سوث24 | عدن

---

انعقد اليوم الخميس في العاصمة عدن، اللقاء التشاوري الأول من نوعه للأطراف السياسية والمدنية في جنوب اليمن منذ الوحدة اليمنية في 1990. وانطلقت أعمال اللقاء التشاوري في جلسة افتتاحية حضرها قادة وشخصيات بارزة.

وألقى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء عيدروس الزبيدي، خطابًا تحدث فيه عن أهمية اللقاء التشاوري والحوار لحل الخلافات. وقال: "هذا اللقاء هو عهد جديد من النضال لتعزيز وحدة الصف الجنوبي وهو تجسيد لنهج التصالح والتسامح الجنوبي".

ودعا الزبيدي إلى مواصلة الحوار الوطني الجنوبي "مع الجميع دون استثناء". وتحدَّث عن محولات لتشتيت جهود الجنوبيين نحو استعادو دولتهم التي قال إنًّها تعرضت لـ "الاحتلال" في 1990.

وأشار الزبيدي إلى الرمزية التاريخية ليوم 4 مايو الذي ينعقد فيه اللقاء التشاوري، وهو يوم "إعلان عدن التاريخي" الذي فوضت فيه مليونية جماهرية في عدن الزعيم الجنوبي لتشكيل المجلس الانتقالي عام 2017. 

وجدد الزبيدي تأكيد المجلس الانتقالي الجنوبي على دعم جهود التحالف بقيادة السعودية والمجتمع الدولي لوقف الحرب في اليمن وإحلال السلام، لكنَّه شدد على ارتباط ذلك بمحورية "قضية شعب الجنوب "؛ وقال إن حل هذه القضية "هو مفتاح السلام المستدام".

وأضاف: "إن المرحلة مفصلية، وحافلة بالأحداث والمتغيرات المُهمة التي ستُرسم على ضوئها خارطة مستقبل منطقتنا، وهو ما يتطلب مِنا أن نكون بحجمها وعند مستوى تحدياتها، يقظين لأي محاولة لتشتيت الجهود". 

وألقى الزبيدي خطابه بحضور قادة جنوبيين بارزين مثل وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي الذي أفرج عنه الحوثيون مؤخرًا في اتفاق تبادل الأسرى مع الحكومة اليمنية، ومحافظين ووزراء ورؤساء الأطراف المشاركة.

أجندات اللقاء

وقال الناطق الرسمي لفريق الحوار الوطني الجنوبي نصر هرهرة لمركز "سوث24" إنَّ اللقاء التشاوري سوف يستمر لأربعة أيام متتالية تجري فيها جلسات مغلقة لمناقشة العديد من الملفات.

وأضاف في تصريحات مصورة: "هذا اللقاء التشاوري سينتج عنه الميثاق الوطني الجنوبي وسيتم مناقشة هذا الميثاق خلال هذه الأيام، بعكس ما يروج له البعض عن مشاريع جاهزة ومعدة سلفا".

وقالت مصادر مطلعة لـ "سوث24" أنًّ هناك العديد من الملفات التي سيتم مناقشتها ضمن اللقاء التشاوري في عدن إلى جانب الميثاق الوطني، مثل شكل الدولة التي يتطلع لها السكان، وكذلك موقع قضية الجنوب من مفاوضات وجهود إنهاء الحرب في اليمن.

وذكرت المصادر أنَّ اللقاء التشاوري سيناقش أيضًا المشاركة في صنع القرار، وهو ما يرجح أن تركز عليه عميلة هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي التي تستهدف ضم شخصيات وأطراف جديدة. 

وكان الزبيدي قد أعلن، الأربعاء، قرب تنفيذ الشق السياسي من عملية الهيكلة بعد اللقاء التشاوري. وأشار أيضا إلى تغيير جذري على المستويين الأمني والعسكري. 

وفي تقرير سابق لمركز سوث24، صرَّح وزير العدل السابق علي هيثم الغريب، الذي يرأس مكون مجلس الحراك الجنوبي السلمي، أنَّ المكون سينضوي ضمن المجلس الانتقالي الجنوبي.

وشارك في اللقاء أطراف سياسية ومدنية وقبلية هامة في جنوب اليمن مثل المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، والتحالف الموحد لأبناء شبوة، وقيادة الهبة الحضرمية الثانية، والمجلس الأعلى للحراك الثوري والمكتب السياسي للحراك الثوري والتجمع الديمقراطي الجنوبي.

كما شارك أيضاً العديد من الأفراد المستقلين والكيانات الأخرى. 

وفي تصريحات خاصة لـ "سوث24"، قال الزعيم القبلي الحضرمي الشيخ حسن الجابري: "جئنا مشاركين باسم الهبة، ونتطلع أن يرسم اللقاء التشاوري خارطة طريق للدولة الفيدرالية المنشودة". 

ومنذ قرابة عامين، تطالب الهبة الحضرمية والقبائل في وادي حضرموت بطرد القوات الشمالية من المنطقة.

وعلى الرغم من المشاركة الواسعة للمكونات والأطياف السياسية والمدنية الجنوبية، قاطعت مكونات يرأسها سياسيون جنوبيون اللقاء التشاوري مثل المؤتمر الوطني لشعب الجنوب الذي أعلن رئيسه محمد علي أحمد التمسك بمخرجات الحوار الوطني في صنعاء لعام 2013.

كما قاطع حزب جامع حضرموت القبلي اللقاء أيضًا. 

وفي تصريحات خاصة لـ "سوث24"، قال عضو وحدة شؤون المفاوضات في المجلس الانتقالي الجنوبي أحمد الربيزي: "نستغرب إعلان بعض المكونات عدم مشاركتها في اللقاء التشاوري، في اللحظة الأخيرة، رغم موافقتهم مسبقا".

ومن المقرر أن تستمر أعمال اللقاء التشاوري في جلسات مغلقة حتَّى يوم الأحد القادم، والخروج ببيان ختامي بما تم الاتفاق عليه.

---