26-01-2022 الساعة 9 صباحاً بتوقيت عدن
سوث24 | ترجمات
يمر اليمن، أقل الدول نموا في العالم العربي، بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، لكن التصعيدات الأخيرة بين الحوثيين والإمارات أظهرت أنه لا يوجد طرف في النزاع لديه استعداد لإنهاء معاناة البلاد.
وفي الآونة الأخيرة، استهدف الحوثيون العاصمة الإماراتية أبوظبي في هجومين مختلفين بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار. كما تبنوا هجوما على العاصمة التجارية للبلاد دبي، لكن السلطات الإماراتية لم [تؤكد] مزاعم الحوثيين.
وفي العام الماضي، أعلنت إدارة بايدن إنهاء مشاركتها في حرب اليمن إلى جانب التحالف الذي تقوده السعودية، مما دفع الأطراف المتحاربة والرياض إلى جانب حلفائها والحوثيين إلى التفاوض والتوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية. ولكن المفاوضات لم تتوصل إلى حل، وبدلا من ذلك، صعد الجانبان من هجماتهما.
في أعقاب هجمات الحوثيين على الأراضي السعودية والإماراتية، كثف التحالف الذي تقوده الرياض حربه ضد المتمردين المدعومين من إيران. ويوم الجمعة، أسفرت الغارات الجوية عن مقتل عشرات المدنيين، كما استهدفت مركزا للاحتجاز، مما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا. التحالف الذي تقوده السعودية نفى التقارير عن استهداف مركز الاحتجاز في صعدة اليمنية.
يقول سامي حمدي، المحلل السياسي في الشرق الأوسط ورئيس منظمة "المصلحة الدولية"، وهي مجموعة مخاطر سياسية: "إن الإمارات العربية المتحدة، التي تجنبت المواجهة مع الحوثيين على مدى العامين الماضيين، نشرت فجأة حلفاءها لمهاجمة الحوثيين".
وقال حمدي ل"تي آر تي وورلد"إن "ألوية العمالقة تحقق تقدما ومكاسب ضد الحوثيين مما أثار الكثير من القلق بين قيادة الحوثيين"، في إشارة إلى المشاركة العسكرية الأخيرة [للإمارات] في موقعين حاسمين، شبوة ومأرب الغنية بالنفط.
وهذا تغيير حقيقي عن فك ارتباط الإمارات العربية المتحدة بالنزاع في اليمن. ونتيجة لذلك، استولت القوات [الجنوبية] المدعومة من الإمارات على شبوة، وهي محافظة حاسمة للحوثيين للسيطرة على كامل شمال اليمن، مما أدى إلى قطع خطوط إمداد الجماعة المدعومة من إيران في مأرب. وقد أغضبت تلك النكسات العسكرية قيادة الحوثيين، مما دفعهم إلى مهاجمة الدولة الخليجية.
ويقول حمدي إنّ "الحوثيين يريدون من الإمارات العودة إلى سياسة عدم المواجهة، ويُطلقون صواريخ للضغط على أبوظبي للقيام بذلك".
لكن لماذا غيرت الإمارات سياستها بعدم المواجهة في اليمن؟
السيناريوهات المحتملة
وبحسب حمدي، هناك ثلاثة سيناريوهات سياسية رئيسية لتفسير التحول في الظروف.
وقال "الأول هو أن الإمارات تريد تعزيز علاقاتها مع المملكة العربية السعودية". شعر السعوديون بالوحدة في حرب اليمن بعد أن خفضت الإمارات مشاركتها هناك. ومع إعادة تعبئة القوات اليمنية الحليفة لها ضد الحوثيين، قد ترسل أبوظبي رسالة إيجابية إلى الرياض. لكن حمدي يرى أن هذا السيناريو غير معقول.
وقال "هذا غير مرجّح لأن السعودية والإمارات لم تختلفا علنا قط حول اليمن بالطريقة التي اختلفا بها حول القضايا المتعلقة بقطر وتركيا وأوبك".
ويقول حمدي إنّ "السيناريو الثاني هو أنّ واشنطن المحبطة طلبت منهم مهاجمة الحوثيين، وقد أذهلهم رفض الحوثيين الدخول في مفاوضات على الرغم من عدد من التنازلات الأمريكية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في يوليو/تموز إن واشنطن "ضاقت ذرعا" بالحوثيين بسبب هجوم الجماعة على مأرب. كما وجد المبعوث الأمريكي الخاص تيم ليندركينغ، المكلف بتطوير عملية سلام في اليمن، أنّ قتال مأرب "حجر عثرة" للتوصل إلى اتفاق بين الجانبين.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، اقتحم الحوثيون أيضا السفارة الأمريكية في صنعاء، العاصمة اليمنية، الخاضعة لسيطرة الجماعة منذ عام 2014. وفي حين لم يكن لدى السفارة الأمريكية أي موظفين دبلوماسيين وقت مداهمة الحوثيين، اعتقلت الجماعة موظفيها اليمنيين.
وخلال الهجوم الحوثي الأخير على أبوظبي، ربما تكون الجماعة قد استهدفت أيضا قاعدة الظفرة الجوية في المدينة، التي تستضيف القوات الأمريكية والبريطانية على حد سواء. ساعدت القوات الأمريكية التي تستخدم صواريخ باتريوت الجيش الإماراتي على اعتراض صواريخ الحوثيين لمنعها من إصابة القاعدة ومواقع إماراتية أخرى، وفقا للجيش الأمريكي.
ويشير هجوم الحوثيين على القاعدة العسكرية الأمريكية، التي تستضيف ما يقرب من 2000 جندي، إلى تصعيد آخر في حرب اليمن. وقال العميد أندرو كلارك، قائد القوات الأمريكية في القاعدة، ردا على هجوم الحوثيين: "تقف القوات الأمريكية في الظفرة مع الإمارات العربية المتحدة وشركائنا في التحالف في جميع أنحاء المنطقة."
أسفر الهجوم الحوثي الأول على مطار أبوظبي عن مقتل ثلاثة عمال أجانب، في حين لم يسفر الهجوم الثاني عن سقوط ضحايا، وفقا لمصادر إماراتية. لكن الحوثيين تعهدوا بمواصلة استهداف الإمارات العربية المتحدة، بهدف إخافة المستثمرين الأجانب في الدولة الخليجية. وقد شنت الجماعة بالفعل عدة هجمات على الأراضي السعودية.
وبحسب حمدي، فإنّ السيناريو السياسي الثالث لمشاركة الإمارات المتزايدة في حرب اليمن قد يكون حول خطط تقسيم البلاد. ويقول حمدي إن "الإمارات العربية المتحدة، التي تدعو إلى تقسيم اليمن إلى الشمال والجنوب، تعتقد أن الوقت قد حان للقيام بذلك".
لكن من أجل تقسيم اليمن، فإنه يحتاج إلى بدء عملية التفاوض. لذلك فهي تهاجم الحوثيين لإجبارهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل بدء العملية".
لطالما دعمت الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يقاتل ليس فقط مع الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، ولكن أيضا ضد الحوثيين.
- المصدر: تي آر تي الإنجليزية
- تظهر هذه الصورة الملتقطة بالأقمار الصناعية آثار هجوم تبناه المتمردون الحوثيون في اليمن على مستودع وقود تابع لشركة النفط الوطنية في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة. (اسوشيتدبرس)
قبل 7 أيام
قبل 10 أيام