05-02-2021 الساعة 4 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| واشنطن
كشفت وسائل إعلام أمريكية أنّ أولى مهام المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن هو اتخاذ خطوات نحو وقف إطلاق النار في البلاد.
ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، فإنّ "من بين المهام الأولى للسيد ليوندركينغ تشجيع الأطراف المتحاربة على اتخاذ خطوات نحو وقف إطلاق النار. وتشمل الأطراف المتحاربة جماعة الحوثيين المتمردة التي تسيطر على جزء كبير من البلاد، والتحالف العسكري الذي تقوده السعودية لدعم الحكومة المعترف بها دولياً ومقرها في مدينة عدن الساحلية."
وكان الرئيس بايدن قد أطلق مبادرة جديدة لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات في اليمن،حيث عيّن مبعوثاً شخصياً للعمل على جهود السلام، وأعلن عن إنهاء الدعم الأمريكي الهجومي المتبقي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية هناك. وفقا للصحيفة.
وقال الرئيس، الذي كان يتحدث في وزارة الخارجية، إن الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في اليمن سينتهي ، "بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة". وأضاف إنّ الحرب خلقت "كارثة إنسانية واستراتيجية ".
ونقلت وول ستريت جورنال عن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، إشارته إلى "أنّ إجراءات الرئيس بشأن اليمن تشمل قراره الأخير بوقف مبيعات الأسلحة الأمريكية من الذخائر الموجّهة بدقة إلى الرياض، لكنه لن يؤثر على عمليات مكافحة الإرهاب ضد تنظيم القاعدة في المنطقة."
ولم يتسن على الفور تحديد المساعدات العسكرية الأخرى التي ستتأثر. وفقا للصحيفة.
وكانت الولايات المتحدة قد أوقفت في عام 2018 تزويد الطائرات العسكرية السعودية التي شاركت في ضرب اليمن بالوقود الجوي. ومنذ ذلك الحين، لم يستمر سوى قدر محدود من جمع المعلومات الاستخبارية وتبادلها، ولم يستمر سوى قدر ضئيل من الدعم اللوجستي.
وكان السيد بايدن قد أشار خلال حملته الانتخابية إلى أنه سيتخذ نهجاً مختلفاً تجاه اليمن والحملة العسكرية التي تقودها السعودية هناك عن نهج إدارة ترامب.
وقال السيد سوليفان إن البيت الأبيض تشاور مع كبار المسؤولين في الرياض والإمارات العربية المتحدة بشأن قراره.
سياسة عدم المفاجئات
وقال السيد سوليفان: "إننا نتبع سياسة "عدم المفاجآت" عندما يتعلق الأمر بهذه الأنواع من الإجراءات، حتى يفهموا أن هذا يحدث ويفهمون منطقنا والأساس المنطقي لذلك."
وقال المسؤول الكبير إنّ إنهاء الحرب في اليمن سيكون عملاً بالغ الصعوبة. وأضاف المسؤول "لا ينجح من دون اهتمام يومي" يمكن لمبعوث رئاسي أن يقدّمه.
وقالت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول سعودي رفيع المستوى إنّ المملكة تتطلع إلى العمل مع السيد ليرنكينغ "لتحقيق هدفنا المشترك المتمثل في إنهاء الحرب في اليمن من خلال حل سياسي".
وقال المسؤول "بناء على الالتزام بمواصلة دعم دفاعنا، سنعمل مع إدارة بايدن لضمان قدرتنا على حماية حدودنا ومدننا بألا تتدهور بسبب القرارات التي سيتم الإعلان عنها اليوم".
وأضاف: "إنّ الولايات المتحدة والمملكة متوائمتان حول الهدف النهائي، وهو عملية سياسية تحقق نهاية للصراع في اليمن مع ضمان حماية حدودنا وأمننا الإقليمي".
من ناحيته قال محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي للحوثيين، "إذا كانت الإدارة الأمريكية جادة في هذا الأمر، أعتقد أن العدوان سيتوقف"، في إشارة إلى هجوم التحالف الذي تقوده السعودية.
نهج أكثر نشاطاً
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإنّ إعلان السيد بايدن يُشير إلى نهج أمريكي أكثر نشاطاً لإنهاء الحرب وأنّ واشنطن تُصنّف نفسها على أنها طرف محايد.
وكانت إدارة ترامب قد باعت الرياض أسلحة وعملت على عزل الحوثيين، الذين اعتبرتهم قوة وكيلة لإيران، الخصم الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة.
لقد خرجت إدارة بايدن بالفعل عن نهج إدارة ترامب، كما تقول الصحيفة، فبالإضافة إلى إنهاء الدعم للعمليات الهجومية، يراجع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أيضاً ما إذا كان سيلغي تصنيف إدارة ترامب للحوثيين المتحالفين مع طهران كجماعة إرهابية أجنبية.
وقال مسؤول أمريكي آخر مطلع على هذه القضية إنّ الإجراء الذي قام به الرئيس السابق دونالد ترامب من المرجّح أن يتم التراجع عنه.
وقال مسؤولون غربيون ووكالات الإغاثة إنّ تصنيف الإرهاب، الذي دخل حيّز التنفيذ قبل يوم واحد من مغادرة السيد ترامب منصبه، يمكن أن يعرقل محادثات السلام ويجعل من الصعب إيصال المساعدات الإنسانية إلى الدولة الفقيرة.
وفي انتظار اتخاذ قرار بشأن هذه المسألة، أصدرت وزارة الخزانة الأسبوع الماضي ترخيصاً عاماً يسمح فعلياً لجماعات الإغاثة بمواصلة إيصال الإمدادات الإنسانية إلى الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون دون خوف من مقاضاتها بسبب العمل مع جماعة إرهابية.
وقال المسؤول الكبير إنّ الهدف من تحرك وزارة الخزانة هو "التأكد من حصول الشعب اليمني على المساعدات التي يحتاجها".
وقال المسؤول الرفيع المستوى في الإدارة الأمريكية إنّ فكرة وجود شخص أمريكي متفرغ في اليمن نشأت عن الدبلوماسية الهادئة التي أجرتها إدارة بايدن في أيامها الأولى مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث وآخرين. ومن المتوقع أن يعمل السيد ليرندركينغ بشكل وثيق مع السيد غريفيث، وكذلك مع السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هنزل، الذي يعمل من السفارة الأمريكية في الرياض.
وقال المسؤول الرفيع المستوى "إنّ أحد الأشياء التى لم تكن موجودة فى هذا النهج هو أنه لم يكن لدينا شخص أمريكى كبير مخوّل بالعمل على هذا الوقت الكامل".
وكان السيد ليرنكينغ، المعروف في المنطقة، حتى وقت قريب أشرف على شؤون الخليج واليمن في مكتب الشرق الأدنى التابع لوزارة الخارجية. وكان في وقت سابق هو المسؤول الثاني في السفارة الأمريكية في المملكة العربية السعودية، وعمل في جولتين كمستشار دبلوماسي في بغداد.
"إنه يعرف اللاعبين. إنه يعرف كل من شارك في النزاع في اليمن".
ومع ذلك، يواجه السيد ليرنكينغ ما يقول مسؤولون ومحللون أمريكيون إنه يشكّل تحدياً كبيراً في المساعدة على إنهاء الحرب، التي بدأت بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في عام 2014، مما أثار تدخلاً عسكرياً من قبل التحالف الذي تقوده السعودية في عام 2015.
لم تكن هناك محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة منذ عدة سنوات، وقد رفض الحوثيون العام الماضي هدنة من جانب واحد التزم بها السعوديون، مطالبين بمزيد من التنازلات.
يقول المسؤول الأمريكي للصحيفة "إن الحرب في اليمن ستكون تحدياً هائلاً لأي مبعوث جديد. لم تُعقد محادثات السلام الشاملة منذ عام 2016، ولا تزال هناك إرادة سياسية ضئيلة من جانب الحوثيين أو حكومة هادي للحضور إلى طاولة المفاوضات".
ويضيف: "اليمن لا يفسح المجال للتعلم السريع أثناء العمل، لذا فإنّ وجود شخص يعرف بالفعل خصوصيات وعموميات مجموعة النزاعات المعقدة هناك أمر ضروري."
- المصدر الأصلي بالإنجليزية: وول ستريت جورنال
- تنقيح ومعالجة: مركز سوث24 للأخبار والدراسات