16-12-2021 الساعة 3 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| عدن
يعتزم قيادات وناشطون في حزب التجمع اليمني للإصلاح، (حركة الإخوان المسلمين في اليمن)، إطلاق "حملة إلكترونية واسعة" ضدَّ المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، تزعم مسؤوليته عن عمليات اغتيال، مباشرة بعد أيام من كشف السلطات الأمنية عن "خلية إرهابية" متهمة بتنفيذ تفجيرات داخل عدن، خلّفت العشرات من الضحايا.
ومن المقرر أن تُطلق الحملة التي تضمنت اتهامات قطعية صريحة لقيادات في المجلس الانتقالي وقوات الحزام الأمني بارتكاب جرائم اغتيالات، عصر اليوم الخميس.
ونشر رئيس الدائرة الإعلامية لحزب "الاصلاح" في عدن، خالد حيدان، ملصقا على حسابه في فيسبوك، دعا فيه للمشاركة في الحملة، وتضمّن الملصق صورة لمدير إدارة تحفيظ القرآن بمكتب التعليم بالمحافظة، إيهاب باوزير، الذي اُغتيل في 7 ديسمبر الجاري في عدن.
وتتهم الحملة نائب رئيس المجلس الانتقالي، هاني بن بريك، بالوقوف وراء مقتل الشيخ السلفي سمحان العريقي، المعروف باسم "الشيخ راوي"، في يناير 2016.
استباق
ويوم 5 ستبمبر الماضي، أظهرت تحقيقات أجرتها اللجنة الأمنية في عدن ضلوع عناصر تابعة لقائد لواء النقل في الحكومة اليمنية، وأحد أعضاء حزب الإصلاح، أمجد خالد، بعمليات "إرهابية" عنيفة ضربت عدن في شهر أكتوبر الماضي.
وكشفت التحقيقات عن تنفيذ"محمد الميسري" و"أحمد البيضاني"، محاولة الاغتيال التي طالت محافظ عدن، أحمد لملس، ووزير الزراعة، سالم السقطري، وهما قياديان بارزان بالمجلس الانتقالي، في 10 أكتوبر، بسيارة مفخخة.
وخلّفت هذه المحاولة التي تمت بمنطقة تضم مدارس ورياض للأطفال في منطقة التواهي سبعة قتلى بينهم ثلاثة صحفيين من طاقم محافظ عدن، بالإضافة لأفراد من حراسة الموكب.
كما ادَّعى بيان اللجنة الأمنية مسؤولية "صالح وديع الحداد" عن العملية الدامية بسيارة مفخخة أمام بوابة مطار عدن الدولي، في 30 من ذات الشهر، خلّفت 5 قتلى و25 جريحاً، بينهم نساء وأطفال.
واعترف المتهمان عادل ردمان وفاروق خالد في مقاطع مصورة نشرها فريق مكافحة "الإرهاب" في عدن بتفاصيل وحيثيات العمليتين، وأشارا إلى تلقي المنفّذين دعما مالياً ولوجستيا من الحوثيين المدعومين من إيران.
كما كشف المتهمان أيضاً عن ضلوع العناصر الثلاثة في عمليات سابقة استهدفت معسكرات وشخصيات في القوات الجنوبية في عدن، تمت بإشراف وتوجيه ومشاركة قائد لواء النقل، أمجد خالد، المقرب من نائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر.
عمليا، "يمكن تفسير الحملة الإلكترونية المرتقبة على أنها تأتي نتيجة لاستشعار الحزب الديني خطورة ما كشفته نتائج التحقيقات هذه، والتي تثبت وجود التعاون العملياتي والمالي بين قيادات بارزة في الحزب، والعدو المفترض له في شمال اليمن، جماعة الحوثي"، كما يقول مصدر أمني لـ "سوث24".
وقال المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته، لأنه ليس مخوّلا بالحديث لوسائل الإعلام، أنّ هذه الخطوة تعكس "وجود حالة قلق في أروقة وغرف الحزب المغلقة من انكشاف جبل الجليد الذي لم تظهر منه سوى القمة مؤخراً، والذي يتهم بعمليات عنف دموية طيلة الأعوام الأخيرة في عدن، تشمل الاغتيالات والتفجيرات الانتحارية والعبوات الناسفة وغيرها."
