17-02-2021 الساعة 9 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| زيورخ
رأت خبيرة ألمانية متخصصة في الشأن اليمني أنّ عدم نجاح تشكيل وفد مفاوضات مشترك بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية، سيؤدي إلى تقسيم فعلي لليمن إلى دولتين شمالية وجنوبية.
وبحسب الخبيرة في شؤون اليمن والباحثة في جامعة بون بألمانيا، ومديرة مركز البحوث التطبيقية (QARPO) ماري كريستين هاينز، في حوار مع موقع "قنطرة" الناطق بالإنجليزية، أنّ الحكومة اليمنية الجديدة منقسمة، ومستوى انعدام الثقة بين أعضاءها مرتفع بالفعل".
وعبرت هاينز عن عدم أملها الكامل، بعد أنّ "أدت حكومة جديدة اليمين، أواخر كانون الأول (ديسمبر)، حيث تم تمثيل الشمال والجنوب بنفس العدد من الوزرا." وفقا لموقع قنطرة.
وبحسب هاينز لا يمكن للحكومة الجديدة "الاتفاق على القضايا الأساسية. حيث يؤيد بعض الوزراء انفصال الجنوب وآخرون يؤيدون الوحدة."
"لكن العديد من اليمنيين لا يزال لديهم آمال كبيرة لهذه الحكومة. إنها بالتأكيد خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح حيث تمكّن أطراف النزاع من الاتفاق على حكومة." كما تقول الخبيرة الألمانية.
وتضيف هاينز : "السؤال الكبير لعملية السلام المحتملة هو: هل ستكون الأطراف في وضع يمكنها من تشكيل وفد سلام مشترك يمكنه من التفاوض على حل مع الحوثيين؟ إذا لم ينجح ذلك، فقد يصل الأمر إلى تقسيم فعلي لليمن إلى دولتين شمالية وجنوبية، على غرار الصومال."
ورداً على عدم اهتمام الإعلام الألماني بالأزمة في اليمن، أرجعت الخبيرة الألمانية ذلك إلى أنّ الصراع هناك "صراع شديد التعقيد ويصعب فهمه. وقلة من الصحفيين الألمان على دراية بخلفيته."
وقالت "اليمن أيضًا بعيد جدًا ويصل عدد قليل جدًا من اللاجئين إلى هنا، لذلك ليس هناك الكثير من الاهتمام بهذا الصراع." وهناك شيء آخر يلعب دور في ذلك، بحسب هاينز "يشعر العديد من الألمان بالتشبّع عندما يتعلق الأمر بالأزمات في أجزاء أخرى من العالم. هذا مؤسف، لأنّ هذه الحرب يجب أن تكون مصدر قلق لنا، لأن الحكومة الألمانية مسؤولة عن شحنات الأسلحة إلى الدول المتحاربة."
دور الاتحاد الأوروبي
هاينز اعتبرت الاتحاد الأوروبي"ليس لاعباً عالمياً، لديه القدرة على إنهاء الصراع" في اليمن، لكنه "فيما يتعلق بالاستقرار وبناء السلام، يلعب الاتحاد الأوروبي بالتأكيد دورًا".
وتضيف الخبيرة الألمانية "لا يوجد في اليمن جهة فاعلة واحدة ذات تأثير كافٍ لإقناع جميع الأطراف المعنية بالالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات. تحالفت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا مع طرف واحد بسرعة كبيرة."
"الاتحاد الأوروبي"ليس لاعباً عالمياً، لديه القدرة على إنهاء الصراع" في اليمن"
وعن الأزمة الإنسانية الكبيرة في اليمن، رأت هاينز أنّ تحميل، ما وصفته بـ "الحصار السعودي" على ميناء الحديدة وحده السبب، يمثّل "إشكالية". وقالت "أنا لست من محبي المملكة العربية السعودية بأي حال من الأحوال. لكن يجب أن نكون منصفين: الحصار هو مجرد عنصر واحد من صورة أكبر وأكثر تعقيدًا."
وتضيف "على اليمن استيراد 90 في المائة من غذائه. ولكن منذ بدء الصراع قبل ست سنوات، وجد المستوردون صعوبة متزايدة في الحصول على الائتمان، كما أنّ تكاليف عمليات التفتيش وما شابهها آخذة في الارتفاع وهناك تضخم شديد في الريال اليمني، لا سيما في جنوب البلاد.".
وتقول هاينز "نظرًا لأن الناس غالبًا ما ينتظرون شهورًا حتى يتم دفع أجورهم ومعدل البطالة مرتفع جدًا، فقد تسبب هذا في انخفاض كبير في القوة الشرائية. أخطاء السياسة المالية السابقة، تدمير البنية التحتية - هناك تقارب للعديد من العوامل هنا."
باختصار، تقول الخبيرة الألمانية "هناك طعام متوفر في الأسواق في جميع أنحاء البلاد. لكن الناس لا يستطيعون شرائه. ثم هناك فيروس كورونا فوق كل شيء آخر! في اليمن، هناك الكثير من المشاكل ومن الصعب معرفة من أين نبدأ."
إعادة الإعمار
الخبيرة هاينز تقود مشروع تبادل أكاديمي مع جامعة صنعاء حول "إعادة الإعمار بعد الصراع في اليمن".وأطلقت برنامج - الأكاديميون الألمان واليمنيون - برنامجًا دراسيًا لطلاب الماجستير اليمنيين.
"لسنا بعيدين عن مرحلة إعادة الإعمار بعد الصراع كما قد يبدو للوهلة الأولى. لم تتضرر جميع المناطق بشدة من القتال والدمار"، تٌشير هاينز إلى أنّ "الأجزاء الشرقية من البلاد لم تشهد أي اشتباكات عسكرية. وهناك مشاريع إعادة إعمار جارية بالفعل في الجنوب، على سبيل المثال في المناطق التي طُرد منها الحوثيون. هذا هو الحال أيضًا في أجزاء من مدينة عدن الساحلية."
ورأت هاينز أنه "في بلد فقير مثل اليمن، لا ينبغي توجيه كل الأموال إلى ميزانية الشرطة والجيش، كما هو الحال حاليًا." وعوضاً عن ذلك، تضيف الخبيرة الألمانية "أن تقوم الحكومة بسن استثمارات بديلة ومفيدة، باستخدام ودمج الهياكل الأمنية الموجودة بالفعل محليًا".
وقالت هاينز "من الضروري تغيير طريقة التفكير هنا أيضًا: يجب أن تضمن قوات الأمن أمن الشعب - وليس أمن النظام."
وقالت هاينز أنّ المرأة اليمنية محرومة، في إشارة لحكومة المناصفة الجديدة، التي شُكّلت من الذكور، وقالت "نددت العديد من الأصوات النسوية بهذا الوضع." ، مضيفة "يتبنى آخرون وجهة نظر أكثر براغماتية ويقولون: "هذه الحكومة فاسدة على أي حال - لماذا يجب أن نتجادل حول أن نكون جزءًا منها؟ امرأة أو امرأتان في الحكومة لا يعني أننا حققنا المساواة ".
الخبيرة الألمانية، مدحت حاكم محافظة مأرب، المقرّب من الإخوان المسلمين، الذي استطاع، كما تقول "إقناع الرئيس بأن جزءًا من الإيرادات يجب أن يبقى في المحافظة".
تقول هاينز: "عندما يكون الأشخاص المناسبون في السلطة ولديهم الحرية في اتخاذ القرارات، فإن الأمور ستتغير".
- الحوار كاملاً على موقع "قنطرة" بالإنجليزية والألمانية
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات