01-12-2020 الساعة 10 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| جنيف
قالت منظمة الهجرة الدولية أنّها تتلقى تقارير من شمال اليمن تفيد بوقوع "عمليات اعتقال واحتجاز ونقل قسرية عشوائية للمهاجرين إلى المحافظات الجنوبية"، وجددت المنظمة الأممية دعوتها ضد هذه الممارسات. جاء ذلك مع نشر صحيفة أمريكية تقريراً كشف عن عملية تهريب لعشرات الآلاف تتم عبر مهربين وسماسرة بمحافظة شبوة بتواطئ من السلطات هناك.
وقالت الهجرة الدولية في تقريرها الدوري لشهر أكتوبر للعام الجاري، "أنّ استمرار كوفيد-19 أثّر بشدة على الاقتصاد اليمني، وأدى إلى زيادة انخفاض قيمة الريال اليمني، لا سيمّا في الجنوب."
وأشارت إلى أنّ "زيادة تفاقم تدهور العملة بسبب أزمة الوقود المستمرة، أدت إلى ارتفاع تكلفة السلع المنتجة محليًا، وزيادة تكاليف الري - بنسبة تصل إلى 80 في المئة - وارتفاع تكاليف النقل."
وقالت المنظمة الأممية، في تقريرها الدوري، ترجم أجزاء منه سوث 24 أنّ "مؤشرات انعدام الأمن الغذائي تزداد سوءًا في المحافظات الجنوبية حيث يُتوقع أن يواجه ما يقرب من 40 في المئة من السكان في المحافظات التي تم تقييمها سوء التغذية الحاد في الأشهر المقبلة."
وبعد مرور ما يقرب من عام على الموجة الأولى من الصراع المتصاعد على طول أطراف محافظات مأرب والجوف وصنعاء، تستمر الأعمال العدائية في التصاعد، مع أنباء عن فتح خطوط جبهات جديدة يتحمل المدنيون فيها العبء الأكبر من هذه الأعمال العدائية، وهم يشاهدون منازلهم والبنية التحتية المجتمعية مدمرة ويضطرون إلى الفرار إلى مناطق أكثر أمانًا، وفقاً للمنظمة الأممية.
النزوح إلى الجنوب
سجلت المنظمة الدولية للهجرة (158256) حالة نزوح جديدة منذ بداية عام 2020، ولا سيما نحو مدينة مأرب والمناطق المحيطة بها.
وتوقعت الهجرة الدولية "حدوث المزيد من عمليات نزوح ثنائية وثلاثية، حيث يضطر الأشخاص الذين فروا سابقًا من القتال إلى النزوح إلى الشرق أو الجنوب."
وقالت المنظمة أنّ أعداد متزايدة من المهاجرين أصبحت عالقة في محافظات مثل عدن ومأرب – التي تقدر بـ 5,000 و4,000 شخص على التوالي – بسبب القيود المفروضة على الحركة ذات الصلة بكورونا.
ثمانية مهاجرين لقوا حتفهم في البحر، في 3 أكتوبر تشرين الأول، أثناء رحلتهم بينما قُتِل 12 شخصاً آخر في 15 أكتوبر/تشرين الأول. (الصورة: اسوشيتد برس)
وكشف التقرير قيام بعض المهاجرين برحلة العودة المحفوفة بالمخاطر عبر شبكات المهربين عبر خليج عدن إلى جيبوتي، على أمل العودة إلى ديارهم.
وأشارت المنظمة إلى أنّ ثمانية مهاجرين لقوا حتفهم في البحر، في 3 أكتوبر تشرين الأول، أثناء رحلتهم بينما قُتِل 12 شخصاً آخر في 15 أكتوبر/تشرين الأول.
وتقول المنظمة أنّها أحرزت تقدما على الصعيد الإقليمي من أجل استئناف العودة الطوعية الإنسانية إلى إثيوبيا التي من شأنها أن تيسّر عودة المهاجرين الإثيوبيين إلى إثيوبيا عودة آمنة وكريمة وطوعية.
لا يزال المجتمع الإنساني يواجه قيود الوصول في جميع أنحاء اليمن ولكنها تظل مقيّدة بشكل خاص في المحافظات الشمالية، وفقا للمنظمة الدولية، حيث تشير التقديرات الحالية إلى أنّ أكثر من 19 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية في المناطق التي يصعب الوصول إليها، بينما يتأثر حوالي 7.6 مليون شخص بالقيود التشغيلية على عمليات الوصول.
وقالت منظمة الهجرة الدولية أنّ "تدخلاتها في المحافظات الشمالية تتأثر بشدة، وفي حين أنّ مساحة العمليات في الجنوب مفتوحة بشكل ملحوظ، فإنّ انعدام الأمن على طول الخطوط الأمامية يؤثر بشكل متزايد على تقديم الخدمات."
عدن: تدفق اللاجئين الأفارقة.. قُنبلة موقوتة ووضع إنسانيٌ وخيم
وكان سوث24 قد نشرَ الأسبوع الماضي تقريراً ميدانياً ركّز على أوضاع المهاجرين المأساوية في عدن، في ظل مساعي محدودة من السلطات الحكومية والدولية، لتوفير حلول جذرية وإنسانية لهم، يجنّب العاصمة الجنوبية، عدن، مزيداً من التحديات الاقتصادية والأمنية، ويوفّر لهم ملاذاً آمنا.
مهاجر من إثيوبيا يجلس على جانب الطريق في مدينة عتق اليمنية. (سام تارلنج / مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية)
مهربي البشر في شبوة
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة لوس انجلس تايمز عن مهربي البشر والمهاجرين، في محافظة شبوة، جنوب اليمن، التي تخضع لسلطات حكومة هادي، بتواطئ من السلطات المحلية.
أحمد دبيسي كما نشرت اسمه الصحيفة الأمريكية، قالت أنهّ "حوّل قريته – القريبة من عتق - إلى مركز نقل" للمهاجرين الأفارقة. "نقل من خلاله، حسب تقديره، أكثر من 100000 شخص."
وبحسب الصحيفة أنّ الدبيسي يتقاضى "أكثر من 100 دولار لكل مهاجر، لقد كان عملاً مربحًا."
ووفقا للصحيفة الأمريكية أنّ الدبيسي بات مرتبطاً بـ "شبكة متعددة البلدان، ويتواصل مع مئات الميسرين الإثيوبيين وقباطنة القوارب الصومالية والسائقين اليمنيين ورجال القبائل من خلال تطبيقات المراسلة الفورية على هواتفه المحمولة الخمسة."
وكشفت الصحيفة عن تواطئ للسلطات في شبوة مع مهربي المهاجرين.
وقالت الصحيفة "في نظر الدولة، فإّن المهربين مثل الدبيسي هم سبب وعلاج لمشكلة المهاجرين."
ولأنّها بحسب الصحيفة تمنح الأولوية للجانب الأمني، "فقد أجبر ذلك المسؤولين الحكوميين على نوع من الانفراج الذي يسمح للدبيسي وغيره من المهربين بنقل المهاجرين عبر شبوة طالما أنهم يفعلون ذلك بسرعة".
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات