22-01-2020 الساعة 10 صباحاً بتوقيت عدن
سوث24 (بيروت) دعا الكاتب اللبناني والخبير بالشأن اليمني خير الله خير الله إلى اتخاذ قرار جريء يعترف بأن هناك مأساة حقيقية في بلد ذي اهمّية استراتيجية كبيرة للمنطقة كلّها، وأن لا مجال لمعالجة هذه المأساة في ظلّ «الشرعية» القائمة التي لا تمت الى الشرعية الحقيقية باي صلة من أي نوع.
وقال في مقالا له نشرته صحيفة الرأي الكويتية اليوم الأربعاء تحت عنوان "مجزرة مأرب"، ويعيد نشره "سوث24"، أنه وبدون هذا القرار الجريء ستكون هناك مجازر أخرى في المستقبل من نوع مجزرة مأرب، كلّما دعت الحاجة الايرانية الى ذلك.
وأضاف أن هناك حاجة لإعادة تشكيل «الشرعية» اليمنية اليوم قبل غد. معتبرا بأنه"لا يمكن لـ«شرعية» يمنية برئاسة عبد ربّه منصور هادي مواجهة الحوثيين والوقوف في مشروعهم والحدّ من طموحاتهم."
وأشار الكاتب اللبناني إلى ما وصفه الدرس الذي يمكن استخلاصه من "مجزرة مسجد مأرب". فحوى هذا الدرس انّ هناك حاجة الى هزيمة عسكرية تلحق بالحوثيين. من دون هذه الهزيمة لا أمل في التوصل إلى أي تفاهم معه. ويضيف "بالتأكيد أن «الشرعية» غير قادرة على الحاق هزيمة بـ«بالميليشيات الحوثية».
ونوه خير الله مستطردا "معروف من طرد هؤلاء من عدن ومن أخرجهم من ميناء المخا على البحر الأحمر، ومن هدّد وجودهم في الحديدة قبل ان يهبّ المبعوث غريفيث لنجدتهم لأسباب يمكن ان تكون مرتبطة بمصالح بريطانية في ميناء الحديدة المطلّ على البحر الأحمر."
الكاتب اللبناني أشار إلى أن محافظة مأرب صارت معقلا من معاقل الاخوان المسلمين في اليمن.
ويضيف "يجري تدريب مجندين من المحافظات الجنوبية التي اخترقها حزب التجمّع اليمني للإصلاح الذي يتحرّك الاخوان الإسلاميون تحت غطائه في مأرب، احدى المحافظات الشمالية."
وكانت السلطات اليمنية ووسائل إعلام تابعة لها قد اتهمت الميليشيات المدعومة من إيران بتنفيذ قصف صاروخي استهدف معسكر "الاستقبال" في مأرب أودى بحياة 110 من الجنود بينهم شباب قصر، و100 جريح آخر كما تشير آخر الإحصائيات، غالبيتهم ينتمون لمحافظتي أبين وعدن وشبوة الجنوبية، قدموا لها لتلقي التدريبات العسكرية، بهدف إعادتهم إلى عدن.
وكانت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي قد أدانت الهجوم الصاروخي في مأرب ووصفته بـ "التفجير الارهابي الحوثي الإخواني". ودعت "أبناء الجنوب للعودة إلى أرضهم وتفويت الفرصة على من يسعى لاستخدامهم في حربه القذرة ضد أهلهم وشعبهم، والمساهمة في عملية بناء وطنهم والدفاع عنه".
الخبير اللبناني أشار إلى أن الهجوم الحوثي الأخير على مأرب، اظهر الحوثيون انّهم لا يمتلكون أسلحة فتاكة قادرة على الحاق خسائر فادحة بخصومهم فحسب، بل انّهم يمتلكون أيضا شبكة استخباراتية توفّر لهم معلومات دقيقة عن مواقع محددة لخصومهم اكان ذلك في شمال اليمن او في جنوبه. فقد سبق للحوثيين ان استخدموا طائرات من دون طيّار لقصف مواقع محددة في جنوب اليمن.
وقال خير الله أنه "تبيّن في نهاية المطاف ان «انصار الله» ليسوا سوى أداة إيرانية تحرّكها طهران وفق رغباتها. لقد أرادت ايران التذكير بانّه لا تزال لديها ورقتها اليمنية وانّ تصفية الاميركيين لقاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري»، الذي كانت اليمن من ضمن مسؤولياته، لن يؤثر على نفوذ ايران خارج حدودها."