04-03-2021 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| عدن
استشهد جنديين ومدني وجرُح 13 آخرين [1] في كمين ببراميل متفجّرة استهدف قيادة قوات الدعم والإسناد، أحد أهم أذرع القوات الجنوبية والموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، ظهر الخميس، في عدن، عاصمة جنوب اليمن، ومقر حكومة المناصفة.
وقالت مصادر أمنية وبيان للمجلس الانتقالي الجنوبي أنّ "الهجوم الإرهابي" استهدف القائد العام لقوات الدعم والإسناد، العميد محسن الوالي، وأركان حربه، العميد نبيل المشوشي. لم يتعرض الرجلان لأذى. ونشر نشطاء لاحقا مقاطع مصورة تُظهرهما بصحة جيدة.
وهذا هو ثانِ أشدّ أقسى هجوم يهز عدن، بعد استهداف حكومة المناصفة اليمنية أواخر ديسمبر كانون الأول الماضي، أثناء وصولها مطار عدن الدولي، بثلاثة صواريخ ذاتية التحكّم، اتهمت الحكومة ميليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، بالوقوف خلف ذلك الهجوم.
ورد على هجوم الخميس بعدن، قال المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان إدانة، إنّ "قوى معادية لخيارات شعبنا من توجه إليهم الاتهامات بالمسئولية عن استهداف عدن واستقرارها وقيادات أمنها".
وأعتبر بيان نشره الموقع الرسمي للمجلس، على لسان المتحدث الرسمي، علي الكثيري، إنّ ذلك بمثابة إعلان من هذه القوى بـ "أنّ معركتهم ليست مع العدو الحوثي وميليشياته بل مع الجنوب وقيادته وقواته الأمنية والعسكرية." ولم يحدد البيان هوية وطبيعة هذه القوى.
قائد الحزام الأمني بعدن، جلال الربيعي يزور بعض جرحى الهجوم، الخميس، 4 مارس 2021 (رسمي)
وأكّد المجلس أنّ "مدبري ومنفذي العمل الإجرامي هذا لن يفلتوا من العقاب"، ودعا "كافة القوى الأمنية في العاصمة عدن للتحرك السريع والفاعل لمعاقبة مرتكبي هذه العملية الإرهابية ومن يقف خلفهم، وتكثيف الحملات الأمنية ضد جماعات التطرف والإرهاب".
من ناحيته أدان رئيس الوزراء اليمني، الدكتور معين عبد الملك، الهجوم، ووصفه بـ "الإرهابي والغادر". لكنّ الحكومة اليمنية أو وزارة الداخلية لم تصدران حتى الآن بيان رسمي لإدانة الحادثة.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية سبأ فقد "عبّر رئيس الوزراء خلال اتصال هاتفي أجراه مع الوالي والمشوشي، عن إدانته الشديدة لهذا الهجوم الغادر الذي أقدمت عليه عناصر إرهابية خارجة عن النظام والقانون."
ووجه عبدالملك "باجراء تحقيق فوري لمعرفة ملابسات هذا الهجوم الإرهابي"، وأكّد "بأنّ غايات من يقف ورائه لن تتحقق، وسيكون مصيرها الفشل كما حدث في الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي." [2]
ونعت قيادة الدعم والإسناد ضحايا الهجوم. وقالت في بيان عبر «المركز الإعلامي» أنّ "عناصر إرهابية خارجة عن النظام والقانون وضعت عبوة ناسفة على جنبات الطريق المؤدي من مدينة عدن الجديدة الى محطة الحسوة الكهربائية وقاموا بتفجيرها فور مرور موكب القائد (محسن الوالي)، ليقوموا بعد ذلك باستهداف الموكب بالرصاص الحي عبر عناصر كانت متحصنة قرب المكان".
ووفقا للبيان "استشهد على إثر ذلك، الجنديان عبده مختار نصر المشوشي وهشام سالم عبد الشحمة، والمواطن إبراهيم عبدالله حيدر عبد القادر، الذي كان بالقرب من الحادث" كما جرح عدد آخرين بعض حالتهم حرجة.
المجلس الانتقالي الجنوبي دعا التحالف العربي بقيادة السعودية إلى "إدانة هذه العمليات الإرهابية التي تقوّض كل جهود التفرغ لمواجهة العدو الحوثي، ودعم الأجهزة الأمنية والعسكرية الجنوبية لاستئصال الإرهاب". [3]
ولم يصدر التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية أي بيان إدانة للهجوم، حتى وقت نشر هذا التقرير.
وقال المجلس "إن صبر قيادته وقيادة القوات الأمنية والعسكرية الجنوبية، لن يطول تجاه حرب المفخخات، وحرب الخدمات، ومحاولات العبث بحياة مواطنينا في العاصمة عدن، ومحافظات الجنوب كافة".
ودانت قيادة القوات الأمنية في أبين والعمليات المشتركة في الضالع، هذا الهجوم.
وأطلق ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي تاقا يشير إلى أنّ (أمن الجنوب خط أحمر)، للتأكيد على أنّ خلفيات الهجوم تأتي في إطار الصراع بين الجنوبيين الذي يسعون لاستقلال الجنوب، وبين القوى اليمنية، وأبرزها تنظيم الإخوان المسلمين وميليشيا الحوثي، الذي يصرّحون، بشكل مستمر، بضرورة السيطرة على جنوب اليمن.
وكتب نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، في تغريدة على تويتر "لن ترهبونا، ورد أبطالنا في مواجهة الإرهاب سيكون في الميدان ليس بالغدر وأساليب الجبناء".
وتأتي هذه العملية في ظل فشل حكومة المناصفة الجديدة في تلبية احتياجات المواطنين في عدن وبقية المحافظات في جنوب اليمن، وفقاً لنشطاء محليين. وخرجت عدة تظاهرات غاضبة في مدن عدة بعدن، للاحتجاج ضد تردّي الأوضاع، والمطالبة بصرف الرواتب وتوفير المشتقات النفطية.
ومرت عشرة أيام على وعود تلقتها قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، من قبل قيادة التحالف السعودية في عدن، ببدء صرف مرتبات القوات الأمنية والجنوبية، إلا أنّ الفترة مرّت دون التزامها بذلك.
ولا يمكن فصل هذا الهجوم في عدن، عن الوضع السياسي والعسكري القائم والمعقّد في اليمن، بعد دخول القتال في مأرب الأسبوع الرابع على التوالي بين ميليشيا الحوثي والقوات الموالية للحكومة، التي تسعى للحفاظ على معقلها الأخير في شمال اليمن.
وعلى المستوى السياسي تبذل واشنطن وعبر مبعوثها الخاص إلى اليمن توم ليندركيغ جولة مفاوضات في المنطقة، زار خلالها الإمارات وعمان والسعودية، والتقى فيها ممثلين عن الحوثيين، لبحث إنهاء الحرب مع الرياض والتوصل لـ "حل سياسي دائم" للأزمة في اليمن.
إقرأ المزيد : الجارديان: الزبيدي يطالب بايدن بدعم استفتاء على استقلال الجنوب
وكان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي قد دعا، في حوار مع صحيفة الجارديان، منذ يومين، الرئيس الأمريكي جو بايدن لدعم استفتاء على استقلال جنوب اليمن.
وحذّر الزبيدي من أنّ "السقوط في مأرب ستكون له عواقب وخيمة، ليس فقط على المستوى الإنساني، بل قد يسرّع العملية نحو المحادثات الدولية بين الشمال والجنوب. وقد يؤدي ذلك إلى وضع يسيطر فيه المجلس الانتقالي الجنوبي إلى حد كبير على الجنوب.."
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات