المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ (رويترز)
02-10-2022 الساعة 2 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | عدن
يخيم الضباب على مصير المقترح الأممي لتمديد وتوسيع الهدنة الإنسانية في اليمن، قبل ساعات قليلة من إعلان انتهاء هذه الهدنة التي استمرت لستة أشهر، رسميا.
الناطق الرسمي للحوثيين ورئيس وفدهم المفاوض، محمد عبدالسلام، نفى، الأحد الأنباء عن موافقة الجماعة المدعومة من إيران على تمديد الهدنة. وكان مركز "سوث24" قد علم من مصدر رفيع أنَّ الأطراف اليمنية وافقت على النسخة المحدثة لمقترح توسيع الهدنة لمدة ستة أشهر.
وأشار المصدر إلى أنَّ المجلس الرئاسي أبلغ المبعوث الأممي بموافقته على مقترح الهدنة المحدث، وحذَّرة عدم من جدية الحوثيين. ووفقا للمصدر، أبلغ غروندبرغ الرئاسي أن الحوثيين وافقوا على المقترح.
في غضون ذلك، التقى رئيس المجلس الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، بالمبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ في العاصمة السعودية الرياض لمناقشة مستجدات اتفاق الهدنة المحدث، وفقا لوكالة "سبأ".
كما عقد المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، في صنعاء، اجتماعا لمناقشة مستجدات ومسار الهدنة السارية، وفقا لإعلام الجماعة. ونقلت قناة المسيرة عن المجلس السياسي الحوثي: "نستنكر طرح الأمم المتحدة ورقة لا ترتقي للمطالب ولا تؤسس للسلام."
وأعلن المجلس السياسي الحوثي أنَّه يدرس "مختلف الخيارات للتعاطي مع المرحلة الجديدة". ووصف المصدر الرفيع هذه التصريحات بإنَّها "تمثَّل تراجعا واستخفافا بالجهود الدولية."
ومن المتوقع، وفقا للمصدر، أن تتضمن الهدنة الموسعة حال إعلانها رسميا بنود تخص رواتب موظفي الخدمة العامة في مناطق الحوثيين، فتح أوسع للطرقات، ووقف كل العمليات العسكرية داخل وخارج البلاد، بالإضافة لاستمرار مفاوضات الحل السياسي الشامل.
وكان الحوثيون قد هددوا، السبت، باستهداف الشركات النفطية والملاحية في مناطق المجلس الرئاسي حال انتهاء الهدنة الإنسانية السارية في البلاد، ما لم يتم الاستجابة لشروطهم. في هذا الوقت أعلنت الحكومة اليمنية أنَّها تلقت مقترحا محدثا من الهدنة وأنها ستتعامل معه بإيجابية.
ويوم الأحد، علم مركز "سوث24" من مصادر مطلّعة أنّ المبعوث الأممي هانس غروندبرغ من المتوقع أن يلتقي الأحد، المجلس الرئاسي اليمني في الرياض، لمناقشة مقترحا ثانيا لتمديد الهدنة وتوسيعها. وقال المصدر أنّ هناك نقاط خلافية بين الحوثيين والمجلس الرئاسي بشأن المقترح الجديد. لكنّ المصدر لم يكشف تفاصيل هذه الخلافات.
وذكر وزير الخارجية اليمني الأسبق أبوبكر القربي، على تويتر، أنّ نسخة محدثة من اتفاق الهدنة سيتم الإعلان عنها خلال ساعات إذا وافقت الأطراف.
وقالت اللجنة الاقتصادية العليا التابعة للحوثيين إنها تلقت تعليمات من المجلس السياسي بإرسال تحذيرات للشركات النفطية والملاحية بالتوقف عن العمل إبتداءا من الساعة 6:00 من مساء اليوم الأحد.
ويصر الحوثيون على ضرورة أن تتكفل الحكومة اليمنية بدفع رواتب الموظفين الذين يعيشون تحت سيطرتهم وعدم فتح الطرق الرئيسية الأساسية في تعز وباقي المحافظات.
وقال رئيس وفد الحوثيين المفاوض، محمد عبدالسلام، في بيان، إن مفاوضات تمديد الهدنة التي توشك على الانتهاء "وصلت إلى طريق مسدود".
وحذر الناطق العسكري للجماعة، يحيى سريع، الشركات النفطية والملاحية التي لها وجهات إلى دول التحالف أو العاملة في الداخل من "تجاهل ما سيصدر من تعليمات خلال الساعات القادمة."
وفي وقت متأخر مساء السبت، أعربت السفارة الروسية في اليمن عن قلقها "إزاء عدم إحراز أي تقدم بشأن تمديد الهدنة في اليمن". وقال القائم بأعمال السفارة: "لا يوجد حل عسكري للصراع في اليمن."
كما عبر السفير الأمريكي عن قلق واشنطن من "عدم إحراز تقدم قي تأمين تمديد الهدنة في اليمن." ودعا السفير "الأطراف لعدم تبديد تقدم الأشهر الستة الماضية." وقال وزير الخارجية الأمريكي أنه أجرى اتصالا بنظيره السعودي "للترحيب بدعم المملكة لتمديد الهدنة في اليمن."
وفي بيان، أعلن الاتحاد الأوروبي "الدعم بشكل كامل لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة للأطراف اليمنية لقبول مقترح تمديد الهدنة المقدم من قبل المبعوث الأممي."
ودعا وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي السبت الحوثيين إلى الانخراط البنّاء مع الجهود الأممية للوساطة في تمديد الهدنة.
كما اتهم جماعة الحوثي بالاستمرار في تعريض محادثات الهدنة للخطر وحرمان اليمنيين من مستقبل سلمي، مرحباً بالتزام الحكومة اليمنية بتمديد الهدنة في حال الاتفاق عليها.
ودانت خارجية الحوثيين في بيان نشرته قناة المسيرة الحوثية البيان البريطاني، ووصفت لغته بـ "الإجرامية والمستفزة".
وكانت وكالة سبأ التابعة للحكومة اليمنية قد نشرت، السبت، بيانا عن مصدر مسؤول قال فيه إن "الحكومة اليمنية ستتعامل بإيجابية مع مقترح محدّث من المبعوث الأممي الخاص لتمديد وتوسيع الهدنة إبتداءا من 2 أكتوبر.
واختتم المبعوث الأممي هانس قد غروندبرغ، الجمعة، زيارة إلى صنعاء التقى خلالها قادة ومسؤولين حوثيين ضمن التحركات الساعية للتوصل إلى اتفاق هدنة موسع.
وقال مكتب غروندبرغ إنه "أجرى نقاشات مكثفة في صنعاء حول القضايا المتعلقة بدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، والقضايا المتعلقة بالموانئ والمطارات والحفاظ على هدوء الجبهات الأمامية."
وشدد غروندبرغ على أن " تجديد الهدنة وتوسيعها ضرورة إنسانية وضرورة سياسية وفرصة لا يمكن تضييعها." وحذر الدبلوماسي السويدي من أنه "إذا عادت الحرب قد لا تكون هناك فرصة كهذه لفترة طويلة."
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
قبل 3 أشهر