تجميع: مركز سوث24
27-07-2024 at 11 AM Aden Time
منظور دولي
يتناول هذا التقرير مجموعة من القراءات والتحليلات والمنظورات الدولية التي رصدها مركز سوث24 وترجم جزء منها إلى العربية. تركز إحدى المواد على سعي الصين إلى تعزيز مكانتها كقوة مسؤولة على الساحة الدولية من خلال جهودها في مصالحة الفصائل الفلسطينية، في إطار محاولاتها للتقليل من تأثير الولايات المتحدة وتقديم نفسها كبديل قابل للاستمرار. وتستنج المادة أن الصين تستمر في تعزيز دورها كوسيط دولي، كما ظهر من خلال محادثات الوحدة الفلسطينية ومحادثات استعادة العلاقات بين إيران والسعودية، مما يبرز مساعيها لإنشاء نظام عالمي جديد.
في الوقت نفسه، تحاول إيران دفع وكلائها في المنطقة كما تلفت مادة أخرى، بما في ذلك حزب الله والحوثيين، لزيادة هجماتهم ضد إسرائيل. تُظهر إيران ثقتها في قدرات هذه المليشيات لمواجهة التحديات الإسرائيلية، وتستفيد من التوترات الإقليمية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية وتعزيز موقفها في مواجهة الضغوط الدولية.
وتقول مادة أخرى إن الهجوم الحوثي الأخير على تل أبيب أبرز تعقيد النزاعات الإقليمية ودور إيران في دعم الحوثيين. تُظهر هذه الأحداث مدى تعقيد حروب الوكالة في المنطقة وتأثيرها على الأمن والاستقرار الإقليميين، بما في ذلك مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج. تعتبر هذه الديناميكية جزءًا من استراتيجية أوسع لإيران لعرض القوة والنفوذ في الشرق الأوسط.
مع ذلك، فإن الضربات الإسرائيلية على الحديدة قد تشجع الحوثيين على مواصلة أعمالهم العدائية ضد طرق الشحن الدولي. رغم تأثير هذه الهجمات المحدود على سلسلة توريد الأسلحة للحوثيين، فإنها تزيد من حدة الأزمة الإنسانية في شمال اليمن وتفاقم الأوضاع المالية الصعبة في مناطق سيطرتهم، كما ورد في مواد أخرى.
الهجمات الحوثية بالطائرات المسيرة، رغم تطورها، لا تشكل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل كما يقترح أحد التحليلات. ويؤكد التحليل أن الحوثيين يعتمدون على تجميع الطائرات باستخدام التكنولوجيا الإيرانية، لكنهم يواجهون تحديات في تحقيق تهديد فعّال على المدى البعيد. ومع ذلك، فإن هذه الهجمات تكشف عن نقاط ضعف في أكبر منطقة حضرية في إسرائيل، مما يزيد من خطر تحول الصراع إلى نزاع إقليمي شامل، خاصة مع اكتساب الحوثيين قدرات هجومية متقدمة بدعم إيراني.
التفاصيل..
الصين تسعى إلى إنشاء "نظام عالمي جديد"
ذكر موقع ميدل ايست آي أن الصين تسعى من خلال جهودها في مصالحة الفصائل الفلسطينية إلى تعزيز مكانتها كدولة مسؤولة على الصعيد الإقليمي، وذلك عبر الحصول على تأييد واعتراف الدول الإقليمية بدورها الأخلاقي المتفوق مقارنة بالولايات المتحدة.
أشار الموقع في تقريره، نقلاً عن خبراء، إلى أن محمود عباس يسعى لإبراز للأمريكيين والعرب أنه يمتلك "بدائل أخرى"، خاصة في ظل قلقه من احتمال إعادة انتخاب ترامب، وأيضاً بعد التصويت الأخير في البرلمان الإسرائيلي الذي أقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون يرفض إقامة دولة فلسطينية حتى كجزء من تسوية تفاوضية مع إسرائيل.
