الغلاف: مركز سوث24
29-12-2024 at 3 PM Aden Time
سوث24 | عدن
دخل الصراع في اليمن عامه العاشر في 2024، متخذا منحى إقليميا ودوليا يهدد بالمزيد من التبعات الإنسانية والاقتصادية التي يعيشها ملايين السكان المهددون بالفقر والمجاعة. لقد شكّل تصعيد جماعة الحوثيين في هجماتهم البحرية على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن وضد إسرائيل ضمن ما تعتبره الجماعة بـ "إسناد غزة"، نقطة تحول في الصراع، أدخل اليمن نحو مزيد من الفوضى والمجهول. أدى هذا التصعيد إلى تدخل عسكري واسع بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، ودفع إسرائيل إلى استهداف منشآت مدنية يمنية لأول مرة، الأمر الذي عطّل آفاق أي عملية للسلام ضمن خارطة الطريق الأممية، التي أُعلن عنها أواخر العام الماضي.
استهدف القرار الأمريكي بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية تجفيف مصادر تمويلهم، إلا أنهم تكيفوا عبر فرض جبايات على النقل البحري واستمرت سيطرتهم الاقتصادية بفرض الضرائب والجبايات على التجار، كما استمرت تهديداتهم العسكرية ضد موانئ تصدير النفط في الجنوب. وفي سياق المفاوضات، تعثرت جهود المبعوث الأممي هانز غروندبرغ رغم جولاته الدبلوماسية، ما أضعف آفاق السلام وأعاد مؤشرات تجدد الحرب إلى الواجهة. شهدت الحكومة اليمنية تعديلات محدودة وسط أزمة اقتصادية حادة تحاصر ملايين السكان في الجنوب والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في الشمال. في هذا الوقت تصاعدت المخاوف الجنوبية من محاولات تقويض القضية الجنوبية، كما ظهر في تشكيل "التكتل الوطني للأحزاب" بدعم أمريكي، وسط تذمر من عدم جدية الأطراف الشمالية في مواجهة الحوثيين وتحقيق تنمية ملموسة في مناطق الجنوب فضلا عن غياب مسار واضح للشراكة في السلطة واتخاذ القرار داخل مؤسسات ما تسمى بـ "الشرعية"، في ظل تمسك الأطراف الجنوبية مثل المجلس الانتقالي الجنوبي بمواقفها المُشدِّدة على استعادة الدولة الجنوبية.
عسكريا
ارتفعت وتيرة الهجمات الحوثية إلى 166 هجوماً استهدفت السفن والقوات الإقليمية والدولية، فضلا عن 38 هجوما استهدف إسرائيل وفقا للأرقام التي رصدها مركز سوث24. محليا، شن الحوثيون 33 هجوماً على القوات الجنوبية، أودت بحياة 47 جنديا، بينما نفذ تنظيم القاعدة 21 هجوماً خاصة في أبين وشبوة، تسببت بمقتل 48 جنديا من القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي. في غضون ذلك، تصاعد التنسيق بين تنظيم القاعدة والحوثيين ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، بينما ردت القوات الجنوبية بعمليات مضادة وتأمين مواقع استراتيجية، رغم غياب دعم دولي واضح لعمليات مكافحة الإرهاب. انعكس كل ذلك على تصاعد المخاطر الأمنية محلياً وإقليمياً، مع استخدام القاعدة لتقنيات متطورة مثل الطائرات المسيّرة واستخدام الحوثيين الزوارق المفخخة والصواريخ الفرط صوتية.
اقتصاديا
شهد الاقتصاد اليمني تدهوراً حاداً مع تراجع العملة اليمنية (الريال) لأول مرة في التاريخ إلى أكثر من 2050 ريالاً للدولار، واستمرار توقف صادرات النفط جراء تهديدات الحوثيين، التي كبدت البلاد خسائر بـ6 مليارات دولار. وخلال العام ارتفعت معدلات الفقر إلى 74% مع معاناة نصف السكان من نقص حاد في الغذاء. كما أفقد التراجع عن العقوبات الاقتصادية ضد الحوثيين، بضغط سعودي، الثقة بمؤسسات الحكومة المعترف بها دوليا، وشجّع الحوثيين على استمرار سياساتهم المالية المنفردة. مقابل حالة التدهور هذه، أنعشت دفعة جديدة من المنحة المالية السعودية ومنحة إضافية، بلغت نحو نصف مليار دولار، في الساعات الأخيرة من هذا العام، آمال الحكومة اليمنية في الخروج من مأزق التحديات الاقتصادية التي تواجهها.
في الجنوب، أثقلت الأزمة المعيشية المواطنين بانقطاع الكهرباء وارتفاع الأسعار. ورغم بعض المبادرات مثل تشغيل محطة الطاقة الشمسية في عدن، إلا أن الجهود التنموية ظلت محدودة. وأشارت تقارير دولية إلى احتمال انكماش إضافي للناتج المحلي بنسبة 1% إذا استمر الصراع.
إنسانيا
استمرت الأزمات الإنسانية مع حاجة 18 مليون شخص إلى المساعدات. شهدت البلاد نحو ربع مليون حالة كوليرا و33 إصابة بشلل الأطفال، إضافة إلى 1.05 مليون إصابة بالملاريا. ارتفعت معدلات سوء التغذية بين الأطفال إلى أعلى مستوياتها منذ 40 عاماً، مع تصنيف أربع مديريات في تعز والحديدة في مرحلة المجاعة. كما تسببت الفيضانات بوفاة 122 شخصاً ونزوح آلاف الأسر. كما أشار البنك الدولي إلى تزايد التأثيرات المناخية على الأمن الغذائي. كما تسبب انتشار الألغام والمتفجرات في مقتل وإصابة المئات، خصوصا في محافظة الحديدة.
على صعيد الحريات، تحسن ترتيب اليمن إلى المرتبة 154 في مؤشر حرية الصحافة العالمي. لكنّ الحوثيين شكلوا تحديا خارقا لحقوق الإنسان بعد اعتقالهم عشرات الموظفين التابعين لهيئات أممية ودولية، واتهامهم بالتجسس لصالح وكالات استخبارات دولية.
في هذا التقرير السنوي (من البر إلى البحر: اليمن تحت نيران الأزمات المتشابكة)، الذي أعده فريق المركز: فريدة أحمد، يعقوب السفياني، عبد الله الشادلي وريم الفضلي، والذي تكوّن مما يزيد عن 200 صفحة، يرصد الفريق أكثر من 700 حدثا منسوبا إلى مصادرها، مستعرضا بالجرافيكس والرسوم البيانية أبرز وأهم هذه الأحداث، ويحلل المسارات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية التي تتجه إليه اليمن مع نهاية هذا العام. كما تضمن التقرير الإشارة لمجموعة من الأنشطة المتنوعة التي نفذها مركز سوث24 خلال العام.
أرقام
- يمكنكم تصفح وتحميل التقرير السنوي الشامل من (الرابط هنا)
Previous article