف الصرف من حساب دعم المحافظة[19]، بسبب عدم إيداعه إيرادات أموال المحافظة إلى البنك المركزي. كما أن سوء إدارة "باكريت" للمحافظة وابتعاده عن العمل المؤسسي من خلال اعتماده على أشخاص بعينهم، زاد من الاحتقان والتوترات في فترة قيادته للسلطة المحلية، وهو ما أدى لإقالته في نهاية المطاف.[20]
يمكن القول، أنّ المشهد العام الذي أصبح أكثر تعقيداً في السنوات الأخيرة في المهرة، خلق نوعاً من الانقسامات المجتمعية في المحافظة، رغم قوة التماسك القبلي والمجتمعي المعروف عن المهرة، بسبب ما عكسته أطراف الصراع الإقليمية على الداخل المحلي. فهناك عدة مكونات وقوى انخرطت في التجاذبات السياسية، منها على سبيل المثال: (لجنة الاعتصام، المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى، المجلس الانتقالي الجنوبي، المجلس الجامع لأبناء محافظة المهرة، السلطة المحلية). هذه الأطراف المختلفة حاولت تكثيف وجودها على مختلف الأصعدة السياسية والمجتمعية، الأمر الذي ترتّب عليه نشوء حالة من عدم الاستقرار، بسبب المواقف السياسية المتعددة الذي يرتبط معظمها بالخارج بشكل مباشر.
غير ذلك، فأكثر من 70% من رجال القبائل في المهرة يحملون جنسيات مختلفة؛ على رأسها الجنسية السعودية فالعمانية ثمّ الإماراتية[21]، هذا الأمر بحد ذاته، أثّر على فكرة الانتماء الوطني لقضية محددة، وجعل من كل طرف أن يميل للجهة التي يحمل جنسيتها، كنوع من أنواع الاصطفاف الذي تفرضه عليهم حمل الجنسية الثانية، لأن خروجه عن إطار الموافقة قد يكلفه فقدان مصالحه. وهذه إشكالية جعلته بين خيارين صعبين: إما أن يندمج وفقاً لأطر الدولة التي ينتمي إليها، أو وفقاً لأطر وحماية الدولة التي يحمل جنسيتها، ويتقيد بأهدافها ومشاريعها.
إضافةً لذلك، أدى النزوح المتزايد إلى المهرة في السنوات الأولى من الحرب، إلى أن تثير بعض القوى المهرية شكوكاً حول التعمد في تغيير ديمغرافية المحافظة، أو ما أسمته باستهداف الهوية المهرية[22]. على سبيل المثال: شهدت مدينة "قشن" في المهرة مطلع 2018، وقفة احتجاجية شاركت فيها مئات من النسوة، تستنكر توافد النازحين اليمنيين بشكل كبير، إذ اعتبرت أنه أمر لا علاقة له بالأهداف الإنسانية، بل خطراً على التركيبة السكانية والسلم والتوافق الاجتماعي[23].
وغالباً ما يعبّر المجلس الانتقالي الجنوبي في المهرة، عن رفضه النزوح السياسي الممنهج للعمل على تغيير التركيبة السكانية، ويحث على إيقاف المخططات الهندسية للأراضي والامتناع عن بناء مدن سكنية تحت مزاعم الاستثمار لجلب مواطنين من الشمال إلى المحافظة[24]. تعكس هذه التصريحات ما يمكن وصفه بتمسك الانتقالي الجنوبي بمشروع إقليم المهرة وسقطرى ضمن إطار دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة، حسب أهدافه المعلنة.[25]
انسحاب سعودي
في أواخر شهر أغسطس 2021، انسحبت القوات السعودية بشكل مفاجئ من مواقع عسكرية استحدثتها في مديريتي "سيحوت والمسيلة"[26]. تلا ذلك انسحاب شبه كامل من كافة المعسكرات التي أنشأتها على طول الشريط الساحلي للمحافظة، بما في ذلك ميناء نشطون البحري مع بقاء وحدات قليلة، وكذا منفذي "صرفيت وشحن" الحدوديين مع سلطنة عمان[27]. القوة السعودية المتبقية راهناً؛ تتمركز في مطار الغيضة، ويعتبر وجودها رمزياً، ولا يشكل حضورها نوعاً من القوة والتأثير السابقين. غير أن الرحلات العسكرية التي تعمل بشكل شبه يومي في مطار الغيضة مازالت مستمرة[28].