ووفقًا للخبراء، هناك مخاوف أخرى تشغل بال عباس. في الضفة الغربية المحتلة، هناك استياء واسع النطاق من السلطة الفلسطينية، التي تعاني من نقص في الإيرادات الضريبية التي تحجزها إسرائيل وتكافح لدفع رواتب موظفيها.
وأضاف الخبراء: "هناك احتمالات بإزاحته من منصبه وتعيين السياسي الفلسطيني المنفي الذي يقدم الآن المشورة لرئيس الإمارات، بطلب من القوى العربية المتعاطفة مع واشنطن".
وأوضح الخبراء أن حماس وافقت على الدعوة لكسر العزلة الدولية التي تفرضها واشنطن وحلفاؤها، الذين يتهمونها بالإرهاب. ويُعتبر هذا بمثابة فتح الطريق لحماس للتواصل دوليًا مع منافسي واشنطن، رغم مطالبة تل أبيب بكين بتصنيف حماس كمنظمة إرهابية.
وأشار التحليل إلى أن الصين تسعى إلى إنشاء "نظام عالمي جديد". وتُعد محادثات الوحدة الفلسطينية أحدث جهود بكين للعب دور الوسيط في المنطقة، بعد أن استضافت محادثات العام الماضي التي أسفرت عن استعادة العلاقات بين إيران والسعودية.
وأكد الخبراء أن الصين تهدف إلى تقليل تأثير الولايات المتحدة على الساحة العالمية، بعد أن دعت منذ فترة طويلة إلى نظام عالمي جديد وحوكمة عالمية. كما سعت الصين إلى دور أكثر بروزًا في السياسة الدولية، واضعة نفسها كصانع سلام وبديل قابل للاستمرار للولايات المتحدة. هذا واضح في أفعالها في الشرق الأوسط، حيث تتماشى مع الأطراف التي تعارض الولايات المتحدة وحلفاءها.
ولاحظ الخبراء أن تأثير الصين المتزايد في المنطقة لم يكن كله بسبب أفعال بكين فقط. في هذه اللحظة، هناك تقارب غير مسبوق بين مصالح الصين وأهدافها وسردياتها وتلك الخاصة بمعظم القادة في الشرق الأوسط.
وقال مصدر مسؤول مختص في الشؤون الخارجية الصينية للموقع، بشرط عدم الكشف عن هويته لحماية منصبه، إنه عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات الإيرانية-السعودية، جاء تدخل بكين فقط في وقت توقيع الاتفاقية، لإضافة وزن للقرار. وتابع: "أعتقد أنه كان سيكون نفس الشيء لهذا الاتفاق، الصين لا تملك الوسائل لفتح المفاوضات".
وبحسب الخبراء، فإن تصوير الصين للاتفاق الفلسطيني كانتصار دبلوماسي لا طائل منه. إذ أنه من غير المحتمل حدوث أي تطور حاسم على إطار عمل ما بعد الحرب قبل الانتخابات الأمريكية. المحادثات المدعومة من الصين قد تساعد، لكنها بعيدة عن الكفاية.
إيران تسعى لزيادة هجمات وكلائها ضد إسرائيل
قال تحليل نشرته صحيفة جيروزاليم بوست العبرية إن إيران تسعى لدفع كل من حزب الله والحوثيين لزيادة هجماتهم بينما تتكبد حماس خسائر في غزة.
ووفقًا للتحليل، فإن الأنظار تتجه الآن إلى إيران لأنها تدعم الحوثيين، ويبدو أن المليشيات اليمنية مصممة على مواجهة ما تراه خدعة إسرائيلية.
وأشار التحليل إلى أن الحوثيين مستعدون لحرب طويلة مع النظام الإسرائيلي، بينما تراقب إيران التطورات في اليمن عن كثب، وتستفيد من التوترات الجديدة بين تل أبيب وصنعاء.
وأضاف التحليل أن إيران، التي حركت الحوثيين لمهاجمة إسرائيل، تثق بوكلائها وقدراتهم. تظهر هذه الثقة في عناوين وسائل الإعلام الإيرانية التي تركز على القدرات العسكرية الدفاعية لإيران، مشيرة إلى قدرتها على اعتراض الضربات الجوية.
كما أشار التحليل إلى أن الإعلام الإيراني الرسمي يتباهى بسفينة مرتبطة بإسرائيل لا تزال مشتعلة بعد يومين من هجوم اليمن، مما يظهر مقارنة بين استمرار اشتعال السفينة والحرائق في الحديدة، ويؤكد قدرتهم على إشعال النيران.
وأكد التحليل أن إيران تعتبر نفسها قوة إقليمية، وتستخدم الحوثيين وحزب الله وحماس لضرب إسرائيل، لكنها تسعى لتجنب أي رد فعل داخل حدودها.
وأوضح التحليل أن تسليط الضوء على أعمال حماس في غزة في وسائل الإعلام الإيرانية يظهر مدى متابعة إيران للصراع هناك، ورغبتها في حرب استنزاف طويلة تواصل فيها هجومها على إسرائيل.
وأشار التحليل إلى أن رؤية إيران للمنطقة والعالم تتمثل في عالم متعدد الأقطاب يرتكز على العلاقات مع روسيا والصين، وذلك من خلال التجمعات الاقتصادية مثل البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، وهما مجموعتان انضمت إليهما إيران مؤخرًا.
وزعم التحليل أن إيران، رغم تلقيها رسالة من الحديدة، تعمل مع الحوثيين وحزب الله لتغيير المعادلة مع إسرائيل بتوسيع الجبهة لتشمل هجمات من البحر باتجاه تل أبيب، مما يمثل ساحة جديدة لتوحيد وكلائها ضد إسرائيل ومحاصرتها بالتهديدات.
ورجح التحليل أن إيران قد أخذت في الحسبان الرد الإسرائيلي في تقييماتها للحوثيين، إلا أنها مستمرة في دفعهم إلى التصعيد.
ختامًا، أشار التحليل إلى أن إيران تصر على دفع كل من حزب الله والحوثيين لزيادة هجماتهم بينما تتكبد حماس خسائر في غزة، ليس لجهلها بقدرات إسرائيل، لكنها تفترض أنه في ظل المعادلة الجديدة التي حددها الحوثيون، يمكنها خلق توترات دون الكثير من الردود العكسية على طهران نفسها.
الهجوم الحوثي على تل أبيب والرد الإسرائيلي: الآثار غير المرئية والتداعيات الجيوسياسية
أوضح معهد الشرق الأوسط في افتتاحية يوم الاثنين أن الهجوم الحوثي على تل أبيب والرد الإسرائيلي عليه يبرز تعقيد حروب الوكالة المتزايد في المنطقة. وبيّن المعهد أن دعم إيران للحوثيين يؤدي إلى تفاقم النزاع وتعقيد المشهد الأمني لدول الخليج والمجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وأشار المعهد إلى أن تصوير الحوثيين لوجود دعم واسع لأفعالهم مضلل، حيث يستخدمون أساليب قمعية، وتلاعبًا إعلاميًا، واستغلالًا للمساعدات الإنسانية للحفاظ على السيطرة، بينما يعارضهم الرأي العام اليمني بشكل كبير.
وأوضح المعهد أن الحوثيين، الذين يسيطرون على غالبية مناطق شمال اليمن، يستخدمون أساليب قمعية مثل تهديد المعارضين، وتلاعب وسائل الإعلام، واستغلال المساعدات الإنسانية، لإكراه الجماهير وإظهار دعم غير حقيقي لأفعالهم.
