22-03-2021 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| الرياض
أعلن الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير الخارجية السعودي، عن طرح بلاده لمبادرة سلام جديدة لإنهاء حرب اليمن.
وأوضح خلال مؤتمر صحفي اليوم الاثنين أنّ "المبادرة السعودية تشمل وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة".
وأضاف أنّ "التحالف بقيادة السعودية سيخفف حصار ميناء الحديدة وإيرادات الضرائب من الميناء ستذهب إلى حساب مصرفي مشترك بالبنك المركزي"، كما "سيسمح بإعادة فتح مطار صنعاء لعدد محدد من الوجهات الإقليمية والدولية المباشرة".
وأشار الوزير إلى أنّ "المبادرة السعودية تتضمن إعادة إطلاق المحادثات السياسية لإنهاء أزمة اليمن"، مؤكدا أنّ "وقف إطلاق النار سيبدأ بمجرد موافقة الحوثيين على المبادرة".
من ناحيته قال نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان أنّ "إعلان المملكة لمبادرة تتضمن وقف إطلاق النار الشامل في اليمن تهدف لرفع معاناة الشعب اليمني ومنح الحوثيين الفرصة لاعلاء مصالح اليمن وشعبه الكريم على الأطماع الايرانية".
وأضاف بن سلمان في تغريدة على تويتر "نأمل سرعة قبولهم بها للبدء لمشاورات سلام بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام."
لكنه ورغم ذلك شدد على أنهم السعوديين سيستمرون "في الدفاع عن أراضي وحدود المملكة وشعبها ومقدراتها، وفي دعم الحكومة اليمنية وقواتها للدفاع ضد الاعتداءات الحوثية".
وأكّد نائب وزير الدفاع السعودي التزام السعودية بتنفيذ المبادرة حال قبول الحوثيين بها تحت اشراف ومراقبة الامم المتحدة.
ترحيب وتقليل
ورحبت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بمبادرة السعودية، معتبرة أن هذه الخطة ستمثل «اختبارا حقيقيا» لرغبة الحوثيين في إرساء السلام في البلاد.
وأعلنت الخارجية اليمنية، مباشرة، ترحيبها بالمبادرة "بشأن وقف إطلاق النار الشامل وفتح مطار صنعاء لعدد من الوجهات واستكمال تنفيذ اتفاق استكهولم ودخول السفن بكل أنواعها ما دامت ملتزمة بقرار مجلس الأمن، على أن تودع الأموال الى البنك المركزي ودفع المرتبات منها على أساس قوائم 2014 ، ودعم العودة للمشاورات السياسية".
وأشارت الوزارة إلى أن هذا الموقف هو "الذي عبرت عنه حكومة الجمهورية اليمنية مع كل نداءات السلام وفي كل محطات التفاوض حرصا منها على التخفيف من المعاناة الإنسانية لأبناء الشعب اليمني".
واتهمت الوزارة التشكيلات الحوثية بأنها "قابلت كل المبادرات السابقة بالتعنت والمماطلة وعملت على إطالة وتعميق الأزمة الإنسانية ".
من ناحيتها قللت ميليشيا الحوثي يوم الاثنين من أهمية مبادرة سعودية جديدة لإنهاء الحرب المستعرة في اليمن منذ ست سنوات وقالت إنها لا تتضمن شيئا جديدا.
ومع ذلك قال محمد عبد السلام، كبير المفاوضين الحوثيين، إن الحركة ستواصل المحادثات مع الرياض ومسقط وواشنطن في محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام، وفق ما نقلت عنه رويترز.
وقال عبد السلام إنّ فتح المطارات والموانئ حق إنساني ويجب ألا يستخدم كأداة ضغط.
وكان عضو المجلس السياسي لحركة "أنصار الله" الحوثية، محمد البخيتي، أعلن، أمس، عن استعداد الحركة لوقف عملياتها العسكرية في العمق السعودي مقابل وقف الحرب ورفع الحصار عن اليمن. وشدد على أنه "لا حل سياسيا قبل وقف العدوان ورفع الحصار وخروج الاحتلال وجبر الأضرار".
جهد دولي
وقالت المصادر لـ "سوث24" أنّ التحالف قد يعلن التزامه بالتمسك برؤية المبعوثين الأمريكي، توم ليندركينغ، والأممي، مارتين غريفيث، إلى اليمن، لحل الأزمة".
إقرأ أيضا: مصادر: إعلان وشيك لوقف إطلاق النار في اليمن
ورحب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق بالمبادرة وقال "إنّ المنظمة ترحّب بمبادرة السلام السعودية."
من ناحيته قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عقب إعلان المبادرة السعودية، أنه أجرى اتصالا بنظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، ناقش مع "ضرورة التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك أهمية استقرار الاقتصاد اليمني."
وفقا لصفحة الخارجية الأمريكية، جدد الوزير التزام واشنطن بدعم الدفاع عن المملكة العربية السعودية وأدان بشدة الهجمات الأخيرة ضد الأراضي السعودية من قبل الجماعات المتحالفة مع إيران في المنطقة.
وناقش الوزيران تعاونهما الوثيق لدعم جهود المبعوث الأممي الخاص غريفيث والمبعوث الأمريكي الخاص ليندركينغ لإنهاء الصراع في اليمن.
ويرى مراقبون أنّ إعلان وقف إطلاق النار، في حال نجح، يعزز وعود إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الانتخابية، أمام الشعب الأمريكي. وكانت وسائل إعلام أمريكية قد أشارت، في تقارير سابقة، إلى أنّ إدارة بايدن تسعى بدرجة أساسية، لوقف الحرب في اليمن، في الوقت الحالي.
وأعلنت كل من الكويت والبحرين والأردن والإمارات دعمها للمبادرة السعودية التي اشتملت على وقف إطلاق النار الشامل في اليمن.
ورحب مجلس التعاون الخليجي بالمبادرة السعودية، واعتبرها أنها "تعكس الرغبة الصادقة في إنهاء الأزمة، وتحقيق الاستقرار بعد سنوات من الحرب."
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتين غريفيث، أجرى يوم أمس اتصالا بمحافظ محافظة مأرب، سلطان العرادة، بحث معه إمكانية وقف إطلاق النار، في مأرب، وفق ما أعلنه على صفحته الرسمية في تويتر.
ووصل منسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة إلى مأرب، التي تشهد معارك مستمرة منذ 8 فبراير شباط الماضي.
وشهدت جبهات يمنية عدة خلال الأسابيع الماضية تصاعدا محتدما في القتال بين المتمّردين الحوثيين والقوات اليمنية والقبائل، المدعومة بغطاء جوي سعودي.
وكان طيران التحالف قد استهدف ليل أمس ورش للصواريخ الباليستية في العاصمة اليمنية صنعاء، نتج عنها انفجارات واسعة وكتل نيرانية، شوهدت من مسافات بعيدة.
وغادرت مدينة عدن، عاصمة جنوب اليمن، عصر أمس الأحد، قوات سودانية، شاركت ضمن عمليات التحالف في اليمن، عقب "انتهاء مهمتها" وفقا لمصادر أمنية مطلّعة.
وليست هذه المرة الأولى التي يُعلن فيها التحالف العربي بقيادة السعودية وقفا لإطلاق النار، لكن هذه المبادرة اتسمت بفتح منافذ بحرية وجوية ونقاط جوهرية حول الإيرادات، طالما مثّلت نقاط خلافية بين الحوثيين والحكومة اليمنية في جهود المشاورات.
ويشهد اليمن حربا أهلية تدّخل فيها تحالفا عربيا تقوده السعودية، منذ 2015، ضد الميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران. أودت الحرب بحياة عشرات آلاف المدنيين، وسببت كارثة إنسانية هي الأسوأ في العالم، وفقا للأمم المتحدة.
- المصادر: سوث24، رويترز، وسائل إعلام سعودية