تبرّر بعض الأطراف المعارضة للوجود السعودي، أن انسحاب القوات كان بسبب الضغط المتصاعد وحالة الغليان الشعبي ضد تواجد القوات الأجنبية في المحافظة، ومطالبتها بضرورة طرد القوات السعودية والبريطانية منها[29]. والأخيرة قدمت إلى شرق اليمن لملاحقة من يُعتقد بأنهم نفذوا الهجوم بطائرات مسيّرة على الناقلة "ميرسر ستريت" في بحر العرب في 29 يوليو العام الفائت، أسفر عن مقتل رجل أمن بريطاني وموظف روماني. وقد ذكرت صحيفة بريطانية أن فريقاً سرياً مكوّناً من 40 فرداً وصل إلى مطار الغيضة لمعرفة من يقف وراء الهجوم[30].
التبرير الآخر للانسحاب بُني على تقديرات مرتبطة بالتقارب السعودي- العماني مؤخراً، وبدا ذلك أنه مقاربة مناسبة بين الطرفين. فالرياض على الأرجح ستلتزم بعدم إثارة حساسية العمانيين فيما يتعلق بسيطرتها على المنافذ الحدودية المرتبطة بعمان، مقابل أن تلتزم مسقط بمراعاة وتأمين مخاوف الرياض من هذا الجانب، لاسيما جانب تهريب الأسلحة للحوثيين.
مع ذلك، ورغم الانسحاب السعودي؛ لا تزال عمليات التهريب مستمرة في ظل توافر آليات حديثة للمراقبة على المنافذ. بيد أن مراقبين عسكريين يعتقدون أنّ هناك تسهيلات وغض للطرف من الجانب العماني بشأن عمليات التهريب عبر المهرة، بالتعاون مع جهات داخلية مقرّبة من الحوثيين، وترتبط تحديداً بشبكة الشيخ القبلي "علي سالم الحريزي"[31].
حتى الآن، لم توجّه أطراف رسمية سواء يمنية أو سعودية اتهامات مباشرة عن تواطؤ من أي نوع، غير أنه من المتوقع أن يحدث تنسيق سعودي-عماني بتشديد الإجراءات والبحث والتحقيق بشأنها. خاصة بعد الهجوم الذي تعرضت له أبوظبي منتصف شهر يناير الفائت من قبل الحوثيين، والذي أدانه عدد من وجهاء وقبائل المهرة في بيان[32]، معتبرين أن الهجوم هو استهداف للأمن القومي العربي الذي هم جزء لا يتجزأ منه، ويرفضون أن تكون المهرة مسرحاً للصراعات وتصفية الحسابات.
شبكات التهريب
تشهد محافظة المهرة عمليات تهريب واسعة، حتى من قبل دخول القوات السعودية إليها في 2017، هذه العمليات تتم عبر المنافذ البرية "صرفيت وشحن" المرتبطة بعمان. وقد تم ضبط شحنات أسلحة تم إخفاءها في شاحنات متوجهة إلى صنعاء[33]. تؤكد هذه الحالة مسارات أخرى للتهريب كانت تبدو أسهل قبل أن يتم تضييق الخناق عليها من قبل التحالف العربي في 2019. حيث كانت إحدى هذه المسارات تتم عبر البحر؛ من خلال مرورها من إيران عبر الشواطئ الجنوبية الشرقية لجنوب اليمن، ثم وصولها إلى محافظتي المهرة وحضرموت المطلتين على بحر العرب، وتفريغها لاحقاً لإيصالها براً إلى صنعاء[34]. هذا الأمر يُدين المناطق الخاضعة لسيطرة قوات "الجيش الوطني" التابعة لحكومة هادي، ويثير سؤال عن كيفية وصول مثل هذه الأسلحة لمناطق نفوذ الحوثيين، خصوصا وأنّ هناك عدة ألوية عسكرية يمنية تتواجد في أراضي المحافظة. مسار آخر للتهريب اعتمد عليه الحوثيون، من خلال سفن الشحن التجارية التي كانت تنقل لهم أسلحة ثقيلة واستراتيجية بانتظام، ويتم تفريغها في عرض البحر، ثم يتم نقلها بعد ذلك عبر زوارق صغيرة إلى محافظة الحديدة ورأس عيسى[35].
