Tom Brenner/Getty
07-11-2024 at 12 PM Aden Time
منظور دولي
في هذا التقرير، يرصد مركز سوث24 بعض التحليلات التي نشرتها منصات ومجلات وصحف دولية بشأن التطورات العالمية الأخيرة. فوز الملياردير الأمريكي دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية لعام 2024 كان محور اهتمام كبير، وبالأخص التغيرات المتوقعة في السياسة الخارجية الأمريكية نحو أزمات الشرق الأوسط والحروب المستمرة منذ عام. كما استمرت التحليلات بشأن مليشيا الحوثيين اليمنية المدعومة من إيران، وتصاعد تهديدها الدولي.
إلى التفاصيل..
ترامب قد يحقق اختراقًا لحلحة أزمات الشرق الأوسط
قالت مجلة ذا سبيكتاتور إن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة قد يغير جذرياً ملامح السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث وعد خلال حملته الانتخابية بإعادة النظر في التزامات الولايات المتحدة الخارجية. ترامب، الذي يُعرف بنهجه "أمريكا أولاً"، قد يجد نفسه أمام تحديات كبيرة، خاصةً فيما يتعلق بعلاقته المعقدة مع إسرائيل والتصعيد المستمر مع إيران، فضلاً عن الحاجة لتحقيق "اتفاقيات سلام" جديدة قد تشمل المملكة العربية السعودية.
وأضاف التحليل: "تاريخياً، يُعتبر ترامب داعمًا قويًا لإسرائيل. خلال ولايته الأولى، اعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وأيضًا خرج من الاتفاق النووي الإيراني وفرض عقوبات قاسية على طهران، بما في ذلك اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني. ولذا فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان من أوائل المهنئين بفوز ترامب، واصفاً إياه بـ "أعظم عودة في التاريخ".
لكن وفقًا للمجلة، "علاقة ترامب ونتنياهو ليست خالية من الخلافات؛ إذ لم يتحدث الرجلان لسنوات بعد أن اعترف نتنياهو بفوز بايدن في عام 2020. ورغم محاولات التقارب التي جرت مؤخراً، لا يزال هناك توتر غير معلن".
ويرى التحليل أن "ترامب قد يكون راغباً في استئناف "اتفاقيات أبراهام" التي تعتبر من أهم إنجازاته الدبلوماسية، حيث نجح في تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، مثل الإمارات والبحرين. غير أن السعودية، اللاعب الأساسي في الشرق الأوسط، اشترطت إقامة دولة فلسطينية لتحقيق اتفاق سلام مع إسرائيل. هذا الشرط يعتبر تحدياً كبيراً لنتنياهو، الذي بذل جهداً طوال حياته السياسية لمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وأردف التحليل: "إلى جانب ذلك، يأتي الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل كأحد أبرز القضايا التي تتطلب حلاً جذرياً. هذه الحلقة المستمرة من التصعيد بين إيران وإسرائيل قد تدفع ترامب إلى البحث عن تسوية دبلوماسية تمنع اندلاع حرب إقليمية شاملة، وهو ما قد يتطلب من الولايات المتحدة تقديم ضمانات أمنية للسعودية لتخفيف شروطها المتعلقة بالدولة الفلسطينية".
وتعتقد المجلة أنه "إذا نجح ترامب في إقناع السعودية بالتوصل إلى تسوية متوازنة، فقد يتمكن من تحقيق اختراق دبلوماسي يمهد الطريق لسلام طويل الأمد في المنطقة".
مضيفة: "أحد العناصر المهمة في هذا السيناريو هو علاقة ترامب الوثيقة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. كان بن سلمان داعمًا قويًا لسياسات ترامب خلال فترة رئاسته، وحتى بعد خروجه من البيت الأبيض، حيث قدمت السعودية مليارات الدولارات لصندوق الاستثمار الخاص بجاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق. هذه العلاقة الوثيقة قد تفتح الباب أمام كوشنر للعب دور غير رسمي كوسيط في المفاوضات بين السعودية وإسرائيل، خاصة إذا استمرت العلاقات بينهما على هذا المستوى من التعاون".
واختتم التحليل بالإشارة إلى أن ترامب، رغم طبيعته المتقلبة، لطالما كان معارضًا للتدخلات العسكرية الطويلة في الشرق الأوسط، وكان قد وصف دخول الولايات المتحدة إلى المنطقة بأنه "أسوأ قرار في تاريخنا". لذا، من المحتمل أن يسعى ترامب إلى حل شامل للنزاعات في الشرق الأوسط خلال فترة رئاسته القادمة، بهدف "إنهاء الصراعات للأبد" وعدم اضطرار الولايات المتحدة للعودة إلى المنطقة كل بضع سنوات.
فوز ترامب سيغير ملامح السياسة الأمريكية الخارجية
قال تحليل لـ (بي بي سي) إن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ستؤدي إلى إعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية بشكل جذري، حيث يتوقع أن تشهد العديد من الملفات الدولية تحولات عميقة، خاصة في ظل حالة عدم الاستقرار والتوتر التي تسود أجزاءً مختلفة من العالم.