وأضاف المعهد: "المثقفون والسياسيون اليمنيون ينتقدون بشدة المعلومات المضللة التي ينشرها الحوثيون، والتي تسربت إلى السرديات العربية والدولية للنزاع".
وعقب إدانة الحكومة الشرعية للقصف الإسرائيلي، ذكر المعهد أن الحكومة اليمنية تسير على خط رفيع، حيث تدين استفزازات الحوثيين مع الامتناع عن تأييد الأفعال الإسرائيلية. يعكس هذا التوازن الدقيق قلق اليمن من تعقد النزاع ورغبتها في معالجة الأزمة دون استعداء حلفاء إقليميين رئيسيين أو تفاقم الاستقرار الداخلي.
وأشار المعهد إلى أن هذا التصعيد يمثل نقطة تحول هامة من الناحية الجيوسياسية. من المتوقع أن تتكرر أفعال الحوثيين المتهورة والرد السريع من إسرائيل، حيث تسعى الجماعة اليمنية المتشددة إلى استنزاف الدفاعات الإسرائيلية.
وأفاد المعهد بأن دعم طهران للحوثيين هو جزء من استراتيجيتها الأوسع لعرض القوة والنفوذ في الشرق الأوسط، متحديةً المصالح السعودية والإسرائيلية. هذه الديناميكية تعقد النزاع المتواصل في اليمن، مما يجر القوى الإقليمية والعالمية إلى مستنقع يتجاوز الصراعات المباشرة.
وذكر المعهد أن الحوثيين يعتبرون هذا التصعيد مفيدًا لأنه يعزز تصور إسرائيل كقوة معادية تسعى للهيمنة على الأراضي العربية. يخدم هذا التصور في جذب الدعم وتبرير أفعالهم، مما يجبر الأفراد على الانحياز لقضيتهم أو مواجهة المعارضة، وبالتالي يسهل التجنيد الإجباري وتوطيد سيطرتهم على السكان.
وأوضح المعهد أن تهديد الحوثيين يشكل قلقًا أمنيًا مباشرًا لدول الخليج، ولا سيما السعودية والإمارات. إن عدم الاستقرار المستمر في اليمن يشكل مخاطر على حدودهم ومصالحهم البحرية.
وأضاف المعهد أن عدم وجود موقف دولي موحد بشأن قضية الحوثيين، إلى جانب تقارير عن بيع الأسلحة الروسية للجماعة، يزيد من تعقيد معضلة الأمن الإقليمي.
وأشار المعهد إلى الدور المحوري للولايات المتحدة في هذا النزاع، حيث تحتاج إلى موازنة دعمها لإسرائيل مع التزاماتها تجاه حلفائها في الخليج، بينما تتعامل مع التحدي الاستراتيجي الأوسع الذي تفرضه إيران.
وأكد المعهد على ضرورة فهم المجتمع الدولي لتعقيدات الوضع اليمني. إذ يصعب تمييز الرأي العام الحقيقي في بيئة قمعية كهذه، والدعم الظاهر لأفعال الحوثيين ضد إسرائيل مبالغ فيه بالنظر إلى سيطرتهم العنيفة على البلاد. من الضروري اتباع سياسة دقيقة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاع ودعم الشعب اليمني في سعيه لتحقيق السلام والاستقرار.
الصراع في الشرق الأوسط يتجه إلى منعطف خطير جدا
قالت صحيفة هآرتس العبرية في تحليل لها إن الهجوم الإسرائيلي على اليمن سيأخذ الصراع إلى منعطف خطير جدا، بعد تسعة أشهر من اندلاعه بين تل أبيب وحماس.
ووفقًا للتحليل، فإن نجاح الهجوم الذي نفذته إسرائيل على بُعد حوالي 1700 كيلومترا منها يبعث برسالة عن قدرات قواتها الجوية طويلة المدى إلى المنطقة بأكملها، وخاصة إلى إيران التي تسلح وتمول الحوثيين.