في 16 يوليو 2019، أعلنت قوات خفر السواحل بمحافظة المهرة القبض على "قارب يحمل على متنه كميات كبيرة من ذخيرة الأسلحة الآلية؛ كانت في طريقها إلى الحوثيين"[36]. كما أعلن التحالف بقيادة السعودية في إبريل 2020، إحباط محاولة تهريب شحنة من الأسلحة الإيرانية على متن "دهو"، قبالة سواحل محافظة المهرة، في طريقها كذلك للحوثيين[37]. واُعتبرت هاتان المحاولتان اللتان تم كشفهما وضبطهما، جانب محدود من عمليات تموين الحوثيين بالسلاح وقطع تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.[38]
وحسب تقرير لجنة الخبراء الأممية[39]، يعتمد الحوثيون في تهريب الأسلحة من إيران على منافذ المهرة بدرجة رئيسية، بالإضافة إلى منافذ مدينة الحديدة غربي اليمن. وتشمل الأسلحة الإيرانية المهربة صواريخ حرارية وصواريخ أرض- جو، بالإضافة إلى مكونات الطائرات المسيرة بدون طيار.
في 11 فبراير الجاري، تعرضت عدة قاطرات بمنطقة ثمود في محافظة حضرموت، جنوب اليمن، إلى كمين مسلّح قتل على إثره جندي وأصيب 3 سائقين. هذه القاطرات حسب المصادر[40]، كانت محمّلة بمعدات عسكرية فيما يقارب الـ 30 حاوية، ومتجهة من ميناء نشطون في المهرة لتعزيز قوات "الجيش الوطني" الذي يديره حزب الإصلاح "الإخوان المسلمين" في مأرب، شمال اليمن. يُنظر لتوقيت عملية استلام وإيصال المعدات العسكرية بصورة مريبة، فهو جاء بعد عدة أيام من انسحاب القوات السعودية من ميناء نشطون بالمهرة. الأمر الذي يثير تكهنات؛ عمّا إذا كانت المعدات العسكرية فعلاً متجهة للجيش الوطني، ولماذا لم تدخل عبر منفذ الوديعة الرابط بين اليمن والسعودية إن كانت كذلك؟
بموازاة ذلك، تتهم جهات عسكرية مسؤولة[41]، القوات اليمنية في المهرة المرتبطة ارتباطاَ مباشرا مع ما تسميها خلايا "الإخوان المسلمين" المدعومة من تركيا وقطر، بأن تهريب الأسلحة للحوثيين يتم بمساندتها، بما في ذلك مساندة الشيخ القبلي "الحريزي" الذي يتناغم مع الحوثيين في كثير من المواقف. خاصة بعد انسحاب القوات السعودية من بعض شواطئ المهرة المفتوحة بطول 560 كيلو متر، وهو ما سهل كثيراً من عمليات تهريب الأسلحة النوعية للحوثيين والممنوعات.
في هذا الجانب، يشكو مواطنون في المهرة من انتشار ظاهرة المخدرات والمواد الممنوعة، التي باتت متفشية بشكل كبير ولم تكن المحافظة تشهدها من قبل، وتساهم فيه شبكات التهريب بصورة نشطة. وكانت الحكومة اليمنية قد أعلنت أواخر 2020، أن قوات خفر السواحل التابعة لها، في محافظة المهرة، قد ضبطت سفينة تهريب على متنها 6 بحارة إيرانيين وباكستاني، وبداخلها كميات كبيرة من المواد المخدرة، قبالة سواحل الغيضة[42]. كما أعلنت منتصف العام الفائت استهداف منازل وأوكار لمشبوهين بتعاطي وترويج المخدرات في مديرية حيفيف بالغيضة.[43]
يصف مواطنون مهريون ظاهرة انتشار المخدرات، بالظاهرة السلبية والدخيلة على المجتمع. وهو أمر يدفع لطرح تساؤل، عمّا إذا كانت الإجراءات للحد من أنشطة تهريب الأسلحة والممنوعات بكافة أشكالها فعّالة في محافظة المهرة؟ غير أن الإجابة ترتبط بمدى الجدية في تبني تدابير من شأنها حماية المنافذ البرية والبحرية من شبكات التهريب، بما يؤّمن المحافظة وبقية المحافظات الأخرى التي تتخذ منها الشبكات المشبوهة طرقاً للتهريب.
