أنصار الحوثيين يرفعون ملصقا لزعيم حزب الله الراحل حسن نصر الله خلال مسيرة لإحياء ذكرى الحرب في قطاع غزة، في صنعاء، اليمن، 7 تشرين الأول/أكتوبر 2024. (ا ف ب / أسامة عبد الرحمن)
28-12-2024 at 9 AM Aden Time
منظور دولي
في هذا التقرير، يتناول مركز سوث24 ملخصات مترجمة لتقارير وتحليلات نشرت مؤخراً في منصات ومجلات وصحف دولية حول التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، وبالأخص التصعيد العسكري المتبادل بين إسرائيل وجماعة الحوثيين اليمنية المدعومة من إيران.
وقد تطرقت التحليلات للتحولات الجذرية في الشرق الأوسط وكيف استفادت منها تركيا وإسرائيل. وركزت وسائل إعلام إسرائيلية على قضية الحوثيين وتصاعد هجماتهم، واقترحت التعامل معهم كدولة مارقة. وحذرت التحليلات من "تهور وخطر الحوثيين" إثر سقوط نظام الأسد في سوريا.
إلى التفاصيل..
يجب التعامل مع الحوثيين كدولة مارقة
قال تحليل نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إنه "من الضروري التفريق بين الحوثيين وأذرع إيران الأخرى في محيط إسرائيل."
وأشار التحليل إلى أن "الحوثيين يختلفون عن الجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق ولبنان، التي تشارك في السلطة لكنها لا تسيطر على الدولة ولا تعلن ذلك كما يفعل الحوثيون."
وأوضح أن "الحوثيين يمثلون الدولة؛ يتحدثون باسم الجمهورية اليمنية والشعب اليمني، ويطلقون على قواتهم العسكرية اسم "القوات المسلحة اليمنية"، ويشرّعون القوانين ويفرضون حكمهم القمعي في المناطق التي يسيطرون عليها. رغم عدم سيطرتهم المطلقة على كامل البلاد..".
واعتبر التحليل أن "أنصار الله ليست مجرد منظمة إرهابية تطلق الصواريخ الباليستية على دول بعيدة أو تعطل التجارة في البحر الأحمر؛ بل هي دولة مارقة تعلن الحرب على دول أخرى وتفرض إرهابها على التجارة الدولية".
وأضاف أن "هذه الفكرة البسيطة ولكن غير المعلنة تحمل عواقب كبيرة، وقد يتعين على إسرائيل التعامل معها وفق هذا المنظور."
وأردف التحليل أن "الوضع يزداد تعقيدًا بوجود حكومة أخرى في اليمن مقرها الجنوب، معترف بها دوليًا، لكنها لا تسيطر على العاصمة ولا على القوات المسلحة. كما توجد قوى أخرى في عدن تسعى إلى إنشاء دولة الجنوب العربي".
وأضاف التحليل أنه "يجب على إسرائيل أن تقود خطابًا يؤكد أن الحوثيين ليسوا مجرد تنظيم قمعي معادٍ للسامية، بل دولة تشكل تهديدًا لاستقرار المنطقة والاقتصاد العالمي. فقد صاغت إيران استراتيجيتها بتحذير ميليشياتها الموالية من التصرف كدول معترف بها لتجنب التدقيق والمساءلة، وتعقيد المواجهة مع إسرائيل."
وأوضح التحليل أن "تبني خطاب يعتبر الحوثيين كدولة أعلنت الحرب على إسرائيل دون مبرر يمكن أن يحمل تداعيات قانونية تتعلق بالقانون الدولي وحق الدفاع عن النفس. كما أن هذا النهج قد يقوض استراتيجية إيران في شن حروب بالوكالة عبر كيانات غير دولية، ويدفع نحو مواجهتها بشكل أكثر فاعلية."
وخلُص التحليل إلى أن "تغيير منظور التعامل مع الحوثيين، والنظر إليهم كدولة وليس كمنظمة، قد يفتح الطريق لمعالجة المشكلة عبر القنوات الدولية المناسبة."
