29-09-2021 الساعة 5 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | القاهرة، أبوظبي
أجرى مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، زيارة شملت السعودية والإمارات، ولاحقا مصر، لمناقشة الصراع في اليمن بالإضافة إلى الأمن في القرن الأفريقي و "التحديات الإقليمية والعالمية".
وأنهى سوليفان هذا الأسبوع زيارة الى السعودية والامارات برفقة المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، ومبعوث بايدن إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك.
ووفقا للوكالة الرسمية الإماراتية (وام) اجتمع سوليفان الثلاثاء مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد.
وقالت الوكالة أنّ اللقاء تناول "العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى التطورات في المنطقة، والعمل المشترك لدعم السلام والاستقرار فيها".
واجتمع سوليفان في السعودية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وعدد من المسؤولين السعوديين.
ونقل تلفزيون الشرق السعودي عن مسؤول في الادارة الامريكية قال أنّ الجانبين "أجريا نقاشا تفصيليا حول الصراع في اليمن، وأيد الجانبان جهود مبعوث الامم المتحدة الجديد إلى اليمن هانس جروندبرغ واتفقا على تكثيف الجهود الدبلوماسية مع كافة الأطراف".
وقال مسؤول أمريكي كبير إن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، أجرى مناقشات مفصلة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بشأن الصراع بين السعودية والمتمردين الحوثيين في اليمن.
ونقلت وكالة "بلومبيرغ" عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه أن سوليفان و "بن سلمان" اتفقا على تكثيف المشاركة الدبلوماسية، وسط مساعي البيت الأبيض من أجل وقف إطلاق النار في اليمن.
وأفادت الوكالة، مساء الثلاثاء، بأن المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينغ شارك في الاجتماع، مضيفة أنه من المتوقع أن يبقى في المنطقة لإجراء مشاورات لاحقة.
كما نقلت عن المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي قولها إن محادثات جيك سوليفان في السعودية "ركزت فعلياً على اليمن".
وسوليفان وفق "سي إن إن عربية" سيكون "أكبر مسؤول أمريكي يزور المملكة خلال عهد إدارة جو بايدن"، الذي تسلم السلطة مطلع العام الجاري.
وقال موقع اكسيوس الأمريكي أنّ البيت الأبيض يسعى لإبقاء الزيارة غير بارزة. ولم يتم نشر أي صورة لسوليفان ومحمد بن سلمان.
ووفقا للموقع، فقد تم الاجتماع مع ولي العهد، ونائب وزير الدفاع خالد بن سلمان، ووزير الداخلية عبد العزيز بن سعود بن نايف، ووزير الحرس الوطني عبد الله بن بندر، ووزير الدولة ومستشار الأمن القومي مصطفى العيبان.
ولم تتطرق الصحف السعودية لنتائج زيارة المسؤول الأمريكي.
لكن صحيفة "الرياض" السعودية البارزة ذكرت في افتتاحيتها بعنوان “واشنطن وحلفاؤها” أن الولايات المتحدة "لم تنجح لغاية الآن في خلق استراتيجية شرق أوسطية تضع مصالح حلفائها في عين الاعتبار". وأضافت "لكي يتم تبديد شكوك حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، ومواجهة الخصوم بشكل أفضل، سيتعين على إدارة بايدن القيام بدمج استراتيجياتها الخاصة بكل بلد في نهج شامل لتحقيق أهداف أكبر، من خلال تغيير القناعات ورفض الإذعان للمطالب المستهجنة الإيرانية بخصوص الاتفاق النووي، وإيجاد أساليب مبتكرة لإظهار الالتزام الأمريكي تجاه الحلفاء والأصدقاء في محاربة الإرهاب والهيمنة الإيرانية في المنطقة”.
وأضافت الصحيفة: “من دون استراتيجية شاملة وسريعة يشارك فيها الحلفاء، سيساهم الفراغ الناتج عن غيابها في تدهور الوضع في الشرق الأوسط، حيث شهدنا عبث الميليشيات الإيرانية في العراق وسورية واليمن ولبنان، عدا عن مصرع مئات الآلاف من سكان هذه الدول ونزوح الملايين، حيث لم يكن ذلك ليحصل لولا استغلال إيران ووكلائها الثغرات في ظل غياب استراتيجية أمريكية رادعة”.
تأكيد على المبادرة السعودية
ومساء اليوم الأربعاء، بعد نشر هذا التقرير بالفعل، أعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، عن اللقاء الذي جمع بن سلمان بجيك سوليفان، مساء الاثنين الماضي.