الحريزي والحوثيون
تثير الشخصية القبلية البارزة في محافظة المهرة "علي سالم الحريزي"، جدلاً إعلامياً واسعاً. والحريزي هو وكيل محافظة المهرة السابق، ورئيس "لجنة الاعتصام السلمي" في المهرة، الذي تم إنشائها بعد دخول القوات السعودية للمطالبة برحيلها. ويطلق عليه البعض برجل سلطنة عمان الأول في المهرة. كما تولى الحريزي سابقاً قيادة حرس الحدود في المهرة قبل أن يتم إقالته منها نهاية فبراير 2018.
يجادل منتقدو "الحريزي" بأن له ارتباطات بالحوثيين من خلال تهريبه الأسلحة لهم، نتاج خبرته السابقة في قيادة حرس الحدود وعلاقاته الواسعة بالمهرّبين على المنافذ. ودائماً ما يمتدح الحريزي الحوثيين وبسالتهم في مقاومة السعودية. وقد أجرت صحيفة "رأي اليوم" اللندنية" لقاءً سابقاً مع "الحريزي"، أشاد فيه بدور الحوثيين في التصدي للأطماع السعودية في المهرة واليمن عموماً.[44]
يؤكد هذا النوع من التوافق، تغريدات لقيادات حوثية تشيد هي الأخرى بدور "الحريزي"، وهي تصفه بشريك النضال والمصير[45]. لذا من غير المفاجئ أن توجّه اتهامات من مناوئي الحريزي بشكل مستمر تؤكد علاقته الوثيقة بالحوثيين. يكشف مصدر عسكري مسؤول لـ سوث24، عن معلومات استخباراتية وردتهم قبل ثلاثة أشهر من استهداف الإمارات، تضمّنت وجود (22) عنصراً من أبناء المهرة في صنعاء بإيعاز من الحريزي، للتدريب على الهندسة والتفخيخ والتحكم بالطائرات المسيّرة. مضيفاً بأن هذه المعلومات موثّقة لديهم منذ مطلع أكتوبر 2021، وتم تسليم نسخة منها للتحالف العربي آنذاك[46].
غالباً تُفهم مثل هذه التصريحات بأن "الحريزي" لا يستطيع تنفيذ خطوات جريئة كهذه من تلقاء نفسه، دون تعاون أو تحفيز من جهةٍ ما. إذ يبدو أن علاقة الرجل بمسقط قوية، إلى جانب ارتباطاته الواضحة بقطر وتركيا من خلال الدعم الذي يحصل عليه وأنصاره لتنظيم المظاهرات والاحتجاجات المناهضة للتواجد السعودي بشكل مستمر في المحافظة[47].
للوهلة الأولى، يبدو الحريزي مقاوماً بطلاً كما يُظهره الإعلام والقنوات الفضائية المناوئة للتحالف العربي في اليمن، وهو يناهض ما يسميه بالاحتلال (السعودي-الإماراتي) الذي لم يعد له وجود يذكر في المحافظة، بيد أن وجهاء وقبائل المهرة أعلنوا في بيان تبرؤهم من "قناة المهرية" التي تُبث من اسطنبول، واتهموها ببث التحريضات والكذب على التحالف العربي، مؤكدين أنها لا تمثل أبناء المهرة وليس لها أي صلة بالمحافظة.[48] الأمر الذي بدا معبّراً عن حالة استياء داخلي حول السياسة التي تنتهجها مثل هذه القنوات، والتي ترى أن مموليها غالباً ما يسعون على تغذية الانقسامات والصراعات في المحافظة، عبر أفراد مقرّبين منهم على الأرض من بينهم "الحريزي".
