16-06-2021 الساعة 6 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| عدن
وسط تشديدات أمنية وإجراءات احترازية وتنظيمية مُلفتة، انعقدت اليوم في عدن، جنوب اليمن، الدورة الرابعة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، تحت شعار "استكمال تنفيذ اتفاق الرياض مطلبنا واستعادة الدولة غايتنا".
فعالية انعقاد الدورة الرابعة للجمعية الوطنية (تصوير: أحمد شهاب)
والجمعية الوطنية هي هيئة تمثيلية في المجلس الانتقالي الجنوبي بمثابة برلمان، ومكوّنة من 303 عضواً من مختلف محافظات ومديريات جنوب اليمن، تحمل وظيفة السلطة التشريعية في المجلس.
وفي حفل الانعقاد، الذي دُعي لتغطيته وفد صحفي من مركز سوث24، حضر قيادات سياسية وعسكرية بارزة بينهم رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، ومحافظ عدن أحمد لملس، ورئيس الجمعية الوطنية أحمد بن بريك.
بناء الدولة
أكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في خطابه على "تفعيل الجمعية الوطنية، ودورها الرقابي على هيئات المجلس الانتقالي، ومؤسسات الدولة في الجنوب".
ولفت الزبيدي، إلى أنَّ الجنوب اليوم يعيش مرحلة "الانتقال من الثورة إلى الدولة، وبناء مؤسساته التي دُمرّت بعد الوحدة مع العربية اليمنية في شمال اليمن".
وقال رئيس الجمعية الوطنية ، اللواء أحمد سعيد بن بريك، إنَّ المجلس "يحمل مشروعاً متكاملاً لبناء الدولة".
وشدد بريك أنَّ الانتقالي "مُمثّل الجنوبيين وحامل تطلعاتهم في بناء دولتهم المنشودة التي ضحى لأجلها الشهداء".
الجنوب لكل أبنائه
وتزامنا مع لقاءات الزبيدي الموسّعة من الشخصيات الاجتماعية والمدنية من كل محافظات جنوب اليمن، أكّد عيدروس الزبيدي أنَّ "مبدأ التصالح والتسامح، مبدأ راسخ لا حياد عنه"، داعياً الجنوبيين إلى "تعميق وحدة الصف والنسيج الاجتماعي، وعدم السماح بتمزيقه من قبل آلات أعداء الجنوب الإعلامية والدعائية".
ولفت رئيس الانتقالي إلى أنَّ الجنوب "لكل أبنائه وبناته وسوف يُبنى بهم".
من جانبه قال رئيس الجمعية الوطنية: "سنعطي الفرص باستمرار لكل جنوبي مُغرّر به في صف العدو، ونقول له أنت رهان خاسر، وصدورنا وأبوابنا مفتوحة للجميع".
التأكيد على اتفاق الرياض
يأتي انعقاد هذه الدورة تزامناً مع استئناف مفاوضات استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، حيث تُجرى اللقاءات بين وفدي المجلس الانتقالي والحكومة الموالية للرئاسة اليمنية؛ لدى المجلس 6 حقائب وزارية في حكومة المناصفة الجديدة.
عيدروس الزبيدي، لم يفوّت الفرصة للتأكيد مجدداً على تمسكهم بـ "التنفيذ الكامل لاتفاق الرياض"، مُشيداً بـ "الجهود السعودية التي تُبذل لتحقيقه".
إقرأ أيضا: المجتمع الدولي يعود مجددا للتشبث بـ «اتفاق الرياض» لتفادي «نزاع شامل»
وحذّر القادة الجنوبيون من "محاولات إفشال اتفاق الرياض من قبل قوى تسيطر على قرار الرئاسية اليمنية، وتشنّ حرب خدمات ومعيشة ضد الجنوبيين، وتحاول غزو أرضهم".
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، ورئيس الجمعية الوطنية، أحمد بن بريك (سوث24، علي حسن)
الحرب ضد الإرهاب
أخذ الحديث عن "الإرهاب" واستهدافه للجنوبيين الحيز الأكبر في خطابات القادة الجنوبيين الأربعاء.
وأشار الزبيدي إلى إنَّ "معركة الجنوب ضد الإرهاب بدأت منذ أول فتوى تكفيرية ضده عام 1994 من قبل القوات الشمالية".
واعتبر الزبيدي حرب القوات الجنوبية ضد الإرهاب "حرباً في سبيل أمن الجنوب والمنطقة بكلها، وفي منطقة استراتيجية تُهم العالم بأسره".
وخاطب رئيس الجمعية الوطنية دول المنطقة بما فيها السعودية والإمارات (التحالف العربي) بضرورة "دعم الجنوبيين في حربهم ضد الإرهاب والحوثيين".
"دماء جنود التحالف العربي امتزجت بدماء جنودنا الجنوبيين، ونحن أول من سيقف حائط صد ودفاع عن الأمن القومي الخليجي والعربي"، أكد بن بريك.
ولفت بن بريك إلى أنّ حضرموت وشبوة وبقية المناطق الجنوبية التي تسيطر عليها القوات الموالية لحزب الإصلاح والرئاسة اليمنية "ستكون بيد ابناءها قريباً ولن تذهب بعيداً عن المحيط الجنوبي".
وأرسل رئيس الجمعية الوطنية رسالة شديدة اللهجة قال فيها أنَّ "العد التنازلي لقوى الإرهاب والقوى المعادية للجنوب بدأ منذ اليوم، من هذه اللحظة التي تنعقد فيها الدورة الرابعة للجمعية".
واتهم بن بريك القوى الموالية للرئاسة اليمنية بـ "تسليم جبهات أبين للقاعدة وداعش".
وتأتي هذه التصريحات بعد سلسلة من الهجمات، التي تحمل بصمات القاعدة، استهدفت القوات الجنوبية، كان آخرها، الجمعة الماضية، تفجير دراجة نارية مفخخة في مدينة زنجبار بمحافظة أبين أودى بحياة 8 جنود وإصابة العشرات.
رسالة للشمال
أحمد بن بريك قال إنَّهم في الجنوب "منفتحون على أي حل يحقن دماء الشعبين الجنوبي والشمالي".
وأكَّد بن بريك على "الجوار والسلام والتعايش والوئام" الذي يسعى إليه المجلس الانتقالي، وترحيبه بـ "أي قيادة شمالية تريد تسوية الوضع بالعودة إلى ما قبل عام 1990".
وأوضح بن بريك أنَّهم في المجلس الانتقالي الجنوبي يريدون "أن يكون الشمال آمناً مستقراً" بقدر ما يريدون ذلك للجنوب.
الحل السياسي والسلام
وأكَّد القادة الجنوبيون أيضاً موقفهم الثابت الداعم لـ "كافة الجهود الدولية لإنهاء الحرب وإحلال السلام".
واتهم عيدروس الزبيدي الحوثيين بـ "إفشال جهود الحل السياسي بسبب صلفهم وتعنتهم".
وقال الزبيدي" لقد حددنا موقفنا المبكر والداعمللسلام والاستقرار والرافض لبقاء أي مهددات تمس أمن المنطقة بصفتنا شركاء فعليين على الأرض".
وشدد الزبيدي على ضمان "حضور المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لقضية شعب الجنوب في افة مراحل العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة".
وجاء انعقاد الدورة متزامنا مع دعوات للمجتمع الدولي بضرورة أهمية اتفاق الرياض، باعتباره مرتكزا للأمن والاستقرار، وفقا لما أعلنته الخارجية الأمريكية مساء الثلاثاء.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
- الصورة الرئيسية: (سوث24، علي حسن)
قبل 3 أشهر