11-11-2021 الساعة 11 صباحاً بتوقيت عدن
سوث24 | عدن
شهد ملف الأزمة اليمنية تحركات دبلوماسية حثيثة خلال الأيام الماضية، تزامنا مع قصف عنيف لطائرات التحالف الذي تقوده السعودية على مواقع عسكرية للحوثيين في صنعاء وصعدة.
وبعد يومين من زيارة وفد أمريكي برئاسة المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، إلى عدن، طالب سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لدى اليمن "الأطراف اليمنية الانخراط في حوار حقيقي من أجل الوصول إلى حل سياسي شامل لإنهاء الأزمة في اليمن".
ووفقا لبيان صادر عن اجتماع مشترك، التقى سفراء الدول الخمس، الأربعاء، بسفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر، وناقشوا دعم الجهود الحالية للمبعوث الخاص للأمم المتحدة والحاجة إلى حل سياسي تحت رعاية الأمم المتحدة، فضلاً عن دعم الحكومة الشرعية.
وأدانوا، وفقا للبيان، هجمات الحوثيين عبر الحدود ضد المملكة العربية السعودية. وشددوا على ضرورة خفض التصعيد، بما في ذلك الوقف الفوري للتصعيد في مأرب.
وكان السفير السعودي قد زار واشنطن الأسبوع الماضي والتقى أطرافا دبولماسية أمريكية، نوقش خلال اللقاءات الوضع في اليمن.
وعقب صدور بيان دول الخمس بساعات، أعلن التحالف الذي تقوده السعودية أنه نفذ ضربات جوية على أهداف عسكرية في العاصمة صنعاء وصعدة.
وذكر المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي، أن الأهداف شملت مواقع للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ومخازن للأسلحة.
من جانبه، قال المتحدث العسكري لجماعة الحوثيين إنهم نفذوا عملية استهدفت معسكرات في ظهران الجنوب بمنطقة عسير السعودية، ومأرب وغربي تعز.
وأوضح المتحدث العسكري للميليشيات الحوثية، أن 3 صواريخ باليستية استهدفت معسكر الفوج الأول في ظهران الجنوب بمنطقة عسير، وأن قتلى وجرحى سقطوا في الهجوم.
من جانب آخر نفى متحدث التحالف، الأربعاء، وفقا لوكالة رويترز، انسحاب قوات التحالف من جنوب اليمن. وقال "بأن قوات التحالف تعيد الانتشار بما يتسق مع استراتيجيته لدعم القوات اليمنية، لكنها لا تنسحب."
وقالت مصادر أمنية يمنية لرويترز إن الجيش السعودي انسحب من قاعدة عسكرية كبيرة في مديرية البريقة في مدينة عدن الساحلية الجنوبية ونقل القوات والمعدات والمدفعية الثقيلة.
وأضافت المصادر أن بعض القوات والعتاد حُمِلت على متن سفن حربية بميناء عدن بينما نُقل البعض الآخر جوا من مطار المدينة. وقال شهود عيان إن أرتالا طويلة لجيش المملكة شوهدت يوم الثلاثاء متجهة من قاعدة البريقة العسكرية إلى ميناء عدن.
وكانت مصادر رفيعة أبلغت سوث24 في وقت سابق، عن سحب السعودية لقواتها من مطار عتق بمحافظة شبوة، بصورة مفاجئة، وبعض قواتها من مناطق شحن وحات ونشطون بمحافظة المهرة، شرقا.
وقال شهود عيان أنهم شاهدوا عربات ثقيلة وعتاد عسكري يتم نقله على شاحنات كبيرة باتجاه الطريق الدولي الرابط بين اليمن والسعودية.
وفي الساحل الغربي، قالت مصادر إعلامية محلية، ليل أمس، أنّ انسحابا حصل للقوات المشتركة من مناطق محيطة بمدينة الحديدة باتجاه مدينة الخوخة. إلا أنّ مصدر رسمي بقوات العمالقة أبلغ "سوث24" بعدم معرفتهم بذلك، لكنه لم ينفِ تلك الأنباء أو يؤكدها.
وكان المبعوث الأممي قد التقى الأربعاء برئيس المكتب السياسية للمقاومة الوطنية، طارق صالح، في المخا بتعز. ناقشا جهود إيقاف الحرب، والتحديات أمام المجتمع الدولي في رعاية وتكرار اتفاق استوكهولم في مأرب، وفقا لتغريدة نشرها صالح على حسابه في تويتر.
وجاء التخفيض الجديد للقوات السعودية في أعقاب جهود دبلوماسية مكثفة من جانب الولايات المتحدة والأمم المتحدة لإنهاء صراع محتدم منذ سبع سنوات أودى بحياة عشرات الألوف وجعل الملايين يواجهون خطر المجاعة.
وزار المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيموثي ليندركينج الرياض هذا الأسبوع مع ضغط واشنطن على السعودية لرفع حصارها، وفقا لوكالة رويترز، عن الموانئ التي تخضع لسيطرة الحوثيين، وهو شرط تضعه الجماعة المتحالفة مع إيران لبدء محادثات لوقف إطلاق النار.
غير أن الرياض، كما تقول الوكالة، تريد أولا أسلحة أمريكية لمساعدة المملكة على تعزيز أنظمتها الدفاعية في أعقاب هجمات الحوثيين على أراضيها بطائرات مُسيرة وصواريخ باليستية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الأسبوع الماضي إن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على أول صفقة أسلحة كبيرة للسعودية في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن ببيع 280 صاروخا جو-جو بقيمة تصل إلى 650 مليون دولار.
ويُعتقد أنّ التحركات الأخيرة المكثفة تحمل بوادر صفقة ما لإيقاف الحرب في اليمن، على الأقل سيتم الإعلان خلالها عن إنهاء تدخل التحالف الذي تقوده السعودية أو تخفيف تواجده، وفتح مطار صنعاء ورفع القيود عن ميناء الحديدة، مقابل التزامات من الحوثيين بإيقاف هجماتهم الجوية على الأراضي السعودية، على الرغم من أنّ جولات المفاوضات السابقة خلال سبع سنوات من الحرب، أخفقت في إنجاز تقدم ملموس.
- مركز سوث24 (رويترز، وكالات)
- الصورة: سفراء الدول الخمس لدى اليمن والسفير السعودي، في الرياض، 10 نوفمبر 2021 (تويتر)