ألوية العمالقة الجنوبية (رسمي)
29-02-2024 at 6 PM Aden Time
سوث24 | عدن
خلال الأسبوعين الأخيرين، نشرت صحف ومجلات ومراكز عالمية تقارير وتحليلات بشأن الأوضاع في البحر الأحمر وخليج عدن والمواجهات بين الحوثيين من جهة، والولايات المتحدة وبريطانيا من جهة أخرى. تابع مركز سوث24 جانبا منها في هذا التقرير.
دعم خصوم الحوثيين
أوصى معهد أمريكان إنتربرايز الولايات المتحدة بالبدء في تقديم الدعم الكامل للحكومة المعترف بها في اليمن وتزويدها بالوسائل اللازمة للفوز على الحوثيين، كوسيلة لمنع هجمات المليشيا في باب المندب.
وقال المعهد في تحليل ترجم مركز سوث24 أجزاء منه إن "إضعاف الحوثيين في سياق الحرب الأهلية هو السبيل الوحيد لمنعهم من تعزيز مكانتهم كوسيط قوة في اليمن وإبراز المزيد من القوة في الخارج، بما في ذلك في المجال البحري".
وأضاف المعهد: "فقط عندما يتعرضون لتهديد مباشر وفي موقف خاسر، سيعيد الحوثيون - وربما الإيرانيون - التفكير في سلوكهم الحالي. إن التركيز على الحوثيين بدلا من إيران، التي تعد محركا مهما لكثير من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، يؤثر في نهاية المطاف على الحسابات الإيرانية أيضا".
وقال المعهد إنه "على الرغم من مستوى الحكم الذاتي المثير للجدل الذي يتمتع به الحوثيون، تنظر إيران إليهم كأداة لتعزيز سياساتها الإقليمية وتستخدمهم على هذا النحو. إن إخراج الحوثيين من المعادلة يغير حسابات إيران ويحد مما يمكنها القيام به إقليميا، خاصة في البحر الأحمر وخليج عدن".
ويعتقد المعهد أن خصوم الحوثيين المحليين، رغم خلافاتهم وفشلهم في الاندماج معا، "وحدهم يظلون مكرسين لمحاربة الحوثيين ولديهم مصالح حقيقية جدا في الانتصار عليهم، لأسباب ليس أقلها طبيعة المشروع الحوثي المدعوم من إيران".
وأضاف المعهد: "علاوة على ذلك، فإن انتقاد المسؤولين الأمريكيين العلني وحجب الدعم الأمريكي للتدخل العسكري السعودي والإماراتي في اليمن سيؤثر على كيفية مشاركة هؤلاء الشركاء الطبيعيين. ومن غير المرجح أن يغتنم أي من البلدين فرصة دعم الولايات المتحدة ضد الحوثيين بعد أن سعوا للحصول على هذا الدعم لأنفسهم خلال السنوات الماضية".
مضيفا: "علاوة على ذلك، وبسبب عدم وجود أي ضمانات بأن الولايات المتحدة ستظل ملتزمة في اليمن أو حتى في مناطق أخرى من الشرق الأوسط في السنوات المقبلة، فمن المرجح أن تحذر السعودية والإمارات في رهاناتهما".
حسابات حوثية
قال معهد دول الخليج العربية في واشنطن إن الحوثيين يعتبرون الصراع الراهن مع الولايات المتحدة فرصة لتوسيع نطاق الصراع الداخلي مع خصومهم المحليين، وتحقيق أهدافهم في الاستيلاء على مأرب وشبوة النفطيتين، أو واحدة منهما على الأقل.
وأضاف المعهد في تحليل للباحث د. غريغوري جونسون: "الحوثيون يرون أن الهجمات في البحر الأحمر جزء من مشروع سياسي يعود إلى عقود مضت، عوضًا عن اعتباره مواجهة منفصلة مع الولايات المتحدة".
وأردف: "يسمح هذا الصراع للحوثيين بربط أنفسهم بما يحدث في غزة، وتعزيز شعبيتهم على المستوى المحلي". وأشار المعهد إلى أنه "لا يمكن ثني الحوثيين عن صراعهم مع واشنطن، لأنهم يرون أن هذا الصراع يصب في مصلحتهم".
ولفت المعهد إلى أن هذا الصراع "يسمح للحوثيين بإسكات الانتقادات الداخلية المتزايدة من خصومهم السياسيين المحليين، وتصوير أنفسهم كمدافعين عن اليمن". مضيفًا: "لا يتعين على الحوثيين هزيمة الولايات المتحدة لإعلان النصر، ويتعين عليهم فقط الاستمرار في إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على السفن التجارية في البحر الأحمر".
ويعتقد المعهد أنّ الأهمية الأكبر في حسابات الحوثيين هي الزاوية الاقتصادية التي ستمكنهم من الحكم لسنوات قادمة.
وقال المعهد: "يسيطر الحوثيون على جزء كبير من المرتفعات اليمنية الشمالية، والتي تضم غالبية سكان اليمن. لكن ما لا يملكونه هو القاعدة الاقتصادية التي تسمح لهم بالحكم لسنوات قادمة".
وأضاف: "يمتلك اليمن، بشكل أساسي، مصدرين رئيسيين للثروة: النفط والغاز. تتركز حقول النفط والغاز في مأرب وشبوة وحضرموت التي لا يسيطر الحوثيون على أي منها".
وأضاف المعهد: "يعلم الحوثيون أن فشلهم في السيطرة على واحدة أو اثنتين من هذه المناطق لن يمكنهم من البقاء في اليمن". وتابع: "مع اقتراب الحرب السعودية الحوثية من نهايتها وعدم سيطرة الحوثيين على مأرب، كانت الجماعة بحاجة إلى صراع آخر لتحقيق أهدافها الاقتصادية".
وأردف: "يراهن الحوثيون على أنه من خلال توسيع نطاق الصراع في اليمن، وهذه المرة ضد الولايات المتحدة، يمكنهم في نهاية المطاف الاستيلاء على مأرب أو شبوة، أو كلتيهما".
تحديات الشحن
قال موقع Marineinsight الملاحي المتخصص إن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن، التي تسببت بانخفاض بنسبة 21% في أحجام الشحن عبر هذه المنطقة، وانخفاض بنسبة 50% في أعداد السفن، مقارنة بالعام الماضي، تفرض تحديات بشأن المسارات الجديدة الاضطرارية.
وأضاف الموقع الذي استند على بيانات من منصة BIMCO: "حتى عندما تكون طرق التصدير البديلة سائدة، فإنها عادة ما تكون متاحة بتكلفة أعلى، ولها مدة أطول، ولديها قيود تتعلق بالقدرة. يمكن للمملكة العربية السعودية ومصر والأردن تجنب البحر الأحمر حيث يمكنهم نقل البضائع الخاصة بهم عبر الدمام في الخليج على سبيل المثال. كما أن مصر يمكن أن تعتمد على موانئ البحر الأبيض المتوسط مثل دمياط والإسكندرية.
"مع ذلك، فإن تغيير المسار سيكون تحديا للجميع. لا يبدو أن الدول الأخرى لديها بدائل للشحن البحري في البحر الأحمر، وستكون محاولات نقل البضائع برا صعبة. ونتيجة لذلك، انخفضت الشحنات في الصومال والسودان واليمن وإريتريا بنسبة 25% على أساس سنوي هذا العام"، أضاف الموقع.
وتابع: "جيبوتي هي استثناء، حيث كانت الشحنات مستقرة حتى الآن". وتساءل أحد الخبراء الذين نقل عنهم الموقع عن دور الولايات المتحدة في مواجهة الحوثيين، وهل سيغير من هذا الواقع.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات