01-11-2021 الساعة 4 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | سبوتنيك
أتت عملية التفجير أمام إحدى بوابات مطار عدن أمس السبت، كواحدة ضمن سلسلة من التفجيرات خلال الأسابيع الأخيرة في المناطق الجنوبية من البلاد، الأمر الذي يعني أن الجنوب بات أرضا خصبة للقيام بمثل هذه العمليات، التي تحظى باهتمام إعلامي كبير محليا ودوليا.
هذه العملية فتحت الباب أمام أسئلة عن الرسائل والأهداف التي تحملها مثل تلك العمليات في اليمن.
شهد الجنوب اليمني عدة أحداث دامية خلال الأسبوعين الماضيين، راح ضحيتها العشرات ما بين قتيل وجريح في كريتر والتواهي بعدن، علاوة على تفجيرات سيئون بحضرموت، والمثير للانتباه هو تزامن تلك الأحداث مع عودة رئيس الحكومة.
الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات حول من يقف وراء تلك العمليات وماذا يريد.. وإلى متى تستمر وهل هي إرهابية أم سياسية؟
بداية يقول، المحلل السياسي اليمني، الدكتور علي الخلاقي، إن التفجير الأخير الذي استهدف مطار عدن الدولي، هو انعكاس للأعمال العدائية التي تستهدف أمن واستقرار المحافظة وما حققته القوات المسلحة الجنوبية وقوات الأمن من سيطرة على الأوضاع خلال الفترة الماضية، وغالبا ما تحدث تلك العمليات عندما يكون هناك هدوء.
تضرر المدنيين
ويضيف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن ما يؤسف له أن التفجير الأخير أضر بالمواطن العادي، واستهدف المواطنين والأطفال الذين كانوا على قارعة الطريق، هذا الأمر يكشف جوهر من يقفون وراء تلك العمليات، واعتقد أن التفجير الأخير عبارة عن رسالة للقوات الأمنية لكي تواصل تلك القوات حملتها لجمع السلاح بمختلف أنواعه، ليس فقط من الأماكن المشبوهة، بل وحتى من المنازل.
وأشار الخلاقي، إلى أن عدن أصبحت مخزن أسلحة خلال السنوات الماضية، ما سهل لمثل تلك القوى الغاشمة أن تستخدم تلك الأسلحة في أي لحظة، إن لم يكن هناك استمرار لعملية مكافحة أمنية للتسلح وأوكار تلك الجماعات الإرهابية.
وحول علاقة تلك التفجيرات بالخلافات السياسية في الجنوب يرى المحلل السياسي، أن كل الاحتمالات واردة في ظل الخلافات السياسية، وقد تستخدم مثل تلك التفجيرات لتثبت أن عدن تحت سيطرة الانتقالي غير آمنة، وأزعجهم أيضا أن المحافظة قد احتضنت في الأسابيع الأخيرة لقاءات المبعوث الأوروبي وقبلها عودة الحكومة وزيارة المبعوث الأممي، حيث إن مثل تلك العمليات والتي تتكرر باستمرار، تحتاج إلى يقظة أمنية، مع وضع شبكة كاميرات في كل شوارع العاصمة، لأن استهداف المناطق الحيوية يثير الكثير من ردود الأفعال محليا وإقليميا ودوليا.
مناخ ملائم
من جانبه قال القيادي في الحراك الجنوبي اليمني، عبد العزيز قاسم، إن الحرب الدائرة والخلافات السياسية تعد مناخا مناسبا جدا لمثل تلك التفجيرات الإجرامية الإرهابية.
ويضيف في حديثه لـ"سبوتنيك"، لا شك أن زيارة المبعوث الأوروبي إلى عدن قبل أسبوعين، والتقارب بين قوات تابعة لطارق صالح وقوات تابعة للانتقالي برعاية سعودية، علاوة على تصريحات رئيس المجلس الانتقالي لصحيفة عكاظ السعودية، وهذه التفجيرات ليست الأولى ولا أعتقد أن تكون الأخيرة.
وأكد قاسم أن الوضع بالفعل غير مستقر، وهناك رغبة لدى بعض العناصر بعدم استقرار عدن، والإشكالية تكمن في أن الحرب تشكل مناخا مناسبا لمثل تلك العمليات، كما أن الحديث عن التسويات قد يدفع جهات بعينها للعمل على تفجير الأوضاع، نظرا لأن عملية التسوية قد لا تستهوي بعض الفئات.
وأوضح القيادي الجنوبي، أن المسألة متشابكة ومعقدة، وتحتاج إلى تسوية عادلة تطرح من خلالها القضايا بكل وضوح بعيدا عن التحالفات والتحزبات التي تضر جميع الأطراف، فالأمر قد يكون تصفية حسابات سياسية من جانب بعض القوى التي ترى أن الاستقرار قد يشكل ضررا بالنسبة لها، وهنا يمكن أن يتحول الإرهاب ذريعة لتحقيق أهداف تلك الجهات.
وقد أكدت اللجنة الأمنية بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن، مساء أمس السبت، قيامها بالإجراءات والتدابير اللازمة المتعلقة بالتحقيق في ملابسات الحادثة التي استهدفت مطار عدن، مشيرة إلى أن وحداتها وأجهزتها المتخصصة مستمرة في تتبع العناصر المتورطة والضالعة في هذا العمل الجبان، ونشرت صورا للسيارة المفخخة التي استخدمت في الحادث، مؤكدة أنها من نوع (هايلوكس) وفجرت بالقرب من أول حاجز أمني لدخول مطار عدن الدولي، ما أدى الى احتراق وتضرر عدد من سيارات ومنازل المواطنين في الحي السكني.
وندد مجلس الحراك الثوري في العاصمة المؤقتة عدن جنوبي اليمن بحادث التفجير الإجرامي الذي وقع مساء أمس السبت قرب مطار عدن الدولي، وطالب في بيان صحفي حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه إدارة أمن عدن بالكشف فورا عن الجهة التي نفذت تفجير المطار ومن يقف خلفه، مشددا على أهمية توحيد السلطات العسكرية والأمنية المتعددة في العاصمة المؤقتة عدن.
وأوضح المجلس أن هناك جهات عدة محلية وإقليمية ترغب في أن تظل عدن غير آمنة وسط ولاءات أمنية مختلفة تسيطر على المشهد الأمني والعسكري.
- المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية
- الصورة: آثار الانفجار الذي وقع السبت، 30 أكتوبر، بالقرب من مطار عدن الدولي (رويترز)
قبل 3 أشهر