وتوقع التحليل أن يؤدي هذا التحول إلى محاولات الحوثيين للانتقام من أهداف إسرائيلية، مما قد يزيد من خطر اندلاع حرب متعددة الجبهات وأكثر شدة.
وأشار التحليل إلى أن التحالف الدولي كان قد اختار سابقًا عدم ضرب ميناء الحديدة الرئيسي لأنه يمر عبره معظم المساعدات الإنسانية إلى اليمن. ومع ذلك، قررت إسرائيل ضرب الميناء لأن شحنات الأسلحة الإيرانية تُنقل من خلاله، واستهدفت أيضًا مصافي النفط الحوثية.
ولهذا، وفقاً للتحليل، تتوقع تل أبيب انتقام الحوثيين بإطلاق صواريخ وطائرات بدون طيار، مما يستدعي تحسين نظم الدفاع.
ولفت التحليل إلى أن إسرائيل تدرك أن فرص ردع الحوثيين عن شن المزيد من الهجمات منخفضة.
وتساءل التحليل عن تأثير هجوم الحوثيين على تل أبيب على حزب الله، الذي امتنع حتى الآن عن عبور "الخط الأحمر" للهجوم على وسط إسرائيل، وهي خطوة قد تؤدي إلى رد إسرائيلي في بيروت.
وأضاف التحليل: "لقد اتخذ الحوثيون خطوات حيث لا يزال زعيم حزب الله حسن نصر الله حذرًا".
وذكر التحليل أن مصادر أمنية في إسرائيل تقول إن الظروف مهيأة لصفقة بين إسرائيل وحماس تشمل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان الأمريكيون سيواصلون تركيز اهتمامهم على الضغط على نتنياهو لإتمام الصفقة، في ظل الأزمة في الحزب الديمقراطي والتصعيد الجديد في الشرق الأوسط.
واختتم التحليل بالإشارة إلى تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الجمعة، حيث حذر من أن إيران قد تحتاج فقط إلى "أسبوع أو أسبوعين" لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة نووية واحدة.
ووصف التحليل هذا التقييم بأنه يُعد من أكثر التقييمات الأمريكية إثارة للقلق حتى الآن. ومع ذلك، أكد بلينكن أن إيران ستحتاج أيضًا إلى تسريع برنامج أسلحتها، بما في ذلك تركيب رأس نووي على صاروخ باليستي، للحصول على سلاح نووي قابل للاستخدام.
ضربة إسرائيل لليمن ستزيد الحوثيين جرأة
نقلت وكالة فرانس برس عن خبراء قولهم إن الضربات الإسرائيلية على الحديدة ستشجع مليشيا الحوثيين على مواصلة أعمالها العدائية ضد طرق الشحن الدولي.
ووفقا للخبراء فإن الحوثيين "يرغبون بشدة في أن يُنظر إليهم على أنهم يقاتلون التحالف الأمريكي-الصهيوني."
وأضاف الخبراء أن "هذا الدعم المحلي يأتي من خلال ربط أهداف الحوثيين بالقضية الفلسطينية، التي تحظى بشعبية كبيرة في اليمن. يمكن أن يجذب هذا مجندين جددًا ويعزز قاعدتهم ويحيّد المنافسين المحليين."
وأوضح الخبراء للوكالة أن الضربة الإسرائيلية "لن تؤدي بشكل كبير إلى تآكل سلسلة توريد الأسلحة الخاصة بالحوثيين."
وأردفوا: "يمكن تسليم أجزاء الصواريخ عبر طرق مختلفة ولا تتطلب منشآت موانئ ضخمة. تمتلك إيران سلاسل توريد متنوعة للغاية وستجد طرقًا مختلفة لتسليم مكونات الأسلحة التي يمكن تجميعها محليًا."
وأشار الخبراء في حديثهم مع الوكالة إلى أن الضربة التي دمرت خزانات التخزين "ستؤدي إلى نقص حاد في الوقود في شمال اليمن، مما سيؤثر على الخدمات الحيوية مثل مولدات الديزل للمستشفيات."
اختتم الخبراء بتوقع أن تعيق الضربة واردات الوقود المستقبلية للحوثيين، مما يزيد من تفاقم أزمة الوقود الحالية في ظل الظروف المالية القاسية في مناطق سيطرتهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأضرار التي لحقت بمحطة الكهرباء في الحديدة ستفاقم معاناة السكان في ظل حرارة الصيف الحارقة.
هجمات الطائرات المسيرة الحوثية لا تشكل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل
قالت وكالة فرانس برس إن الحوثيين لا يقومون بتصنيع طائراتهم المسيرة وصواريخهم محلياً، بل يعتمدون على تجميعها في اليمن باستخدام البنية التحتية والتصاميم والتكنولوجيا الإيرانية.
ونقلت الوكالة في تقريرها عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن "الطائرة المسيرة التي هاجمت تل أبيب يوم الجمعة كانت كبيرة جداً، وتم اكتشافها، لكن لم يتم رفع الإنذار فوراً بسبب خطأ بشري".
وأضاف الخبراء الذين حللوا حطام الطائرة بدون طيار، أن "يافا" تبدو كنموذج محدث من الطائرة القتالية بعيدة المدى القياسية لدى الحوثيين، وتمتلك محركاً قوياً مصنوعاً في إيران، وتشبه بشكل كبير الطائرة صماد-3.
ورجح الخبراء أن الطائرة التي استهدفت تل أبيب قد تكون مزودة بمواد ماصة للرادار لتحقيق أقصى قدر من التخفي.
وعلى الرغم من تطور القدرات الهجومية للحوثيين، يرى الخبراء أن ادعاءاتهم بتطوير طائرات مسيرة قادرة على التهرب من دفاعات الصواريخ الإسرائيلية قد تكون مجرد دعاية. مؤكدين أن هجمات الطائرات بدون طيار الحوثية لا تشكل "تهديداً استراتيجياً" لإسرائيل.
وأوضح الخبراء أنه "من أجل أن يتمكن الحوثيون من خلق تهديد فعّال، سيكون عليهم استخدام طائرات مسيّرة كبيرة جدًا. الطائرات الكبيرة تكون أسهل في الكشف عنها من قبل أنظمة الدفاع، مما يعني أن اكتشافها سيكون أسهل بالنسبة للقوات المعادية".
وأردفوا: "سيكون من الصعب عليهم إغراق الدفاعات بطائرات مسيّرة صغيرة بأعداد كبيرة من مسافات بعيدة. إذا حاولوا إرسال العديد من الطائرات المسيّرة دفعة واحدة من مسافة بعيدة، فإن قدرة هذه الطائرات على التغلب على أنظمة الدفاع ستكون محدودة. فالمسافة الكبيرة تجعل من الصعب على الطائرات المسيّرة الوصول إلى هدفها بنجاح دون أن يتم اعتراضها أو كشفها".
الهجوم الحوثي بطائرة مسيرة على تل أبيب يكشف ضعف إسرائيل
قال موقع المونيتور في تحليل له إن الهجوم بالطائرة المسيرة على تل أبيب في الساعات الأولى من صباح الجمعة كشف عن ضعف أكبر منطقة حضرية في إسرائيل.
وأشار التحليل إلى أن الطائرة المسيرة التي تحطمت في قلب العاصمة الإسرائيلية تل أبيب تؤكد التهديد الاستراتيجي المتزايد الذي يشكله المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على إسرائيل.
وأوضح التحليل أن خطر تحول حرب غزة إلى صراع إقليمي بات وشيكًا، خاصة مع وقوع الحادث قبل يومين فقط من مغادرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن.
وأشار إلى أن الخبراء الإسرائيليين يدرسون ما إذا كان الحوثيون قد أطلقوا طائرة مسيرة إضافية كطعم لتضليل الدفاعات الإسرائيلية، أو استخدموا أساليب إلكترونية لخداع نظام الاعتراض الإسرائيلي.
وأضاف التحليل أن الطائرة الإيرانية التي هاجمت تل أبيب قد تم ترقيتها على يد الحوثيين. ونقل الموقع عن خبير عسكري إسرائيلي رفيع قوله: "هجمات الحوثيين ليست ظاهرة عابرة. لديهم قدرات إنتاجية كبيرة للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ووسائل أخرى. يكتسبون خبرة ومهارات في العمليات، ولا يشعرون بالتهديد، ما يجعلهم تهديدًا استراتيجيًا آخر لإسرائيل".
وأكد المصدر العسكري الإسرائيلي أن المسافة تجعل من الصعب على إسرائيل الرد بفعالية، خاصة بالنظر إلى تورطها في حربين أقرب بكثير: ضد حماس في الجنوب وحزب الله في الشمال.
واختتم التحليل بالإشارة إلى أن نتنياهو، الذي يسعى خلال زيارته القادمة إلى واشنطن للاجتماع بالرئيس السابق ترامب وبدء إصلاح العلاقات معه، سيناقش الحروب الإسرائيلية والتهديد الاستراتيجي الذي تواجهه البلاد في جلسة مشتركة للكونغرس الأسبوع المقبل.
هجمات الحوثيين على تل أبيب تفتح مرحلة جديدة ودرامية في الشرق الأوسط
ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية في تحليل لها أن الهجوم بطائرة مسيرة الذي شنّه الحوثيون على تل أبيب، يوم أمس الجمعة، يمثل مرحلة جديدة ودرامية في الحرب منذ 7 أكتوبر. وبحسب التحليل، فإن هذا يعني أن حرب إسرائيل متعددة الجبهات أصبحت أصعب، ومن المحتمل أن يتحول الصراع إلى إقليمي.
وأشارت الصحيفة إلى أن "الهجوم الدراماتيكي" على تل أبيب أشعل وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث طالب بعض المراقبين بإعلان الحرب ضد القوات المسؤولة عن الهجوم، ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين الذين فشلوا في تفعيل نظام الدفاع الجوي.
ورجّحت الصحيفة أن يكون التفسير الأول للقوات الجوية هو أن الحادث ناتج عن خطأ بشري، سيتم التحقيق فيه. ووفقًا للإرشادات، عند اكتشاف طائرة بدون طيار، يكون الهدف هو إسقاطها. هذا لم يحدث، مما أسفر عن خطأ واضح كلف شخصًا حياته، وأدى إلى إصابة آخرين - ناهيك عن الأضرار التي لحقت بإحساس الناس بالأمان.
ورأت الصحيفة أن إسرائيل تعلمت تدريجيًا ما تعلمه السعوديون والإماراتيون خلال حربهم الطويلة لدعم الحكومة اليمنية ضد الحوثيين، وأدركت أنهم عدو عنيد وراديكالي يصعب ردعه.
وأضافت: "الحوثيون يستثمرون الكثير من الجهود في الحرب النفسية وهم مسلحون بأسلحة بعيدة المدى متطورة بشكل متزايد تزودهم بها إيران. وهذه تعتبر صفقة ممتازة للإيرانيين؛ حيث يساعدهم الحوثيون في تحقيق أهدافهم، ولكن يوفرون لهم إنكارًا مقبولًا".
وتساءلت الصحيفة عن القيمة التي ستضيفها هجمات إسرائيل على الحوثيين، خاصةً مع الهجمات التي تشنها القوات الغربية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه "من غير الواضح مدى قدرة إسرائيل على تنسيق التحركات مع إدارة بايدن، التي تضغط على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق رهائن مع حماس ووقف إطلاق النار في غزة ولبنان".
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات