«سيف الهياشي» إرهابي عالمي وتاجر السلاح الأخطر في اليمن

«سيف الهياشي» إرهابي عالمي وتاجر السلاح الأخطر في اليمن

التقارير الخاصة

الأحد, 10-01-2021 الساعة 01:37 مساءً بتوقيت عدن

سوث24| جنيف 

كشف  تقرير دولي حديث لمكافحة الجريمة المنظمّة عن أسماء شخصيات يمنية متورطة في عملية تحويل أموال صفقات تهريب الأسلحة والتجارة غير المشروعة من اليمن إلى الصومال، بينها صفقات سلاح وإدارة أموال مع تنظيمات إرهابية كداعش والقاعدة في جزيرة العرب، خلال السنوات الماضية، بعضهم على صلة بمسؤولين في حكومة الحوثيين.

وحدد التقرير الدولي - الذي ترجم بعض أجزاءه سوث24 - اسم "سيف عبدالرب سالم الهياشي" الملقب أيضا بـ "سيف البيضاني" كأكبر مورد للسلاح، يقف وراء العمليات المالية لصفقات الأسلحة المهربة إلى الصومال والقرن الأفريقي ويدير أموال قيادات كبيرة في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، كما تضمّن التقرير أسماء وسطاء ومعاونين لـ "الهياشي" وأسماء شخصيات صومالية في الطرف الآخر من خليج عدن.

«سيف الهياشي» إرهابي عالمي وتاجر السلاح الأخطر في اليمن
خريطة توضّح طرق تهريب السلاح من سواحل اليمن وإيران إلى الصومال والقرن الأفريقي. (المباردة العالمية) 
 

والتقرير، الذي نشرته في سبتمبر الماضي "المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وهي منظمة دولية غير حكومية مقرها في جنيف، ناقش ما يسمّى نظام "الحوالة" الذي يتم من خلاله عملية نقل أموال صفقات السلاح والتجارة غير المشروعة بصورة غير رسمية. 

وبحسب المنظمّة جعلت العلاقات الثقافية والتجارية القديمة مع الصومال من اليمن، بدرجة رئيسية، مصدر للأسلحة غير المشروعة بين المستوردين الصوماليين. تتضمن تهريب شحنات الأسلحة الصغيرة وذخائر عبر خليج عدن في غضون ساعات إلى شمال ساحل بونتلاند، وهي منطقة شبه مستقلة في شمال الصومال. 

والأسلحة المهرّبة من اليمن تؤجج الصراع الأهلي الدائر في الصومال، والعديد منها ويعتقد أنه يتم نقلها أيضا إلى جميع أنحاء منطقة شرق أفريقيا الأوسع، وفقاً للدراسة.

من هو الهياشي؟ 

التقرير الدولي أشار إلى الاسم البارز المتورط بالوقوف خلف هذه الجريمة المنظمّة "سيف عبدالرب سالم الهياشي" (الملقب بـ  سيف البيضاني) مواطن يمني، من مواليد يناير 1978.

ووفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، فقد أسس الهياشي نفسه في مدينة عزان بمحافظة شبوة في عام 1994، حيث بدأ لاحقًا في الانخراط في تجارة الأسلحة. وفي عام 2005، انخرط الهياشي بتجارة المواد المهرّبة، بما في ذلك المخدرات، ووسّع عمله ليشمل المكلا وصنعاء ومناطق أخرى من اليمن.

ووفقًا لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأمريكي، قام الهياشي في منتصف عام 2015 بتسهيل صفقة أسلحة نيابة عن فصيل داعش في اليمن.

ومنذ عام 2016 على الأقل، كما يؤكّد تقرير المبادرة العالمية، "عمل الهياشي كـ تاجر أسلحة وممولًا لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، حيث تولّى إدارة الأموال لكبار قادة التنظيم".

وتشير الدراسة أنّ "سجلات الهاتف المحمول التي حصلت عليها المبادرة العالمية تثبت أنّ الهياشي كان أيضًا على اتصال متكرر بتجار الأسلحة في بونتلاند الصومالية منذ مايو 2016 على الأقل."

ونشرت الدراسة نسخ لتحويلات مالية، قالت أنّ شركة الهياشي تلقت أكثر من 1.2 مليون دولار أمريكي بين أكتوبر 2016 وأبريل 2020 - بشكل حصري تقريبًا من تاجر الأسلحة عبد الرحمن "ضفيع"، تحت اسم "عبد الرحمن محمد عمر". 

«سيف الهياشي» إرهابي عالمي وتاجر السلاح الأخطر في اليمن
نسخة من وصل حوالة مالية بلغت (19500 دولار) من الصومال، مرسلة لـ  "عبد الرب محمد سالم"، قال تقرير المبادرة العالمية أنه اسم مستعار يتبع "سياف الهياشي" في اليمن.  

إرهابي عالمي 

ووفقاً للدراسة فقد أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في 25 أكتوبر 2017، الهياشي على أنه إرهابي عالمي مخصص لمساعدته أو رعايته أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو الخدمات المالية أو غيرها من الخدمات أو دعمها.