وأشار التحليل إلى أن ترامب اعتمد خلال حملته الانتخابية على وعود سياسية عامة تعتمد على مبادئ "أمريكا أولاً" التي تمزج بين سياسة عدم التدخل وحماية التجارة الأمريكية، مشددًا على رغبته في إنهاء الصراعات الخارجية التي تستنزف الموارد الأمريكية.
ولفت التحليل إلى أن ترامب كرر خلال حملته وعوده بإنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية "في يوم واحد"، حيث أبدى استعداده للتوسط لإبرام صفقة سلام، دون تقديم تفاصيل واضحة حول كيفية تحقيق ذلك. وقد أشار تقرير لعدد من مستشاري الأمن القومي السابقين لترامب إلى أن الولايات المتحدة ينبغي أن تواصل دعمها العسكري لأوكرانيا، لكن بشرط أن توافق كييف على الدخول في مفاوضات سلام مع موسكو.
وأضاف التحليل: "من المحتمل أن يتم تقديم ضمانات لروسيا بتأجيل انضمام أوكرانيا إلى الناتو كجزء من الصفقة، وهو ما أثار انتقادات واسعة من الديمقراطيين الذين يعتبرون أن هذه السياسة قد تمثل "تنازلاً لروسيا"، مما يعرض أمن أوروبا للخطر. كما يشير التحليل إلى أن الشكوك تحيط بمستقبل التزام الولايات المتحدة تجاه الناتو، حيث يعكس خطاب ترامب مواقفه السابقة التي تنتقد الحلف وتصفه بعبء مالي على أمريكا".
وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، حدد التحليل أن ترامب قد يعود إلى سياسة "الضغط الأقصى" على إيران التي ميزت فترة رئاسته السابقة، والتي تضمنت الانسحاب من الاتفاق النووي وتشديد العقوبات وقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني. ويرجح أن يسعى ترامب إلى وقف الصراعات في المنطقة، بما في ذلك الحروب الدائرة بين إسرائيل وجماعات مثل حماس وحزب الله، غير أن التحليل يشير إلى غياب خطة واضحة حول كيفية تحقيق ذلك.
وأشار التحليل إلى أن ترامب قد يعيد توجيه السياسة الأمريكية نحو دعم إسرائيل بشكل أقوى، مع احتمال تعزيز تحالفات إقليمية دون الالتزام بحل الدولتين الذي كان أساسًا لأي اتفاقات سابقة بين إسرائيل والدول العربية.
وأشار التحليل أيضًا إلى أن الصين ستكون في مقدمة أولويات ترامب، حيث يُتوقع أن يتخذ نهجًا أكثر صرامة في التعامل معها، بما في ذلك التهديد بفرض تعريفات جمركية قاسية إذا تصاعدت التوترات بشأن تايوان. ويتوقع أن يتراجع ترامب عن النهج التعاوني الذي اعتمدته إدارة بايدن مع الحلفاء في آسيا، ويعزز من سياسة المواجهة التجارية مع الصين في إطار حماية الصناعات الأمريكية، وهي سياسة تلاقي قبولاً واسعًا في أوساط الناخبين الأمريكيين الذين يرون في الصين تهديدًا على وظائفهم.
وختم التحليل بالإشارة إلى أن سياسة ترامب "غير التقليدية" تثير قلق الدول المعنية، حيث تراقب عن كثب أي تغييرات قد تطرأ على السياسة الأمريكية، وتؤثر على استقرار مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية وسط تصاعد التوترات الدولية.
تهديد الحوثيين المتزايد يستدعي تحركاً غربياً عاجلاً
نقلت صحيفة "ذا صن" عن العقيد البريطاني السابق ريتشارد كيمب تحذيراته من تصاعد خطر جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، بعد الضربات القاسية التي وجهت لقيادات حزب الله وحماس. وأوضح كيمب أن "الحوثيين - الذين لم يتعرضوا لأضرار كبيرة خلال الصراع الأخير - باتوا يمثلون تهديداً إرهابياً متنامياً للغرب، ويجب أن يكون التعامل معهم ضمن أولويات التحرك الغربي."
وأشار التحليل إلى سلسلة الهجمات الحوثية التي استهدفت السفن وناقلات النفط في البحر الأحمر وخليج عدن، وهي منطقة تمر منها نسبة كبيرة من التجارة العالمية. وأضاف التحليل أن الحوثيين، منذ أكتوبر الماضي، استغلوا الوضع الإقليمي المتأزم لدعم حلفائهم في إيران، حيث شنوا هجمات متقدمة باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الحرارية ضد السفن في تلك المنطقة، مما أثار قلقاً دولياً حول سلامة الممرات البحرية.