وفي الشأن اليمني، قالت (واس) أنّ ولي العهد السعودي أكّد "على مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية والتي تتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، ودعم مقترح الأمم المتحدة بشأن السماح بدخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، وفتح مطار صنعاء الدولي لرحلات من وإلى محطات مختارة، إضافة إلى الرحلات الإغاثية الحالية، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية بناء على المرجعيات الثلاث برعاية الأمم المتحدة."
ووفقا للوكالة، أكد السيد سوليفان "التزام الولايات المتحدة التام بدعم دفاع السعودية عن أراضيها ضد كافة التهديدات بما في ذلك الهجمات الصاروخية والمسيرة المدعومة من إيران".
كما أكّد سوليفان تأييد الرئيس بايدن "لهدف المملكة بالدفع نحو حل سياسي دائم وإنهاء النزاع اليمني".
تهديدات الحوثيين
يأتي ذلك في الوقت الذي تقترب فيه جماعة الحوثي المدعومة من إيران، من مدينة مأرب، آخر معقل للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في شمال اليمن.
كما غزى الحوثيون جنوب اليمن، منتصف الشهر الجاري، وسيطروا على مديرتي بيحان والعين شمال محافظة شبوة، بعد انسحاب القوات الحكومية الموالية للإسلاميين.
وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، القوة الأبرز في الجنوب، عن "حالة طوارئ" ودعا قواته لـ "التعبئة العامة" لمواجهة الحوثيين.
وقالت مصادر مطلعة لـ "سوث24" أنّ المجلس الانتقالي يجري مشاورات مع قادة عسكريين جنوبيين في الشرعية لتدارس الخطوات الضرورية لمواجهة الأخطار التي تهدد الجنوب. ولم تكشف المصادر عن نتائج هذه المشاورات.
وقال خبراء لوكالة فرانس برس الثلاثاء، أنّ سقوط مدينة مأرب بقبضة الحوثيين من شأنه أن يغير مسار الحرب في اليمن، ويشجعهم على التقدّم نحو الجنوب.
وصفت الأمم المتحدة الوضع في اليمن الذي يمزقه الصراع بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم. وأدخلت الحرب المستمرة منذ سبع سنوات البلد في أزمة اقتصادية أدت إلى نقص الغذاء.
وتعهدت الولايات المتحدة والسعودية، التي تقود تحالفا عسكريا لقتال جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، بتقديم ملايين الدولارات كمساعدات إضافية كما فعلت دول أخرى.
واتخذ الرئيس الأمريكي جو بايدن موقفا أكثر صرامة من السعودية بالمقارنة مع سلفه دونالد ترامب وانتقد المملكة على سجلها لحقوق الإنسان.
ضمان الأمن المائي لمصر
وفي مصر جدد مستشار الأمن القومي الأمريكي، التزام الإدارة الأمريكية ببذل الجهود من أجل ضمان الأمن المائي المصري، وذلك على نحو يحفظ الحقوق المائية والتنموية لكافة الأطراف، وفقا لصحيفة الأهرام الرسمية البارزة.
وقالت الصحيفة أنّ الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم، استقبل جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي، بحضور سامح شكري وزير الخارجية والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة" بالإضافة إلى مسؤولين أمريكيين آخرين.
وكان البيت الأبيض قد أعلن الثلاثاء أنّ "سوليفان سيصل العاصمة المصرية برفقة منسق البيت الابيض الى الشرق الاوسط وشمال افريقيا بريت ماكغورك، لعقد اجتماعات رسمية الأربعاء" وأكد البيت الابيض على أن "الوفد الامريكي سيناقش مع المسؤولين المصريين دعم الانتخابات في ليبيا والامن القومي، بما في ذلك في القرن الافريقي".
وأعلنت الرئاسة المصرية عن توافق مصري أمريكي بشأن الانتخابات الليبية وسحب المرتزقة والقوات الأجنبية.
وكانت إميلي كورن المتحدثة باسم المجلس القومي الأمريكي قد قالت في بيان، الاثنين الماضي، أن سوليفان سيجتمع مع "زعماء بارزين بشأن نطاق من التحديات الإقليمية والعالمية".
ولم يتضح ما إذا كانت هذه الزيارة قد نجم عنها توافق بخصوص القضايا الأكثر إلحاحا في المنطقة كملف الحرب في اليمن.
- المصادر: مركز سوث24 (مصادر إضافية: رويترز، الأهرام، الخليج اون لاين، وام)
- الصورة: صحيفة البيان الإماراتية