أول صفقة سلاح كبرى للسعودية في عهد بايدن

أول صفقة سلاح كبرى للسعودية في عهد بايدن

دولي

الجمعة, 05-11-2021 الساعة 08:49 مساءً بتوقيت عدن

سوث24 | واشنطن 

ذكرت  وزارة الدفاع الأمريكية أمس الخميس أن وزارة الخارجية أقرت أول صفقة أسلحة كبرى للسعودية في عهد الرئيس جو بايدن من خلال بيع 280 صاروخا جو-جو من إنتاج رايثيون تكنولوجيز، بما يصل إلى 650 مليون دولار.

وعلى الرغم من كون السعودية شريكا مهما للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ينتقد مشرعون أمريكيون الرياض لمشاركتها في الحرب باليمن، وهو صراع يُعد أحد أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. ورفضوا الموافقة على الكثير من المبيعات العسكرية للمملكة دون ضمانات بعدم استخدام العتاد الأمريكي في قتل مدنيين، وفقا لوكالة رويترز.

وقال رويترز أنّ وزارة الدفاع أخطرت الكونجرس بالصفقة يوم الخميس. وفي حالة الموافقة عليها، فستكون أولى الصفقات مع السعودية منذ أن تبنت إدارة بايدن سياسة قصر مبيعات الأسلحة للحليف الخليجي على الأسلحة الدفاعية فقط.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إنها أقرت الصفقة يوم 26 أكتوبر تشرين الأول، مضيفا أن مبيعات الصواريخ جو-جو تأتي بعد "زيادة الهجمات عبر الحدود على السعودية على مدى العام المنصرم".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في بيان إن الصفقة "تتماشى تماما مع تعهد الإدارة بالشروع في دبلوماسية لإنهاء الصراع في اليمن". وقال إن الصواريخ الجو-جو تضمن أن تكون لدى "السعودية الوسائل للدفاع عن نفسها من الهجمات الجوية للحوثيين المدعومين من إيران".

وستشمل الحزمة 280 صاروخا جو-جو متقدما متوسط المدى من طراز (إيه.آي.إم-120سي-7/سي-8) و596 قاذفة صواريخ من طراز (إل.إيه.يو-128)، إلى جانب حاويات ومعدات دعم وقطع غيار ودعم هندسي وفني من الحكومة الأمريكية ومن الشركة المتعاقَد معها.

وعلى الرغم من موافقة وزارة الخارجية، لم يشر الإخطار إلى توقيع عقد أو إتمام مفاوضات.

ماهو صاروخ اي ام 120؟ 

صاروخ (AM-120 AMRAAM) هو الجيل الجديد من الصواريخ الصالحة لجميع الأحوال الجوية المصنعة من قبل رايثيون. ومشغلوها الرئيسيون هم القوات الجوية الأمريكية والبحرية الأمريكية إلى جانب حلفاء الولايات المتحدة مثل المملكة العربية السعودية.

ومع ذلك، فإنّ الصاروخ AIM-120 مشتق من مجموعة صواريخ سبارو، وهي صواريخ أخف وزنا وضغطا وأكثر مرونة بكثير من مجموعتها الأم من الصواريخ، وفقا لصحيفة ايرواسيا تايمز

أول صفقة سلاح كبرى للسعودية في عهد بايدن
صاروخ (AM-120 AMRAAM) بواسطة تويتر 

الطول الإجمالي لـ صاروخ AIM-120 هو 3.6 متر، وقطره 17.7 سم، وجناحيه في 52.5 سم. ويتكون الصاروخ الذي يزن 150.7 كيلوغراما من نظام توجيه يتألف من محطة رادار نشطة/مسار مركّز، ويتراوح مداه التشغيلي بين 20 ميلا بحريا و 30 ميلا بحريا.

دفعة كبيرة لطائرات F-15 السعودية 

وتأتي هذه الصفقة في أعقاب تعاون دفاعي طويل الأمد وإن كان مثيرا للجدل بين واشنطن والرياض. وظلت الولايات المتحدة موردا قديماً لأنظمة إف-15 للقوات الجوية الملكية السعودية. وكانت الولايات المتحدة والسعودية قد توصلتا إلى اتفاق بقيمة 30 مليار دولار لطائرات "إف-15" في عام 2011.

