07-07-2021 الساعة 2 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| عتق
جُرح واعتقل العشرات من المدنيين بينهم أطفال، جراء حملة قمع نفذتها القوات الأمنية الموالية لحزب الإصلاح في الحكومة اليمنية، الأربعاء، خلال مظاهرات سلمية واسعة خرجت في عموم مناطق ومدن محافظة شبوة، لإحياء ذكرى "يوم الأرض" 7 يوليو، ولتجديد المطالبة باستقلال جنوب اليمن.
ووفقًا لمصادر محلية وحقوقية وإعلامية، أسفرت "الاعتداءات" الأمنية عن سقوط 6 جرحى، نتيجة إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين في مديرية بيحان، واعتقال 43 مدنيًا في سوق عتق القديم وستة معتقلين في مديرية نصاب، بينهم قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي بشبوة.
وقالت مصادر ميدانية لـ"سوث24 إنّ القوات الموالية للإصلاح اعتقلت رئيس انتقالي مديرية عتق ناصر مقلم الخليفي، ونائبه التربوي سيلان حنش بعد مداهمة الشقة التي يسكن فيها، وحاصرت القوات منزل رئيس الدائرة الجماهيرية لانتقالي مديرية نصاب بشبوة، واعتقلت ابنه حمزة، كما اعُتقل مدير الإدارة الإعلامية لانتقالي مديرية بيحان طه حدير، ومدير إدارة الشباب والطلاب بانتقالي مديرية رضوم ناصر المهري.
وأفادت مصادر ميدانية لـ "سوث24" أن 18 طقم عسكري، و5 مدرعات ومصفحات، اقتحمت ساحة فعالية عرماء منتصف الليلة الماضية، وداهمت القوات اليمنية الموالية للإصلاح مقر فعالية عتق ورضوم، وأطلقت النار باتجاه المتظاهرين، وقصفت منازل المدنيين في مديريتي حبان وميفعة، ومنعت القوات وصول المتظاهرون إلى موقع فعالية مديرية الروضة ونصاب، واستحدثت عددًا من نقاط التفتيش.
ودارت اشتباكات صباح اليوم بين قبائل مديرية الصعيد ومسلحين تابعين لحزب الإصلاح كانوا قد هاجموا فعاليات سلمية في المديرية، بحسب فيديوهات مصورة، حيث تم على إثرها نقل تظاهرة مديرية الصعيد من المسحاء إلى وادي يشبم، وفعالية مديرية عرماء إلى مديرية الطلح.
كما نشر نشطاء فيديو أظهر إطلاق عربة عسكرية حكومية الرصاص الحي على المتظاهرين في مدينة بيحان، أدى لإصابة ستة أشخاص.
وردد المتظاهرون في منطقة عبدان بمديرية نصاب شعارات تطالب برحيل القوات الشمالية من شبوة.
وأبرزت الصور الميدانية تظاهرة جابت أحياء مدينة عتق مركز محافظة شبوة، رغم الانتشار والحصار المطبق على المدينة من قبل القوات الموالية للإصلاح. ورصدت الصور تجمعات سلمية كبيرة في مناطق عبدان، وسوط بلعيد، وخورة، والصعيد، وعسيلان، ومرخة، ووادي يشبم وبيحان بمحافظة شبوة، رفعت الأعلام الوطنية لجنوب اليمن، وشعارات المجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي كلمة فجر الأربعاء لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي بمناسبة ذكرى "اجتياح الجنوب" عام 1994، قال إنّ "ثورة الجنوب هدفت لتغيير الواقع المرير، وهو ما تحقق في عدد من المحافظات، وجار تحقيقه في شبوة ووادي حضرموت"، وأكد أن "لا سلام مستدام في الجنوب واليمن والمنطقة، إلا بإقرار حقوق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة". (1)
وأرسل الزبيدي لقادة دول التحالف العربي إشارة للسياسة الخارجية التي يتبناها الانتقالي، والمتمثلة في "واحدية المصير المشترك مع السعودية والإمارات والخليج عموما"، وأضاف: "نأمل من الأشقاء في السعودية رعاة اتفاق الرياض ممارسة الضغط على الطرف الآخر لإيقاف كافة أشكال التصعيد"، في حين اتهم متظاهرون بمدينة عتق اليوم التحالف بقيادة السعودية بـ"الصمت"على"ذبح" شبوة.
