21-11-2020 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| المحرر الاقتصادي
لأول مرة في دولة عربية، يعقد قادة مجموعة العشرين قمتهم لعام 2020 برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بشكل افتراضي، في موعدها المحدد، الذي انطلق اليوم السبت 21 وغدا الأحد 22 من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وتُعقد القمة في وقت يواجه فيه العالم وباء فيروس كورونا، ويخوض عدد من الأزمات الإنسانية والحروب والكوارث حول العالم.
وتوّلت السعودية، أكبر دولة مصدّرة للخام في العالم، وحليف رئيسي للولايات المتحدة، رئاسة مجموعة العشرين، سبقتها دعوات وتحركات، باءت بالفشل، من بعض خصوم المملكة في المنطقة، لإفشال استضافتها للقمة، التي وصفها الإعلام السعودي بـ "التاريخية".
ويستغلّ أصحاب هذه الدعوات، ما يعتبرونه، سجل الرياض في مجال حقوق الانسان بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018 وبسبب الحرب في اليمن.
الملك سلمان متحدثاً لزعماء مجموعة العشرين، السبت (وزارة الإعلام السعودية)
نجاح الأمير الشاب
ويمثّل نجاح الرياض في عقد هذه القمة الاستثنائية في المنطقة، إنجازاً لدورها القيادي والمحوري في السياسة والاقتصاد العالميين. خصوصاً أنّ استضافتها للقمة كانت ضمن أهداف وجهود ولي عهدها الشاب الأمير محمد بن سلمان، الذي اقترح خلال قمة هانغتشو الصينية في 2016، استضافة المملكة قمة العشرين؛ لتتم الموافقة على الاقتراح في القمة التالية التي عُقدت في هامبورغ الألمانية 2017، وفقاً لصحيفة سبق السعودية.
وكان رئيس الوزراء البريطاني قد أشاد في تصريحات سابقة لقناة العربية، اليوم السبت، بمشروع نيوم السعودي، الذي يمثّل جزء أساسي من رؤية ولي العهد السعودي الطموحة 2030.
ووصف جونسون مدينة نيوم بأنها: "مدينة بنيت على الوقود الأحفوري لكنها تستمد طاقتها من الطاقات النظيفة والطاقة الشمسية". واعتبرها "مدينة المستقبل الأكثر صداقة للبيئة".
وستسعى المملكة من خلال رؤيتها الطموحة 2030، إلى العمل مع أعضاء المجموعة لتبادل الخبرات، وتعزيز التعاون الدولي؛ بهدف إيجاد الحلول للقضايا الملحة للقرن الحادي والعشرين.
ويرى خبراء اقتصاديون بأنّ قيادة المملكة للقمة، سيعزز اقتصاديات المنطقة العربية، ويفتح أمامها آفاق أوسع للشراكة العالمية.
ماهي مجموعة العشرين
مجموعة العشرين هي منتدى للتعاون الاقتصادي والمالي بين هذه الدول وجهات ومنظمات دولية تلعب دورا محوريا في الاقتصاد والتجارة في العالم وتجتمع سنويا في إحدى الدول الأعضاء فيها. وكان وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية في الدول الأعضاء في مجموعة السبعة الكبار قد قرروا في قمة المجموعة عام 1999 توسيع المجموعة وضم نظرائهم في دول مجموعة العشرين.
تمثل دول مجموعة العشرين نحو ربع سكان العالم وأكثر من 80 في المائة من المردودية الاقتصادية العالمية. وتضم مجموعة العشرين أهم الدول الصناعية والناشئة الـ 19 كالأرجنتين وأستراليا والبرازيل والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والهند وأندونيسيا وإيطاليا واليابان وكندا والمكسيك وروسيا والعربية السعودية جنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية وكعضو عشرين الاتحاد الأوروبي. كما يشارك في لقاءات القمة ممثلون عن منظمات دولية مثل البنك العالمي وصندوق النقد الدولي.
لأول مرة في دولة عربية، يعقد قادة مجموعة العشرين قمتهم لعام 2020 برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز (وزارة الإعلام السعودية)
لا تتخذ المجموعة قرارات ملزمة قانونياً للدول الأعضاء في المجموعة. كما لا تملك المجموعة سكريتارية دائمة او موظفين ثابتين، والرئاسة فيها دورية.
ومنذ الأزمة المالية العالمية 2008 باتت القمة سنوية ويحضرها وزراء المالية ومديرو البنوك المركزية في الدول الأعضاء في المجموعة.
وتتناول المجموعة قضايا مثل، نمو الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية وتنظيم أسواق المال العالمية وتقوية النظام المالي العالمي وتعزير آليات الرقابة عليها لمنع تكرار الأزمة المالية العالمية التي شهدها العالم عام 2008 وعدم ترك أي قطاع من السوق المالية العالمية بعيدا عن الرقابة، ومحاربة التهرب الضريبي وتفادي المنافسة عن طريق تخفيض الضرائب.