أما أنشطة التهريب، فتشير تقديرات بأنّه لولا انتشار النقاط العسكرية والأمنية في المهرة وحضرموت، وتحديداً المنطقة العسكرية الأولى التي يديرها "علي محسن الأحمر" نائب الرئيس الحالي، لما وصلت للحوثيين. مما يشير إلى أن هناك تسهيلات وحماية لتحركات هذه الشبكات، بل والاشتراك معها في إنجاز مهامها. هذا الأمر يمكن ربطه بالتجانس التام بين الأهداف التي يتبناها "الحريزي"، وجناح "الإخوان المسلمين" في حكومة هادي المقرّب من نائب الرئيس، والذي سخّر وسائل إعلامه وناشطيه لمؤازرة الحريزي.
الدور العماني
تشكّل محافظة المهرة أهمية استراتيجية لسلطنة عمان، كونها محاذية لحدودها. إذ يبلغ طول الشريط الحدودي بين المهرة ومحافظة ظفار العمانية 288 كيلومتراً، حيث يبدأ من ساحل مديرية حوف وينتهي في قلب الصحراء على المثلث الحدودي بين اليمن وعمان والسعودية[49].
وقد استفادت عمان من الانتعاش الاقتصادي في المهرة منذ الأشهر الأولى من الحرب، خاصة عندما فرض التحالف العربي قيودًا على واردات الحوثيين عبر ميناء الحديدة، وهو ما دفع العديد من التجار إلى البدء في استخدام الطرق البرية عبر عمان كبديل.[50]
تحاول عمان أن تبدو علاقاتها متوازنة مع مختلف أطراف الصراع في اليمن، غير أن نشاطها الملفت السنوات الأخيرة، بات يثير شكوكاً ويطرح علامات استفهام عن طبيعة الدور الحقيقي الذي تلعبه في الأزمة اليمنية. لا سيما وهي تحتضن قيادات حوثية تمارس عملها السياسي من مسقط، وتلتقي مع مسؤولين إقليميين وسفراء دوليين. على الرغم من أنها كانت ترفض ممارسة العمل السياسي بشكل تام على أراضيها. على سبيل المثال: أسقطت السلطات العمانية في 22 مايو 2009، الجنسية عن الزعيم الجنوبي السابق "علي سالم البيض"، بسبب عودته للعمل السياسي دون إذن منها، بعد أن كان لاجئاً سياسياً يقيم فيها منذ حرب 1994.[51]
انطلاقاً من هذا السياق الذي يبدو انتقائياً في السياسة العمانية، يمكن القول إن دبلوماسية وحياد مسقط المعلن عنه دوماً آخذ في التضاؤل. لاسيما في ظل تبنّيها دعم شخصيات سياسية وقبلية تتخذ موقفاً سلبياً من حكومة هادي والتحالف العربي. هذا الأمر تجلّى في علاقتها بالحوثيين وسياساتها الأخيرة في المهرة. على الأرجح أن حضور الرياض وامتداد علاقاتها بالمهريين من رجال القبائل التي توطدت بشكل أكبر بعد 2017، بات يشكل قلقاً واضحاً لمسقط.
يتبدى أحد أوجه التناقض العماني، في العناصر المرتبطة بمسقط والتي تقف وراء تنظيم التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بانسحاب القوات السعودية، والتأجيج ضد إقامة مشاريع سعودية في المهرة، من بينها مشروع الأنبوب النفطي الذي كان من المفترض مدّه من منطقة "الخرخير" في الحدود السعودية المحاذية لمحافظة المهرة إلى ميناء نشطون المطل على بحر العرب. بيد أن المشروع يبدو متجهاً في طريقه نحو عمان؛ من خلال تصريح لوزير الاقتصاد العماني "سعيد الصقري" الذي عبّر عن أهمية تفعيل الربط البحري بين السعودية وعمان، عبر خط أنابيب يتجه إلى بحر العرب دون المرور بمضيق هرمز.[52] وهو نفس المشروع الذي كان من المزمع إقامته في المهرة. ورغم نفي لجنة الاعتصام التي يترأسها "الحريزي" في المحافظة بعدم اعتراضهم مد الأنبوب وفقاً لشروط معينة[53]، غير أن المشروع في كل الأحوال بدأ يتلاشى؛ وهو ما يعتقد أن أحد دوافع دعم مسقط للحريزي الذي شكلت مواقفه مضايقات كبيرة للتواجد السعودي في المهرة، هو تحويل مسار أنبوب النفط السعودي المفترض إلى بحر العرب عبر سلطنة عمان بدلاً عن المهرة.