ولم يرد الإصلاح رسمياً على هذه الاتهامات، لكن قيادات عسكرية موالية له شاركت مرارا في محاولات اقتحام عدن في 2019 و2020.
ومثّلت العمليات الأخيرة في عدن رسائل فوضى دموية، هزت بشكل أساسي أمن واستقرار المدينة التي استقبلت المبعوثين الأممي والأميركي لليمن، ووفد دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي، في أكتوبر ونوفمبر على التوالي. قوبلت العمليات بإدانة دولية وإقليمية واسعة.
وتصاعدت حدة هذه العمليات مع عودة رئيس حكومة المناصفة بين جنوب وشمال اليمن، الدكتور معين عبد الملك، إلى عدن أواخر سبتمبر الماضي.
ولطالما اتهم المجلس الانتقالي الجنوبي حزب الإصلاح ذي النفوذ السياسي والعسكري الواسع في الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً بمحاولة إفشال حكومة المناصفة، التي شُكلت في ديسمبر 2020 ضمن التطبيق العملي لبنود اتفاق الرياض بين المجلس والرئاسة اليمنية، في نوفمبر 2019.
وتُخالف الأعمال المقوضة لاستقرار عدن التوجه العام الإقليمي والدولي لدعم حكومة المناصفة لأداء عملها، في ظل حالة الانهيار الاقتصادي غير المسبوقة التي تشهدها البلاد، وهو "ما يجعل المتورطين في هذه الأعمال في دائرة خطر المساءلة والعقوبة"، كما يقول المصدر الأمني لـ "سوث24".
عمليات الاغتيال
منذ تحريرها من الحوثيين في 2015، شهدت عدن موجة تاريخية من أعمال العنف التي طالت القوات الأمنية والعسكرية، رجال الدين، والشخصيات المدنية.
وتصدرت عمليات الاغتيال مشهد العنف في هذه المدينة، كان أبرزها ومن بين أقدمها اغتيال محافظ عدن الأسبق، اللواء جعفر محمد سعد، في 6 ديسمبر 2015، بسيارة مفخخة استهدفت موكبه غرب المحافظة.
وعلى مدى الأعوام اللاحقة، شملت قوائم الاغتيالات شخصيات أمنية وعسكرية ودينية في عدن، بعضها شخصيات من الصف الثالث تنتمي لحزب الإصلاح الإسلامي.
وتبنى تنظيما داعش والقاعدة بعض العمليات التي استهدفت جنوداً ومعسكرات وشخصيات جنوبية، فيما بقي كثير منها مقيدا ضد مجهول.
وتراجعت وتيرة أعمال العنف في عدن بشكل كبير بعد الحملات التي نفذتها القوات الأمنية الجنوبية ضد أوكار الجماعات المسلّحة في عدن ولحج، بالتزامن عمليات عسكرية أوسع ضد داعش والقاعدة في حضرموت وأبين وشبوة.
وسبب غياب المحاكم وتعطيل الجهاز القضائي في عدن ومحافظات الجنوب في تأخير كثير من عمليات المحاكمة التي كان يفترض أن يخضع لها المتهمون في قبضة القوات الأمنية، وكشف من يقف وراء أعمال العنف.
وكان سوث24 قد كشف في وقت سابق عن خلية مسلّحة يقودها الحارس الأسبق للقيادي الإسلامي عبد المجيد الزنداني، أحد أبزر قيادات حزب الإصلاح، قالت السلطات الأمنية في عدن أنها تقف وراء عمليات اغتيال واسعة ضرب المدينة حتى أواخر العام 2019.
- سوث24
- الصورة: أمجد خالد، حيدان، وخلية الخمسة الذين تتهمهم السلطات الأمنية بتنفيذ التفجيرات الدموية بعدن في أكتوبر الماضي (سوث24)