كما تناقش المجموعة التغيير المناخي، سياسات التنمية،نشر التقنية، الهجرة وقضية اللجوء ومحاربة الإرهاب، واستمرار التوازن الاقتصادي.
التحدي الأبرز
وتمثّل أزمة كورونا في هذه القمة، القضية الأبرز، بعد ما سببته من تبعات مالية وصحية وتهديد حصد الملايين من الإصابات والضحايا، ودمّر أجزاء من اقتصاديات العالم.
قادت المجموعة جهودا دولية أفضت إلى التزامات بأكثر من 21 مليار دولار أمريكي، وفقا لبي بي سي، بهدف دعم إنتاج الأدوات التشخيصية والعلاجية واللقاحات وتوزيعها وإتاحتها، كما قامت بضخ أكثر من 11 تريليون دولار لدعم الاقتصاد العالمي، وفقاً لبي بي سي.
في بداية قمة مجموعة العشرين، حثت السعودية المضيفة الدول الصناعية والناشئة الرائدة على بذل جهود مشتركة لمواجهة وباء كورونا.
وقال العاهل السعودي الملك سلمان في أعمال افتتاح القمة يوم السبت "من واجبنا مواجهة التحدي في هذه القمة معاً وإعطاء رسالة أمل قوية". عانى الناس والاقتصادات حول العالم من هذه الصدمة. وأعلن العاهل السعودي "لكننا سنبذل قصارى جهدنا للخروج من هذه الأزمة من خلال التعاون الدولي".
وظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في آخر ظهور دولي كبير له، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، بعد أنباء عن إصابة ابنه ترامب جونيور بكورونا.
وبدا ترامب مشتتًا على الأقل في البداية: في الساعة الأولى، أبلغ على تويتر بعدة رسائل حول تزوير مزعوم في الانتخابات في الولايات المتحدة.
وستناقش القمة كيفية توزيع لقاحات كورونا بعد الموافقة عليها. ويوم الجمعة، شرع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حملة مرة أخرى لمبادرة كوفاكس الدولية، التي تهدف إلى توفير اللقاحات وبأسعار معقولة للجميع.
وفقًا للاتحاد الأوروبي، سيتم جمع أموال إضافية لمبادرة اللقاح في القمة. وقد انضمت بالفعل أكثر من 150 دولة، بما في ذلك الصين، ولكن ليس الولايات المتحدة الأمريكية. وقد ساهمت ألمانيا بالفعل بمبلغ 100 مليون يورو. ومع ذلك، أعلن الوفد الألماني أنه لن تكون هناك التزامات مالية أخرى في قمة مجموعة العشرين.
من ناحية أخرى ذكرت صحيفة الفينانشيال تايمز أنّ هناك خطوات نحو توافق في الآراء بشأن فتح أموال إضافية من صندوق النقد الدولي للدول الفقيرة التي تضررت اقتصاداتها من جراء أزمة فيروس كورونا، وفقًا لمسؤول بارز في مجموعة العشرين.
وقال محمد الجدعان، وزير المالية السعودي، الذي يتولى رئاسة مجموعة العشرين هذا العام، لصحيفة فاينانشيال تايمز إنه "متفائل" من أنّ مجموعة الدول وصندوق النقد الدولي قد يتفقان على تخصيص جديد لحقوق السحب الخاصة للصندوق، قريباً.
"نجاح القمة يمنح الأمير الشاب محمد بن سلمان، آفاقاً أوسع للمضي في رؤيته الطموحة، ويُعزز سياساته الجريئة داخل السعودية وخارجها."
حقوق السحب الخاصة هي أصل احتياطي دولي مخصص لأعضاء صندوق النقد الدولي بما يتناسب مع حصتهم في الاقتصاد العالمي؛ يمكن استخدامها لتوفير ضخ نقدي للبلدان ذات احتياطيات النقد الأجنبي الضعيفة، وفقاً للصحيفة الأمريكية.
كان من المفترض أن تكون القمة حدثًا كبيرًا على الواقع، يحضره آلاف الضيوف في العاصمة السعودية الرياض، لكن حتى نجاح انعقادها افتراضياً، بسبب قيود كورونا، سيعزز من الدور القيادي السعودي على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويمنح الأمير الشاب محمد بن سلمان، آفاقاً أوسع للمضي في رؤيته الطموحة، ويُعزز سياساته الجريئة داخل السعودية وخارجها.
تجدر الإشارة إلى أنّ أعلى هيئة دينية في السعودية، وقبيل هذه القمة مباشرة كانت قد صنّفت، تنظيم الإخوان المسلمين كـ "حركة إرهابية"، وحذّرت من خطورتها، عقب وقت قصير من هجمات عنيفة، هزت دولاً في الاتحاد الأوروبي. وتزامن هذا التصنيف مع إجراءات أمنية وقانونية أوروبية طالت أفراد ومنظمات ترتبط بتنظيم الإخوان المسلمين.
- المصادر: سوث24 للأخبار والدراسات، بي بي سي، فينانشيال تايمز، د ب أ