خريطة توضّح مسار الأنبوب النفطي المفترض من منطقة الخرخير في السعودية باتجاه ميناء نشطون المطل على بحر العرب في محافظة المهرة. مصدر الصورة: موقع ديبريفر، 11 يونيو 2018.
في إطار تحركات عمان الموسّعة، تتهم مصادر عسكرية مسقط، بأن للأخيرة علاقة بشبكات التهريب المحلية التي تسهّل وصول الأسلحة النوعية للحوثيين عبر منافذها المحاذية للمهرة. وكانت عمان قد أوعزت لهذه الشبكات بتخفيف أنشطتها بين عامي 2019 حتى 2021، الأمر الذي خلق انطباعاً لدى السعودية بأن عمان عدّلت من سياساتها[54]. وهو ما حفزّها لاحقاً بالانسحاب من المهرة.
في ضوء هذا الواقع، ومع ارتفاع هجمات الحوثيين مؤخراً، تدفع الضغوط الأمريكية العمانيين إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد بعض الأنشطة غير المشروعة. ومع ذلك، بالنسبة للمملكة العربية السعودية ودول إقليمية أخرى، لا يزال تساهل عمان مع الحوثيين إشكالياً. وبدلاً من الانخراط في الدبلوماسية، وهو المبرر الظاهري لوجود الحوثيين في عمان، يواصل الحوثيون شن حملة "إرهاب" إقليمي[55].
ختاماً، يمكن القول إن هناك حاجة ماسة إلى تفاهمات من شأنها تخفيف التوتر السياسي في محافظة المهرة. والذي برز بسبب التنافس الإقليمي بين أربعة أطراف هي (السعودية، عمان، قطر، الإمارات)، على الرغم من أنه لم يحدث أن تواجدت قوات عسكرية عمانية أو قطرية بشكل علني في محافظة المهرة، غير أن تأثيرها السلبي على بعض الأطراف المحلية كان عميقاً وواضحاً إلى حد كبير. يجب ألا تستغل الأطراف الإقليمية نفوذها لإثارة الخلافات بين قبائل المحافظة أو تحويل المحافظة ساحة لتصفية حساباتها. خصوصا وأنّ هذا الأمر سمح بدوره لأطراف متعددة في المجتمع المحلي بالانخراط مع أطراف الصراع الإقليمية، مما أثّر على استقرار المحافظة التي ظلت بعيدة لوقت طويل عن خطوط النار الأمامية.
من غير الواضح حتى الآن كيف سيتطور الوضع في المهرة، على المستوى السياسي أو على مستوى التهريب المرتبط بالوضع العسكري للحوثيين. غير أنّه من المهم جلوس مختلف الأطراف المحلية على طاولة حوار واحدة، لعقد سلسلة لقاءات واجتماعات من شأنها الخروج باتفاقيات تحفظ أمن المهرة وتقوّي من نسيجه الاجتماعي الذي بدأ يتداعى، بسبب تأثير أطراف الصراع الإقليمية عليه وعمليات التغيير الديمُغرافي للسكان. بالإضافة إلى تمكين أبناء المحافظة من إدارة شؤونهم بأنفسهم بعيدا عن تأثير القوى المنخرطة بالحرب في المناطق الأخرى من اليمن. بلا شك، هو منعطف حاسم بالنسبة للمهريين، غير أن مقاربة الحوار لترتيب البيت الداخلي، تبدو الأنسب في الوقت الراهن.