وكان مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون السياسية والعسكرية أندرو شابيرو قد قال إن صفقة الطائرات المقاتلة العملاقة شملت 84 طائرة من طراز F-15 SA إلى جانب "تحديث" 70 مقاتلة قائمة، إلى جانب "الذخائر وقطع الغيار والتدريب والصيانة والخدمات اللوجستية".

وحصلت شركة بوينغ لصناعة الطيران على عقد ضخم بقيمة 9.8 مليار دولار لتحديث وتنفيذ أعمال التصميم على أسطول طائرات إف-15 التابع للقوات الجوية الملكية السعودية.

وقد تحقق ذلك في الشهر الماضي عندما استخدمت القوات الجوية الملكية السعودية طائرات "نسور سترايك" من طراز F-15s (التي تلقتها كجزء من العقد) لإطلاق صواريخ هاربون.

كان هذا العرض للقوة النارية السعودية جزءا من تدريب يعرف باسم نسيم البحر الثالث عشر. وشهدت المناورات سلسلة من " المناورات البحرية الثنائية " مع باكستان.

استهداف وكلاء إيران 

المملكة العربية السعودية وإيران في خضم صراع إقليمي على النفوذ والسلطة. لا يزال النزاع في اليمن نقطة محورية لما وصف بأنه "حرب باردة في الشرق الأوسط". قوبل دعم إيران للمتمردين الحوثيين بقوة نيران ساحقة من قبل القوات الجوية السعودية.

وتشير التقارير الإعلامية الأخيرة إلى أنّ معركة مأرب، وهي فصل دموي آخر في الحرب الأهلية، قد تصل إلى نقطة مفصلية.

ويُعتقد أن هذه التطورات لها آثار كبيرة على كل من المملكة العربية السعودية وإيران. من الناحية الجغرافية، يبعد موقع مأرب مئات الكيلومترات عن الحدود السعودية. لكن احتمال استيلاء وكلاء إيران عليها سينظر إليه على أنه هزيمة رمزية للرياض.

ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن صحيفة اورشليم بوست، ادعى الحوثيون أنّ القوات الجوية السعودية شنت 159 غارة جوية، وردا على ذلك ردوا عليها 86 مرة.

كما زعم المتمردون أن وحدتهم الصاروخية نفذت 47 عملية منها 31 داخل الأراضي اليمنية، في حين نفذت الـ 16 عملية المتبقية على الأراضي السعودية.

وقالت الجماعة المتمردة إنها شغلت 141 طائرة بدون طيار كجزء من هجماتها ضد السعوديين.

كانت هناك مؤشرات على الدعم الإيراني للحوثيين. ومع ذلك، فإن شراء صواريخ AIM-120 من واشنطن قد يعطي القوات الجوية الملكية ميزة في حربها الجوية، ومع ذلك، ستظل هناك مخاوف بشأن الأضرار الجانبية المحتملة.

ويقتصر التدخل السعودي، حاليا في اليمن، على العمليات الجوية. ومؤخرا أشارت مصادر لـ "سوث24" إلى مغادرة القوات السعودية محافظة شبوة، في جنوب اليمن، بصورة مفاجئة، تزامنا مع انسحاب قوات إماراتية من معسكر العلم، في حين غادرت بعض القوات السعودية التي كانت تتواجد في محافظة المهرة من منطقة حات وشحن ونشطون.

وتجري السعودية محادثات مع إيران منذ أشهر بتسهيل من العراق. أعلن مؤخرا وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أنّ المحادثات لم تصل لانفراجة، لكنه أكّد على عزم الرياض مواصلة هذه المحادثات، وفقا لما نقلته عنه قناة العربية السعودية.

- مصادر: مركز سوث24، رويترز، يوروآسيا تايمز 

- الصورة: قاذفتان من طراز F-15SA Advanced Eagles ترافق قاذفتين أمريكيتين من طراز B-52 Stratofortress أثناء عبورهما المجال الجوي للمملكة العربية السعودية في 10 ديسمبر 2020. (عبر تويتر) 

صفقة أسلحةالسعوديةسلاح الجو السعوديالطائرات السعوديةاليمنالحوثيونمأربالولايات المتحدة