يأس الحوثيين بعد ما حدث في سوريا يجعلهم أكثر خطورة وتهورًا
قال تحليل نشرته مجلة The Forward اليهودية: "إن التسامح مع الحوثيين لفترة طويلة يمثل وصمة عار، وحان الوقت لوضع استراتيجية شاملة للتصدي لتهديد الحوثيين، خصوصًا بعد ضعفهم جراء سقوط حليفهم في سوريا."
وأضاف التحليل أن "نظرًا لتنوع التهديدات التي يمثلها الحوثيون وتأثيرها على أجزاء كثيرة من الحياة العالمية، يجب أن تكون أي استراتيجية دولية لمكافحتهم متعددة الجوانب."
وأكد التحليل أن استراتيجية مكافحة الحوثيين لا بد أن تشمل:
1. حملات عسكرية مستمرة للقضاء على قدرات الحوثيين الصاروخية وتدمير سلاسل إمداداتهم.
2. تعزيز الأمن البحري لحماية الممرات الملاحية في البحر الأحمر، حيث إن تعطيل السيطرة المتزايدة للحوثيين على هذا المضيق الحيوي سيساعد في إضعاف قوتهم بشكل عام.
3. الضغط الاقتصادي والدبلوماسي، من خلال العقوبات التي تستهدف قيادة الحوثيين ورعاتهم الإيرانيين.
4. معالجة الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث تزدهر قوة الحوثيين في فراغ الدولة الفاشلة في اليمن.
وأشار التحليل إلى أن "الهجمات الأخيرة هي إشارة تعكس أهمية التحرك العاجل ضد الحوثيين، إذ قد تشير إلى أنهم، بعد ضعفهم نتيجة ما حدث سوريا، باتوا في حالة من اليأس المتزايد، مما قد يجعلهم أكثر خطورة وتهورًا."
ولفت التحليل إلى أن "الحوثيين، في الأشهر الأخيرة، نشروا المئات من عناصرهم في سوريا، في محاولة لغزو إسرائيل عبر مرتفعات الجولان، أو ربما حدود الأردن. ولكن بعد سقوط بشار الأسد، يبدو أن السلطات الجديدة في سوريا عازمة على منع أي شيء من هذا القبيل."
وأضاف التحليل أنه "إذا كانت إسرائيل تسعى لضمان أن يؤدي سقوط الأسد إلى إضعاف حقيقي للنفوذ الإسلامي المرتبط بإيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فسيتعين عليها وضع خطة استراتيجية حقيقية سواء فيما يتعلق بسوريا أو بالحوثيين."
وأردف التحليل أنه "كان ينبغي أن تدفع هجمات الحوثيين الأخيرة المجتمع الدولي، بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية التي أشعلها الحوثيون وأودت بحياة ما يقرب من نصف مليون شخص في اليمن، إلى اتخاذ إجراءات حاسمة للقضاء على هذه الجماعة".
معتبرًا أنه "لا ينبغي أن تكون هذه القضية مسؤولية إسرائيل وحدها، والتي شنت بالفعل سلسلة من الغارات الجوية ضد الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن."
إسرائيل بحاجة لتحالف عربي – أمريكي لمواجهة الحوثيين
قال تحليل نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل إن "إسرائيل تواجه عدوًا مصممًا ومتكيفًا جيدًا مع الضربات الجوية. ولن يكون بمقدورها التعامل مع التهديد الحوثي بمفردها."
وأضاف التحليل أنه "لتحقيق النجاح، ستحتاج إسرائيل إلى التعاون مع تحالف عربي وأمريكي أكثر قوة لمواجهة الحوثيين وربما التحرك نحو تعزيز العلاقات مع حلفائها الطبيعيين في المنطقة."
وأشار التحليل إلى أنه "مع وجود وقف إطلاق النار في لبنان وقلة حدة القتال في غزة، هناك فرصة الآن لإسرائيل لتحويل انتباهها ومواردها نحو الجبهة اليمنية، جبهة الحوثيين. وصياغة رد مع حلفائها بقيادة الولايات المتحدة."