المدير التنفيذي لمركز سوث24 للأخبار والدراسات
- ملاحظة المؤلف: رفضت أغلب المصادر المسؤولة في المهرة الكشف عن أسمائها، لأسباب ترتبط بتعقيدات العلاقات الاجتماعية والسياسية في المحافظة، مما قد يفقدهم مصالحهم نتيجة المعلومات الحساسّة التي قدموها لمركز سوث24. مع خالص الشكر والتقدير لهم على هذا التعاون.
- مصدر صورة الغلاف: pbs.twimg.com
المراجع (يمكن الإطلاع على ارتباطات المراجع في الملف الإلكتروني للورقة هنا):
[1] عدن — الغيضة, المسافة بين المدن (كم، ميل), اتجاهات القيادة, طريق (toponavi.com)
[2] المركز الوطني للمعلومات، نبذة تعريفية عن محافظة المهرة (yemen-nic.info)
[3] جمال شنيتر، المهرية لغة متجذرة من المشافهة إلى الكيبورد | اندبندنت عربية (independentarabia.com)
[4] كاتبة الورقة، أحد الذين خرجوا عبر الغيضة ثم عمان براً في يونيو 2015، في حين كانت الحدود السعودية-اليمنية مغلقة أمام آلاف من اليمنيين، الذين ظل البعض منهم بالأسابيع أمام منفذي "الطوال، والوديعة" الحدوديين على أمل الخروج. وتوجهوا لاحقاً إلى منفذي "شحن وصرفيت" الحدودية بين المهرة وعمان. غير أن عمان كانت تمنح من يدخلون أراضيها أسبوعاً واحداً فقط للعبور نحو أي دولة، ثم تطلب منهم المغادرة فوراً، بمن فيهم من لم يتم قبولهم من دول أخرى وتعيدهم لليمن.
[5] تحقيق حول تفاصيل وصول القوات السعودية إلى المهرة وتحويل مطار الغيضة إلى قاعدة عسكرية | المهرة بوست (almahrahpost.com)
[6] وزير الدولة بن كدة يتحدث عن التواجد السعودي في المهرة وكواليس اقامته الجبرية في الرياض، المهرة بوست "حوار"
[7] سياسي / الرئيس اليمني يصدر قراراً بتعيين باكريت محافظاً لمحافظة المهرة وكالة الأنباء السعودية (spa.gov.sa)
[8] لقاء أجرته الكاتبة مع مصدر محلي مسؤول في المهرة، فبراير 2022.
[9] Watch (facebook.com)
[10] لقاء أجرته الكاتبة مع "رامي الكلدي"، صحفي من جنوب اليمن، فبراير، 2022.
[11] لقاء أجرته الكاتبة مع مصدر محلي مسؤول في المهرة، فبراير 2022. مصدر سابق.
[12] لقاء أجرته الكاتبة مع مصدر صحفي في المهرة، فبراير 2022.
[13] "انتقالي المهرة" يطالب بتمكين المواطنين من إدارة المحافظة (almashhadalaraby.com)
[14] نفس المصدر السابق.
[15] قرار جمهوري بتعيين محمد علي ياسر محافظاً لمحافظة المهرة (sabanew.net
[16] اخبار وتقارير - من هو محافظ المهرة الجديد ..وماذا قال في اول تعليق له على قرار تعيينه (marsad.news)
[17] هجوم على رتل للتحالف العربي في محافظة المهرة باليمن (almashareq.com)
[18] لقاء أجرته الكاتبة مع مصدر محلي مسؤول في المهرة، فبراير 2022. مصدر سابق.
[19] نيابة الأموال العامة المختصة بقضايا الفساد ترفع مذكرة لمحافظ البنك المركزي وتطالبه بوقف تجاوزات محافظ المهرة (adengad.net)
[20] نفس المصدر السابق.
[21] لقاء أجرته الكاتبة مع مصدر محلي مسؤول من المهرة، فبراير 2022.
[22] "انتقالي المهرة" يبحث تداعيات مخطط التغيير الديموغرافي (almashhadalaraby.com)
[23] نساء المهرة يتظاهرن ضد الاستيطان اليمني في مدينة قشن (صور) (shabwaah-press.info)
[24] "انتقالي المهرة" يطالب بتمكين المواطنين من إدارة المحافظة (almashhadalaraby.com)
[25] الرئيس الزُبيدي: المجلس الانتقالي مشروع الجنوب كله من المهرة إلى باب المندب (stcaden.com)
[26] اليمن .. مصادر تكشف أسباب انسحاب القوات السعودية من معسكرات في المسيلة وسيحوت في المهرة (sahafahn.com
[27] لقاء أجرته الكاتبة مع صحفي من المهرة، فبراير 2022.
