هل حظرت الإمارات بالفعل مواطني 13 دولة من دخول أراضيها؟

قالت  وكالات سفر في دول الشرق الأوسط وأفريقيا أنّ الإمارات العربية المتحدة أوقفت مؤقتًا إصدار تأشيرات جديدة لمواطنيها، وهو حظر غير مبرر حتى الآن على الزوار وسط جائحة فيروس كورونا وصفقة التطبيع الإماراتية مع إسرائيل.

سادت الحيرة بشأن حظر التأشيرات الإماراتية الذي يستهدف 11 دولة ذات أغلبية مسلمة، بالإضافة إلى لبنان وكينيا، بعد ظهور وثيقة مسرّبة من المنطقة الحرة بمطار دبي المملوك للدولة هذا الأسبوع، تعلن فرض قيود على مجموعة من الجنسيات.

لم تعترف السلطات الإماراتية بالتعليق الذي يأتي مع ترحيب الإمارات بالسياح الإسرائيليين لأول مرة في التاريخ، وانتشار وباء الفيروس التاجي في جميع أنحاء المنطقة وأولئك الذين يبحثون عن عمل في اتحاد سبع مشيخات يتخطون بشكل متزايد تأشيراتهم السياحية وسط سلسلة من إغلاق الأعمال وتسريحهم.

بناء على أمر من سلطات الهجرة في البلاد، أعلنت المذكرة الموجّهة إلى الشركات العاملة في المنطقة الحرة بمطار دبي عن توقف مؤقت في إصدار جميع تأشيرات العمل الجديدة، وتأشيرات الزيارة الطويلة والقصيرة الأجل "حتى إشعار آخر" من دول من بينها أفغانستان وباكستان وإيران واليمن وسوريا وليبيا والعراق وتونس دون إبداء أسباب. وأضافت أنّ حاملي التأشيرات لن يتأثروا.

استحوذ هذا الإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي ومنافذ الأخبار في جميع أنحاء العالم، مما يؤكد المكانة العالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها نقطة جذب للعمال الوافدين والزائرين الذين يفوق عددهم عدد السكان المحليين، ما يقرب من تسعة إلى واحد في الدولة.

عندما سألتها وكالة أسوشيتد برس عن الأمر، قالت إدارة الهجرة في البلاد إنها "ليست على علم بأي قائمة رسمية للجنسيات التي تتطلب تعليق التأشيرة". أكدت المنطقة الحرة بمطار دبي صحة الوثيقة لوكالة أسوشييتد برس وقالت إنها تنتظر المزيد من الإيضاحات من المسؤولين.

في غضون ذلك، تقول وكالات السفر والسلطات في جميع أنحاء المنطقة إنّ مواطنيها ممنوعون من دخول الإمارات.

قال وكلاء سفر في باكستان إن الإمارات العربية المتحدة منعت الرجال غير المتزوجين الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا من دخول البلاد، على الرغم من أنه لا يزال بإمكان أولئك الذين يسافرون مع عائلاتهم الحصول على تأشيرات. في الأسبوع الماضي، قالت وزارة الخارجية الباكستانية إنها "علمت أنّ الإمارات العربية المتحدة علقّت مؤقتًا إصدار تأشيرات زيارة جديدة " في خطوة "يعتقد أنها مرتبطة بالموجة الثانية من كورونا".

وكانت شركة بيستوايز للسفر جنوب اسلام اباد متشككة. وقال العميل جامشيت آغا ".. من الواضح ان هذا لا علاقة له بالفيروس التاجى". وقال إنه من المرجح أن يكون مرتبطاً بالمخاوف الأمنية، أو المخاوف من تجاوز الشباب مدة التأشيرات للعثور على وظائف في دبي، المركز المالي في المنطقة. تعتمد دبي على ملايين العمال الوافدين ذوي الأجور المنخفضة من جنوب شرق آسيا.

كما زعمت العديد من شركات السفر في جميع أنحاء أفغانستان أن الإمارات توقفت عن إصدار التأشيرات للمواطنين، دون تقديم أي تفسير.

في كينيا، انتشرت التكهنات بأنّ الدولة قد وصلت إلى القائمة السوداء للإمارات بسبب سلسلة من الشهادات المزورة التي تظهر نتائج سلبية في اختبارات فيروس كورونا المستخدمة للسفر إلى الإمارات، مما أدى إلى اعتقال 21 يوم الخميس. قالت أربع وكالات سفر في العاصمة نيروبي إنها تسعى للحصول على توضيح من السلطات الإماراتية بعد رفض عشرات التأشيرات السياحية. وقالت ترافيل شور أفريكا، إحدى الوكالات، إن 40 من عملائها المتجهين إلى دبي مُنعوا من الصعود إلى رحلتهم في اللحظة الأخيرة يوم الخميس.

وأكد وكيلا سفر في لبنان، البلد الذي أرسل جحافل من العمّال المهرة إلى الإمارات العربية المتحدة مع تراجع اقتصاده، أنّ طلبات التأشيرة معلّقة حالياً باستثناء أولئك الذين يحملون جواز سفر أجنبيا أو إقامة في بلدٍ ثالث. وقد توقفت الشركتان عن إصدار التأشيرات حتى تلقيهما تعليمات واضحة.

كافح وكلاء السفر في دمشق خلال الأسبوعين الماضيين لفهم سبب إزالة سوريا من قائمة البلدان المؤهلة للتقدم للحصول على تأشيرات عبر الإنترنت.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، إنّ العراق لم يتم إبلاغه رسميًا بحظر سفر الإماراتيين ضد مواطنيه، لكنّ البلاد كانت على علم بالقائمة السوداء المبلغ عنها وتتابعها عبر القنوات الدبلوماسية. وقال موظف في شركة الطيران ذات الميزانية المحدودة في دبي، فلاي دبي، في بغداد، إن الشركة تلقت طلبات تأشيرات أقل بكثير، في انتظار التعليمات المتوقعة الأسبوع المقبل.

وقال سعيد محمد، وهو عميل في "رحلات الليالي العربية" في دبي، إنه يواجه في كثير من الأحيان صعوبات في الحصول على تأشيرات دخول إماراتية للإيرانيين والمواطنين الأتراك وأولئك من العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها المتمردون بسبب التوترات السياسية المتأججة. 

وقد سلطّت اتفاقية التطبيع الأخيرة التي عقدتها دولة الإمارات العربية المتحدة مع إسرائيل، والتي تسمح الآن للإسرائيليين بزيارة المدن المعفاة من التأشيرات..، الضوء على الشرق الأوسط المتغيّر.

وكتب محمد حسيني، القائم بالأعمال الإيراني في الإمارات، على تويتر يوم الخميس أنه يتابع مع وزارة الخارجية الإماراتية بعد سماعه أن حظر التأشيرة ينطبق على 13 دولة "مؤقتا وحتى إشعار آخر". قال وكيل سفر في طهران إن الإيرانيين لم يحصلوا على تأشيرات دخول إلى الإمارات منذ أوائل أغسطس/آب.

وقالت إحدى وكالات السفر في إسطنبول إنها لم تتفاجأ على الإطلاق بالحظر، خاصة بالنظر إلى الاتجاه المتزايد في الإمارات لرفض التأشيرات التركية على مدى الأشهر القليلة الماضية - نتيجة التنافس السياسي، وليس فيروس كورونا.