كما فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عقوبات على كيان يسيطر عليه الهياشي، بينها "سوبر ماركت الخير"، الذي يقع في في عزان وفوه بشبوة والمكلا. كما أفاد في 2018 أن الهياشي هو مساعد لفارس محمد مناع، تاجر الأسلحة المعاقب دوليًا ووزير دولة حالي في إدارة الحوثيين في اليمن.

وتقول الدراسة أنه وعلى الرغم من وضعه في مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، إلا أن الهياشي استمر على ما يبدو في المشاركة النشطة في تجارة الأسلحة الدولية. بالإضافة إلى الأموال الواردة عن طريق وكيله المالي "بشير ناجي عبد الله شُجاق".

وتشير السجلات المالية التي نشرها التقرير الدولي أنّ ضُفيع أرسل، في أكتوبر 2019،  19546 دولارًا أمريكيًا إلى الهياشي (تحت اسم عبد الربيع عبد الربيع سالم البيضاني) باستخدام "أمل إكسبريس"، بينما في مارس 2020 ، قام بتحويل 18900 دولار أمريكي إلى الهياشي (تحت اسم عبد ربه عبدرب سليم) عبر شركة افتين اكسبرس (Iftin Express).

كما أثبتت الدراسة أنّ شركة الهياشي تستخدم بطاقات اتصال متعددة للتواصل وتلقي الأموال، مما يشير على الأرجح إلى محاولة للتحايل على مراقبة الإشارات، وحددت الدراسة حتى وقت كتابتها "ثمان شرائح اتصال".

وبحسب بحث سريع أجراه "سوث24" على شبكة النت، أظهرت سجلات الهاتف اليمنية "يمن فون"، رقم تلفون محمول يحمل الاسم الكامل للهياشي، في مديرية ميفعة التي تقع بها مدينة عزان بمحافظة شبوة. 

ونشرت الدراسة خريطة اتصال قالت أنها جرت بين مستوردي الأسلحة في الصومال ومورديها في اليمن بين عام 2016 وعام 2020.

وتضمنت الخريطة أسماء ثلاث شخصيات يمنية بينهم تاجر السلاح الشهير فارس مناع، ولوحظ انعدام تواجد صورة شخصية لـ "سيف الهياشي". 

«سيف الهياشي» إرهابي عالمي وتاجر السلاح الأخطر في اليمن
الاتصال بالهاتف المحمول بين تجار الأسلحة في الصومال واليمن، 2016-2020 
 

تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الدراسة تركّزت على استخدام أربعة من مشغلي الحوالة الصومالية لتحويل الأموال من قبل ستة تجار أسلحة بارزين (أو وكلاء ماليين) مقرهم في اليمن والصومال. وأظهر تحليل البيانات من مئات معاملات التحويلات المالية التي تشمل هؤلاء الأفراد، والتي يرجع تاريخها بين عامي 2014 و2020.

واستغل تجار الأسلحة هؤلاء جميع الفجوات واسعة النطاق في مكافحة غسل الأموال، ومنع تمويل الإرهاب، لتسهيل صفقات الأسلحة بين اليمن والصومال.

وحدد التقرير مدينة بونتلاند بأنها المدخل الرئيسي للأسلحة الصغيرة والذخائر غير المشروعة إلى الصومال. وعادة ما تنقل الشحنات في زوارق سريعة من اليمن، أو، بشكل أقل تواتراً، تنقل من المراكب الشراعية القادمة من ساحل مكران الإيراني.

وأشار التقرير لعمليات تهريب السلاح الإيرانية إلى الحوثيين، التي أحبطها التحالف العربي في سواحل اليمن. 

ويحلل التقرير ما مجموعه 176 سجلاً للتحويلات المالية "الحوالة" في أربع شركات، مفصّلاً تحويل 3.7 مليون دولار من مستوردي الأسلحة المعروفين في الصومال إلى مورديها في اليمن.

وبلغت أكبر معاملة للتحويلات الواحدة 000 71 دولار. وكان ثلثا المعاملات البالغ عددها 176 معاملة تتجاوز عتبة الـ 000 10 دولار التي تؤدي عادة إلى الإشراف على مكافحة غسل الأموال/مكافحة تمويل الإرهاب.

أثناء البحث في الدراسة، كشفت صور أسلحة حصلت عليها المنظمة من مخزن تاجر أسلحة "جابر الهادي" ( في صنعاء عن أدلة أولية على أنّ الأسلحة (على وجه التحديد، بنادق من طراز 56-1) التي قدمتها إيران للحوثيين قد ينتهي بها المطاف في الصومال.

وتختتم الدراسة بتوصيات تهدف إلى تعزيز نظام الحوالة ومنع المزيد من الانتهاكات من جانب العناصر الإجرامية مع إدراك الدور الإنساني والاقتصادي الحاسم للتحويلات المالية بين اليمن والصومال.

- مركز سوث24 للأخبار والدراسات 

تهريب الأسلحة اليمن تجار السلاح تنظيم القاعدة تمويل الإرهاب الحوثيون