27-02-2022 الساعة 5 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | موسكو
أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ردًا على تصريحات "الغرب" التي وصفها بالعدوانية، بوضع قوات الردع الاستراتيجية [النووية] في الجيش الروسي في حالة التأهب.
جاء ذلك في اجتماع في الكرملين مع وزير الدفاع سيرجي شويغو ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري جيراسيموف.
وقال بوتين "كما يسمح كبار المسؤولين في دول الناتو القيادية بالتصريحات العدوانية ضد بلدنا، لذلك آمر وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة بوضع قوات الردع التابعة للجيش الروسي في حالة تأهب قتالي خاصة".
وشدد بوتين، مخاطبا وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة، على أنّ الدول الغربية تتخذ أيضا إجراءات غير ودية ضد روسيا في المجال الاقتصادي. وأضاف "أعني عقوبات غير مشروعة، والتي يعرفها الجميع جيدا".
رد أمريكي
وفي أول رد على ذلك، وصفت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس، قرار بتوين بوضع قوة الردع النووي بحالة تأهب بأنه "تصعيد غير مقبول".
وقالت في مقابلة مع شبكة سي بي إس "هذا يعني أن الرئيس بوتين يواصل تصعيد هذه الحرب بطريقة غير مقبولة وعلينا أو نواصل وقف أفعاله بأقوى طريقة ممكنة".
يأتي ذلك في حين دخلت الحرب الروسية الأوكرانية يومها الرابع.
مفاوضات
وأعلنت كل من روسيا أوكرانيا أنهما سيعقدان مفاوضات في بيلاروسيا.
قالت وكالة تاس الروسية أنّ الوفد الروسي ذهب إلى منطقة غوميل في بيلاروسيا لإجراء مفاوضات مع الجانب الأوكراني، حسبما أفاد مراسلها الأحد.
وقال مكتب الرئيس الأوكراني أن اجتماع روسي أوكراني سيعقد في منطقة الحدود الأوكرانية البيلاروسية دون شروط.
وذكرت وسائل إعلام أنّ نائب وزير خارجية أوكرانيا ميكولا توتشيتسكي سيمثّل كييف في المفاوضات مع الاتحاد الروسي في غوميل.
الوضع الميداني
في هذا الوقت احتفظ المدافعون عن أوكرانيا بالعاصمة كييف، في اليوم الرابع من الغزو الروسي وانخرطوا في قتال حضري في خاركيف، ثاني أكبر مدنها، حيث صعدت الحكومات الغربية عقوباتها ضد موسكو.
وأمرت السلطات الأوكرانية سكان كييف بالبقاء في منازلهم حتى صباح الاثنين، من أجل تمكنها من مطارد ما وصفتهم "المتسللين الروس"، الذين شاركوا في عدة اشتباكات مع القوات الأوكرانية والمتطوعين المدنيين خلال الليل، وفقا لما ذكرته وول ستريت جورنال.
واستمر دوي الانفجارات من الغارات الجوية الروسية مع بدء يوم الأحد. ارتفع عمود أسود في أفق المدينة من مستودع الوقود الرئيسي في بلدة فاسيلكيف، جنوب العاصمة، الذي اشتعلت فيه النيران بعد أن أصيب خلال الليل.
وأعلنت السلطات الأوكرانية أنها منعت الروس من الاستيلاء على مدينة إيربين بالقرب من كييف، ولا تزال المدينة تحت السيطرة الأوكرانية، وفقا لعمدة المدينة.
قال مسؤولون أوكرانيون إنّ إحدى الغارات الجوية الروسية أصابت مستشفى أطفال في وسط كييف أثناء الليل، ما أسفر عن مقتل طفل وإصابة آخرين.
في هذا الوقت ذكرت وسائل إعلام روسية أنّ القصف الأوكراني استمر على مناطق دونباس بشرق أوكرانيا.
وقالت سلطات لوغانسك، أنّ القوات الأوكرانية تستخدم أسلحة زودها بها الغرب ضد سكان دونباس، وأنّ أكثر من 130 ألف من سكان دونيتسك بدون ماء، وفقا لتاس الروسية.
حرب أرقام
وبدت حرب أرقام الخسائر بين الطرفين جلية، فيما بدا أنها معركة إعلامية للتأثير على وضع قوات الطرفين على الأرض.
ففي حين، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه منذ بداية العملية، تم تدمير 254 دبابة ومدرعات أخرى، و 31 طائرة على الأرض، و 46 قاذفة صواريخ متعددة، و 103 مدفعية ميدانية وقذائف هاون، و 164 وحدة من الآليات العسكرية الخاصة. بالمقابل، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني أنّ خسائر روسيا خلال الثلاث الأيام الماضية بلغت 27 طائرة روسية و26 طائرة هليوكبتر و146 دبابة و706 عربة مصفحة وتحييد 4300 فرد.
قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف صباح الأحد: "لقد غيرت هذه الأيام الثلاثة بلدنا والعالم إلى الأبد". وأضاف "ستكون هذه أوقات عصيبة في المستقبل. لكننا الآن لم نعد الوحيدون الذين يؤمنون بانتصارنا." في إشارة إلى الدعم الغربي المستمر بالأسلحة الفتاكة والمساعدات.
وكانت دول الاتحاد الأوروبي وكندا وبريطانيا والولايات المتحدة قد فرضت عقوبات اقتصادية على بنوك روسية شملت البنك المركزي الروسي، بما فيها فصل بعض البنوك عن نظام سويفت المصرفي العالمي، في محاولة لمعاقبة الاقتصاد الروسي وثني بوتين من مواصلة عمليته العسكرية في أوكرانيا.
ويوم الأحد أعلن الرئيس الأوكراني زيلينسكي عن إنشاء فيلق دولي جديد للجيش الأوكراني، على غرار الكتائب الدولية التي ساعدت في الدفاع عن الجمهورية الإسبانية في الحرب الأهلية في ثلاثينيات القرن الماضي. ودعا زيلينسكي مواطني الدول الصديقة لأوكرانيا بالانضمام للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية للدفاع عن "أمن أوروبا والعالم".
المصدر: سوث24، وكالات
الصورة: تصاعد الدخان في سماء العاصمة الأوكرانية صباح الأحد (ZUMA PRESS)