وأردف: "هذا التصعيد يعود بشكل كبير إلى الدعم الإيراني المكثف، حيث زودت طهران الحوثيين بالأسلحة والتدريب اللازم، مما مكّنهم من تطوير قدراتهم التقنية والعسكرية بشكل ملحوظ". وأضاف التحليل أن "الحوثيين الآن يمتلكون طائرات مسيرة وصواريخ باليستية طويلة المدى، تمكنهم من استهداف مناطق بعيدة عن اليمن، وهو ما يرفع من مستوى التعقيد التكنولوجي الذي تتمتع به الجماعة ويمثل تهديدًا استراتيجيًا على أمن المنطقة."
وقال التحليل إن الحوثيين وسعوا نطاق تحالفاتهم ليشمل جهات غير حكومية مثل حزب الله في لبنان، وجماعات في العراق، حيث أنشأوا مراكز عمليات مشتركة لتنسيق الهجمات وتبادل المعلومات الاستخباراتية. وأضاف أن هذه التحالفات تشمل تدريبات عسكرية تحاكي هجمات على منشآت إسرائيلية، مما يعكس التزام الحوثيين بمحور المقاومة الذي تقوده إيران.
وأكد كيمب على ضرورة التحرك الغربي الفوري، مشددًا على أن التعامل مع الحوثيين يتطلب استراتيجية شاملة لا تقتصر على ضربات عسكرية رمزية، بل تشمل تدخلاً دبلوماسيًا واقتصاديًا، إلى جانب التنسيق العسكري لضمان تحييد التهديد الحوثي. وأضاف التحليل أن عدم التعامل الجاد مع هذا التهديد قد يؤدي إلى تصعيد الأزمات الأمنية والاقتصادية على المستوى العالمي.
يختتم التحليل بأن "تجاهل التهديد الحوثي قد يقود إلى تصاعد الخطر، حيث أشار كيمب إلى أن الغرب قد يواجه تهديداً متزايداً إذا لم يتخذ إجراءات فورية للتصدي لهذه الجماعة التي تتحكم بمفاصل حيوية في البحر الأحمر. وأردف أن التعاون الدولي لحماية الملاحة في المنطقة وتأمين الممرات البحرية أصبح ضرورة لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط، وتقليل تداعيات هذا التهديد على الاقتصاد العالمي".
مخاوف متعددة تعرقل موقفاً عربياً موحداً ضد الحوثيين
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر مطلعة أن الدول العربية، وعلى رأسها مصر والسعودية، "تقاوم الضغوط الأمريكية للتنديد بجماعة الحوثيين المدعومة من إيران رغم الهجمات الحوثية المتزايدة في البحر الأحمر وتأثيرها على استقرار التجارة الإقليمية".
وأشارت الصحيفة إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، كثّف اتصالاته مع قادة المنطقة، داعياً إلى اتخاذ موقف أقوى ضد الحوثيين، لكن هذا النداء لم يلقَ قبولاً كبيراً بسبب التعقيدات السياسية والاقتصادية التي تواجه الدول العربية.
وفقًا للصحيفة، ترى الدول العربية أن التحرك ضد الحوثيين، المدعومين بقوة من إيران، قد يجلب تداعيات سياسية واقتصادية معقدة، لا سيما في ظل تصاعد الغضب الشعبي تجاه إسرائيل بسبب الوضع في غزة. مضيفة: "يُخشى من أن أي دعم علني للسياسات الأمريكية المناهضة للحوثيين سيضع هذه الدول في مواجهة مباشرة مع الرأي العام، الذي ينظر بعين التعاطف إلى أي جهة تتخذ موقفاً ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة في المنطقة".
وأضافت الصحيفة أن مصر تشعر بقلق متزايد من أن يؤدي موقف مضاد للحوثيين إلى رد فعل تصعيدي من الجماعة، مثل تهديد مضيق باب المندب بتلغيمه، ما سيفاقم من الضغوط على الاقتصاد المصري. مشيرة إلى اعتماد مصر بشكل كبير على عائدات قناة السويس، والتي عانت من انخفاض حاد في حركة الشحن.
وأضاف التحليل: "تشعر الدول العربية بقلق بالغ من النفوذ الإيراني المتزايد، وخاصة في ظل توتر العلاقات مع الولايات المتحدة. ومع اعتماد الحوثيين على الدعم الإيراني في الأسلحة والتدريب، تخشى هذه الدول من أن أي مواجهة مع الحوثيين قد تؤدي إلى تصعيد مباشر مع طهران، ما يعرّض أمنها القومي للخطر. ترى السعودية والإمارات، اللتان خاضتا صراعاً طويلاً ضد الحوثيين، أن تصعيد المواجهة الآن قد يكون مكلفًا وغير مضمون النتائج، خاصة في ظل تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة".
وأردفت الصحيفة: "تعتقد الولايات المتحدة أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر تفرض تهديداً حقيقياً على الاقتصاد الإقليمي والعالمي، لكن الرأي العام العربي المتعاطف مع القضية الفلسطينية يضيف بعداً معقداً لهذا الصراع. فعبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، نجح الحوثيون في تصوير أنفسهم كمدافعين عن القضية الفلسطينية، مما صعّب من إمكانية قيام الحكومات العربية باتخاذ موقف مناهض لهم".
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات