11-04-2021 الساعة 11 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| قسم الترجمات
قالت إيران إنّ المخربين تسببوا في انقطاع التيار الكهربائي عن محطة التخصيب النووي الرئيسية في البلاد، متهمة الجناة المزعومين بمحاولة عرقلة المحادثات غير الرسمية مع الولايات المتحدة بشأن إحياء اتفاق نووي عام 2015 يمكن أن يمهّد الطريق للتراجع عن العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية.
ولم تكشف طهران عن أية تفاصيل حول العطل الكهربائي في نطنز الذي قالت أنه وقع يوم الأحد أو مدى أي ضرر تسبب فيه. كما أن السلطات الإيرانية لم تقل من تعتقد أنه قد يكون مسؤولًا، على الرغم من أنّ علي أكبر صالحي، رئيس الوكالة الذرية الإيرانية، قال إنّ إيران تحتفظ بحق الرد. ووصف الحادث بانه عمل من أعمال " الإرهاب النووي " وسط تصاعد التوترات حول المناقشات المؤقتة حول البرنامج النووي الإيراني.
ونقلت وسائل الإعلام الاسرائيلية عن مصادر استخباراتية غربية قولها أنّ جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) دبر هجوماً الكترونياً على موقع نطنز مما أدى إلى أضرار جسيمة.
ورفض المسؤولون الإسرائيليون الرد على التقارير التي تفيد بأنّ إسرائيل تقف وراء الهجوم المزعوم على نطنز. وفي واشنطن، رفضت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الابيض الادلاء بأي تعليق.
"جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) دبر هجوماً الكترونياً على موقع نطنز مما أدى إلى أضرار جسيمة"
وقد اجتمعت إيران والأطراف الخمسة المتبقية في الاتفاق النووي لعام 2015 في فيينا الأسبوع الماضي للتفاوض على خريطة طريق للولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق، الذي غادرته إدارة ترامب في عام 2018. وهدفهم هو إيجاد طريقة لإدارة الرئيس بايدن لرفع العقوبات المفروضة على إيران إذا وافقت طهران على الامتثال لاتفاقية عام 2015، التي تم تطويرها للحد من نمو القدرة النووية الإيرانية، ومنعها من تطوير تكنولوجيا الأسلحة النووية.
وقد كثّفت إيران أنشطتها النووية بعد أن تركت الولايات المتحدة الاتفاق، بما في ذلك تحركات لتخصيب اليورانيوم بنقاء أعلى مما يسمح به الاتفاق. نطنز هو محور جهود إيران، وقد أعيد إطلاقه يوم السبت بعد تعرضه لانفجار ونيران مدمرة في صيف 2020، والتي ألقت إيران باللوم فيها أيضا على المخرّبين. أجرت إيران اليوم السبت تجارب على جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي.
وتعارض إسرائيل الاتفاق النووي الذي يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لا يفرض سوى سقف مؤقت على القدرة النووية الإيرانية ويسمح لطهران بتطوير أسلحة نووية في المستقبل. وقال مسؤولون اسرائيليون انهم سيسعون الى افشال طموحات إيران النووية بأي وسيلة ضرورية بما في ذلك العمليات السرية إذا اعتقدوا ان الجهود الدولية لوقف طموحات إيران قاصرة.
"جاءت هذه الضربة بالتزامن مع مفاوضات تجريها إيران وأطراف الاتفاق النووي، وتعارضها اسرائيل"
بيد أنّ عاموس يادلين الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الاسرائيلية قال في مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي اليوم الاحد إن اسرائيل ربما تسعى لتحقيق أهداف قصيرة الأجل دون النظر الى التأثير طويل الأجل الذي قد يكون لها على العلاقات مع الولايات المتحدة.
وتصر إيران على أنّ برنامجها النووي سلمي. ويقول دبلوماسيوها إنهم يشعرون بالقلق من أنّ إسرائيل قد تتخذ إجراءات لتقويض المحادثات النووية إذا شعرت بأنها قد تقوّض أمنها.
وجاء إعلان طهران عن الحادث في نطنز، في وسط إيران، في الوقت الذي وصل فيه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى تل أبيب لإجراء اجتماعات مع السيد نتنياهو وغيره من كبار المسؤولين الإسرائيليين، الذين سارعوا إلى إثارة موضوع إيران والمحادثات النووية في فيينا.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في مؤتمر صحفي مشترك مع السيد أوستن إنّ "طهران اليوم تشكّل تهديدا استراتيجيا للعالم". وأضاف "سنعمل مع حليفتنا في الولايات المتحدة لضمان أنّ أي اتفاق يحمي المصالح الحيوية للمجتمع الدولي ويمنع سباق التسلح ويساهم في أمن اسرائيل".
يأتي التعتيم الواضح على الموقع النووي يوم الأحد بعد سلسلة من الهجمات الاسرائيلية المزعومة على المصالح الإيرانية. وتتهم طهران اسرائيل بالوقوف وراء مقتل كبير علماء الطاقة النووية محسن فخري زاده قرب طهران في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت الشهر الماضي أنّ اسرائيل تستهدف السفن التي تنقل الوقود والأسلحة من إيران الى سوريا منذ حوالي 18 شهرا.
"يأتي التعتيم الواضح على الموقع النووي يوم الأحد بعد سلسلة من الهجمات الاسرائيلية المزعومة على المصالح الإيرانية"
تعرضت سفينة إيرانية يستخدمها الحرس الثوري الإيراني لهجوم يوم الثلاثاء بالقرب من المياه السعودية اليمنية، في هجوم قال مسؤولون أمريكيون إنه توقيت لعرقلة المحادثات النووية، التي استؤنفت في اليوم نفسه.
وبالإضافة إلى ذلك، تم استهداف المنشآت النووية الإيرانية، ونطنز على وجه الخصوص، مرارًا وتكرارًا في الماضي، وكان الأكثر إثارة في عام 2010 عندما قامت شركة ستوكسنت، وهي فيروس إلكتروني يُعتقد أنه تم بناؤه بشكل مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بتدمير المحطة وتدمير حوالي 1000 جهاز طرد مركزي.
كما كان يعتقد أنّ إسرائيل هي وراء حملة الاغتيالات التي تعرض لها علماء إيرانيون يعملون في البرنامج النووي الإيراني في أوائل عام 2010.
- المصدر الأصلي بالإنجليزية: وول ستريت جورنال
- عالجه ونقّحه للعربية: مركز سوث24 للأخبار والدراسات
قبل 3 أشهر