[28] لقاء أجرته الكاتبة مع مصدر محلي مسؤول من المهرة، فبراير 2022.
[29] عاجل | انسحاب مفاجئ للقوات السعودية من المهرة - النبأ اليمني (alnabba-alyemeni.net)
[30] صحيفة: وصول قوات بريطانية لليمن لملاحقة مهاجمي ميرسر ستريت (alarabiya.net)
[31] لقاء أجرته الكاتبة مع مصدر عسكري مسؤول، فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، فبراير 2022.
[32] بياناً هام وعاجل : شيوخ محافظة المهرة يؤكدوا وقوفهم مع التحالف العربي وضد المليشيات الحوثية وأدواتهم | عين المهرة (ainalmahrah.com)
[33] تهريب صواريخ للحوثي عبر منفذ صرفيت الحدودي مع سلطنة عمان - YouTube
[34] تعرف على مسارات تهريب السلاح للحوثيين YouTube
[35] نفس المصدر السابق.
[36] خفر السواحل اليمني يحبط محاولات تهريب إيرانية (almashareq.com)
[37] تهريب الأسلحة إلى اليمن مسارات مخفية لتغذية الصراع في البلد | اندبندنت عربية (independentarabia.com)
[38] المهرة: حراك شعبي وسباق إقليمي (south24.net)
[39] Letter dated 27 January 2020 from the Panel of Experts on Yemen addressed to the President of the Security Council
[40] حضرموت: ضحايا في هجوم على قاطرات سلاح متجهة إلى مأرب (south24.net)
[41] لقاء أجرته الكاتبة مع مصدر عسكري مسؤول في المهرة، فبراير 2022
[42] صنعاء.. تهريب 5 أطنان حشيش من النيابة العامة ونائب يتهم الحوثيين (alarabiya.net)
[43] مداهمات أمنية ناجحة لأوكار تعاطي وترويج المخدرات في المهرة (sabanew.net)
[44] الشيخ الحريزي لصحيفة لندنية: أنصار الله أفشلوا مخططات السعودية والأخيرة لجأت لتشكيل كيان البحر الأحمر ويجب رفضه | يمانيون (yamanyoon.com)
[45] تغريدة لـ "حسين العزي" نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين، 4 فبراير 2022، تويتر
[46] لقاء أجرته الكاتبة مع مصدر عسكري مسؤول، رفض الكشف عن اسمه حفاظاً على أمنه وأمن مصدره للمعلومات في صنعاء من الحوثيين، فبراير 2022.
[47] نفس المصدر السابق.
[48] بياناً هام وعاجل : شيوخ محافظة المهرة يؤكدوا وقوفهم مع التحالف العربي وضد المليشيات الحوثية وأدواتهم | عين المهرة (ainalmahrah.com)
[49] أحمد ناجي، حدود عُمان المُلتهبة مع اليمن - مركز كارنيغي للشرق الأوسط - مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي (carnegie-mec.org
[50] المهرة: حيث تحدد القوى الإقليمية السياسة المحلية - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية (sanaacenter.org)
[51] بسبب عودته للعمل السياسي دون إذن... عمان تسقط الجنسية عن سالم البيض (dampress.net)|
[52] وزير الاقتصاد العماني: آن أوان إحياء نقل النفط السعودي إلى بحر العرب | الشرق الأوسط (aawsat.com)
[53] "أنبوب النفط السعودي".. متحدث لجنة اعتصام المهرة: لن نكون عائقًا لأي مشروع يخدم الوطن وسنقف "ضد انتهاك السيادة" | المهرة بوست (almahrahpost.com)
[54] لقاء أجرته الكاتبة مع مصدر عسكري مسؤول في المهرة، فبراير 2022.
[55] FDD | Oman Must Isolate, Not Embrace, the Houthis
Previous article