وقال خبراء عسكريون لـ "سوث24" أنّ عربات ومدرعات عسكرية جديدة سعودية شوهدت اليوم في عتق، خلال حملة الأمن لقمع التظاهرات السلمية بالمدينة. (2)
وكانت اللجنة الأمنية التابعة للإصلاح بمديرية عسيلان أمس، قد أعلنت "عدم قبولها دعوات الفوضى والتخريب في المديرية" حد تعبيرها، مؤكدة " على الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه إقلاق السكينة العامة، أو التحريض ضد السلطة المحلية والمؤسسات الأمنية".
جانب من تظاهرة شعبية مؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي في مديرية حطيت بشبوة، الأربعاء (نشطاء)
وقال رئيس خارجية الانتقالي الجنوبي محمد الغيثي أنّ "التحركات السلمية لأبناء شبوة لن يرهبها القمع وسوف تستمر"، داعيًا "الجميع في الداخل والخارج إلى تسجيل موقف شجاع تجاه ما يجري في شبوة".
من جانبها، أدانت 15 منظمة مجتمع مدني جنوبية في بيان مشترك لها اليوم، "القمع بحق المتظاهرين السلميين"، وحمّل البيان القوات العسكرية الخاصة بقيادة العقيد عبدربه لكعب، ومحافظ شبوة الموالي للإصلاح محمد بن عديو "مسؤولية هذه الانتهاكات".
وطالب البيان الرئاسة اليمنية "بسرعة إطلاق سراح المعتقلين، وانصاف الضحايا" ودعا قيادة التحالف العربي إلى "تحمل مسؤولية إحلال الأمن والسلام في محافظة شبوة وحماية الأهالي من بطش وقمع القوات العسكرية" التابعة للسلطات اليمنية. وأكد البيان ضرورة توثيق الانتهاكات في "السجل السيئ للحكومة اليمنية" من قبل مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والمنظمات الدولية.
وأظهر مقطع مصور رجال أمن في عتق وهم يعتدون بأعقاب البنادق على متظاهر سلمي، بعد اقتحام ساحة الفعالية في سوق عتق القديم، وتدمير محتوياتها.
وشهدت مديرية لودر بمحافظة أبين تظاهرة حاشدة، بمناسبة ذكرى 7 يوليو. وأعلن المتظاهرون تجديد موقفهم المطالب باستعادة دولة جنوب اليمن، التي كانت قائمة حتى 1990.
7 يوليو 1994
وللمرة الأولى كشف الأكاديمي والمراسل الحربي المغربي توفيق جزوليت، الذي غطى حرب 1994 بين اليمن الشمالي والجنوبي لقناة mbc، أنّ "الملك فهد استدعاه لمقابلته في جده، وطلب منه العودة إلى عدن ليبلغ قيادة الجنوب بأنه سوف يدعمهم؛ لكن الذي حدث هو سقوط مدينة عدن بيد القوات الشمالية في اليوم التالي للقاء".
وضمن حديثه أمس في حلقة برنامج "خط أحمر" على قناة "الغد المشرق" قال جزوليت أنه "شاهد خلال انتقاله من عدن إلى المكلا بحرًا؛ العديد ممن حاربوا في أفغانستان من جنسيات مختلفة استقطبهم التجمع اليمني للإصلاح للقتال ضد الجنوب؛ مدعومين بالفتاوى التكفيرية - حد وصفه - التي أطلقها قادة إصلاحيون ضد الجنوبيين، والتي طالته أيضًا كمراسل حربي بفتوى صدرت عن عبدالمجيد الزنداني".
وتتزامن انتفاضة الجنوبيين هذا العام في ظل تصاعد التوتر في المحافظات الجنوبية، نتيجة اشتباكات لقوات حكومية تابعة للإصلاح مع قبائل في أبين قبل أيام، وتزايد هجمات "إرهابية" لتنظيم القاعدة على قوات الحزام الأمني ونقاط الأمن.
وردًا على اعتقال قيادات المجلس الانتقالي في حضرموت خلال تواجدهم في محافظة شبوة الشهر الماضي، أعلن الانتقالي عن "تعليق مشاركة وفده في مشاورات اتفاق الرياض"، وصرح المتحدث باسم المجلس الانتقالي علي عبدالله الكثيري أن ذلك "تحد صارخ على الحقوق السياسية والمدنية".
في الوقت ذاته استكملت الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت إجراءاتها التحضيرية لفعالية إحياء يوم الأرض الجنوبي في مدينة سيئون بوادي حضرموت غدًا الخميس، وانتهت بتشكيل لجان ميدانية لإنجاح التظاهرة، وفقا لمصادر محلية.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
- الصورة: صورة مجمّعة لعدة تظاهرات شعبية حدثت اليوم في عدة مديريات بمحافظة شبوة (سوث24 / نشطاء)
قبل 3 أشهر