تجميع: مركز سوث24
28-09-2024 at 10 AM Aden Time
منظور دولي
في هذا التقرير، يرصد مركز سوث24 للأخبار والدراسات جانبًا من أبرز ما كتب في المجلات والصحف الدولية خلال الأيام الماضية بشأن التطورات والقضايا التي تصدرت المشهد العالمي. حاز الوضع في لبنان والتصعيد الإسرائيلي الذي استهدف حزب الله على الجزء الأكبر من هذه التغطية. كما روى سفير بريطاني السابق لدى اليمن مواقف مع جماعة الحوثيين المدعومة من إيران التي خرقت قواعد النظام الدولي حدَ وصفه.
إلى التفاصيل..
الحوثيون تحدوا النظام الدولي القائم على القواعد ويجب هزيمتهم
في تحليله الذي نشر عبر مجلة "Long War Journal"، أشار إدموند فيتون براون، السفير السابق للمملكة المتحدة في اليمن، إلى ما قال إنه "الدور المتصاعد الذي يلعبه الحوثيون في تقويض النظام الدولي القائم على القواعد".
وقال إدموند إنه "على الرغم من أن الحوثيين كانوا دائمًا مصدر قلق فيما يتعلق برفاهية اليمن واستقرار المنطقة، فإن انضمامهم إلى "محور المقاومة" بقيادة إيران منذ 7 أكتوبر 2023، جعل هذه المخاوف أكثر إلحاحًا وخطورة".
مضيفًا: "رغم أن الحوثيين يتمتعون بنوع من الاستقلالية في اتخاذ القرارات عن طهران، إلا أنهم أصبحوا أكثر اندماجًا في تحالف يضم حماس، حزب الله، والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران. هذا التحالف يُشكل تهديدًا مباشرًا للنظام الدولي، خاصة في وحشية الحوثيين وتصعيدهم المتواصل للهجمات على أهداف مدنية وعسكرية".
براون، الذي قضى فترة طويلة في التفاوض مع الحوثيين في إطار محاولاته لتحقيق السلام في اليمن، شدد في تحليله أن الحوثيين ليسوا حركة تحرر كما يدعي أنصارها، "بل هي جماعة شديدة العنف والتطرف، لا تكترث بالخسائر البشرية ولا تسعى لحلول سلمية حقيقية".
في شهادته، روى براون واقعتين مفصليتين تكشف عن طبيعة تفكير الحوثيين: عندما أبلغوه صراحة أنهم سيفوزون في نهاية المطاف لأنهم لا يكترثون بعدد القتلى من اليمنيين؛ وعندما أخبروه في وقت سابق أنهم كانوا في تحالف مؤقت مع صالح، وأنهم سيقومون بقتله بمجرد أن يصبح غير مفيد لهم. مضيفًا "بالفعل، نفذ الحوثيون هذا التهديد".
ويرى إدموند أن "تطرف الحوثيين يستند إلى تاريخ طويل من العنف والتعصب القبلي". وقال إن "جذور الحركة تعود إلى النخبوية القبائلية والتطرف الديني المستلهم من حزب الله اللبناني وإيران، خاصة من شخصيات مثل حسن نصر الله والمرجع الشيعي محمد حسين فضل الله". مضيفًا: "منذ نشأتهم، اعتمد الحوثيون على خطاب عدائي ضد الغرب، حيث تبنوا شعار "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل"، وأصبح هذا الخطاب جزءًا من هويتهم الأيديولوجية والعسكرية".
تجربة براون في التفاوض مع الحوثيين "تكشف عن أن هذه الجماعة تتسم بالعنف الممنهج وليس فقط في سياق الحروب التقليدية، بل أيضًا في استهداف المدنيين" حدَ تعبيره. وتحدث براون عن رؤيته المباشرة لأفعالهم في عدن وتعز، "حيث كانوا يستهدفون المدنيين بلا رحمة، بما في ذلك الأطباء والممرضين، الذين اضطروا للاختباء من القناصة الحوثيين الذين كانوا يقتلون بدم بارد".
وأضاف: "هذه الوحشية لم تقتصر على الداخل اليمني، بل امتدت لتشمل تهديدات للأمن الدولي. الهجمات الحوثية على الشحن هذه الدولي لم تكن مجرد عمليات عشوائية، بل كانت مدروسة بعناية لتهديد الاستقرار الاقتصادي العالمي وابتزاز المجتمع الدولي. وقد دفع ذلك إلى تنفيذ ضربات عسكرية دقيقة ضد مواقع الحوثيين، لكنها لم تكن كافية لردعهم بالكامل".
براون أختتم تحليله بالتأكيد على أن الحوثيين، "بدلاً من السعي لتحقيق السلام، يعتمدون على العنف والترهيب كوسيلة لتحقيق أهدافهم". مضيفًا: "قبولهم المتأخر للسلام بعد سنوات من الصراع المدمر قد يكون جزءًا من استراتيجية للابتزاز الدولي".
وقال: "الحوثيون لا يمكن اعتبارهم مجرد لاعب محلي في الصراع اليمني، بل هم جزء من تحالف إقليمي يتحدى النظام الدولي بشكل مباشر، ويجب التعامل معهم بحزم للحفاظ على استقرار المنطقة والعالم".
