23-07-2021 الساعة 4 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| عدن
قالت مصادر لـ"سوث 24" أن جماعة الحوثي باتت على مقربة من التوغل باتجاه محافظات جنوب اليمن من ثلاث جبهات، بعد انسحاب قوات هادي الموالية للإصلاح من محافظة البيضاء، التي تشترك حدوديًا مع شبوة ولحج، وأبين.
وأكدت المصادر أن جماعة الحوثي تقدمت من جهة البيضاء يوم أمس نحو محافظة شبوة جنوب اليمن، بعد سيطرتهم على "عقبة القنذع" على مشارف بيحان، مما تسببت بمعارك أدت إلى مقتل 5 وإصابة 6 آخرين من أبناء شبوة.
وشن الحوثيون هجومًا مكنهم من بسط نفوذهم على "عقبة القنذع" الاستراتيجية التابعة لمديرية نعمان بمحافظة البيضاء، التي تضم سلسلة جبلية تطل على مديرية بيحان بمحافظة شبوة، في حين قصف طيران التحالف العربي تعزيزات للحوثيين في المكان، بحسب وسائل إعلام سعودية.
وفيما كانت قوات هادي التابعة للإصلاح قد نفذت عملية "النجم الثاقب" التي نقلت ثقل الحرب من جبهات مأرب إلى البيضاء مطلع شهر يوليو الحالي، مما مكنها من السيطرة على مديريتي الزاهر والصومعة بمحافظة البيضاء، إلا أنّ هذا الانتصار المؤقت لم يدم طويلاً، حيث استعاد الحوثيون "الزاهر" بهجوم معاكس.
وتمكن الحوثيون من استعادة سيطرتهم على مناطق واسعة في محافظة البيضاء في عملية عسكرية أسموها "النصر المبين" منتصف الشهر الحالي، واستطاع الحوثيون الأربعاء الماضي إحكام قبضتهم على "الجريبات" بمديرية النعمان، و"فضحة" بمديرية الملاجم، مما مهد لهم الطريق نحو كسب المزيد من مناطق النفوذ.
وقالت "قناة المسيرة" التابعة للحوثيين أنّ التحالف العربي شن 6 غارات جوية على "مديرية ناطع" بمحافظة البيضاء، في حين لا تزال المعارك مستمرة في مناطق متفرقة في مديريتي "ناطع" و"الملاجم"، وسط محاولات حوثية لبسط نفوذهم في محافظة شبوة الجنوبية من بوابة مديرية "نعمان"، كذلك بالتمدد نحو محافظتي لحج، وأبين.
ويرى محللون أنّ انسحاب قوات هادي الموالية للإصلاح من "عقبة القنذع" يثير التساؤلات، بمنح الحوثيين الأفضلية الاستراتيجية للهجوم على بيحان، وفتح مسار آمن أمام الحوثيين للتوغل مرة أخرى إلى المحافظات الجنوبية، بعد أن حررت المقاومة الجنوبية بيحان من قبضة الحوثيين في ديسمبر 2017.
يأتي ذلك بعد اشتباكات دامية بين القوات الخاصة وقوات الأمن العام بمحافظة شبوة خلال الأسبوع الماضي.
الحوثيون الذين يسيطرون على البيضاء منذ أكتوبر 2014 عقب اجتياحهم لصنعاء وبقية محافظات شمال اليمن، يطمعون في السيطرة على بيحان جنوب اليمن؛ كونها على مفترق طرق بين ثلاث محافظات مأرب، والبيضاء، وشبوة، إضافة إلى أهميتها النفطية والغازية.
خذلان حكومي
وعلى ما يبدو أن الحوثيين استفادوا من سيطرة القوات الحكومية الموالية للإصلاح على محافظة شبوة، حيث يمثل التقدم الحوثي باتجاه بيحان مكسب للجانبين، فالحوثي يطمع بالعودة إلى بيحان التي كانت جزءًا من نفوذه السابق في شبوة قبل أن يتم تحريرها، في حين تريد القوات الحكومية الموالية للإصلاح أن تضغط على المجلس الانتقالي جراء هذا التهديد للمحافظات الجنوبية، مما قد يتسبب في تعثر اتفاق الرياض.
وكانت القوات الحكومية الموالية للإصلاح قد أرسلت تعزيزات عسكرية إلى شقرة قادمة من مأرب، ولم ترسل أي تعزيزات إلى جبهات القتال مع الحوثيين، واتضحت سياسات حكومة هادي في شبوة منذ سيطرتها عليها أواخر أغسطس 2019 بالهجوم على "النخبة الشبوانية".
وقال مساعد الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي في تغريدة له على "تويتر"، في الوقت الذي يتقدم فيه الحوثي صوب بيحان، تنشغل قوات هادي التابعة للإصلاح بالتعزيز إلى شقرة، "في سيناريو يبدو واضحًا لكل ذي بصيرة، أن الجنوب هو الهدف المشترك".
وبحسب مراقبين أربكت مظاهرات شبوة التي دعا لها للمجلس الانتقالي الجنوبي في ذكرى يوم الأرض الجنوبي 7 يوليو طرف اتفاق الرياض الآخر، الذي قمع المتظاهرين السلميين بذريعة تقويض الأمن العام.
وبحسب محللين استغلت جماعة الحوثي احتدام الخلاف بين طرفي اتفاق الرياض، مما عزز آمال الحوثيين بالعودة إلى الجنوب، في ظل تخاذل قوات هادي التابعة للإصلاح، إذ بات المجلس الانتقالي الجنوبي الوحيد المستهدف والمدافع عن الجنوب.
جبهة يافع
فالتوغل الحوثي من محافظة البيضاء الحدودية أصبح يهدد أيضًا مديرية يافع في محافظة لحج جنوب اليمن، حيث تصدت القوات الجنوبية المسلحة اليوم لمحاولة تسلل لجماعة الحوثي من وادي المضبي باتجاه منطقة برمان في منطقة الحد بيافع.
وأكدت مصادر لـ"سوث 24" عن إعطاب طقم تابع للحوثيين في الوقت الذي أسفرت فيه الاشتباكات عن سقوط خمسة من عناصر الحوثي، فيما استشهد الجندي فارس الشوحطي اليافعي من صفوف القوات الجنوبية.
وأشارت مصادر محلية إلى سقوط عدد من قذائف الهاون والمدفعية في القرى القريبة من منطقتي برمان بمديرية الحد بلحج والحدق بمديرية سباح بأبين.
وأكدت المصادر عدم وقوع ضحايا من المدنيين وقوبل الهجوم الحوثي بتعزيزات عسكرية بكتيبين من قوات الدعم والإسناد بمديرية الحد وكتيبة ثالثة انطلقت باتجاه سباح لتأمين الشريط الحدودي ليافع.
- مركز سوث24
- الصورة: خريطة مقتطعة من جوجل توضّح المسافة من "عقبة القنذع" بالبيضاء، التي سيطر عليها الحوثيون، إلى مدينة بيحان بمحافظة شبوة، جنوب اليمن (سوث24)