التقارير الخاصة

في مواجهة قوى صيف 94.. هل يكسبُ الانتقالي الجنوبي الرهان؟

آخر تحديث في: 09-08-2023 الساعة 11 صباحاً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24| يعقوب السفياني


في العاشر من سبتمبر أيلول 2016، دعا اللواء عيدروس الزبيدي، مُحافظُ عدن السابق، إلى العمل على إنشاء كيان سياسي في جنوب اليمن يوازي القوى السياسية في الشمال، ويعملُ على تمثيل السكّان الجنوبيين وتحقيق تطلعاتهم الوطنية.


حثّ الزبيدي كافة القوى السياسية والاجتماعية الجنوبية المؤمنة بالاستقلال، واستعادة دولة ما قبل 22 مايو/أيار 1990، على توحيد الصف الجنوبي وتمتين جبهته الداخلية، ما تُرجم عملياً، بعد إقالته في 27 أبريل/نيسان بأسبوعٍ واحدٍ من منصبه، عندما احتشدَ، في 4 مايو 2017، مئاتُ الالاف من الجنوبيين في العاصمة عدن، لتفويض الرجل لإنشاء كيان جنوبي يمثّلهم. عُرف هذا التفويض بـ"إعلان عدن التاريخي".


لبّى الزبيدي نداء الجنوبيين وأعلن في 11 مايو من العام نفسه، أمام حشود قُدرت بمئات الآلاف، عن إشهار المجلس الانتقالي الجنوبي، وأسماء هيئته الرئاسية.


إعلان عدن التاريخي حظي بمباركة من قيادات جنوبية (نبيل حسان/فرانس برس)


المجلس


المجلس الانتقالي الجنوبي، كيان سياسي جنوبي جامع يضم معظم القوى السياسية في جنوب اليمن، التي تسعى لاستعادة دولتها الجنوبية، التي كانت قائمة حتى العام 1990، توحدت مع الجمهورية العربية اليمنية (شمال اليمن). هذه الوحدة فشلت بعد اجتياح جنوب اليمن في يوليو/تموز1994 بالقوة العسكرية وطرد الشركاء الجنوبيين.


تضمُّ هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي أبرز السياسيين من محافظات جنوب اليمن، وهي المحافظات التي تُمثّلُ ما كان يعرف جغرافياً بـ "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، وتشملُ الهيئة غالبية محافظي محافظاتها الثمان، قبل أن يُقيلهم الرئيس اليمني المقيم في الرياض، عبد ربه منصور هادي، في العام 2017. كما تضمُّ الهيئة وزراءً ووكلاءَ محافظات ورموز قبلية جنوبية بارزة.


"قاد عيدروس معركةَ تحرير الضالع في 25 مايو من العام نفسه، كأول محافظة استطاعت هزيمة الحلفاء الشماليين"


يترأس المجلس اللواء عيدروس الزبيدي، وهو ضابطٌ سابقٌ في جيش اليمن الديمقراطية الشعبية، وقائد الكفاح المسلح ضد القوى المنتصرة في حرب صيف 1994، والتي رآها الرجل ومعه الشعب هناك "احتلالاً للدولة الجنوبية، وانقلاباً على الوحدة اليمنية"، فقاد الحركة المسلّحة حق تقرير المصير (حتم)، التي تبنّت النضال المسلح ضد نظام الرئيس صالح في جنوب اليمن، بعد حرب 94 مباشرة.


لمعَ نجم الزبيدي بصورة أكبر، أثناء الحرب الثانية التي شنتها جماعة الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح في عام 2015، حيث قاد عيدروس معركةَ تحرير الضالع في 25 مايو من العام نفسه، كأول محافظة استطاعت هزيمة الحلفاء الشماليين. كما قاد عقب ذلك عدة معارك في محافظة لحج وقاعدة العند الجوية، وتم تعيينه في السابع من ديسمبر من نفس العام، محافظاً لعدن وترقيته إلى رتبة لواء من قبل الرئيس اليمني هادي.