رفع الحماية القانونية عن مطار صنعاء: تصعيد نوعي وانسداد سياسي

English

أعلن  التحالف العربي بقيادة السعودية، أمس الاثنين، رفع الحماية القانونية عن مطار صنعاء الدولي، الأمر الذي عده خبراء عسكريون تحوّلا جديدا وخطيرا في مسار الحرب وانسداد أفق السلام.

وقال التحالف في بيان بثه التلفزيون السعودي إنّ ذلك يأتي "بناءً على الفقرة 2 من المادة 52 البروتوكول الإضافي" للقانون الدولي الإنساني، المختص بالوضع الإنساني في الحروب والنزاعات المسلحة.

وأوضح التحالف أنّ رفع الحماية عن مطار صنعاء يأتي ردا على استخدام الحوثيين، المدعومين من إيران، مرافق في المطار لتنفيذ "هجمات عابرة للحدود"، تستهدف المدنيين بالسعودية.

وقال الخبير العسكري العميد ركن ثابت حسين صالح، تعليقا، على ذلك، أنّ إعلان التحالف يعني أنّ "مطار صنعاء الدولي بات هدفاً عسكريا مشروعا باعتبار أنّ الحوثيين قد اخترقوا قواعد مواثيق القوانين الدولية للحرب بشأن تحييد الأهداف والمصالح والحقوق المدنية في الصراعات المسلحة."

واعتبر العميد صالح في تعليق لـ "سوث24" أنّ هذا التطور في مسار الحرب يُعدُّ "تصعيدا جديدا ونوعيا وخطيرا وتجلياً واضحا لانسداد أفق المسار السياسي."

وكان التحالف الذي تقوده السعودية، قد طالب المدنيين والمنظمات الدولية، مساء الاثنين، بمغادرة مطار صنعاء الدولي، قبل أن يشن عدداً من الغارات على المطار.

ووفقاً لمصادر محلية في صنعاء لـ "سوث24"، كانت الغارات هي الأعنف منذ أشهر في صنعاء.

ونقلت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن ثلاث غارات استهدفت المطار، فيما استهدفت غارتان منطقة "النهدين". 

وأشار بيان التحالف إلى أنّ الضربات الجوية على المطار شملت 6 مواقع "تستخدم لإدارة هجمات الطائرات المسيرة والمفخخة"، بالإضافة إلى "مخزنين للطائرات المسيرة". كما استهداف "موقع تدريب ومقر سكن المدربين والمتدربين" في المطار.

وأكد التحالف أن هذه العمليات ضد مطار صنعاء "لن يكون لها أي تأثير على القدرة التشغيلية في المطار".

وفي تصريحات لقناة "العربية السعودية"، قال متحدث التحالف، العميد تركي المالكي، إنهم أبلغوا مكتب الشؤون الإنسانية باليمن "قبل ساعة من ضربات مطار صنعاء".

ونبه المالكي الجماعة المسيطرة على صنعاء ومعظم شمال اليمن إلى "عدم تفسير سياسة ضبط النفس بصورة خاطئة". مشيرا إلى أنّ التحالف "أعطى مساحة للتحركات السياسية الساعية لحل الأزمة باليمن". 

وتشهد صنعاء عمليات قصف مكثفة منذ ما يقرب من شهرين، بعد أن كانت أجواء المدينة الجبلية قد سكنت لأشهر.

ومنذ أكثر من ثلاثة أعوام، تصاعدت وتيرة الهجمات التي يشنها الحوثيون على الأراضي السعودية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.

ومنذ أسبوعين رفع التحالف السرية عن مقاطع مصورة أظهرت عناصر يمنية وأجنبية، وهي تختبر إطلاق صواريخ، خلال مرور طائرة أممية في مطار صنعاء. 

ورغم أنّ الدفاعات السعودية أفشلت 90% من الهجمات، وفقا لتقديرات، إلا أنّ بعضها شكّل تهديداً وشيكا وفعليا لقواعد عسكرية سعودية، ومطارات مدنية جنوب المملكة، بالإضافة لمنشآت مرتبطة بالقطاع النفطي.

وفي خبر منفصل أعلن متحدث الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، صباح اليوم الثلاثاء، أنّ مبعوث إيران لدى الحوثيين، حسن إيرلو قد توفي متأثرا بإصابته بفيروس كوفيد 19، وفقا لما نقلته وكالة مهر للأنباء الإيرانية.

ويوم الأحد الماضي، كانت الخارجية الإيرانية قد أعلنت أنّ حسن إيرلو تم نقله للعلاج من صنعاء إلى طهران على متن طائرة عراقية بتعاون دول في المنطقة، في إشارة إلى السعودية.