21-06-2021 الساعة 9 صباحاً بتوقيت عدن
سوث24| الرياض
قللت المملكة العربية السعودية من تأثير خطوة سحب الولايات المتحدة منظومات دفاعية من المملكة ودول المنطقة الأخرى، على قدرات دفاعاتها الجوية.
واعتبر متحدث التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، تركي المالكي، أنّ تقليص الجيش الأميركي حضوره في المملكة لن يؤثر على قدرات المملكة الدفاعية، وذلك غداة اعتراض أكبر عدد من الطائرة المسيرة المفخخة التي أطلقها الحوثيون في يوم واحد على الأراضي السعودية.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال”، قد كشفت عن مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية، عن قرار اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قضى بسحب أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية، "الباتريوت" و"ثاد"، من السعودية والعراق والأردن والكويت، ونقلها إلى أمريكا بغرض الصيانة، وفقا للصحيفة.
وصرّح المتحدث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي للصحافيين أن هذا الأمر لن يؤثر على الدفاعات الجوية السعودية.
وأضاف أنّ "هناك تفاهما متينا مع حلفائنا حول التهديد في المنطقة. ولدينا القدرة للدفاع عن بلدنا".
ويأتي القرار الأميركي في توقيت تسعى فيه إدارة الرئيس جو بايدن إلى تهدئة التوترات مع إيران بعدما تصاعدت حدّتها في العام 2019 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وحملة "الضغوط القصوى" التي أطلقها ضد طهران.
ولم يكشف المالكي عدد بطاريات صواريخ باتريوت التي لدى المملكة. وفي نيسان/أبريل أعلنت اليونان أنها ستزوّد السعودية ببطارية صواريخ باتريوت لحماية بناها التحتية وذلك بموجب اتفاق إعارة.
وحاولت وسائل إعلام اسرائيلية، في وقت سابق، أن تسوّق لمنظومة تل أبيب الدفاعية "القبة الحديدية" قبل الحرب الأخيرة في قطاع غزة، التي اهتزت خلالها صورة المنظومة ذائعة الصيت.
وتقود السعودية منذ 2015 تحالفا عسكريا دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً التي فرت خارج البلاد، منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في 2014.
تصعيد جوي حوثي
وتتعرض مناطق عدة في السعودية لهجمات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة مفخخة تنطلق من اليمن باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية.
وتعتمد السعودية في الدفاع عن أراضيها بوجه هذه الهجمات على بطاريات صواريخ باتريوت الأميركية.
والسبت اعترضت السعودية ما مجموعه 17 طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون، وهو العدد الاكبر الذي يطلقه المتمردون في يوم واحد منذ بداية النزاع، وفق المالكي.
وقال مسؤول محلي إنّ السعودية غير قادرة على تغطية كل أراضيها بصواريخ باتريوت، مشددا على "عدم وجود هدف عسكري هنا"، ومتّهما الحوثيين بـ"تعمّد" استهداف المدنيين.
التهديد الصيني
ورأت وسائل إعلام مقرّبة من إيران أنّ قرار سحب منظومات الدفاع الجوي، تجري في الوقت الذي تخوض فيه بعض الدول، مثل السعودية، حربا ضد اليمن منذ كثر من 6 سنوات، ومازالت هذه الحرب قائمة.
ولمّحت صحيفة الشفق أنّ مخاطر هذه الهجمات آخذة تتسع، مع تمكن [الحوثيين] من قصف اغلب مناطق السعودية، حد وصفها.
ووفقا للصحيفة فإنّ من أبرز الأسباب التي تدفع واشنطن لاتخاذ مثل هذه الخطوة، هي انخفاض أهمية منطقة الخليج بالنسبة لواشنطن، بعد اكتشاف النفط الصخري في أمريكا.
ووفقا للصحيفة فإنّ أولويات أمريكا تجاوزت منطقة الشرق الأوسط وتحوّلت إلى الشرق الأدنى، "بهدف مواجهة الصين، القوة الاقتصادية والعسكرية الصاعدة، التي تنافس أمريكا على قيادة العالم مستقبلا، لاسيما بعد أن قامت الصين ببناء قوة عسكرية ضخمة، رأت فيها أمريكا تهديدا لحلفائها مثل اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين وتايوان، وأستراليا."
وبدأ الرئيس الأمريكي “جو بايدن” في تقليص الوجود العسكري لبلاده في الشرق الأوسط. وجرى سحب حاملة طائرات وأنظمة مراقبة وما لا يقل عن 3 بطاريات “باتريوت” مضادة للصواريخ من منطقة الخليج، كجزء من استراتيجية شاملة لنقل القدرة العسكرية الأمريكية إلى مكان آخر لمواجهة الصين.
شهية النفوذ الإيراني
ومن شأن الخطوة الأمريكية أن تفتح شهية النفوذ الإيراني في المنطقة، لتحقيق مزيد من التدخل وتصعيد التهديدات ضد خصومه التاريخيين من خلال وكلائه في اليمن والعراق ولبنان.
الجدير بالذكر أنّ القرار الأمريكي جاء متزامنا مع وصول الرئيس الإيراني (المنتخب) إبراهيم رئيسي، المتهم وفقا لمنظمات حقوق الإنسان بقتل آلاف المعارضين في الثمانينات. ورئيسي صاحب موقف متشدد تجاه البرنامج النووي الإيراني. وأثار وصوله للسلطة مخاوف اسرائيل.
وهنأت جميع الدول الخليجية انتخاب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي باستثناء المملكة العربية السعودية. وكذلك فعل الحوثيون.
ويأتي نصعيد الحوثيين ضد المملكة ومأرب في شمال اليمن، في وقتٍ تبذل فيه الأمم المتحدة وواشنطن وعواصم إقليميّة جهوداً دبلوماسيّة كبرى توصّلاً إلى وقف للنار بين أطراف النزاع في اليمن.
والثلاثاء الماضي أقر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث خلال جلسة لمجلس الأمن بفشل جهوده في وضع حد للحرب الدائرة في البلاد، وذلك في ختام مهمّة استمرت ثلاث سنوات.
وخلّف النزاع عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة، وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب وصف الأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح ملايين الأشخاص وتركَ بلداً بأسره على شفا المجاعة.
- المصادر: سوث24 للأخبار والدراسات، رويترز
- الصورة رويترز