سيناريوهات تصعيد واسع تلوح في الأفق بين إسرائيل وحزب الله
ذكرت مجلة The National Interest أن الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة صراع كبير مع حزب الله، وهو الصراع الذي بدأ في 17 سبتمبر بعد تفجيرات أجهزة الاتصالات اللاسلكية "البيجر" في عدة مناطق في العاصمة بيروت، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من عشرين شخصًا وإصابة الآلاف. وقد تعهد حزب الله بالرد على إسرائيل، مما قد يؤدي إلى حرب شاملة بين الجانبين.
وأشار التحليل إلى أن إسرائيل كانت في حالة تأهب، خصوصًا مع تصاعد الأحداث في غزة بعد أحداث 7 أكتوبر، وهو ما دفعها لإجلاء أكثر من 60 ألف إسرائيلي من منازلهم تحسبًا لأي رد إيراني أو من (وكلاء طهران) في اليمن وسوريا والعراق.
وأوضح التحليل أن حزب الله لم يتخذ نهج الاختباء، بل رفع أعلامًا كبيرة على الحدود لتؤكد وجوده أمام الإسرائيليين. وبهذا الشكل، أصبح الحزب يمثل تهديدًا أكبر بترسانة ضخمة تضم أكثر من 150 ألف قذيفة وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار الانتحارية التي كان يطلقها يوميًا على إسرائيل.
ولفتت المجلة إلى تصاعد الأحداث في يوليو عندما قتل صاروخ "فلق" اثني عشر شخصًا في بلدة مجدل شمس بالجولان. واتهمت إسرائيل حزب الله بتنفيذ الهجوم رغم نفي الأخير مسؤوليته. وردت إسرائيل باغتيال قائد حزب الله الثاني، فؤاد شكر، في بيروت، مما أدى إلى إطلاق مئات الصواريخ نحو إسرائيل في 25 أغسطس.
وأشار التحليل إلى أن تفجير أجهزة "البيجر" مؤخرًا وخسارة حزب الله لـ 478 من عناصره سيعزز رغبة الحزب في الرد، مما قد يدفع بالصراع إلى مرحلة جديدة. وعلى الجانب الآخر، أكد التحليل جاهزية الجيش الإسرائيلي بوحدات مدربة خصيصًا لمواجهة حزب الله.
وفي الختام، تساءل التحليل عن الاستراتيجية التي تعدها إسرائيل لمواجهة الحرب المحتملة بدعم إيراني، في ظل استمرار حزب الله بامتلاك 30 ألف مقاتل، مع بقاء خطورة جبهة غزة رغم الخسائر التي تكبدتها الفصائل الفلسطينية منذ بداية الحرب.
الهجمات الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله تشبه الحرب الشاملة
قالت صحيفة "The Guardian" البريطانية إن تبادل النيران الأخير بين إسرائيل وحزب الله جعل من الصعب التمييز بينه وبين اندلاع حرب شاملة. حيث استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية 290 هدفًا في جنوب لبنان يوم السبت. وقد رد حزب الله لأول مرة بإطلاق 150 صاروخًا وقذيفة قصيرة المدى من طراز «فادي 1 و2»، وهي أسلحة يُقال إن مداها يتراوح بين 50 و65 ميلاً على التوالي.
ووفقًا للتحليل، أوضح حزب الله أن صواريخه استهدفت قاعدة رامات دافيد الجوية الإسرائيلية التي تبعد 15 ميلاً جنوب شرق حيفا، ورغم اعتراض معظمها، إلا أن بعضها اخترق الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتطورة، وهو ما وصفته الصحيفة بالأمر المقلق.
وترى الصحيفة أن تزايد الهجمات من الجانب الإسرائيلي يشير إلى استعداد حكومة نتنياهو لقبول أي رد من حزب الله. ومع ذلك، تؤكد الصحيفة أن اعتماد إسرائيل على التصعيد لتحقيق النصر في الحرب يعد أمرًا خطيرًا، خاصة مع فشل هجمات تل أبيب السابقة على الحزب في تحقيق السلام.
وصف التحليل الوضع بأنه يدخل في مرحلة جديدة من الصراع. أما نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، فقد وصف الحرب بأنها "معركة مفتوحة الحساب"، مما يشير إلى عدم استعداد أي من الطرفين للتراجع.
واختتمت الصحيفة بالقول إن الأمل يبقى في وجود رغبة قوية من كلا الطرفين لتجنب حرب برية أكثر دموية، وهو أمر قد لا تكون له ملامح واضحة بعد، خصوصًا مع ما صرح به الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ حول مناقشة هجوم مفاجئ عبر الحدود الإسرائيلية بعد مقتل القيادي في حزب الله إبراهيم عقيل.
وفي هذا المسار، أعادت إسرائيل نشر الفرقة 98 من غزة إلى الشمال، استنتاجًا من قياداتها أن الطريقة الوحيدة لوقف هجمات حزب الله الصاروخية هي الدخول إلى جنوب لبنان. ووصفت الصحيفة هذا الاستنتاج بأنه محفوف بالمخاطر، خاصة أن الحزب يمتلك بين 30,000 و50,000 مقاتل نشط، وعددًا مماثلًا في الاحتياط.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات