30-10-2020 الساعة 10 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| دوتشه فيله
ركزت الصحف الألمانية بقوة على هجوم نيس الذي صدم بقوة فرنسا وأوروبا، والذي تسبب في مقتل رجل وسيدتين وجرح ستة آخرين. منفذ الهجوم حسب السلطات الفرنسية تونسي الجنسية، عمره 21 عاما، قدم لاجئا إلى فرنسا، وله دوافع إسلاموية.
توقفت الصحف الألمانية غداة الهجوم الإرهابي الذي هزّ مدينة نيس الفرنسية (29 أكتوبر/ تشرين الأول)، مطوّلا عند تداعيات هذا الهجوم على المجتمع الفرنسي وعلى وضع الجالية المسلمة في أوروبا، عطفا عن النقاش الدائر حول الإسلام خاصة بعد خطاب الرئيس ماكرون الذي اعتبره جزء كبير من شعوب العالم الإسلامي إهانة لرموزه.
حسب صحيفة "ميركيشه أودرتسايتونغ"، فإن فرنسا كانت ولا تزال على رأس أهداف الإرهابيين: "بعد الانتصار على ميليشيا داعش الإرهابية في سوريا والعراق، كادت أوروبا نسيان قسمها بتوجيه الضربة في الداخل. إنّ فرنسا على رأس أهداف (الإرهابيين)، أمر بيّنه قبل خمس سنوات اعتداء الدهس في نيس والمذبحة في مقر المجلة الساخرة "شارلي إيبدو"، وسنة بعدها الهجوم على النادي الليلي باتاكلان في باريس. الاعتداء الأخير في نيس وقطع رأس المدرس صامويل باتي يؤشران على أن فرنسا مستهدفة مجددا، في ظل وضع تذكيه المشاكل التي لا حلّ لها مع الراديكاليين الإسلاميين داخل المجتمع الفرنسي".
صحيفة "فرانكفورتر ألغاماينه" ترفض اعتبار الرسوم الكاريكاتورية أو خطاب الرئيس ماكرون بحق الإسلام سببا لتبرير الجريمة الشنيعة:
"لا تصريحات الرئيس الفرنسي حول الإسلام ولا الادعاء بوجود معاداة للإسلام، يمكنها أن تصلح كتبرير لقتل أشخاص أبرياء...ففي مجتمع حرٍّ يكون النقاش منفتحا ومتباينا.
وهذه ليست طبيعة الإرهابيين الإسلامويين، تماما كما لم تكن طبيعة الإرهابيين اليساريين المتطرفين فيما قبل. كلاهما يربط بينهما خيط العدمية. السؤال الآن، هل يستطيع علماء الدين العقلاء من المسلمين الوصول إلى جناة محتملين يتحركون على انفراد، قبل أن يتسببوا في حمام دم ويبثون الكراهية لدفع مجتمعات إلى حرب حضارات".
حول دور الرئيس الفرنسي ماكرون، ترى صحيفة "تاغسشبيغل" الصادرة في برلين، أن من واجبه بعد هجوم نيس تهدئة الوضع:
"على الرئيس تهدئة النقاش المحتدم حاليا في فرنسا حول الإسلام، والذي بدأ أكثر فأكثر يأخذ طابعا هستيريا. وهذا لا يعني إطلاقا، أن عليه التراجع عن مسار الدفاع عن حرية التعبير.
مع صامويل باتي، يسقط لأول مرة مدرس ضحية الإرهاب الإسلاموي. وبالتالي فإنه من المهم جدا أن يدافع ماكرون بشدة على حرية رسامي الكاريكاتور. لكن عقب الاعتداء في نيس وجب على رئيس الدولة إعادة النقاش المنحرف حول المحيط السياسي للإسلامويين إلى مساره الصحيح".
الرئيس أردوغان كان بدوره حاضرا بقوة في تعليقات الصحف، فوفق صحيفة "ميركور" فإنه "من دعاة الكراهية": "كرد فعل على الإرهاب الحاصل قبل أسبوعين لجأ الرئيس إيمانويل ماكرون إلى اعتقال وترحيل إسلامويين بارزين. لكنه بقي ردّ غير كافي. وليس فقط فرنسا بل كل أوروبا عليها مواجهة المحرضين الذين يجلبون الكراهية من الخارج إلى داخل جالياتنا المسلمة ويحرضونها على بلدها المضيف وعلى رأسهم أردوغان الذي يدعي العظمة. إنها لسخرية قوية أن تظل تركيا متطلعة إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بالرغم من أن رئيسها أردوغان يهاجم أوروبا بجميع الأشكال الممكنة".
صحيفة ماركور الألمانية: "ليس فقط فرنسا بل كل أوروبا عليها مواجهة المحرضين الذين يجلبون الكراهية من الخارج إلى داخل جالياتنا المسلمة، وعلى رأسهم أردوغان"
تضيف الصحيفة قائلة: "فمرة هو يستخدم سفنا حربية في بحر إيجة ومرة أخرى يأمر جيشه بنقل آلاف المهاجرين إلى الحدود أو يحرض مسلمي أوروبا ضد حكوماتهم. المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مخطئة، فتركيا ليست شريكا موثوقا به. أردوغان يعامل أوروبا مثل خصم وذلك بالاحتقار العميق الذي يكنّه أيّ مستبد مثله، يضعف أمام ترامب وبوتين ويستقوى فقط أمام الضعفاء".
صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" استنكرت صمته بعد جريمة نيس: "السخرية التي حاولت التعاطي مع الدين الإسلامي..منحت الرئيس التركي أردوغان فرصة سانحة لتقديم نفسه على أنه حامي رموز العالم الإسلامي. ولكن عندما يتعرض أشخاص للقتل على يد متطرفين إسلامويين مثل ما حصل مجددا في نيس، فإن الكلمات تغيب عن سليط اللسان- أم أن الأفعال الوحشية في فرنسا يراها أردوغان "قضية شرف" بالنسبة للمسلمين، عندما يتعلق الأمر بالوقوف ضد هجمات مفترضة ضد النبي محمد".
- المصدر الأصلي: DW
قبل 3 أشهر