22-10-2021 الساعة 12 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | قسم الترجمات
نقلت صحيفة العرب ويكلي الصادرة من لندن، عن مصادر سياسية يمنية، أنّ الجهود الدبلوماسية الامريكية لوقف الحرب والضغط من أجل التوصل إلى تسوية سياسية في اليمن تكثفت مؤخرا في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى التوصل إلى اتفاق اقليمى يمكن أن يتضمن اتفاقا مع إيران حول برنامجها النووى.
وأشارت المصادر إلى أن التطورات الأخيرة بشأن الحوار الحالي بين الرياض وطهران من المرجّح أن تكون قد شجعت الإدارة الأمريكية على ربط تحركاتها بشأن النزاع اليمني بمحادثاتها غير المباشرة مع النظام الإيراني حول استعادة الاتفاق النووي بين القوى الغربية وطهران.
ويعتقدون أن هذه الصلة كانت وراء زيارات الدبلوماسيين الامريكيين لليمن والسعودية.
التقى وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، الأربعاء في العاصمة السعودية الرياض الممثل الأميركي الخاص لدى إيران روبرت مالي.
وقالت الوكالة اليمنية الرسمية أن المبعوث الاميركي اطلع مبارك "على آخر التطورات في المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة حول البرنامج النووي الإيراني" و"أكد على أهمية مواصلة وتعزيز الجهود لإنهاء الحرب وتحقيق السلام في اليمن".
وقالت الوكالة أن وزير الخارجية اليمني شدد على "الدور الخبيث الذي تلعبه إيران في اليمن والذي يهدد الاستقرار ويقوّض أي فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية وسلام شامل وعادل في اليمن".
وخلال جولته الإقليمية، زار روبرت مالي الرياض وأبو ظبي والدوحة، في إشارة واضحة إلى أنّ جدول أعمال الزيارة تضمن قضية الحرب في اليمن ومناقشة الصراع مع اللاعبين الإقليميين المؤثرين.
وتتزامن جهود المبعوث الأمريكي إلى إيران مع حملة دبلوماسية مكثفة بقيادة المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، الذي اختتم زيارته للمنطقة باجتماعات في مسقط مع مسؤولين عمانيين.
وفي الوقت نفسه، زار مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز غروندبرغ، مسقط حيث التقى مسؤولين عمانيين وممثلين عن الحوثيين.
لكن مراقبين يمنيين يقولون إنّ الجهود الدبلوماسية للأمم المتحدة والولايات المتحدة يعوقها التصعيد العسكري الحوثي على الأرض، الذي لا يمكن إلا أن يؤجج المزيد من التوترات السياسية والعسكرية في الأزمة اليمنية ولا يساعد في الوساطات نحو التسوية.
ويعتقد المحللون أنّ واشنطن تعتمد على محادثاتها غير المباشرة مع طهران لتحقيق مستوى من التقدم بشأن اليمن في حين يبدو أنّ النظام الإيراني يستخدم بطاقة الحوثيين لانتزاع المزيد من التنازلات. ومع ذلك، لا توجد مؤشرات على مقترحات بناءة من المرجح أن يطرحها الحوثيون على الطاولة.
وقال عزت مصطفى، رئيس مركز فنار لأبحاث السياسات، لصحيفة "عرب ويكلي": "إّن استخدام إيران لوكلائها في المنطقة خلال محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن برنامجها النووي هو ورقة ضغط قوية في يد طهران، سواء فشلت المفاوضات حول استئناف الاتفاق النووي أو نجحت".
وحول الصلة بين المحادثات النووية الإيرانية والقضية اليمنية، أضاف مصطفى أن "التصعيد العسكري للحوثيين في مأرب وإطلاق طائرات دون طيار وصواريخ باليستية باتجاه السعودية يهدف إلى مساعدة طهران في المناقشات حول برنامجها النووي، لأنها تمنح الصراع اليمني بُعدا إقليميا وتحسّن فرص طهران في تحقيق أهدافها الدولية".
وأضاف مصطفى: "قضية التسوية السياسية في اليمن هي أقوى ورقة ضغط في يد إيران".
وأشار رئيس مركز الفنار إلى أنّ "الإدارة الأمريكية تسعى إلى إبرام تسوية سياسية في اليمن تتوافق مع طبيعة مفاوضاتها مع إيران بشأن البرنامج النووي. من ناحية أخرى، يأمل الحوثيون في الاستفادة بشكل غير مباشر من الضغوط الأمريكية التي يرون أنها تمارس لصالحهم".
وقلل محللون من شأن التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات على الحوثيين بعد التصعيد العسكري الأخير في مأرب، مؤكدين أن صنّاع السياسة الأمريكيين لا يزالون يتعاملون مع الأزمة اليمنية كقضية ثانوية يمكن حلها في إطار اتفاق إقليمي شامل. ويضيف المحللون أنّ هذا يمنح الميليشيات الحوثية هامشا واسعا من المناورة في إطار عملية السلام في الوقت الذي تستمر فيه في خططها العسكرية وتخلق أمرا واقعا على الأرض.
- المصدر بالإنجليزية: عرب ويكلي
- عالجه للعربية: مركز سوث24
- الصورة: اسوشيتد برس
قبل 3 أشهر