ولفت التحليل أنه "على الرغم من أن عداء الحوثيين تجاه إسرائيل والغرب يتماشى بشكل وثيق مع وجهة نظر إيران، إلا أنهم ليسوا وكلاء بالمعنى التقليدي مثل حزب الله أو الجماعات الشيعية في العراق. فالحوثيون لا يعتمدون على إيران للحصول على الأموال، بل يجمعون تمويلهم من خلال الضرائب وشبكات التهريب. كما أن الحوثيين يمارسون شكلًا مختلفًا من الإسلام الشيعي عن إيران، ويتخذون قراراتهم بشكل مستقل عن إيران والحرس الثوري الإيراني."
وأردف التحليل أن "العلاقات بين إيران والحوثيين يمكن أن تتعمق بشكل أكبر في ظل الإنجازات الأخيرة لإسرائيل. بعد ضعف حزب الله وخسارة الأسد. حيث يمثل الحوثيون الآن كل ما تبقى من استراتيجية إيران لمحور المقاومة. وفي الوقت نفسه، قد يؤدي ضعف محور إيران إلى ظهور حركة حوثية أكثر استقلالية وحزمًا".
مضيفً: "إذا حدث غدًا تغيير للنظام في طهران، أو قررت الحكومة الإيرانية وقف هذا الدعم، فهذا لا يعني بالضرورة أن الحوثيين سيتوقفون".
واعتبر التحليل أن "الحوثيين أثبتوا قدرتهم على الصمود أمام خصوم أقوياء. بفضل التضاريس الوعرة واستراتيجياتهم المتطورة. حيث تعلموا كيفية التكيف مع حملات القصف على مر السنين."
وخلص التحليل إلى أنه "يمكن للقيادة الإسرائيلية في تحالف إقليمي موثوق وفعال ضد الحوثيين أن تعزز مكانة إسرائيل كزعيمة بلا منازع للتحالف الإقليمي المناهض لإيران. ولكن إذا فشلت هي وشركاؤها الإقليميون في معالجة التهديد الذي يشكله الحوثيون، فإن ذلك سيزيده أكثر."
هجمات الحوثيين البحرية على الشحن: أنماط وتوقعات 2025
قال تحليل لمعهد واشنطن إن "هجمات الحوثيين البحرية في البحر الأحمر قد تستمر بالتصعيد أو التراجع في عام 2025، بناءً على عوامل عدة، أبرزها تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع التطورات الإقليمية، مثل حرب غزة التي استخدمها الحوثيون مبررًا لهجماتهم، والسياسات المتبعة تجاه إيران".
وأضاف التحليل أن "الحوثيين المدعومين من إيران تمكنوا من تحويل مضيق باب المندب إلى منطقة عالية المخاطر، خصوصًا بعد سيطرتهم على سفينة الشحن جالاكسي ليدر العام الماضي. وأصبحت المنطقة نقطة مركزية لتنفيذ عملياتهم العسكرية، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للملاحة الدولية."
وأشار التحليل إلى أنه "على الرغم من تكثيف القوات الأمريكية لضرباتها الجوية ضد منصات الأسلحة ومرافق التخزين الحوثية في اليمن خلال أكتوبر، فإن هذه الجهود لم تحد بشكل ملحوظ من قدراتهم العسكرية."
وأوضح أن "هدنة غزة قد تفتح الباب أمام حلول دبلوماسية للأزمة البحرية، إلا أن نجاح ذلك يعتمد على تعاون الشركاء الإقليميين للولايات المتحدة، خاصة الدول التي تأثرت موانئها سلبًا جراء الهجمات الحوثية."
وتوقع التحليل أن "ما سيحدث في 2025 يرتبط بشكل كبير بمستوى التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وحجم تأثير حرب غزة على الموقف الإقليمي. وفي حال اتخاذ واشنطن موقفًا صارمًا تجاه طهران، قد يزداد استخدام الحوثيين للطائرات المسيرة لاستهداف السفن التجارية المرتبطة بأمريكا وإسرائيل في بحر عمان."
وأكد التحليل أنه "إذا كانت الدول الخليجية الكبرى، وعلى رأسها السعودية، تسعى إلى دعم استقرار الملاحة، فعلى واشنطن تعزيز التعاون الأمني معها، خاصة بعد التحسن الملحوظ في العلاقات السعودية-الإيرانية منذ اتفاق 2023 بوساطة صينية."
واختتم التحليل بالقول إنه "إذا اختارت إدارة ترامب التركيز على سياسة الضغط الأقصى ضد إيران، فيجب أن تستعد للتداعيات، عبر تعزيز وجودها العسكري الإقليمي أو حتى توسيعه."
تركيا وإسرائيل تتصدران المشهد في الشرق الأوسط الجديد
قال تحليل نشره المجلس الأطلسي إن "من الصعب التنبؤ بكيفية تأثير التحولات الجذرية الجارية في الشرق الأوسط على المنطقة بعد انهيار النظام السوري. ولكن ما بات واضحًا هو أن إسرائيل وتركيا هما الرابحان الأكبران، حيث حققتا مكاسب لم تكن متوقعة حتى قبل فترة قصيرة."
وأضاف التحليل أن "هذين الحليفين للولايات المتحدة، اللذين توترت علاقاتهما بشدة منذ اندلاع الحرب في غزة العام الماضي، يسيران الآن على "مسار تصادمي" في سوريا وخارجها."
وأشار التحليل إلى أن "الأحداث الأخيرة، التي أضعفت إيران والجماعات التي تدعمها في المنطقة، وضعت إسرائيل في أقوى موقع أمني لها منذ سنوات". معتبراً أنه "ليس من الصعب تقييم ما تأمل إسرائيل في تحقيقه من إعادة ترتيب الجغرافيا السياسية الدراماتيكية في الشرق الأوسط، حيث إن مصالحها معروفة وجوهرية بطبيعتها. وهي الأمن، والرغبة في الحفاظ على التفوق العسكري والتكنولوجي، والحاجة المستمرة لردع واحتواء ومواجهة إيران ووكلائها."
ولفت التحليل إلى أنه "حتى الآن، لم يركز العالم كثيرًا على طموحات تركيا الخاصة، لكن الرئيس رجب طيب أردوغان لا يخفيها. حيث قال: "كل حدث في منطقتنا، وخاصة في سوريا، يذكرنا بأن تركيا أكبر من تركيا نفسها. ولا يمكن للأمة التركية أن تهرب من مصيرها". موضحًا أن "تركيا الجديدة" هي امتداد لإرثها العثماني وقائدة للعالم الإسلامي. وهذه الفكرة تثير القلق ليس فقط في إسرائيل، بل أيضًا بين الممالك الخليجية والولايات المتحدة."
وأردف التحليل أن "التحول في دمشق بالنسبة للسعودية والإمارات وإسرائيل، هو نقطة تحول قد يضعهم في مواجهة خصم إقليمي. وبالنسبة لصانعي السياسات الغربيين، فتتراوح وجهات النظر حول تصاعد نفوذ أنقرة بين القلق من علاقاتها ذات الطابع الإسلامي والاعتراف بأهميتها المحورية في سياسات الشرق الأوسط. وهذا يصب في مصلحة أنقرة، حيث يمثل اختلافًا واضحًا عن إسقاط القوة الإيرانية، الذي كان محل تحدٍ جماعي من الغرب والمنطقة."
واعتبر التحليل أن "صعود تركيا يزعزع السردية السعودية التي تصور نفسها كقائدة لا جدال فيها للعالم السني، في مواجهة إيران الشيعية. فالسياسات التركية ذات الميول الإسلامية تجد صدى لدى شريحة واسعة من المسلمين السنة والإسلاميين السياسيين، مما يقدم بديلاً للممالك الخليجية."
وخلُص التحليل إلى أنه "من الواضح أن تركيا سيكون لها الصوت الأهم في دمشق في الفترة المقبلة، وصوت أكبر بكثير خارجها. وهذا يقرب أردوغان أكثر من تحقيق طموحه بإنشاء منطقة نفوذ تمتد عبر الأراضي العثمانية السابقة، وصولاً إلى ليبيا والصومال."
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
Previous article