تفاصيل جديدة.. محارق الموت في مأرب تحصد أرواح عشرات الجنوبيين

تفاصيل جديدة.. محارق الموت في مأرب تحصد أرواح عشرات الجنوبيين

التقارير الخاصة

الأحد, 19-01-2020 الساعة 12:33 صباحاً بتوقيت عدن

سوث24 (عدن)   كشفت مصادر محلية مطلعة عن تفاصيل جديدة بشأن الهجوم الذي استهدف معسكر الاستقبال في محافظة مأرب، مساء اليوم السبت وذهب ضحيته ثمانين بين قتيل وجريح معظمهم من أبناء المحافظات الجنوبية الذين جندتهم أجنحة داخل الحكومة الشرعية مؤخرا.  

وذكرت مصادر مطلعة أن ثلاثة صواريخ موجهة استهدفت في تمام الساعة ٠٦:٤٠ من مساء اليوم السبت، معسكر الاستقبال (معسكر الميل) وسط محافظة مأرب شرق صنعاء، الواقعة أجزاء منها تحت سيطرة حزب الإصلاح الإسلامي، وتتواجد فيها عناصر من تنظيم القاعدة. 

وقالت المصادر أن الصواريخ استهدفت كتيبة مستجدين من اللواء الرابع حماية الرئاسية الذي يقوده العقيد ذو الخلفية الدينية المتشددة، مهران القباطي. مشيرة إلى أن هذه القوات كانت "تتلقى التدريبات في المعسكر بهدف تسليحها وإعادتها إلى محافظة أبين وشبوة، للقتال ضد الجنوبيين، وفي سياق مساعي حزب الإصلاح الإسلامي لتثبيت نفوذه في تلك المناطق التي تشهد مواجهات عسكرية مع القوات الأمنية الجنوبية".  
وكشفت المصادر أن عدد ثلاثة صواريخ استهدفت الموقع العسكري. الأول استهدف تجمع للجنود أثناء استعدادهم لتلقي محاضرة دينية بين صلاتي المغرب والعشاء، في حين استهدفا الصاروخان الأخريان مستودع لتخزين السلاح والذخيرة الحية ما أدى لاشتعال النيران بداخله.  

وقالت وسائل إعلام يمنية أخرى أن الهجوم كان بصاروخ باليستي وطائرة مسيرة.  
وفي حين نقل موقع "مأرب برس" اليمني عن مصدر طبي في مستشفى الهيئة العام بمأرب "إن المستشفى استقبل حتى اللحظة 30 قتيلا وأكثر من 50 جريحا." رجحت مصادر طبية ازدياد عدد القتلى.  

وبالرغم من أن مصادر إعلامية ذكرت، أن الميليشيات الحوثية شنت هجوما مزدوجا بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على المعسكر، إلا أن الميليشيات المدعومة من إيران لم تتبنى حتى الآن العملية. 
ويتزامن الهجوم مع قيام الحوثيين بشن هجمات على مواقع القوات المشتركة في الضالع بشتى أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة. 
وقبل أيام، استهدفت ميليشيات الحوثي "معسكر الصدرين"، بمنطقة مريس شمال محافظة الضالع، مما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف جنود الحزام الأمني. 


محارق الموت  
وأثارت الحادثة ردود فعل واسعة لدى المتابعين في جنوب اليمن على وسائل التواصل الاجتماعي.  
واتهم صحفيون ونشطاء قيادات جنوبية موالية للشرعية ومتحالفة مع حزب الإصلاح الإسلامي، بتصدير الشباب الجنوبيين إلى محارق الموت في مأرب.  
في حين لمح آخرون لحزب الإصلاح الإسلامي بالتواطئ في الهجوم، للتخلص من حلفائه الجنوبيين، رغم قبولهم بأن يكونوا "حطبا" لمشروع يستهدف جنوب اليمن.  

     

وعبر الكاتب مروان الجوبعي عن حزنه، على الشباب الذين اتهم "عصابات الشرعية باقتيادهم إلى صحراء مأرب وتركتهم هناك عراة للصواريخ، ولربما -العصابة نفسها- تخلصت منهم". 
وذكر متعجبا "الصواريخ تخطئ جبهة نهم التي تبعد كيلو متر واحد عن موقع الحوثيين وتصيب مسجد لشباب قادمين من أبين للتدريب رغم بعدهم عن خط التماس." متسائلا بسخرية: "من سيصدق هذه الرواية التي تفتقر للمنطق؟" 

|اتهم صحفيون ونشطاء قيادات جنوبية موالية للشرعية ومتحالفة مع حزب الإصلاح الإسلامي، بتصدير الشباب الجنوبيين إلى محارق الموت في مأرب 
 

ودفع حزب الإصلاح الإسلامي بقوات عسكرية حكومية كبيرة منذ شهر أغسطس الماضي، بينهم عناصر في تنظيم القاعدة، كما أكد ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي وأهالي في محافظتي أبين وشبوة، بهدف محاولة توسيع نفوذه في جنوب اليمن.  
وشهدت محافظات أبين وشبوة معارك شرسة بين القوات الجنوبية الموالية للانتقالي والميليشيات المسلحة القادمة من محافظتي مأرب والجوف الشماليتين، بعد سيطرة المجلس الانتقالي على عدن وأبين، وعقب اغتيال القيادي العسكري البارز في الحزام الأمني منير اليافعي أبو اليمامة في الأول من أغسطس العام الماضي.  

وعقب توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في الخامس من نوفمبر الماضي برعاية المملكة العربية السعودية، أكد السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر ورئيس اللجنة المشرفة على تنفيذ الاتفاق الأسبوع الماضي، أن القوات والتشكيلات العسكرية التي قدمت إلى عدن وأبين وشبوة منذ أغسطس الماضي، ستعود إلى مواقعها خلال فترة عشرين يوما.  

وتعيش محافظة شبوة وأجزاء من أبين فوضى أمنية واسعة بعد سيطرة القوات الحكومية التابعة للإصلاح على مناطق فيها، وخروج قوات النخبة الشبوانية التي تصدرت جهود تطهير المحافظة من عناصر القاعدة المتطرفة خلال الأعوام الماضية بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة.  
وتشهد محافظة مأرب أيضا فوضى أمنية متصاعدة. وذكرت تقارير غربية عن توسع انتشار القاعدة في المحافظة الغنية بالنفط الواقعة شرق صنعاء.